الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهمُ باعتبارهِ منقذاً

جلال الصباغ

2020 / 8 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلنا يعلم أن الأحزاب الإسلامية تستمد بقائها من بقاء أفكارها وخرافاتها ورؤاها للواقع عند فئات من الجماهير، وموت هذه الأفكار داخل الوعي الجماهيري يعني موت ونهاية هذه الأحزاب والقوى، وهو ما تحقق فعليا ابان انتفاضة أكتوبر خصوصا في بداياتها.

ان ممارسات النهب والقتل والتبعية وضياع الدولة وإنهاء مظاهر التحضر والعلمانية حدثت بفعل هيمنة الأحزاب الإسلامية ورجال الدين على الدولة.
وبقاء هذه القوى في السلطة يعني إنتاج نفس الطقوس والأوهام التي تخدر الجماهير وتبث الخرافات، فعن طريقها يوهمون الناس ان الفقر والبطالة وانعدام الخدمات، نتيجة حتمية للقدر الالهي واي معترض على هذا القدر انما هو معترض على الله، فالسياسيين الذين ترعاهم وتدافع عن نظامهم المرجعيات الدينية والتي أصبحت امبراطوريات مالية تمتلك المعامل والمصارف والجامعات والمجمعات السكنية، ومن يجرؤ على الاعتراض على المرجعيات ورجال دينها وهم المقدسين؟!

ان ربط انتفاضة اكتوبر بالطقوس الدينية، انما هو في محصلته النهائية تحويل للمطالب الموضوعية الواقعية بتغيير النظام، والخلاص من أحزاب الخرافة والدجل والنهب والقتل إلى مخاطبة الله او من ينوب عنه على الارض سواء الأحياء او الأموات، وهي تعبيرات عن عجز على التغيير، وهذا ما تحاول السلطة جاهدة ان تبرزه وتسوق له عبر إعلامها المتمثل بأكثر من خمسين قناة فضائية وجوقة من المثقفين بالإضافة الى الحزب الشيوعي العراقي وقادته الذين تحولو الى رجال دين يقيمون المواكب ويطبخون ويوزعون الطعام!! لما لا وهم يتحالفون مع المليشيات والقتلة من الاسلاميين!!
أكثر ما يُطمأن أحزاب الاسلام السياسي ومن خلفهم رجال الدين هو عودة المنتفضين او جزء منهم إلى حضيرتهم، فمهما ابتعد الشباب وطالبوا بإسقاط النظام في مرحلة ما الا انهم عادوا إلى ذات الحضيرة التي تطلب التغيير والإنقاذ من التاريخ والأساطير والله، فهذه الامور لا تشكل خطرا بل هي ذات الاستراتيجية والآلية التي تبقي هذه الاحزاب في السلطة.

ان السبيل الوحيد الذي تستطيع من خلاله الجماهير نيل مطالبها وحقوقها في العيش الكريم والحياة اللائقة هو بالتخلص من الأحزاب الإسلامية، وكل ممارساتها التخديرية، ولا يتم ذلك الا بالنضال الفعلي واستمراره وتنظيم الجماهير بعيدا عن الطقوس التي تمارسها السلطة من أجل تعميق هيمنتها وفرض إرادتها على الشباب والشابات الذين تململوا وخرجوا من عباءة رجل الدين، إلا أنه استطاع أن يعيد جزء منهم تحت هذه العباءة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل