الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين فيروز وأحمد راضي وصفاء السراي

هاشم النفاخ
ناشط مدني ومهتم بالقضايا السياسية والاجتماعية وبناء السلام ورئيس منظمة فكر بغيرك

(Hashim Salah)

2020 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


عندما التقى رئيس الوزراء الفرنسي (إيمانويل ماكرون) بالسيدة (فيروز) وكرمها، لم نسمع اصواتاً في مواقع التواصل الاجتماعي او الاعلام اللبناني وانتقدت فيروز او اساءت لوطنيتها او اتهمتها بالعمالة الى دولة اجنبية، لان فيروز بكل بساطه تعتبر رمز وطني لا يمكن المساس به، وعندما نتحدث عن رموز العراق في الفترة الأخيرة سواء على الصعيد الفني او السياسي او الثقافي وحتي الرياضي سوف نرى هناك اصوات تنتقد هؤلاء الشخصيات
وربما اول سؤال يسأل بخصوص هؤلاء الأشخاص من خلال مواقع التواصل الاجتماعي او الاعلام هل هذه الشخصية سنية ام شيعية او هل هو عميل لايران او لامريكا وسوف نبحث عن اخطاء قديمة له او ربما هي ليست اخطاء بل رؤى شخصيه لهذا الشخص،
فمثلا اللاعب العراقي الكبير المرحوم احمد راضي عندما وافاه الاجل بسبب فيروس كورونا خرجت الكثير من الأصوات من الاعلاميين والمدونين في صفحات التواصل الاجتماعي، تاركين تاريخ احمد راضي الحافل في الرياضة العراقية ورفع اسم العراق عاليا في عدة محافل عربية وعالمية وركزوا فقط على الامور الشخصية، فمثلاً لماذا تحول من التشيع الى التسنن فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الصراع.
حيث تجد ناس يمدحون بأحمد راضي و يتغنون بانجازاته الدولية والعالمية ويعتبرون وفاته خسارة كبيرة للعراق، فهو يمثل ايقونة عراقية من الصعب ان تتكرر وتجد في الجهة المقابلة اناس يذمون احمد راضي على تصرف شخصي يعود للشخص نفسه بحسب افكاره ومعتقداته وعلى الرغم من ذلك ان احمد راضي فيما سبق صرح على انه لا سني ولا شيعي بل هو مسلم و يحترم جميع الطوائف و الديانات في العراق لكن هذا الشيء لم يشفع له...
ناخذ شخصيه اخرى وهو الشهيد صفاء السراي الذي استشهد في احتجاجات تشرين الاخيرة واصبح ايقونه من ايقونات العراق يفتخر كل محتج بصفاء السراي.
وان السراي ضحى بأعز ما يمكن ان يملكه الانسان وهو روحه... ضحى بنفسه من اجل كلمه العراق... من اجل القضاء على الفقر والبطالة و أن يكون العراق بلد متقدم ومتطور مثل الشعوب الأخرى التي لا تمتلك جزءا بسيطا من تاريخ وحضارة العراق وان يكون عكس ما نراه اليوم حيث ان العراق في اسوأ المراتب او التصنيفات العالمية من نواحي التعليم او الطب او الأمن .... الخ.
بل انه ضحى بنفسه من اجل وحدة العراق وان لا يكون خطاب الكراهية يسود داخل المجتمع العراقي بل اراد جميع اطياف الشعب العراقي ان تتوحد
على الرغم من انه اصبح ايقونة للاحتجاجات و محمل فخر لكل محتج،
لكن خرجت اصوات ايضاً تحدثت وبالاساءة الى صفاء السراي وجاءت هذه الاساءة بسبب صور قديمة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لصفاء وهو يشرب الخمر، وهذا الأمر ايضا امر شخصي،
وان المنتقدين والمسيئين تركوا الامر الاهم وهو ان صفاء ضحى بنفسه من اجل العراق ليس من اجل شيء آخر وما يمكن ان يمتلكها الانسان بعد ان يضحي بنفسه؟ وركزوا لشربه الخمر!
المشكلة الاساسية لدى المجتمع العراقي انه لا يعرف ان يميز بين حرية الشخص و حياته الخاصة وبين نتاجه الفعلي وما يقدمه الى المجتمع.
دائماً ما يحاول بعض من المجتمع ان يسقط هذه الرموز على عكس الشعوب الاخرى،
و عادة ما نكون متناقضين فمثلا ناخذ الشعراء في العصر الاسلامي، نرى ان المجتمع اليوم يحترمهم ويقدرهم بل صنعوا لهم تماثيل و سميت شوارع باسمائهم و لكن التاريخ يؤكد ان هؤلاء الشعراء كانوا يشربون الخمر ولديهم حياتهم الخاصة والمليئة بالاحداث والمغامرات
فلماذا نمدح هؤلاء وننتقد صفاء بسبب شرب الخمر؟ وننسى ان صفاء كان مطالب لبناء دولة يعيش فيها الجميع بكرامة وعدالة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا