الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوراق السلام .. قراءة تاريخية(3)

محمد خدام عبد الكريم
كاتب

(Mohamed Khadam Abdalkareim)

2020 / 9 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


اتفاقية اديس أبابا1972

في أواخر عام 1971م تم عقد أول اجتماع علني بين الحكومة السودانية وممثلين من حركة (الأنانيا)، عقب سلسلة من اللقاءات والمشاورات السرية التي تمت في العاصمة البريطانية لندن. بالإضافة إلى لقاء آخر عُقد برعاية (هيلا سلاسي) الامبراطور الاثيوبي، وتلت هذه اللقاءات خطوات عملية تمثلت في تعيين مولانا (أبيل ألير) نائبا للرئيس نميري وثلاثة آخرين حكاما لولايات جنوب السودان الثلاث، كما تم تعيين أعضاء في مجلس الوزراء.
وفي مارس من عام 1972 تم توقيع اتفاقية اديس أبابا بين حكومة الخرطوم وزعيم حركة الأنانيا جوزيف لاقو الذي أصبح نائبا لرئيس الجمهورية جعفر نميري بموجب هذه الاتفاقية.
وقد اتفق الجانبان على ثلاثة نقاط هي:
- احترام جميع الأديان بما فيها الأديان الأفريقية التقليدية، وعدم اضفاء أي صبغة دينية على الدولة،
- الاعتراف بالخصائص الثقافية لأهل الجنوب بما في ذلك حقهم في تطوير ثقافتهم وفنونهم المحلية.
- الاعتراف بحق الجنوب في حكم نفسه حكما ذاتيا دون هيمنة من المركز.
وبموجب الاتفاقية أيضا تم دمج قوات (الأنانيا) في صفوف الجيش السوداني، وكعادة السلام في بلادنا فقد انهارت اتفاقية اديس أبابا عام 1983 بسبب عمل مسلح قامت به فرقة من الجيش السوداني عُرفت لاحقا باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة (جون قرنق).
لم تدم الاتفاقية اكثر من (10) سنوات ثم سقطت ومعها سقطت فرصة ثانية للسلام بعد مؤتمر المائدة المستديرة، ويرجع السبب في ذلك إلى بعد هذه الاتفاقيات عن تطلعات الجماهير، كما أنها لم تحدث أي تغيير جذري في كافة القضايا الرئيسية مثل قضايا الدين والسياسة، وإدارة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المتوازنة وغيرها. لكن عدم وجود السند الشعبي الداعم للاتفاقية عجل بسقوطها وسيكون هذا مصير أي سلام يُقصي الشعب السوداني ويبعده عن صنع السلام الذي يتطلع إليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر