الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو البديل لفلسطين عن الجامعة العربية بعد اتفاقات التطبيع؟

سمير دويكات

2020 / 8 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


المحامي سمير دويكات
لم نسمع صوت الجامعة العربية ولو بتنديد عما حصل من تطبيع مع اسرائيل من قبل الامارات وكما يشيع المطبعون ان هناك دولا اخرى ذاهبة الى التطبيع، وهو امر يستدعي اتخاذ اجراءات غير مسبوقة وخاصة ان التطبيع مع الامارات بلا ثمن وانه تجاوز كل الشرعيات العربية والدولية، ولم يكن سوى علاقات تنسج في وضع لا يحسد عليه المواطن العربي وخاصة الفلسطيني في ظل كل الامور الجارية التي تستدعي امور كثيرة بحاجة الى اعمال كثيرة، والقيادة الفلسطينية واذ ادانت التطبيع واستدعت سفيرها في الامارات فانها لا تزال تمسك العصى من المنتصف لعل وعسى ان يكون هناك حلول من خارج الصندوق الفلسطيني.
تبقى الجامعة العربية مهمة للفلسطينيين وان كانت تتعامل مع القضية في اطار فقط تصريحات لا تطعم ولا تسمن من جوع ولكن هناك موقف عربي سابق بالثباب على الحقوق الفلسطينية وخاصة هناك جانب للدعم المادي العربي، موافقة السعودية على التطبيع الاماراتي يعطي مؤشر ان السعودية في وقت من الاوقات سوف تتجه نحو هذا الامر وهو امر لا يبعد سوى اشهر او سنوات قليلة حتى يتسلم محمد بن سلمان مقاليد الحكم، وهو ما سيشجع دول كثيرة عربية ومنها اليوم البحرين وعمان والسودان على انتهاج هذا النهج، لكن الامر يتوقف على ما يجري خلال الستين يوم القادمة وهو موعد الانتخابات الامريكية، فاذا ما جاء ترامب بولاية اخرى فان الامور سوف تتجه لمزيد من الضغط على الفلسطينيين وهو ما سيؤدي الى تفعيل مسالة الضم وخلق واقع جديد ولن يكون لدى القيادة الا فك الامر القائم وخلق وقائع ثورية فوق الارض او العودة دون مقابل الى حضن امريكا كراعية للسلام وبلا مقابل وتحت سقف خطة القرن ومشروع الضم، اما حال فوز بايدن وهو كان النائب للرئيس امريكا اوباما السابق، وفي عهده لم يتقدم الامر خطوة واحدة نحو الحق الفلسطيني وهو نائب الرئيس فلن يكون هناك شىء جديد.
بالتالي ليس امام القيادة الفلسطينية غير الانضمام لحلف الممانعة العربية وتوحيد الصف الفلسطيني، واتباع نهج جديد ومغاير للنهج القائم على المفاوضات، فتاثير حزب الله في الشمال والمقاومة في غزة في الجنوب هو الكفيل بحماية المشروع الفلسطيني والضغط على اسرائيل وحلفائها من خلال ايضا التلويح بعمل فدائي في الضفة، غير ذلك لن يكون هناك اي بديل عربي او دولي لصالح الفلسطينيين، وانه حان الامر للقيادات المسماه ان تفرط في المناصب من اجل فلسطين والوطن وان تتبع استراتيجية جديدة.
والبديل عن الجامعة العربية هي الجامعة العربية على ان يطرد منها دول التطبيع وليس الانسحاب منها لان التخلي عن العمق العربي سيضر بفلسطين وهنا يتوجب على القيادة ان تسترشد بخبراء في هذا المجال حتى يتم التحرك عربيا، وسياتي من يقول لهم ان مصر والاردن سبقتا هذا وطبعتا، ولماذا لن تتخذوا ضدهم اجراءات من هذا القبيل؟ وسيقولون ان الامر طبيعي من دولة لدولة وقرارها المستقل، هذا كله سيكون في غياب الموقف الفلسطيني الواضح والذي يجب ان يكون بخطط مكتوبة وموزعة عبر العالم وهناك تحركات من خلال سفراء فلسطين ووزارة الخارجية ومنظمة التحرير، لكن في ظل عدم وجوده سيكون هناك خطورة على مستقبل القضية اكثر مما سبق.
الامر ليس فقط في اطار الجامعة العربية ولكن هناك تحرك من الدول الاسلامية في اطار انشاء كيان اسلامي بعيدا عن دول التطبيع وهو لن يكون قبله كما سابقه، وبالتالي فان الامر بحاجة الى تحرك فلسطيني على هذا الاتجاه ايضا لكي لا نفقد عمقنا العربي والاسلامي معا.
القيادة اليوم لا تراهن الا على الانتخابات الامريكية وهو امر خاطىء وخطير وسبق لها ان راهنت هلى هذا الامر دون جدوى كما كانت تراهن في سنوات كثيرة على الحكومات الاسرائيلية لكن كله كان وما يزال مجرد وهم ليس بكبير او ذو جدى وبالتالي المراهنة يجب ان تكون في اتجاهات اخرى ومنها في نقاط محددة:
يجب المراهنة من خلال ما يلي:
1. المراهنة على تاريخ الشعب الفلسطيني وقدرته على احداث التغيير فوق الارض وبناء جهة صمود جديدة لديه في جميع اماكن تواجده الى جانب احرار الامة العربية والاسلامية والشرفاء عبر العالم.
2. المراهنة على تغيير القيادات في كافة المؤسسات والفصائل بما يعزز الثقة لدى الشعب الفلسطيني بقيادته.
3. المراهنة على ضعف اسرائيل كدولة احتلال امام ضربات المقاومة الفلسطينية والعربية والاسلامية.
4. المراهنة على حقوق الشعب الفلسطينية وقضيته العادلة امام شعوب العالم اجمع.
5. المراهنة على مواقف الدول العربية والاسلامية والدولية الداعمة للقضية الفلسطينية بشكل مستمر.
6. المراهنة على الامكانيات الفلسطينية بعيدا عن سوء الادارة والفساد والمحسوبية، والنظر بواقعية على المشهد الفلسطينية.
7. المراهنة على اسقاط خيار السلام والبحث في تفعيل كل الخيارات الاخرى.
8. المراهنة على الاستخدام السليم لمقدرات الشعب العربي الفلسطيني.
9. دعم حركات التحرر العالمية والعربية الثائرة ضد النظام الرسمي العربي وتغيير الاتجاه الفلسطيني الذي كان له الفضل للاسف في افشال الربيع العربي مرات ومرات.
هناك امور كثيرة تقال ولكن في ظل الصمت المريب لدى القيادة والتحرك المعيب كونه لا يوجد تحرك حتى من قبل وزارة الخارجبية، والحالة التي تضيق على الشعب الفلسطيني فان الامور ستبقى كما هي الى حين اتباع ما كتبنا ولو بحده الادني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في