الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
السفارة في الامارة .. مع التحفظ
زياد ملكوش
كاتب
(Ziyad Malkosh)
2020 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية
قريبا سيتم فتح سفارة لاسرائيل في الإمارة / عفوا الامارات الصغيرة السبع / وهي دولة مستقلة / مع التحفظ / .. عدد مواطنيها العرب أقل من مليون يقابلهم مثل هذا العدد تقريبا من الاوروبيون و 7 ملايين من جنسيات اسيوية مختلفة وآخرون .
الاعلان عن تطبيع ( مع التحفظ على كلمة تطبيع ) العلاقات بين الإمارات ودولة الكيان المحتل والتصريحات الودية والتهليل من الإدارة الامريكية وهبوط اول طائرة اسرائيلية في ابوظبي مارة بالاجواء الفلسطينية والاردنية والنجدية الحجازية ليس بجديد ولا مفاجيء ، سبقه كثير من الاتصالات واللقاءات العلنية والسرية . باقي دول الخليج ستتسابق في إعلانات التطبيع ( ومرة اخرى مع التحفظ على كلمة تطبيع ) ثم سيتبعها الشقيق الاكبر/ نظام عائلة سعود ملقيا بثقله ( مع التحفظ على الاكبر والثقل ) … الى الجهود السلمية . بعد ذلك ستنضم المغرب وربما موريتانيا وجزر القمر ، وستتاخر قليلا الدول الفاشلة في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسودان لاسباب لا تخفى على احد . اما التي سترفض او تتأخر فهي تونس والجزائر .
بدأت الاتصالات العربية الاسرائيلية السرية بعد تاسيس الكيان في 1948 و كان اولها ربما اللقاء بين ملك الاردن عبدالله الاول وغولدا مايير في قصره في عمان سرا وقيل / ولااذكر المصدر/ انه عرض ان يتم الصلح بين العرب واسرائيل وان تنضم اسرائيل الى جامعة الدول العربية . ومن غير المعلوم كيف كان يتوقع ان تكون ردة فعل الحكام العرب في حينه الذين لن يجرأ اي منهم على مواجهة شعبه بذلك . ثم جرت اتصالات وزيارات ودية عديدة للملك الراحل حسين مع شخصيات اسرائيلية منها رؤساء وزارات في عمان وتل ابيب والعقبة ولندن والولايات المتحدة . كان ايضا للملك المغربي الراحل الحسن اتصالات ومشاورات عديدة مع الاسرائيليين . . وفي عام 1965 صرح بورقيبة انه من مصلحة الجميع ان يعترف العرب باسرائيل وان يقيموا علاقات طبيعية معها مقابل منح الفلسطينيين ثلث اراضيهم المحتلة ليقيموا عليها دولة لهم ، ولا بدّ ان قنوات اتصال كانت مفتوحة بينه وبينهم .
بعد ذلك حصلت الهزيمة المخزية للجيوش العربية في عام 1967 / مع التحفظ فهي ليست مخزية فحسب لا بل هي مُنْكرة وصادمة ومفجعة وشنيعة / و تم احتلال المزيد من الاراضي الفلسطينية / التي كانت ضمن المملكة الاردنية الهاشمية ، وتم احتلال سيناء المصرية والجولان السوري ، ثم كانت حرب عام 1973 والتي لم تكن لا نصرا ولا هزيمة للمصريين حيث استعادوا سيناء بشروط ، واما بالنسبة للسوريين فقد كانت هزيمة اخرى وبقي الجولان محتلا . لا بد من ذكر ان مفاوضات سرية وشبه علنية جرت بين مصر واسرائيل
اثناء حكم عبد الناصر واثناء حكم السادات قبل الزيارة ، كذلك جرت اتصالات واجتماعات بين سوريا واسرائيل اثناء حكم الاسدين مع او بدون رعاية امريكية وتركية ، ولكن مثل تلك الاتصالات تجري عادة بين الاعداء لحل او الاتفاق على قضايا معينة .
في العام 1977 زار السادات القدس المحتلة والقى كلمة في الكنيست مصرحا عن استعداده للسلام مع اسرائيل ، تلى ذلك معاهدة كامب دفيد عام 1979 ثم اوسلو مع منظمة التحريرالفلسطينية عام 1993 واتفاقية وادي عربة مع الاردن عام 1994 وعام 1996 تم فتح مكتب تجاري اسرائيلي في قطر .
كل تلك الاتصالات والاتفاقيات العلنية والسرية وفتح السفارات والمكاتب ليست في الواقع تطبيعا . التطبيع بكل بساطة ان تكون العلاقات بين طرفيين طبيعية وهي ليست كذلك بين اسرائيل وجميع البلدان العربية . التطبيع يعني ان تتعامل الشعوب مع بعضها بالزيارات والتعاملات التجارية والاجتماعية والثقافية وغيرها ، وهذا لم يحصل الا في نطاق ضيق ولافراد ومجموعات قليلة . لا زالت الشعوب العربية تنفر لا بل وترفض التعامل مع الاسرائيليين بغض النظر عن العلاقات الديبلوماسية القائمة بين انظمتها وبين الكيان الاحتلالي . ويجب استثناء فلسطينيي الداخل المُجبرين على التعامل اليومي بحكم وضعهم القسري . اسرائيل قطعة مكثفة من حضارة غربية ذات سلوك استعماري عنصري ، وهي مزروعة في قلب العالم العربي وستبقى غريبة معزولة ومنبوذه من شعوب المنطقة الى ان تتلاشى ضمن دولة مدنية ديمقراطية لكل المقيمين في فلسطيين وكل المهّجرين والاجئين الفلسطينيين .
لن يحصل اي تطبيع مع الكيان الاحتلالي العنصري ولابد ان يستعيد الشعب الفلسطيني في داخل وخارج فلسطين بلده مهما طال الزمن ومهما حصل من علاقات بين الانظمة العربية واسرائيل .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الأدميرال ميغويز: قدراتنا الدفاعية تسمح بالتصدي للأسلحة التي
.. صدامات بين الشرطة وإسرائيليين عند معبر كرم أبو سالم
.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية ليلية تستهدف مناطق في مدينة ر
.. احتجاجات حرب غزة تقاطع حفل تبرعات للرئيس بايدن
.. ضربات إسرائيلية على مدينة حلب تسفر عن مقتل 38 شخصا من بينهم