الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجب طيب أردوغان يلفظ أنفاس فرصته الأخيرة في إعادة إحياء أمجاد العثمانيين

زهراء الياسري

2020 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


خسر أردوغان حربه مع المجتمع الدولي من جهة و شعبيته في الأوساط التركية من جهة أخرى، فمن ناحية حارب العديد من الدول اقتصاديا كاليونان و قبرص و مصر و ليبيا و أرمينيا و هي دول لها حلفاء كثيرين و التي عزلت تركيا و هذا ما يخشاه أردوغان.

انتهت احلام أردوغان بعودة الفينيق الأناضولي مرة أخرى (الفينيق طائر اسطوري انتشرت عنه الأساطير قديما انه كان يستطيع أحياء نفسه مجددا بعد أن يموت حيث ينهض من رماده) و هي آماله في أحياء الإمبراطورية العثمانية و الخلافة الإسلامية التي يرى فيها هيمنة على كل بلد إسلامي مجاور و هو من دافع الغرور و العيش بالاوهام التي لا طائل منها سوى المشاكل فالحال في الشرق الأوسط لم يعد كما كان في عهد السلطان محمد الفاتح و لا عهد عثمان ارطغرل و قد ترائى لأردوغان أن إمكانية حدوث ذلك قد تكون واردة.

أن طمع أردوغان في السيطرة على آبار النفط والغاز الطبيعي في البحر الأسود و حلمه في السيطرة على المياه الدافئة (و هو مصطلح أطلقته روسيا قديما على مياه البحر الأسود و البحر الأحمر و البحر المتوسط) و هو بذلك يفتح على نفسه أبواب الجحيم على مصراعيها مع روسيا و امريكا واسرائيل و بريطانيا و الدول العظمى التي ترى في هذه المنطقة زناد القنبلة التي ممكن أن تنفجر إذا ما مستها أيادي غيرهم.

لم يكتفي أردوغان بالسياحة التركية و لم يكتفي بالصناعات التركية التي باتت تسيطر على أسواق العرب بل لم يكتفي بصناعة الدعايات التي أدخلت تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بعد عناء طويل و الفضل يعود لقطعة تشكل ١٠٪ من مساحة تركيا الا و هي اسطنبول التركية التي تنتمي إلى أوروبا، بل سعى بكل جهده إلى تسليح تركيا و إدخال نفسه في الشأن العسكري و أخذ يطمح في ضم شمال العراق و شمال سوريا و البحر الأسود و قبرص و أجزاء من اليونان و أرمينيا و بلغاريا تحقيق لحلم التوسع الذي رسمه في مخيلته.

تركيا التي لا يوجد نسبة و تناسب بين إمكانياتها و تعدادها السكاني تنفق سنويا ٥٦ مليار دولار على الطاقة و عليها مديونية ب ٦٣ مليار دولار للبنوك الأوروبية يجب سدادها في نهاية ٢٠٢٠ مع انخفاض سعر الليرة التركية فقد بات أردوغان يلفظ أنفاسه الأخيرة مع حكومته التي أغرقت تركيا بالمشاكل الاقتصادية و العقوبات من جهة و المشاكل السياسية و حشر انفها في الشأن الداخلي العربي و غيره و الذي أثار حفيظة كل من له شأن بذلك.
إضافة إلى المشاكل التي جلبها لنفسه من تنصيب نفسه مدافعا عن القدس و تحرير فلسطين و يرى نفسه خليفة وهمي مع إيقاف التنفيذ قد اجج عليه العديد و جعل الكل يتآلب ضده و يتسائل ما الذي يدفع أردوغان لتكثيف المشاكل على بلده؟؟.
و رغم كل تلك المشاكل اخذ بالتقرب و التعامل مع قطر التي ترى في أردوغان أداة لتحقيق رغباتها في توجيه ضربات لأعداء قطر في المنطقة و لا ننسى أن كل من مصر و السعودية و الامارات و البحرين و غيرها قد أعلنت على قطر العداء و لذلك فمن مصلحة قطر أن تجعل من تركيا ( عدو أعدائي الذي سيغدو صديقي) فقد كشفت مصادر أن الخزينة التركية تحتوي على سندات دعم قطرية بالإضافة إلى ترويج البضائع التركية في قطر، و بين هذا وذاك أصبح الشعب التركي مرهون بسياسات غير حكيمة حتى وصل الأمر إلى حظر استخدام المواطنين الأتراك لأموالهم في المصارف بحجة الخوف على مصالحهم الشخصية و هي حجة باطلة تحاول الحكومة التركية بها إيقاظ الوضع المتهالك و ما هو إلا جرعة لإطالة عمر الحكومة للامد القصير ليس هذا فحسب بل حتى قلب الطاولة و محاولة إيهام الأتراك بضرورة موائمة أفكارهم مع أردوغان في أحياء المجد العثماني قد وصل إلى تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد كذلك كنيسة كاريه الذي يهدف من وراءه صبغ سلطته بصبغة الخلافة الإسلامية و التي كما يتخيل نفسه سلطان و صدر اعظم .

و ما زلنا نفكر هل الشعب التركي يرى في أردوغان شخصية فذة تعمل على إعادة المجد لبلادهم؟
أم أنهم يرون فيه حاكم متسلط و ديكتاتور مستبد يرضخ له الأتراك بالإكراه غير متناسين العقوبات التي انزلها بالانقلاب العسكري الذي حصل قبل ثلاث أعوام؟
أتصور أن تصعيد الموقف السياسي في المنطقة سيجيب على جميع التساؤلات في القريب العاجل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة