الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العراق , هل المواطن هو الموضوع الأساسي للتنمية وهدفها ؟

عادل عبد الزهرة شبيب

2020 / 8 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ينبغي ان يكون الإنسان الموضوع الأساسي للتنمية البشرية وغايتها ومن كل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والفكرية . والتنمية يجب ان تكون شاملة ومتكاملة وتشمل جميع المؤسسات الحكومية والخاصة، ويفترض ان لا تترك اي جانب في البلد الا وتعمل على تطويره وتحسينه والتنمية تكون قابلة للاستمرار ومستدامة تسعى دائما للأفضل وان تتجه الى تنمية الإنسان جسديا ونفسيا وأخلاقيا وعمليا من جهة تعليمه وزيادة خبراته وتأهيله تأهيلا مناسبا للقيام بالعمل المطلوب منه. فأين العراق من هذا؟ وهل تمكن من تحقيق التنمية الاقتصادية- الاجتماعية منذ سقوط النظام المقبور والى اليوم؟
يعتبر التعليم احد العوامل المهمة في تحقيق التنمية وذلك لدوره في إعداد الكوادر المتخصصة المتقدمة والوسطى في جميع المجالات ,وقد تبنت معظم دول العالم خططا وبرامج لتطوير نظم التعليم على مختلف المستويات (الا العراق) الذي يتميز بتدني مستوى التعليم فيه سواء في انخفاض نسبة النفقات العامة لقطاع التربية والتعليم في الموازنة حيث بلغت النسبة في موازنة 2013 (9,2بالمئة) مقارنة مع القطاعات الأخرى (الأمن والدفاع) والتي بلغت (14,2بالمئة) وهذا يعتبر مؤشراً خطيراً في دولة نامية كالعراق .
لقد اهتمت كثير من الدول بتحسين نوعية التعليم واستيعاب الاعداد المتزايدة من السكان عدا العراق الذي تدهور فيه التعليم وفي جميع مستوياته وخاصة في المؤسسات الرسمية وتزايد اقبال الناس على المدارس الأهلية, اضافة الى تدني مستوى الأبنية المدرسية وفي كثير من مناطق العراق نرى المدارس الطينية التي لا تصلح للعملية التعليمية وافتراش الطلبة الأرض في الصفوف الدراسية بدلا من الرحلات وارتفاع نسب المدارس ذات الدوام المزدوج والثلاثي ,وانتشار ظاهرة التدريس الخصوصي ,كل هذا يجري في بلد يملك (موازنة انفجارية ) ولكنها انفجرت على أرصفة وامتيازات الرئاسات الثلاث والفساد بدلا من انفجارها على التنمية الاقتصادية الاجتماعية والخدمات والتعليم والصحة والمساكن والطرق والمعامل والمزارع وكل ماله علاقة بالتطور.
ومن العوامل الأخرى التي تؤثر على عملية التنمية من خلال المشاكل التي تواجه التعليم والمتمثلة بـ:
1. عدم وجود سياسة تعليمية ثابتة وواضحة وطويلة الأمد.
2. المناهج الدراسية في واد واحتياجات المجتمع في واد آخر.
3. انتشار ظاهرة الفساد على مختلف مستويات قطاع التعليم.
4. ارتفاع نسبة الأمية وعدم مكافحتها وخاصة في الريف العراقي.
5. زيادة عدد المتسربين من الدراسة وخاصة بين الاناث في الريف.
6. ميل التعليم العالي الى التوسع الأفقي في الجامعات وتعزيز التطور الكمي على حساب التطوير النوعي اضافة الى انفصام التعليم عن حاجة سوق العمل.
فكل هذه العوامل وغيرها تؤثر سلبا في التعليم الذي يؤثر بدوره على تحقيق التنمية البشرية, فالتعليم ضروري لعملية التنمية ونجاح التنمية يعتمد على النجاح في قطاع التعليم ومدى توفر فرص التعليم لكل الناس دون شرط او قيد.
ان معالجة المشاكل والعراقيل التي يمر بها التعليم يساعد على تحقيق التنمية وذلك من خلال:
1. التوسع في بناء المدارس لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السكان وفق خطط سنوية ومتوسطة وبعيدة المدى.
2. رفع مستوى القائمين بالتدريس من خلال اشراكهم بدورات تدريبية وتأهيلية وتفعيل دور الإشراف التربوي .
3. اعتماد سياسة تعليمية واضحة وبعيدة المدى.
4. تغيير المناهج لتتلاءم مع احتياجات المجتمع.
5. توفير البنى التحتية اللازمة لعملية التعليم.
6. مكافحة الفساد في القطاع التعليمي بكافة مستوياته.
7. مكافحة الأمية ووضع الخطط والبرامج اللازمة لذلك وخاصة بين النساء حيث قدرت نسبة الأميات بنحو 50بالمئة بين من تتراوح أعمارهن بين 15و24 عاما مقارنة بـ 20- 28 بالمئة من مثيلاتهن في بغداد والمدن الحضرية.
8. تعزيز التطور النوعي على حساب التطور الكمي في الجامعات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة