الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نيويورك تايمز كذبت ضد صدام حسين...

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


اعتذار نيويورك تايمز، حول كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق، هل يعيد للعراق كيانه ووجوده الذي فقدهُ؟ جريمة التلفيق والفبركة التي صاغها محررو وكتاب وصحفي الواشنطن بوست هل ستترك أثرها على الرأي العام الدولي؟ بل هل سيغير ذلك من دأب الصحفتين وبقية الجوقة الإعلامية الأمريكية والغربية من استمرار حبل الكذب؟
ما جرى خلال غزو العراق يعتبر جريمة مروعة لا تقل عن جريمة غزو الكويت ذاتها، فقد عالج العالم غزو الكويت وتحريرها بغزوٍ أشد فداحة وكأن الجريمة الأولى حلقة ثانية بعد حلقة غزو الكويت الأولى، وإذا أخطأ صدام حسين باحتلال الكويت فقد أخطأ الكثيرون عرب وأجانب فيما بعد...فقد أخطأ الفلسطينيون بتأييد العراق في غزوه للكويت، وتذهل من الصدمة عندما يؤيد من احتلت أراضيه، احتلال أراضي الغير، وهذا ما حدث مع الفلسطينيين الذين عانوا من الاحتلال الإسرائيلي عندما هبوا لتأييد احتلال الكويت ولم يغب عن الذاكرة موقف ياسر عرفات حينها حين وقف مع الاحتلال للكويت...
ليس هذا هو موضوع الساعة، لب المسألة هو الكذبة الملفقة الصارخة التي لفقتها الألتين السياسة والصحفية بواشنطن حول امتلاك صدام حسين للسلاح الشامل، كيف مرَّت هذه الكذبة ليس على الجمهور الأمريكي، بل على العالم كله، رغم ما رافق ذلك من دحض وتفنيد من قبل عدد آخر من الإعلام الأمريكي الحر! مثل صحيفة نايت رايدر التي دأبت وقتها على معاكسة التيار القوي الذي يسعى لغزو العراق بهدف محدد رغم كل الظروف وهو اسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين...فيلم أمريكي يمكن العودة له وفهم ما حدث، لنفهم اليوم خلفية ما وقع في عملية "الصدمة والترويع" وحتى نفهم من جديد ابتداء من الآن وحتى الغد كيف تجري صناعة الحرب في أمريكا؟ ومتى؟ ولماذا؟ قبل أن ننساق وراء جريدة مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست...
سابقة مروعة، غير مسبوقة، لجريدة نيويورك تايمز، اعتذار رسمي لما سوقته الجريدة من تلفيق محبوك ومفبرك ضد نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بامتلاك أسلحة دمار شامل، سوقت وروّجت له الجريدة ومعها الواشنطن بوست، شاهدت مؤخرًا فيلمًا أمريكيًا جريئًا وواقعيًا فضح اللعبة الهزيلة الملفقة المدمرة التي حيكت بالكذب والتزوير الفاضح من أعلى جهاز إلى أصغره بالإدارة الأمريكية حينها لإقناع العالم بهذه الكذبة التي هدفت لإسقاط النظام العراقي، بل وتدمير الجيش العراقي وإهلاك البنية التحتية للعراق واحلال طغمة سياسية رخيصة فاسدة، جلّ طاقهما ينتمون لأحزاب الولي الفقيه وأغلبهم بلا شهادات ولا خلفيات ثقافية أو فكرية، بينهم بائع مسابح وسائق تاكسي، منهم المالكي والمقبور الجلبي، وضعوا برأس السلطة ببلد عربي عريق الحضارة، ضارب بالجذور كالعراق، لينتهي به المطاف دولة متسولة فقيرة، ضائعة بمتاهة العالم.
الفيلم الأمريكي جاد وبعنوان الصدمة والترويع) Shock and Awe) وهو اسم العملية العسكرية التي قضت على العراق وشعبه، يكشف بتسلسلٍ درامي موثق بالدلائل والوثائق والشهادات، ما قامت به إدارة بوش وتشيني من حياكة وتلفيق خطة مُحْكمة استعانت بفلول المرتزقة الإيرانيين ودعمتهم جردتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست، بأكبر علمية بالتاريخ المعاصر، شهدت تزوير واختلاق رواية متشعبه، موظفة بإحكام، لامتلاك العراق مشروع نووي مكتمل وأسلحة دمار شامل، سخرت له كل الوسائل والذرائع الملتوية لإقناع الشعب الأمريكي والعالم بأن نظام صدام يمتلك الأسلحة، مع وجود صحفيين ومؤسسات صحفية أمريكية حاولت جهدها دحض تلك الأكاذيب ونشرت الوثائق السرية على كذب وزعم ديك تشيني بامتلاك صدام للأسلحة إلا أن المشروع المقرر سلفًا لإسقاط صدام مضى بوتيرة سريعة ضاربًا عرض الحائط بكل تلك الأصوات الشجاعة التي فضحت اللعبة...رئيس وزراء عربي! وحيد هو وحده من كذب تلك اللعبة وحذر منها ولكن لم يؤخذ برأيه حينها.
حتى وزير الخارجية كولن بأول وقتها، كان مشككًا بذلك وغير مقتنع ومعارض للغزو، إلا أن موجة الآلة العسكرية الخبيثة التي يقودها كل من تشيني ووزير الدفاع حينذاك رامسفيلد مضت في تجييش العالم كله وراء هذه الكذبة، وأقذر ما باللعبة التي علينا اليوم الوعي لها والتنبه، هي انخراط جرائد كنيويورك تايمز بتمهيد الطريق للغزو المقرر، في نشرها الأكاذيب...ترى ماذا ينفع اعتذارها اليوم بعد سقوط القناع وانفضاح المستور...هذه هي الصحافة الأمريكية التي يروج لها أغلبنا بانبهارٍ وغباء للأسف.
الشمس لا تحجبها الغيوم بل تجملها، كذلك الحقيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا