الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المساجد وحضورها على لائحة التراث العالمي

علي صباح

2020 / 9 / 4
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


علي صباح ابراهيم

كتاب صدر في عام 2019 عن مؤسسة ثائر العصامي من القطع الصغير في 191 صفحة من تأليف د. قيس حسين رشيد
سامراء العباسية مثالا:
عندما استخلف المعتصم بالله واقام في مدينة السلام سنتان ثم انتقل بعد ذلك مع جنده الاتراك الى سر من رأى التي بناها وجعل فيها محل اقامته ومركز قيادته العسكرية وكان خروج المعتصم الى سر من رأى بمرحلتين الاولى الى القاطول فنزل قصراً للرشيد كان ابتناه حيث حضر قاطوله ثم هم بتمصير ماهناك وابتدأ ببناء مدينة تركها ثم رأى تمصير سر من رأى فمصرها ونقل الناس اليها واقام بها وسماها سر من رأى وتقع اطلالها اليوم على الضفة الشرقية لنهر دجلة وبعيدأ عن ما قبل في اصل التسمية قديماً فأن الدراسات الحديثة اثبتت ان اسم موقع المدينة جاء في النصوص المسمارية بصيغتين الاولى من العصر الاشوري الوسيط بصيغة (كَور-مريتي) والثانية في العصر الاشوري الحديث والعصر البابلي الحديث بصيغة (سر – مّراتي) والصيغة الاخيرة قريبة من الصيغة التي عرفها العرب فيما بعد وشاعت عندهم ويعتقد انهم تصرفوا بالصيغة قليلاً واخضعوها لاوزانهم ظناً منهم انها تعني سر من رأى وقد يكون الاسم سامرتا في الكتابات الاشورية وذكره المؤرخ اليوناني اميانوس في القرن الرابع للميلاد بأسم سومرا وورد عند السريان بأسم سومرا في حين ان معناها في الاكدية هي القناة اولجدول المر ويبدو ان كل مدينة جاءت في النصوص المسمارية منتهية بالمقطع (ate) آلت في اللغة العربية فيما بعد ذلك الى اسم ينتهي بهمزة مثل (سر –مّراتي) التي اصبحت (سامراء) وقد ذكرها لبحتري شاء المتوكل بصيغتها الحالية سامراء في قصيدته المتعلقة باعدام بابك الخرهي حيث قال :
اخليت منه البذّ وهي قرارهُ ونصبته علماً بسامراء
وقد يكون انتقال المعتصم من مدينة السلام الى القاطول اولاً ثم الى سر من رأى هو الذي جعل كتب التاريخ تختلف قليلاً في السنة التي ابتدأ بها بناء العاصمة الجديدة بين (220هـ/ 835م و 221هـ/ 836م) وبقيت سر من رأى دار مقام الخليفة المعتصمبالله ومن بعده هارون الواثق الا ان المتوكل على الله بنى مدينته الجديدة الجعفرية او المتوكلية التي لم يدم المقام بها سوى تسعة اشهر حيث قتل وتولى ابنه المنتصر بالله الحكم فعاد ونزل سر من رأى وامر الناس بالانتقال اليها وبعده المستعين بالله وقد اقام فيها ثم انتقل الى مدينة السلام وجاء بعده المعتزبالله والمهتدي بالله ثم المعتمد على الله واستمر بنزول قصور الخلافة في سر من رأى ثم انتقل الى الجانب الغربي من نهر دجلة وبنى قصره المعروف بالمعشوق ومنه عاد بالعاصمة الى مدينة السلام بعد اضطراب الحالة السياسية في سر من رأى وقد هجرت واصبحت خراباً بسرعة.
في خلال الحربين العالميتين في النصف الاول من القرن العشرين اذ تعرضت العديد من المدن التاريخية والمواقع الاثرية والمتاحف الى الدمار مما اثار حفيظة العالم وعصبة الامم المتحدة آنذاك مطالبة برد ثقافي لحماية التراث بتعاون دولي فتم تأسيس منظمة اليونسكو عام 1945م وهي المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم وبعد سبعة وعشرون عاماً من ولادة هذه المنظمة الدولية ظهر مفهوم التراث العالمي وذلك عند انشاء السد العالي في اسوان اذ كان من الممكن ان يسبب هذا المشروع بغرق العديد من المعالم الاثرية الفرعونية لمصر القديمة الواقعة على نهر النيل وخاصة معبد ابي سمبل عندها اطلقت اليونسكو حملة عالمية لحماية هذا المعلم الاثري المهم والتي ادت الى مساهمة المجتمع الدولي في تمويل اعمال انقاذ المعبد وتم نقل اجزاء المعبد بعد تفكيكه حجراً حجراً الى جزيرة مجاورة واصبح امناً من ارتفاع مناسيب مياه السد العالي وفي كل عام تجتمع لجنة التراث العالمي لتقييم الترشيحات وتختار المواقع التي تنطبق عليها شروط الادراج وتض مهذه اللجنة احدى وعشرون دولة يتم انتخابهم في مؤتمر عام للاتفاقية وتساعد اللجنة منظمات عالمية هي المركز الدولي للمعالم والمواقع المعروفة بـ (الايكوموس) والاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة المعروف بـ (الايوسن) وتقدم هذه المنظمات المشورة للجنة في مواضيع الحفاظ والترميم وقد انضم العراق الى اتفاقية التراث العالمي عام 1977م وفي عام 2007م تم ادراج مدينة سامراء الاثرية على لائحة التراث العالمي ان مدينة سامراء الاثرية تضم مجموعة من الجوامع والاضرحة والقصور قسم منها ظاهر للعيان والاخرمندثر ينتظر معاول المنقبين لاظهارها واهم معالم هذه المدينة المسجد الجامع ومأذنته الملوية اذ يقع في وسط المدينة وامر ببنائه المتوكل (232-247هـ/847-861م) وهو بناء عظيم مبني بالطابوق والجص ابعاده (264م×159م) وبهذا يكون اكبر جامع في العالم الاسلامي تدعم جدرانه الخارجية ابراج مستديرة اكبرها ابراج الزوايا الاربعة ويبلغ ارتفاع جدرانه (10،5م) وقد فتحت فيها ستة عشر باباً تكمن اهمية مدينة سامراء الاثرية بأنها العاصمة الاسلامية الوحيدة التي لاتزال تحتفظ بأصالتها من حيث التخطيط والعمران والفنون كما ويعبر الموقع عن تبادل حضاري وتفاعل بين الحضارات من خلال انتشار تأثير العالم الاسلامي بزخارفها الجصية التي اطلق عليها بين العلماء والمنقبين بأسم (طرازسامراء الزخرفية الثلاث) وكذلك تعد مدينة سامراء الاثرية مجمعاً فنياً جديداً يدل على العمارة الاسلامية فيما يخص المئذنة الملوية ومأذنة ابي دلف اللذان يعدان نموذجاً فريداً في التخطيط والسعة والبناء للجوامع الاسلامية التي سبقتها والتي لحقتها فهذه الجوامع بمساحتها الواسعة ومأذنها الفريدة باشكالها ترمز الى الشموخ والقوة والسياسة التي توزاي قوة الدولة وشموخها آنذاك وتتضح القيمة العالمية الاستثنائية لمدينة سامراء الاثرية انها العاصمة الثانية للخلافة العباسية التي كانت حدودها تمتد من اسبانيا الى الصين بعد العاصمة الاولى بغداد يمكن اعتبار (بغداد نص وسامراء اثر) كما اتخذت سامراء عاصمة للخلافة العباسية لمدة ثمان وخمسين سنة وتعد هذه الفترة قياسية للمقارنة بالمدن الاخرى من خلال ازدهار عمارتها وتخطيطها وفنونها الزخرفية وقوة نظامها السياسي والديني وان سكنها وهجرها بهذه الفترة القصيرة جعلها في حالة جيدة من ناحية الاصالة والسلامة كما بنيت في سامراء اكبر جامع في العالم الاسلامي في المسجد الجامع وكذلك جامع ابي دلف واللذان يضمان اغرب واجمل المآذن الاسلامية وكذلك اكبر القصور الاسلامية المكتشفة وهو قصر الخليفة الجوسق الخاقاني واكبر القصور غير المكتشفة لحد الان وهو القصر الجعفري كما ان ابتكار الزخارف الجصية المعروفة بطرز سامراء الزخرفية والتي كانت تزين جدران ابنيتها والتي اضفت عليها طابعا عمارياً مميزاً وابتكار نوع جديد من الخزف عرف بالخزف ذو البريق المعدني انتشر منها الى بقية اقاليم العالم الاسلامي ان مدينة سامراء الاثرية حافظت على شكلها ومعالمها على الرغم مما اصابها من التخريب وهذا مالم يحصل في واصم ومدن كبيرة لعبت دوراً في التاريخ الانساني كمدينة بغداد المدورة والكوفة واشور وروما وقرطبة والقسطنطينية والقاهرة واغلب هذه المدن قد لحقها التخريب وازيلت معظم مبانيها كما ان العمارة الحديثة قد زحفت اليها بمرور الوقت وان تخطيط بغداد القديمة مثلاً التي بناها ابوجعفر المنصور (145هـ-767م) في الجانب الغربي الشمالي من بغداد الحالية لتكون عاصمة ومركزاً للخلافة العباسية (سامراء) كان معروفاً في العصور التي سبقت العصر العباسي من خلال المكتشفات الاثرية حيث عثر على فخار يعود الى العصر الحجري الحديث في الشكل المعروف بـ (تل الصوان) الذي يبعد عشر كيلومترات جنوب سامراء على ضفة نهر دجلة كما ان جميع ابنية سامراء الاثرية اصلية واغلبها لازال مطمور تحت الاتربة لم يتم الكشف عنها بعد وتقدر بحوالي 80% من مساحة المدينة الاثرية اما الاثار الشاخصة فيها فقد اتبت في صيانتها طريقة علمية حيث استخدمت في العمل مواد بنائية حديثة الا انها بنفس المواصفات وقياسات المواد الاصلية كالطابوق واللبن والجص والناظر اليها يمكن ان يميز بين الاجزاء الاصلية والاجزاء المصانة كذلك تم تقوية الاجزاء آلايلة للسقوط من دون التأثير على اصالتها كما استخدمت طريقة اخرى وهي تكملة الاجزاء التي يشكل وضعها خطورة على مجمل البناء دون المساس باصالتها ومن هذه الابنية التي تم صيانتها اجزاء منها والبالغة حوالي 20% فقط من مدينة سامراء الاثرية هي المسجد الجامع ومسجد ابي دلف وقصر المعتصم وقصر العاشق والمعشوق).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل