الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب المرفأ

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2020 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


باعد في سنوات 1990 ،مشروع ( الداون تاون ) إعادة إعمار وسط المدينة ،بحسب أسلوب معماري (هوليودي) متخيل ، باعد بين الأحياء و الناس و فئاتهم و طبقاتهم الاجتماعية. ومن المحتمل أن يكون الشواظ الذي انبعث في المرفأ ، من الأمونيوم و ربما من الأورانيوم أيضا ، قد انجلى ، رمزيا ، عن نتائج مماثلة لتلك التي اسفرت عنها حروب الأسواق و الغزو الإسرائيلي و حرب تموز
ما أود قوله هنا هو أن الخسائر التي و قعت إثر تفجير المرفأ ، تتطلب إعمارا ، علما أن هذا يتم عادة بأسلوب بناء يلائم مصلحة الجهة المانحة ، أو بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، يتقرر ذلك بالتوافق ، إذا جاز القول ، بين الذين توكلوا بأمور الناس المبتلين من ناحية وبين الدولة الأجنبية التي هبت لمساعدتهم من ناحية ثانية .
من البديهي أنه يترتب عن دخول دولة أجنبية إلى البلاد من أجل إغاثة فئة من السكان ، أمور كثيرة لا يتسع المجال هنا لاستعراضها ، لذا أقتضب لأقول أن أبرزها من وجهة نظري هو نشوء رابطة مباشرة ، بين الطرفين هي أقوى من تلك التي توجد مبدئيا بين "المواطن " و دولته " الوطنية ".
استنادا إليه ، ليس المرء ملوما عندما يعترف بفضل من أنقذه و عالج جراحه ومن آواه و من وفر له فرصة عمل لكي يعيش كريما مستغنيا عن متزعم الطائفة أو المذهب الديني ،الذي ألحق به إلحاقا دون سؤاله !
يحسن التذكير أن مسألة تدخل الدول الأجنبية في شؤون سكان البلاد ، و في اختيار الحكام ، تكاد أن تكون في صلب كيان شبه الدولة ، حتى عندما يتعلق الأمر بتدخل دولة تضمر العداء للجميع و لكنها تظهره تدريجيا ، تجاه المكونات الاجتماعية المتناقضة والمتنازعة ، كل بدوره بحسب الظروف الملائمة . ينبني عليه أن غموضا كثيفا يعتري مفاهيم ، مثل الوطن و الاستقلال و الدولة الأجنبية والدولة الاستعمارية ، و الدولة الصديقة و غير الصديقة ! كثيرون هم الذين يحملون جنسيات أجنبية ، و من ضمنهم أشخاص يمارسون سلطات "وطنية " وزارية و أمنية بالإضافة إلى عضوية مجلس النواب! ( ليس على المتعاون مع العدو حرج )
مجمل القول أن تفجير المرفأ هو في أغلب الظن مفتعل ، أو بتعبير آخر هو عمل حربي ، في سلسلة الإعمال الحربية السابقة الهادفة إلى تقسيم البلاد ، كون هذه الأخيرة تمثل منفذا اقتصاديا و فكريا و سياسيا بالنسبة للعمق السوري العراقي ، قبل أن تتخلى عنها السلطات المصرية . فهل ستقسم البلاد أم أننا حيال الفصل الأخير من عملية التقسيم ، بظهور صاحب النيافة كما كان يخرج أصحاب السماحة و الفضيلة ، متفقدا الأحياء التي ضربها تفجير المرفأ ،فصارت تشبه أحياء بيروت بعد حرب الأسواق و الغزو الإسرائيلي الذي أعقبها و بلدات الجبل أثر حرب التحرير و قرى جبل عامل بعد حرب تموز ، و مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بعد حروب بيروت و الشمال . فهل تكون حرب المرفأ آخر الحروب ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة