الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلطة الافكار السائدة....

عمر عبد الكاظم حسن

2020 / 8 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الانتقاد العام لسلطة الافكار والقيم السائدة امر يثير الجدل دائما واللغط والخصومات لان هذه السلطة تعتبر من اخطر السلطات فمن خلال وعاء هذه السلطة.

التي تشكلت بمرور الزمن وتراكمت كقيم والتي من المؤكد خرجت منها جميع السلطات والتي اصبحت بعد ذلك بمثابة قوانيين تحرك المجتمع .

فلا وجود لسلطة سياسية او دينية او اجتماعية شاذة ومنحرفة الا وخرجت من سلطة الافكار السائدة فمثلا لم يخرج دكتاتور عبثا في اي مجتمع بل لسلطة الافكار السائدة دورا اساسيا في ظهوره .

لهذا كانت وما زالت سلطة الافكار السائدة في العراق تساعد وتعضد على نحو كبير جميع الافكار المنحرفة ولان جميع المصائب التي مرت على العراق بسبب التسليم المطلق اجتماعيا لهذه السلطة .

لهذا نقد هذه السلطة وقيمها هو ظاهرة صحيحة لتشخيص سلوك اجتماعي او ديني أو سياسي شاذ أو تصحيح مسار خاطئ .

لان جميع المجتمعات التي استقرت والتي خرجت من براثن هذه الجائحة لم تتخلص منها بين ليلة وضحاها لانها ارادت ذلك.

بل عمل مبدعيها ومتخصصيها بشكل مضني على هدم هذه السلطة عبر مراحل شاقة وطويلة الى ان وصلوا الى مرادهم .

لكن ان يحمل الكثير من الناس ضحايا هذه السلطة الظواهر العامة الشاذة التي ينتقدها الكثير من المتخصصين واصحاب النظر الثاقب على محمل شخصي او ان تحمل السلطات الاخرى ان كانت سياسية او دينية او اقتصادية المستفيدة من سلطة الافكار السائدة هذا لعمري فهو أمر لا يقبل التفسير إلا على تاؤيلين.

اما لوجود عقد نفسية متأصلة في اللاوعي الشخصي او احساس هائل بالدونية مرتبط بنقص الوعي والوضاعة الفكرية والمعلوماتية .

الا ان من حسن حظ المجتمعات البدائية كالمجتمع العراقي اليوم هو الاستفادة الهائلة من ثورة المعلومات والاتصالات التي اصبحت مائدة متاحة للجميع يتناول الجميع منها مايريد بدون اي رقابة .

هذه الثورة الاتصالية والمعلوماتية اختصرت الكثير من الزمن والكثير من النضالات التي ناضلتها مجتمعات سبقتنا في سلم الحضارة .

لهذا النقد العام والمستمر لهذه الافة سوف يؤتي اكله حتما في قاطرة الاصلاح الطويلة وسوف يزيح مستقبلا اغلب العقد النفسية والعلاقات الزبائنية الطفيلية للاشخاص و المؤسسات المتخادمة التي بدون ادنى شك تعتاش على سلطة الافكار السائدة ................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي