الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لأجل أجندة فرنسا في لبنان يُكرم العراق(زيارة إيمانويل ماكرون لبغداد)
زهراء الياسري
2020 / 9 / 3مواضيع وابحاث سياسية
قادماً من العاصمة بيروت زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاصمة بغداد هذا اليوم و قد استقبله الرئيس العراقي برهم صالح و رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي استقبالا رسميا.
و تعد زيارة ماكرون أول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي خلال حقبة الكاظمي و ثالث زيارة رسمية فرنسية بعد زيارة وزيرة الجيوش الفرنسية و وزير الدفاع الفرنسي خلال الفترة الماضية، و قد أبدى ماكرون رغبة بلاده لخلق تعاون فرنسي - عراقي بعد التسهيلات التي قدمها وزير الدفاع الفرنسي في زيارته حيث قدم تسهيلات للعراق بقيمة مليار يورو و كذلك أبدى ماكرون سعي فرنسا في خلق حليف في الشرق الأوسط ليس لديه حساسية تجاه الوجود الفرنسي كما هو الحال في بلاد الشام التي لم تنسى المجازر التي خلفتها فرنسا في احتلالها مطلع القرن العشرين الماضي.
اما فيما يخص ملف الإرهابيين ال١٤ الفرنسيين الذين كانوا ضمن تنظيم داعش الإرهابي و الذين يقبعون في السجون العراقية فلم يتطرق اي مسؤول فرنسي له و اكتفوا بتذكير العراق ان نحو ٢٠٠ الف جندي فرنسي ضمن قوات التحالف الدولي التي ساندت العراق في حربه ضد داعش.
تحليلي لزيارة ماكرون للعراق هو خلق قاعدة جديدة لفرنسا في الشرق الأوسط لا سيما أن فرنسا يهمها كثيرا تواجدها بالقرب من لبنان التي خصها ماكرون نفسه بزيارتين خلال شهر واحد الاولى بعد تفجير مرفأ بيروت في مطلع شهر آب و الثانية قبل يومين.
قد يستغرب البعض ما الذي تستحصله فرنسا من لبنان و هي بلد يعوم على بحيرة الفساد المالي والإداري و النزاعات المسلحة في داخله و عدم استقرار الأوضاع الأمنية فيه؟!!
أن فرنسا شأنها شأن أميركا و بريطانيا و غيرها من الدول التي تبحث عن موطئ قدم في الشرق الأوسط تتنفذ و تتوسع من خلاله إلى باقي الدول النامية و لا ننسى أن لبنان هذه التي دمرتها الحروب الأهلية و حركات الاستيطان الإسرائيلي و مشاكلها التي غارقة فيها إلى الذقن ما هي إلا بلد ذو موقع استراتيجي مهم جدا يطل على بحر يعتبره الكثيرون مفتاح الولوج إلى أوروبا الا و هو البحر المتوسط كذلك أن وجود فرنسا بالقرب من الكيان الصهيوني في إسرائيل يجعلها في مرأى العين الإسرائيلي إذا ما احتاجت إسرائيل إلى يد العون و التي قدمته لها فرنسا في أكثر من مرة.
جورج بيكو الفرنسي الذي اشترك بمشروع اتفاقية سايكس بيكو مع مارك سايكس البريطاني اللذان قسما خارطة الأراضي العربية و وضعا الحدود و لعبا دوراً كبيراً في ترسيخ مفهوم الاحقية الاستعمارية ،، و من ناحية أخرى لا ننسى اعتراف فرنسا و مبادرتها في توثيق العلاقات بأسرائيل كدولة يهودية شرعية في فلسطين.
اما التحالف الثلاثي على مصر ١٩٥٦ فقد أثبتت فرنسا أيضا وقفتها مع إسرائيل و كل تلك كانت تمهيدا لخطة توسيع نفوذ فرنسا في الشرق الأوسط و إيجاد حلفاء لها و هذه هي مصلحة فرنسا من زيارتها و تقديم الخدمات و التسهيلات التي يظن البعض أنها فاتحة تعاون يخص العراق و لكن الهدف هو لبنان بالدرجة الأولى.
قد تكون هذه السنوات القادمة ستشهد تغيرات سياسية و تحولات كبيرة غير متوقعة لان سياسة التطبيع الإسرائيلي قائم على قدم وساق في المنطقة و قد يكون مجيء ماكرون نذير شؤوم لشمول العراق بخطة (أرض الميعاد) و لكن إسرائيل عقرب اصفر يتخفى برمال الصحراء العربية و يحرك اياديه نحونا و لا نعلم هل من المفترض أن نفرح ام نتخوف حقيقة لان العراق كان و لا زال مطمع لكل من أراد التوغل و بالحديث عن التوغل فقد تكون لبنان هي الهدف القادم بعد فلسطين و ربما هي كذلك فعلا.
عن نفسي لا أريد سوى الإمان لبلد انهكته الويلات و المؤامرات و الحروب و عاش شعبه غارقا ببحر الدم و الفقر و الجهل و الظلم و لا أجد الحقيقة أو استقرأها الا عندما تبدأ خيوط المؤامرات بالكشف عن نفسها عندما نرى الخطوة الفرنسية القادمة تجاه لبنان.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البيت الأبيض: نعتقد أن الخطة التي تنوي إسرائيل تنفيذها في رف
.. سقوط 8 قتلى بصفوف حزب الله وحركة أمل جراء غارتين إسرائيليتين
.. تطوير نحل روبوتي يزيد من نسل النحل ويمنع انقراضه • فرانس 24
.. الإعلام الإسرائيلي: الجيش يستعد لإجلاء المدنيين من رفح تمهيد
.. غواص مخضرم يكشف مخاطر البحث بمنطقة انهيار جسر بالتيمور وسبب