الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غريغوري يافلينسكي.. السياسي الروسي الذي وقف ضد المحرقة السورية

ديميتري بريجع
كاتب روسي

(Dmitry Bridzhe)

2020 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


غريغوري يافلينسكي اشتهر بأنه مؤلف برنامج 500 يوم، وهي خطة لانتقال النظام السوفيتي إلى اقتصاد السوق الحر، وقيادته لحزب يابلوكو الاجتماعي الليبرالي، وترشح مرتين لرئاسة روسيا – في عام 1996م، ضد بوريس يلتسين، واحتل المركز الرابع بنسبة 7.3% من الأصوات؛ وفي عام 2000م ضد فلاديمير بوتين، احتل المركز الثالث بنسبة 5.8%. لم يترشح في 2004م أو 2008م، بعد أن فشل حزبه في تجاوز عتبة 5% في انتخابات دوما 2003م. في الانتخابات الرئاسية لعام 2012م، منعته السلطات الروسية من الترشح للرئاسة، على الرغم من جمع مليوني توقيع من المواطنين الروس لترشيحه، كان يافلينسكي مرشح يابلوكو لمنصب رئيس روسيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2018م.

يافلينسكي حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من المعهد الاقتصادي المركزي للرياضيات التابع لأكاديمية العلوم الروسية؛ كانت أطروحته للدكتوراه بعنوان «النظام الاجتماعي والاقتصادي لروسيا ومشكلة تحديثها». وهو أستاذ في الجامعة الوطنية للبحوث والمدرسة العليا للاقتصاد.

غريغوري يافلينسكي كان ضد دعم بشار الأسد منذ بداية التدخل الروسي في سوريا، وكان يرى التدخل مأساة حقيقية لروسيا وللشعب الروسي، وهي لا تساعد الشعب الروسي في حل مشكلاته الاقتصادية، بل على العكس تستعبده وتسرق الأموال منه.

إذ عد يافليتسكي في مقالته الحرب في سوريا: أشياء يجب تذكرها بخصوص تصرفات روسيا في الشرق الأوسط كالتالي:

1- على الرغم من الصورة الوردية لمسيرة بوتين المظفرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتي رسمتها الدعاية الروسية، فإن تصرفات الكرملين في الواقع تشكل تهديدًا للمنطقة بأكملها:

– لقد أصبحت روسيا في الواقع حليفًا عسكريًّا لإيران في المنطقة، وفي الوقت نفسه تعرض تزويد عدوها الرئيسي، المملكة العربية السعودية، بأنظمة الدفاع الجوي إس- 400.

– تزعم روسيا أنها لا تعرف ما إذا كان الهجوم المكثف والفعال على أكبر منشأة نفطية سعودية من عمل طهران، رغم أن أحدًا في السعودية لا يشك في ذلك.

– تدعم المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى نشاط الجهاديين الذين يقاتلون الجيش الروسي معهم في سوريا، وتساعد المتطرفين في القوقاز وآسيا الوسطى، لكن في الوقت نفسه تعرض روسيا على هذه الدول عقودًا ضخمة لتوريد الأسلحة.

– تتحدث روسيا باستمرار عن سيادة سوريا، لكنها في الحقيقة لا تتدخل في العملية العسكرية التركية في شمال سوريا وتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ.

– عرضت روسيا على لبنان، وهو أحد أكثر الدول غير المستقرة في المنطقة، الحصول على أسلحة بقيمة مليار دولار بالدين لمدة 15 عامًا دون فوائد. بالنظر إلى الوضع المالي الكارثي المعروف لهذا البلد، لن تستعاد الأموال.

– عند إرسال فرقة عسكرية إلى سوريا عام 2015م، وعدت القيادة الروسية بأن تستمر العملية أقل من عام، وأعلنت انسحاب القوات عدة مرات، والآن يقول بوتين إن الجيش الروسي سيبقى في سوريا حتى تطلب منه القيادة السورية المغادرة، ثم هناك لا نهاية.

2- مشاركة روسيا في الحرب الأهلية في سوريا، القصف الروسي، الذي أدى إلى خسائر بشرية عديدة، سياسة موسكو الجريئة عمومًا في المنطقة – كل هذا أسقط السلطة الحقيقية لروسيا في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، في الأردن، أحد أكثر الدول اعتدالًا ومحبة للسلام في المنطقة، في عام 2007م كانت نسبة المواقف الإيجابية والسلبية تجاه روسيا متساوية، وبحلول عام 2017م وصل عدد الأشخاص ذوي العقلية السلبية إلى 93% من المستطلعين. كما ساءت المواقف تجاه روسيا في دول الشرق الأوسط الأخرى أيضًا.

لتصحيح الوضع، قررت موسكو بيع الأسلحة في المنطقة للجميع دفعة واحدة. على سبيل المثال للملكة العربية السعودية وتركيا.

وفي تصريح آخر لم يؤيد يافلينسكي زعيم حزب يابلوكو التدخل الروسي في الصراع السوري، ووصف العملية الروسية في سوريا بأنها «خطأ فادح». هذا بعيد جدًّا عن المصالح الوطنية الروسية. وقال يافلينسكي: «نعتقد أن المواجهة بين السنة والشيعة ليست ميدانًا يجب أن تتدخل فيه روسيا باستخدام قواتها المسلحة، وعلى حد قوله، هناك خطر من انزلاق بلادنا إلى صراع طويل الأمد، وهذا الشيء لا نريده، وغير مثير للاهتمام، وليس له آفاق».

يافلينسكي طالب الحكومة الروسية مرات عديدة بكشف معلومات الجنود الذين جرى اغتيالهم في سوريا، وطالب بمواجهة الشركات الأمنية الخاصة، ولكن الحكومة الروسية لم ترد على تصريحات يافلينسكي، ولم تستمع له، ولذلك هي دخلت في حرب لا نهاية لها ولا فائدة للشعب الروسي منها.

الحرب السورية دمرت كل شيء، وتركت البلاد لديكتاتور واحد، وهو بشار الأسد الذي لا يريد أن يتخلى عن الحكم مثل ما يفعل صديقه المتحالف مع روسيا ألكسندر لوكاشينكو الذي قال للشعب: «لن أرحل ولديكم خيار واحد وهو قتلي»، وهذا تمامًا ما قاله جنود الأسد للشعب السوري منذ بداية الثورة السورية «الأسد أو نحرق البلد».
المصدر ساسة بوست
https://sasapost.co/opinion/grigory-yavlinsky/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را


.. قيادي في حماس: الوساطة القطرية نجحت بالإفراج عن 115 أسير من




.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام