الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رقصةُ الزمكان في حضرةِ الجغرافيا

جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)

2020 / 8 / 31
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


إذا وقفت على نقطة القطب الشمالي تماما؛ وقمتَ بالدوران حول نفسك؛ فقد دُرْتَ دورة كاملة في 24 ساعة، كدورة الأرض حول محورها، وتلاشت الاتجاهات من حولك (أي ضاعت منك في الفضاء)، باستثناء الجنوب، فلم يعد هناك شرق ولا غرب أو شمال؛ وإن تحركت في أي اتجاه عن يمينك أو يسارك أو أمامك أو خلفك؛ لن تكون وجهتك سوى باتجاه الجنوب.
وتبلغ سرعة دوران أي نقطة على خط الاستواء نحو 460 مترًا في الثانية، أو 1670 كم/الساعة (بالتزامن مع دوران الأرض حول محورها). أو ما يقرب من 1000 ميل في الساعة. وتقل هذه السرعة كلما اتجهنا باتجاه القطبين، فتنخفض سرعة أي نقطة تقع على دائرة عرض 30 درجة لتبلغ 1443 كم/الساعة، وتبلغ على دائرة عرض 60 درجة حوالي 833 كم/الساعة، حتى تصل تلك السرعة إلى الصفر على نقطتي القطبين.
كيف استطعنا قياس هذه السرعات؟ والإجابة ببساطة هي: عن طريق قسمة محيط دائرة العرض على المدة الزمنية التي تستغرقها الأرض في إتمام دورة واحدة حول محورها وهي: يوما واحدا أو 24 ساعة، وبما أن محيط الأرض الاستوائي يبلغ 40000 كم، فإذا ما قُمنا بقسمته على 24 ساعة؛ سيكون الناتج الذي ذكرناه في الفقرة السابقة مباشرة (أي 1670 كم/الساعة)، ويمكننا في ضوء هذه المعطيات أن نحصل على أطوال محيطات دوائر العرض الأخرى والتي أعطيتكم سرعاتها وهي دوائر: 30، 60، 0، على التوالي.
تقولون: كيف؟ الأمر في غاية البساطة، نقوم بضرب تلك السرعات في 24؛ تُعطينا أطوال محيطات الدوائر. وأترككم تستمتعوا بإجراء هذه العمليات الحسابية البسيطة؛ ففي التعامل مع الأرقام مُتعة نفسية ورياضة ذهنية لا تُعادلها متعة.

ومن أهم النتائج المترتبة عن دورة الأرض حول نفسها (محورها)؛ اختلاف الزمن وتعاقب الليل والنهار، واللذان يختلفان في مدة كل منهما باختلاف المنطقة الجغرافية على سطح الأرض، ففي النصف الشمالي للكرة الأرضية يبلغ الاختلاف أشده في الانقلابين (الصيفي والشتوي) يوم 21 يونيو؛ لتُسجِّل أطول فترة نهار وأقصر فترة ليل في العام بأكمله، وفي 22 ديسمبر؛ لتُسجِّل أقصر فترة نهار وأطول فترة ليل في العام بأكمله، والعكس بالعكس في نصف الكرة الجنوبي، ولا يتساويان (الليل والنهار) فتكون مدة كل منهما 12 ساعة، في شتى أنحاء العالم؛ إلا عندما تتعامد الشمس على خط الاستواء في الاعتدالين (الربيعي والخريفي) يومي 21 مارس، 22 سبتمبر من كل عام، وفيهما يزول ظل أي شخص، بأي بلد تقع على الاستواء، ويتلاشى تماما وقت الزوال (الظهيرة)، وهو كذلك الوقت الذي تبلع فيه الساعة 12 ظهراً (منتصف النهار) وتكون المناطق التي تقع شرق هذا المكان؛ أسبقُ منه في الوقت، بينما تكون الأجزاء الغربية مُتأخرة عنه في الزمن، ويكون أقصى طول للنهار، على سبيل المثال، من 13 إلى 14 ساعة في بنجلاديش أو يوتان بالمناطق المدارية، ويبلغ 24 ساعة في مدينة إيشاف ياربا ÍSAFJARÐARBÆR بأقصى شمال غرب جزيرة أيسلندا، ويصل إلى أكثر من شهرين في مدينة أوتشياجفيك Utqiagvik (بارو سابقا) والتي تبعد عن القطب الشمالي بنحو 1350 كم بألاسكا، في حين يبلغ ستة أشهر كاملة عند القطبين، فالملاحظ إذن؛ أنه كلما بعُدنا عن دائرة العرض "صفر" التي تتعامد عليها الشمس يزداد الفارق بين طول الليل والنهار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة