الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق السلام.. قراءة تاريخية (1)

محمد خدام عبد الكريم
كاتب

(Mohamed Khadam Abdalkareim)

2020 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ما زلنا نطارد فرص السلام

على الرغم من أن السودان هو البلد الوحيد في العالم الذي شهد أكثر من (50) مبادرة أو اتفاقية سلام. إلا إننا كسودانيين ما زلنا حتى لحظة كتابة هذا المقال نبحث عن السلام.
وهنا يجب أن نسأل أنفسنا، لماذا لا نحصل على السلام رغم هذا الكم الهائل من الاتفاقيات والمبادرات؟ أين يكمن الخلل؟ بالتأكيد الإجابة على هذه الأسئلة ليست سهلة، وتحتاج منا إلى بحث عميق حتى نقف على السبب الحقيقي في عدم حصولنا على السلام رغم كل هذه المحاولات.
في هذه السلسلة الجديدة من (أوراق السلام) سأقوم بتتبع وقراءة مبادرات واتفاقيات السلام التي شهدها تاريخنا الحديث لعلني أقف على السبب وراء عدم تحقيق السلام في بلادنا.
أكثر من (60) عاما وما زلنا ندفع فاتورة الحرب ،ونبحث هنا وهناك عن أي فرصة تقودنا للسلام، فتناسلت المبادرات والاتفاقيات التي تنادي بالسلام كتناسل الفشل الذي ظل ملازما لنا طوال فترة بحثنا عن وهم السلام.
نبني تلك الاتفاقية ونهدم تلك ثم نقوم بترميمها ثم ما تلبث أن تنهدم وتسقط ومعها تسقط فرص السلام وتستعر الحرب من جديد، وتتوالد جنوبا وشرقا وغربا وشمالا حتى صار السودان بؤرة صراعات ونزاعات لا تهدأ ابدا.
والغريب في الأمر اننا كلما بحثنا عن السلام عثرنا على الحرب وأسبابها، ثم عملنا على استثمارها بشكل مطرد ومفزع حتى أصابتنا (لعنة) السلام والحرب على حد سواء، وصارت هذه المتلازمة هي التي تميز تاريخنا الحديث.
بدأ تاريخنا مع متلازمة (الحرب والسلام) منذ انطلاقة شرارة الحرب الأولى في عام 1955 ومن تلك اللحظة أيضا انطلقت عملية بحثنا عن السلام، لكن كان السلام يقودنا إلى الحرب، والحرب تقودنا إلى السلام ونحن على هذا الحال قد خلفنا وراء ظهورنا ثلاث دكتاتوريات، وثلاث ثورات وعددا من الانتفاضات والاحتجاجات واكثر من تجربة ديمقراطية فاشلة، ومع كل حدث من تلك الأحداث نبحث عن السلام ولكن لم نجده حتى فقدنا بسببه جزء حبيب من وطننا هو الجزء الذي صار اسمه (جمهورية جنوب السودان) الآن.
إذن مشروع السلام في السودان مشروع (فاشل) لا يقود إلى أي نتائج ايجابية تعود علينا بالأمن والاستقرار ، بل يعود علينا دوما بالخراب وأكوام من الورق الأصفر الذي نسميه (زيفا) اتفاقيات سلام تتم صناعتها بليل يتقاسم فيه اللصوص السلطة والمال والجاه، ثم يقومون ببيع الوهم لنا في شكل أحلام وأماني سرعان ما تتسرب من بين أيدينا من غير رجعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي