الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البرنامج الثوري البرنامج الإصلاحي: أية علاقة؟ وأي أفق؟.....3

محمد الحنفي

2020 / 9 / 2
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


وإذا كانت الحركة الثورية، تأخذ بسبل الالتزام بالبرنامج الثوري، من خلال إعداد البرنامج إعدادا جيدا، وجعل البرنامج مستوعبا من قبل أعضاء الحركة الثورية، العاملين في مختلف الإطارات الجماهيرية، والمتفرغين للعمل في الحركة الثورية، ومن خلال تفعيل البرنامج الثوري، على مستوى الإطارات الجماهيرية، وعلى مستوى التحالفات، والتنسيقيات اليسارية، وعلى مستوى الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية، والحرص على أن تكون التنظيمات الجماهيرية مبدئية، ومبادئية، حتى تتخلص من التبعية الثورية، فإننا نجد أن الحركة الإصلاحية العاملة على تفعيل البرنامج الإصلاحي، تصير شيئا آخر.

المراد بالبرنامج الإصلاحي:

إن البرنامج الإصلاحي، لا يسعى إلى القيام بعملية التغيير الشامل، في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بقدر ما يحرص على إقرار ما هو قائم، في إطار اختيارات لا ديمقراطية، ولا شعبية، مع ضرورة إجراء إصلاحات اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، في إطار نفس الاختيارات.

وهذه الإصلاحات التي يقترحها الإصلاحيون، في برنامجهم الإصلاحي، في إطار نفس الاختيارات القائمة، لا تستهدف الجوهر، بقدر ما تقتصر على الشكل، من منطلق أن الإصلاحيين، يعتبرون أن الحكم، والطبقة الحاكمة، وكل المستهدفين من الاستغلال المادي، والمعنوي، مجرد خصوم للديمقراطية، وليسوا أعداء طبقيين. فالخصم يمكن أن يكون صديقا. أما العدو، فما يجمع الحركة الثورية به إلا الصراع، الذي لا يكون إلا طبقيا، ويستهدف نفي الاختيارات القائمة، وإقرار اختيارات بديلة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، بهدف تغيير الأسس، التي تقوم عليها سياسة الدولة، حتى تتحول تلك السياسة، من خدمة المستغلين، إلى خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والإصلاحيون لا يسعون إلى ما تسعى إليه الحركة الثورية، بقدر ما يحرصون على مداراة الحكم، والطبقة الحاكمة، وسائر المستغلين، والمستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي، من منطلق اعتبارهم مجرد خصوم.

وهؤلاء الخصوم، لا يتجاوزون أن يكونوا وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية، للقيادات الإصلاحية؛ لأن الإستراتيجية الإصلاحية، لا تستهدف نقض الاختيارات اللا ديمقراطية، واللا شعبية، بقدر ما يقرون تلك الاختيارات، مع العمل على إجراء بعض التغييرات، في السياسة القائمة على أساسها، حتى يصير في إمكان الإصلاحيين، وخاصة منهم القيادات الإصلاحية، تحقيق التطلعات الطبقية، التي تجعلهم يلتحقون بحركية المستغلين: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، من أجل أن يصيروا، كذلك، مستهدفين من الاختيارات اللا ديمقراطية، واللا شعبية، ويتصنفوا إلى جانب الحكم، والطبقة الحاكمة، وسائر المستغلين، والمستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي، على حساب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

وإذا كان الإصلاحيون، يطرحون في برنامجهم، بعض الفقرات، التي تهم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فإن ذلك لا يتجاوز أن يصير جزءا لا يتجزأ من ممارسة التضليل على الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة.

ومعلوم، أن التضليل بالنسبة للكادحين، يعتبر أشد أنواع القمع، كما قال الشهيد عمر بنجلون، أمام المؤتمر الاستثنائي، الذي انعقد في يناير 1975. فكأنه يعلم مسبقا، أن الحركة الإصلاحية، والبرنامج الإصلاحي، الذي تعمل على تفعيله، يسعيان، معا، إلى تضليل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إرضاء للحكام، وللطبقة الحاكمة، ولسائر المستغلين، ولكل المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي، ونظرا للنهج الذي تسلكه الحركة الإصلاحية؛ فإنها تجد نفسها، وجها لوجه، مع الحركة الثورية، التي يصير من واجبها، إدخال الإصلاحيين ضمن المستهدفين بالصراع الطبقي، مثلهم مثل الحكم، والطبقة الحاكمة، وسائر المستغلين، والمستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي، ومثلهم مثل الظلاميين، المؤدلجين للدين الإسلامي، مما يجعل الحركة الثورية، هي محور الصراع، من أجل فك الحصار عن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. أما الحركة الإصلاحية، فأفقها إصلاحي، ولا تتجاوز تحقيق تطلعاتها الطبقية.

وعندما يتعلق الأمر بسبل التزام الحركة الإصلاحية، بالبرنامج الإصلاحي، فإننا نرى أنها تتحدد، طبقا لطبيعة التطلعات الطبقية للإصلاحيين.

وحتى نعمل على تحديد سبل التزام الإصلاحيين، بالبرنامج الإصلاحي، فإننا نزى أنه: لا بد من:

1) أن يصير المنتمون إلى الحركة الإصلاحية، مستوعبين، ومفعلين، لميولاتهم اللامحدودة، لجعل البرنامج الإصلاحي، من خلال الالتزام ببنوده المختلفة، أفضل وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية، بجعل المبدئية المتبعة، في ظل الاختيارات اللا ديمقراطية، واللا شعبية، في خدمة تحقيق تلك التطلعات الطبقية، ليصير بذلك البرنامج الإصلاحي، برنامجا رائدا. وبعد ذلك، فليذهب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى حال سبيلهم، وليموتوا، إن أمكنهم الموت، ما داموا لا يستطيعون البقاء، والاستمرار في هذه الحياة، خاصة، وأن البقاء لا يتمكن منه إلا الأقوياء. وهو ما يثبت أن الإصلاحيين، وبرنامجهم الإصلاحي، لا يهتمون لا بمصلحة الشعب، ولا بمصلحة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بقدر ما يهتمون بالعمل على تحقيق تطلعاتهم الطبقية.

2) أن تقوم الحركة الإصلاحية، بعمل إعلامي مسموع، ومرئي مسموع، ومقروء، وإليكتروني، من أجل التعريف بالحركة الإصلاحية، وبالأهداف التي تسعى إلى تحقيقها للإصلاحيين، وللقيادات الإصلاحية، من أجل أن يصير الاهتمام بالحركة الإصلاحية، وبالبرنامج الإصلاحي، وبأجرأة هذا البرنامج، الذي لا ينتظر منه إلا تحقيق التطلعات الطبقية للإصلاحيين، بقياداتهم، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ومن أجل أن تساهم الجماهير الشعبية، في تفعيل البرنامج الإصلاحي، نجد أن الإصلاحيين، في حملتهم الإعلامية، يوهمون العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بأن البرنامج يخدم مصالحهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وهم في الواقع، إنما يسعون إلى توسيع دائرة الضغط، من أجل جعل الحكام يستجيبون، بالخصوص، إلى المطالب التي تساهم بشكل كبير، في التسريع بتحقيق التطلعات الطبقية. وليذهب بعد ذلك العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى الجحيم.

3) أن يصير العمل الإصلاحي، الذي تنتجه الحركة الإصلاحية، متخللا لكل مناحي الحياة، حتى يتوهم الجميع، بأن العمل على تفعيل البرنامج الإصلاحي، سيكون من أجل الجميع، وعلى جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى تحقيق التربية، على تفعيل البرنامج الإصلاحي، الذي يتوهم الكادحون: بأنه يفعل من أجل تحقيق مطالب الجميع، مع أن عملية التفعيل المستمر، للبرنامج الإصلاحي، الذي لا يهدف إلا إلى تحقيق التطلعات الطبقية للإصلاحيين، الذين يحرصون على أن يتصنفوا إلى جانب الطبقة الحاكمة: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، بصيرورتهم من الطبقات الممارسة للاستغلال المادي، والمعنوي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، خاصة: وأن الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا تدخل أبدا في اهتمامات الإصلاحيين، إلا من حيث صلاحيتهم للاستغلال المادي، والمعنوي، بعد تحقيق التطلعات الطبقية للإصلاحيين، بتحويلهم إلى هدف من أهداف الإصلاحيين.

4) الحرص على أن لا يمتلك العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعيهم بالذات، وبالواقع، في تجلياته الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأن ذلك الوعي، إن حصل، سيترتب عنه تحقيق مطالب العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين، كما يترتب عنه تعطيل تحقيق التطلعات الطبقية للإصلاحيين، كما يترتب عنه عدم تفعيل البرنامج الإصلاحي.

ولذلك، نجد أن الإصلاحيين، ومن خلال برنامجهم الإصلاحي، يحرصون على تكريس التضليل في حق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي حق المجتمع ككل؛ لأن التضليل، هو الذي يشكل سدا منيعا ضد تسرب الوعي الحقيقي، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يصيروا محافظين على هويتهم، التي جعلتهم غير صالحين، إلا للاستغلال المادي، والمعنوي.

5) أن تلتزم الحركة الإصلاحية، بالبرنامج الإصلاحي، الذي لا يسعى إلا إلى تحقيق التطلعات الطبقية للإصلاحيين، ولا يلتفت لا من قريب، ولا من بعيد، إلى الشعب المغربي، وخاصة إلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين لا يمكن أن يستفيدوا من خلال تفعيل البرنامج الإصلاحي، بل يسعى إلى تحقيق أهداف تخص الإصلاحيين وحدهم، في الوقت الذي يسعى البرنامج الثوري، إلى تحقيق أهداف مختلفة، تهم الشعب المغربي ككل، وخاصة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

6) أن يصير البرنامج الإصلاحي، باعتباره برنامجا للحركة الإصلاحية، وبرنامجا للمنظمات الجماهيرية، التي لا تسعى إلا إلى تحقيق التطلعات الطبقية للعاملين، في الإطارات النقابية القائمة، والجمعوية، وغيرها من الإطارات الجماهيرية، التي يقودها الإصلاحيون، والتي لا تهتم بالكادحين، إلا من باب الادعاء؛ لأن اهتمامها الحقيقي، لا يتجاوز الاهتمام بتحقيق التطلعات الطبقية للإصلاحيين، الذين يقصدونها، أو ينخرطون فيها، من أجل توظيف نضالاتها، لممارسة الابتزاز على الحكم، الذي يقدم الامتيازات، التي تساهم في تحقيق التطلعات الطبقية للإصلاحيين، بالإضافة إلى ما تمارسه الحركة الإصلاحية، ذات الطبيعة البورجوازية الصغرى، التي لا تهتم إلا بتحقيق تطلعاتها الطبقية، انطلاقا من برنامجها الإصلاحي، الذي يقدم للحكم المزيد من التنازلات، وبكل الطرق، على أساس أن يساهم الحكم، وتساهم الطبقة الحاكمة، وكافة المستغلين المباشرين، وغير المباشرين، في جعل الحكم، وكل المستغلين، في تمهيد كل الطرق المؤدية إلى تحقيق التطلعات الطبقية، أما سبل الالتزام بالبرنامج الإصلاحي، الذي يقود الإصلاحيين، إلى تحقيق تطلعاتهم الطبقية، فإنها تتمثل في:

1) إعداد البرنامج الإصلاحي، إعدادا جيدا، حتى يساهم بالتسريع في تحقيق التطلعات الطبقية، انطلاقا من الفلسفة المعتمدة من قبل الإصلاحيين، في إعداد البرنامج الإصلاحي الهادف، إلى تحقيق التطلعات الطبقية، على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في أفق جعل الحكم، والطبقة الحاكمة، وكافة المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي، يذللون المسالك التي يتحكمون فيها، من أجل جعل البرنامج الإصلاحي، يعرف التفعيل الإيجابي، حتى يؤدي دوره، في إفادة الحكم، والطبقة الحاكمة، والمستغلين، والمستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي، وفي نفس الوقت، يعمل على التسريع بتحقيق التطلعات الطبقية، التي تمهد الطرق، أمام التحاق الإصلاحيين بالطبقة الحاكمة، وبالمستغلين وبالمستفيدين من الاستغلال، ليتحول بذلك الإصلاحيون، إلى أعداء للطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وليصيروا مستهدفين بنضال الحركة الثورية، التي تعمل على تفعيل البرنامج الثوري.

2) جعل البرنامج الإصلاحي مستوعبا من قبل جميع الإصلاحيين، ومنهم العاملون في مختلف المنظمات الجماهيرية، التي يعملون على توجيه برامجها، وعملها، حتى تقوم بدورها كاملا، في توظيف مختلف التنظيمات الجماهيرية، في أفق تعميق التطلعات الطبقية للإصلاحيين بصفة عامة، ولقياداتهم بصفة خاصة، حتى يصير تفعيل البرنامج الإصلاحي، تفعيلا إيجابيا، في اتجاه تحقيق الأهداف المرسومة، والتي تخدم الحكم، والطبقة الحاكمة، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال، إلى جانب مساهمتها في تحقيق التطلعات الطبقية للإصلاحيين.

3) تفعيل البرنامج الإصلاحي، عن طريق الحركة الإصلاحية، وعن طريق التنظيمات الجماهيرية، التي يعمل فيها الإصلاحيون، باعتبار ذلك التفعيل، هو الوسيلة المثلى لتحقيق أهداف الإصلاحيين: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، باعتبارها معبرة: قولا، وعملا، على تحقيق التطلعات الطبقية، التي هي الهدف الأسمى للإصلاحيين، ولبرنامجهم الإصلاحي، الذي يقطع الطريق أمام العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وأمام البرنامج الثوري، الذي تفعله الحركة الثورية، نظرا للتضليل الذي يمارسه الإصلاحيون، بواسطة برنامجهم التضليلي، الذي يدعون أنه يخدم مصلحة الشعب، ومصلحة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين يخسرون الكثير، بسبب تفعيل البرنامج الإصلاحي المضلل، وبسبب تعطيل البرنامج الثوري، الذي يخدم مصلحة الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

4) ربط العمل الذي تنجزه الإطارات الجماهيرية، التي يوجهها الإصلاحيون بالحزب، أو بالحركة الإصلاحية التي ينتمون إليها، حتى يتأكدوا من أن التنظيمات الجماهيرية، ملتزمة بالحركة الإصلاحية، وببرنامجها الإصلاحي، وبالعمل الهادف إلى تحقيق التطلعات الطبقية، الهادفة إلى تصنيف الإصلاحيين، إلى جانب الطبقة الحاكمة، وباقي المستغلين، وسائر المستفيدين من الاستغلال المادي، والمعنوي. أما العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، المرتبطين بالتنظيمات الجماهيرية، التي يوجهها الإصلاحيون، فإنهم يتبقون خاضعين للمستغلين، الذين قد يصبح منهم الإصلاحيون، الذين أصبحوا مصنفين إلى جانب المستغلين، بعد تحقيق تطلعاتهم الطبقية، عن طريق تفعيل برنامجهم الإصلاحي، الذي ضلل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مما جعلهم يعتقدون: أن ما يهدف إلى تحقيقه البرنامج الإصلاحي، يهمهم. والعكس صحيح.

5) عدم الحرص على أن تكون التنظيمات الجماهيرية مبدئية، ومبادئية؛ لأن المبدئية، لا تخدم مصلحة الإصلاحيين، ولا تسمح باستغلال التنظيمات الجماهيرية، لتحقيق التطلعات الطبقية، لذلك، نجد أن التنظيمات الجماهيرية، التي يوجهها الإصلاحيون، لا مبدئية، ولأن المبادئية، لا تعني إلا أن تصير التنظيمات الجماهيرية، تنظيمات ديمقراطية، تقدمية، جماهيرية، مستقلة، وحدوية. وهي مبادئ تفرض احترام الديمقراطية الداخلية. وهذا الاحترام غير وارد عند الإصلاحيين، كما تفرض احترام تقدمية الإطار الجماهيري، الذي لا يعتبر واردا عندهم، كما تفرض احترام جماهيرية الإطار الجماهيري، في الوقت الذي يتمسكون فيه بالنخبوية، التي تستبعد جماهيرية التنظيم الجماهيري، وتفرض أيضا استقلالية التنظيم الجماهيري عن الحكم، وعن أي حزب، كيفما كانت هويته الطوعية. والإصلاحيون، لا يقولون بالاستقلالية أبدا، لأنهم تعودوا على توجيه التنظيمات الجماهيرية، من خارجها، فهي ليست مستقلة أبدا، كما تفرض احترام وحدويتها، على مستوى العمل الجماهيري النقابي، أو الحقوقي، أو الثقافي، أو التربوي، أو التنموي. والإصلاحيون، لا يستطيعون التسليم بوحدوية العمل الجماهيري، بقدر ما يعتمدون تعددية هذا العمل، بالإضافة إلى الكونية، والشمولية، التي تهم حقوق الإنسان. والإصلاحيون، لا يقولون، لا بالكونية، ولا بالشمولية، بقدر ما يرون في حقوق الإنسان، ما يخدم مصلحتهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وما سوى ذلك، لا يعتبر عندهم.

فإعداد البرنامج الإصلاحي، جعل البرنامج الإصلاحي مستوعبا من قبل جميع الإصلاحيين، وتفعيل البرنامج الإصلاحي عن طريق الحركة الإصلاحية، وعن طريق التنظيمات الجماهيرية، التي يتحكمون فيها، وفي توجيهها، وربط الذي تنجزه التنظيمات الجماهيرية، بتوجيهات الحركة الإصلاحية، حتى تساهم في تحقيق الأهداف المسطرة، وعدم الحرص على مبدئية التنظيمات الجماهيرية، ومبادئيتها؛ لأن كونها كذلك، لا يخدم توجيه قراراتها من خارجها، حتى تستطيع إيجاد تنظيمات جماهيرية، على مقاس الإصلاحيين، حتى تساهم من خلال تنظيمات العمل الجماهيري، في تحقيق التطلعات الطبقية للإصلاحيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا