الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأموال الامريكية كقوة رجعية للهيمنة

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)

2020 / 9 / 1
الادارة و الاقتصاد


الدوائر الاستعمارية بحاجة دوما الى تنميطات معينة تروجها بتكرار غريب حتى يصدقها الناس ..وهي تملك أموالا ووسائل اعلام اخطبوطية دولية وإقليمية خليجية ومحلية ، لتقوم بهذا التثبيت للتنميط الاستعماري الذي يمهد لها الاحتلال الاقتصادي والنفسي والسياسي وبكل اشكال الاحتلال المركب .
.لم يلتفت البعض ان أدوات الاحتلال الأمريكي في العراق قد روجوا قبل الاحتلال بوقت طويل عبارة ان المانيا محتلة وفيها قواعد أمريكية ولكنها حققت نموا اقتصاديا وعادت قوو كبرى فلم لانستقبل الاحتلال الذي سيدفع العراق الى مراكز تنموية متقدمة ..
وجماعة أوسلو استعارت عبارات خلبية بان هونغ كونغ قادمة الى الضفة المحتلة و ستحل في منطقة ا ومنطقة ب ومنطقة ج.. ولم يدر في بال غير الشيوعيين الجذريين ان ما ستنتهي اليه هذه التجارب انما كانتونات محاصرة، واشبه بأكبر سجن في التاريخ الحديث يضم خمس ملايين نسمة.. وان العراق سيتشظى ولم يأخذوا نموذج لبنان الذي لاتنطبق عليه عبارة وطن لان الحكم الطائفي ومحاصصاته التي ثبتها الانتداب الفرنسي ومن بعده ادواته السعودية في اتفاق الطائف لن تنتهي بهذا البلد الا للجوع وسرقة كل شيء فيه من مندوبي البنك الدولي في مصرف لبنان عبر رياض سلامة
التنميطات تقوم على استغلال تجارب ميكروسكوبية امبريالية كسنغافورة وهونغ كونغ ودبي وتل ابيب لتعمم وتجعل الشعوب تستسلم لتجارب ، هي نتوءات رأسمالية احتاجت الامبريالية لها لترويج سلعها او كمراكز مالية ولتدمير سلع الدول القريبة من هذه التنميطات استهدفت الصين المنتبهة لذلك او دول جنوب غرب اسيا .
وهذا المجال التنميطي يجد امامه شعوبا انهكت ويستعبدها خدم الامبريالية من شيوخ واديان تمزقها وتحارب وتكفر الفكر الوحيد البديل وهو الفكر الشيوعي مما يجعل الناس تعاني من ايدز او مرض نقص مناعة مزمن مادامت هناك الاف الفضائيات ووسائل الاعلام الامريكية والصهيونية والخليجية ومن لف لفها التي توظف جيوش من المأجورين لترسيخ هذه التنميطات بأشكال مختلفة تحت شعارات الإرهاب والديكتاتورية والديمقراطية وحقوق الانسان ومنظمات المجتمع الدولي الكبرى الغربية والسخرية من سياسات الاكتفاء الذاتي والاقتصاد المستل وذم الصين وروسيا وايران وكوبا وكوريا الشمالية ويوغوسلافيا وليبيا القذافي رغم ان المنطق السليم للديمقراطية يتطلب تشجيع أي تجربة تخرج عن النموذج الأمريكي لاغناء البشرية بالتجارب المختلفة
خلافا لما يتم تداوله في امبراطورية الاستعمار العقلي والنفسي الدعائية بمئات المليارات التي خصصت لدعايتها من ان مشروع مارشال جاء لإنقاذ أوروبا واليابان فقد جعلت الولايات المتحدة، من خلال مشروع مارشال مجالا تسويقيا لسلعها واسواق حصرية لها لان السوق الأوروبي الياباني قوي ويملك بنية صناعية وتعليمية ومالية جيدة ، لاتقاس ببؤس ما كان عليه العراق المحاصر او أي دولة عربية حيث لا تخرج نظرة المشاريع الامريكية الاستعمارية لها على انها مواد خام فقط بترول غاز يورانيوم وبعض الكفاءات التي تسرقها بأساليبها المعروفة.. أي ان تشبيه العراق والضفة المحتلة بألمانيا وهونغ كونغ فيه سخرية كبيرة من العقل وللأسف بعض دهاقنة السفارة الامريكية التي تحتل العراق محاصصيا وطائفيا مازالوا يجدون من يستمع اليهم حتى اليوم
مشروع مارشال عام 1947 كان احدى أدوات الهيمنة على القرار الأوروبي بتخديم كل عوامل النمو الأوروبي الياباني المستقبلي للمشروع الأمريكي ، وهناك بنود معلنة وسرية تفضح ان كل شيء محبوك بستار فولاذي لجعل هذه الدول عملاق اقتصادي ولكن قزم سياسي يدار تحت وسائل ما يخدم الاقتصاد النيوليبرالي الأمريكي.. فاليات السوق القدرية والخطاب النيوليبرالي من بورصات وغيره من شعارات لم تكن توفر فوائضا مالية فوق الخيال سوى لسلطة رأس المال الأمريكي.. فهناك أموال خرافية أوروبية دفعت الى الولايات المتحدة لتستثمر كرها ولو وجد في أوروبا حزبا شيوعيا أوروبيا ماويا لاعادتها لتحولت أوروبا الى جنة ونافست الصين باقتدار ورمت خلفها الولايات المتحدة..
الأداة الثانية التي استخدمتها واشنطن للهيمنة على أوروبا واليابان ،هو حلف شمال الأطلسي الناتو ،تأسس عام 1949 وقد ركزت الطبقات الحاكمة في أوروبا اليات الخضوع لواشنطن عبر أحزاب نيوليبرالية او حتى أحزاب الاشتراكية الديمقراطية وهو ما نجد تعبيراته في دستور الاتحاد الأوروبي ومعاهدة ماستريخت التي اعتبرت ان المكلف بحماية أوروبا هو حلف الناتو ..
وبالتالي اعدمت سبل الخروج والانعتاق من عبودية الهيمنة الامريكية.. وساهم هذا الحلف في إعادة اخضاع أوروبا بمشاركته باستعمار واقتراف ابشع الجرائم ضد التجربة الشيوعية للتسيير الذاتي في يوغوسلافيا وهي احدى افضل التجارب الشيوعية التي كانت تنافس النموذج الأمريكي الفاشي وتضيء تاريخ البشرية ان هناك نموذج انساني شيوعي بالافق التنموي .. شاركت المنظمة منطمة الناتو في تفكك يوغوسلافيا، فكان اول تدخل عسكري استعماري في البوسنة من 1992 إلى 1995 ..ثم استكمل الناتو مهمته بتدمير وبتفكيك يوغوسلافيا في عام 1999..
كانت تلك فرصة ذهبية لتعيد واشنطن اخضاع أوروبا ولاسيما ان الشعوب الأوروبية باتت تعلن ضيقها من انعدام الشخصية السياسية لتكتل اقتصادي أوروبي كبير في بروكسل امام المواقف الامريكية العنصرية الاستعمارية تجاه قضايا كثيرة وأيضا كان اختراع واشنطن والناتو ما يسمى الدرع الصاروخي أسلوبا اخر لاعادة اخضاع أوروبا انها تحتاج لحماية أمريكية من عدو روسي لا وجود له لاوروبا بل هو مكمل لها اكثر من الأمريكي القادم للنهب والهيمنة ..
ولكن من اجل الهيمنة واستمرارها كانت واشنطن بحاجة الى اختلاق دعاية كاذبة وتصوير ان الاتحاد السوفييتي تهديد لاوروبا الغربية بينما اشكال العلاقات السوفيتية تقوم على تضحية المركز الروسي المتقدم نسبيا لمصلحة الأطراف السوفييتية المتخلفة ..وكان احد انضج تجارب التكتلات الدولية على مر التاريخ الحديث..
فلا يوجد علاقة شبه استعمارية بين موسكو والأطراف كما في دول حلف الناتو ..
معاهدة السلام مع اليابان او ما اصطلح تسميته بمعاهدة سان فرانسيسكو استكملت أساليب إعادة تشكيل اليابان عبر الاخضاع للمتطلبات الاقتصادية الامريكية وتركيز الثروة بيد سلطة رأس المال الأمريكي تحت مسمى مسميات معاهدة امنية وقد وقعت هذه الاتفاقية بين 48 دولة حاضرة في 8 سبتمبر 1951 واستهدفت اليابان أساسا وكانت هذه الأداة الثالثة للهيمنة الامريكية على العالم الصناعي الأوروبي الياباني..
اذا ثمة اختلاف جذري بين دول صناعية كبرى واليات الهيمنة الامريكية عليها من خلال الاحلاف العسكرية والأمنية حيث تبدو الأموال ،مارشال ونفقات الناتو ومنطومة سان فرانسيسكو بتعبير جورج بوش الثاني ، انها أموال بريئة بينما هي أموال لاخضاع كل الاشكال الهيكلية الاقتصادية والبحثية و العلمية المستقبلية لخدمة سلطة رأس المال الأمريكي..
وهذا ما وفر لواشنطن ان تكون قطبا اوحدا في العالم الصناعي الغربي بينما العراق الذي دمر عام 2003 وليبيا التي دمرها حلف الناتو عام 2011 ليسا اكثر من مواد خام فمن الأفضل ان يترك فيها قوى طائفية وقومجية ودينية ومذهبية خاضعة بشكل او اخر للهيمنة الامريكية مع تدميرما هو مثل هذه البلدان وترك صنابير نفطهما وحدها من تشتغل بكفاءة ..
فليس صدفة ان سيطرت قوات الاحتلال الأمريكي على ابار النفط العراقية في اول يوم لاحتلالها العراق واعتبرت ان هذه مهمتها الوحيدة من إعادة هيكلة العراق طائفيا و مذهبيا وقومجيا وبثلات ديكتاتوريات بدلا من ديكتاتورية صدام حسين ديكتاتورية شيعية وسنية وكردية تشفط كل خيرات العراق بفسادها البرلماني البريمري وعقليتها الكومبرادورية العميلة وايداع هذه الثروات في البنوك الروتشيلدية والغربية الاستعمارية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بركان ثائر في القطب الجنوبي ينفث 80 غراما من الذهب يوميا


.. كل يوم - د. مدحت العدل: مصر مصنع لاينتهي إنتاجه من المواهب و




.. موجز أخبار السابعة مساءً- اقتصادية قناة السويس تشهد مراسم اف


.. موازنة 2024/25.. تمهد لانطلاقة قوية للاقتصاد المصرى




.. أسعار الذهب اليوم تعاود الانخفاض وعيار 21 يسجل 3110