الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسجد الاقصى فى الاديان والثقافات المختلفه

محمد مصطفى عبد المنعم

2020 / 9 / 6
الارهاب, الحرب والسلام


فى البداية لابد ان نحدد نقطة اساسية هى ان كل معلومة فى هذا المقال ستعتمد على معلومات موثقه معتمده و سنذكرها اسفل المقال ، فاهمية الموضوع تجدر من ان جوهر الصراع عند اغلب الشعوب الاسلامية مع اسرائيل هو بسبب احتلالهم للمسجد الاقصى ، فى حين يرى اليهود المتدينيين ان هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل الثالث واجب وفرض يجب ان يسعوا لتنفيذه ، بل واصبح تنفيذ ذلك من وجهه نظرهم مساله وقت فقط ،حيث ان الكنيست الاسرائيلى اقر فى شهر يوليو 2018 قانون " الدولة القومية لليهود " والذى يحولها بشكل تدريجى لدوله دينيه " دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير" .

المسجد الاقصى عند اليهود .

فى الواقع يؤمن اليهود بان المسجد الاقصى قد تم بنائه على انقاض معبد ( هيكل ) سليمان ، وهيكل سليمان او البيت المقدس هو اقدس مكان دينى يهودى ، حيث باختصار شديد يؤمن اليهود ان هم شعب الله المختار بمعنى ان الاله الذى خلق الكون اختارهم ليظهر لهم من هو وانه سيقف معهم ضد اعدائهم من الاغيار ( غير اليهود ) ، سفر التثنية (2:14) "لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، وَقَدِ اخْتَارَكَ الرَّبُّ لِكَيْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ."

وبطبيعه الحال كانت الصلاة طقس اساسى و للتقرب من الله لابد من الذبيحة التى تذبح على المذبح بغرض ان يغفر الله لهم اخطائهم ويتقربون بها اليه . ثم يحرقوها ، فكان اول مكان هو خيمه الاجتماع وهى خيمه لم تكن ثابته بل كانت متحركة مع قبيله بنى اسرائيل اثناء ترحالهم للمناطق الاخرى من سيناء الى ارض الفلسطينيين ، في اليوم الذي أكملت فيه الخيمة أظهر الله ذاته في سحابة غطتها وملأتها، بعد ذلك تحولت السحابة إلى عمود كان يسير أمام الشعب في رحلاتهم. إذا وقف العمود فوق الخيمة ينزل الشعب، وإذا انتقل نقلت الخيمة وتبع الجمهور السحابة. بالليل كانت السحابة تتحول إلى عمود نار يسير أمامهم (40: 35-38، عد 9: 15-23(.

ثم بدات فكرة الهيكل فى عهد الملك داوود " دافيد " الذى هو ملك فى اليهودية والمسيحية وليس نبى كما فى الاسلام . ولكن خطيئة داوود مع زوجة اوريا الحيثى كانت العائق فى بنائه للهيكل وعندما تولى ابنه الملك سليمان ( الذى هو ليس نبى كما فى الاسلام ) قام ببنائه فى القرن العاشر قبل الميلاد ، وهو ما يطلق عليه حاليا " الهيكل الاول " فنجد فى سفر اخبار الملوك الثانى الاصحاح الثالث " و شرع سليمان في بناء بيت الرب في أورشليم في جبل المريا حيث تراءى لداود ابيه حيث هيا داود مكانا في بيدر ارنان اليبوسي " وتفاصيل بنائه بالقياسات الهندسية مذكورة بشكل مفصل فى العهد القديم ( التوراه فى الاسلام ) لدرجة ان بعض المشككين فى العهد القديم يشككوا ينتقدوا تلك القياسات التى تظهره كقصر يحيتاج لبنائه لمعدات هندسة حديثة دقيقه فى ذلك التصميم الهندسى القياسى .

وهنا تجد الملاحظة ان الهيكل كان يطلق عليه " בית המקדש " والتى ترجمتها الحرفيه هى بيت المقدس واصطلاحا تعنى المعبد حيث كلمة בית تعنى بيت وهى تنطق كذلك فى العبرية ، اما كلمه המקדש تعنى المقدس او المعبد حيث حرف ה هو اداه تعريف باللغه العبرية شبيه ب ال باللغة العربية و the باللغه الانجليزية .

وكان اليهود يتعبدوا فيه الا ان دمره نبوخذ نصر الملك البابلى ( بابل فى العراق ) سنة 586 قبل الميلاد واخذ اليهود عبيد واطلق على تلك الحادثه ب خراب الهيكل او السبى البابلى .

الى ان جاء الملك الفارسى كورش وسمح لليهود بالعودة الى فلسطين .، وقاد اليهود الوالى الفارسى اليهودى " زربابل " 516 قبل الميلاد فنجد فى سفر عزرا الاصحاح الرابع عدد 3 " فقال لهم زربابل ويشوع وبقية رؤوس آباء اسرائيل ليس لكم ولنا ان نبني بيتا لالهنا ولكننا نحن وحدنا نبني للرب اله اسرائيل كما امرنا الملك كورش ملك فارس. "، الا انه مع استيلاء الرومان على الشام وهزيمتهم للفرس تغير الوضع ، فالرومان بداوا وثنيين يتقربوا لليهود وفى اثناء حكمهم ظهر المسيح يسوع ( عيسى بن مريم ) وقام اليهود بتحريض الرومان لصلبه لانه يجدف ( يهرطق ) ضد العقيده اليهودية وبعد ثلاثه قرون اعتنق الامبراطور قسطنطين الاول المسيحية (قسطنطين بن هيلانة ) 337 ميلاديا ، وهنا حدث الاضطهاد لليهود الذين هم فى نظر الرومان من تسببوا فى قتل المسيح ومن حولوا مكان صليب المسيح لخرابه ، وعند قيام اليهود بالثورة الاولى ضد الحكم الرومانى رد عليهم الرومان بعقوبات منها هدم الهيكل الثانى فى 70 ميلاديا على يد تيتوس ابن الامبراطور فيسباسيانوس ، ويؤرخ لتلك المرحله بشكل مفصل الدكتور عبد الوهاب المسيرى صاحب موسوعه " اليهود واليهودية والصهيونية "، وحتى الان يحلم اليهود ببناء الهيكل الثالث .



المسجد الاقصى عند المسيحيين

بطبيعه الحال لم تهتم المسيحية بالهيكل حيث انه فى الاصل مكان عباده لليهود الذين لم يؤمنوا بالمسيح يسوع بالرغم من الاعتراف بقداسة الهيكل حيث ان المسيح يسوع هو كان يهوديا ومن نسل بنى اسرائيل ، بل وصلى ايضا فى الهيكل وغضب عندما كان اليهود يقوموا بالتجارة والبيع داخل الهيكل "ووبَّخ الناس بشدة قائلًا: "مكتوب بيتي بيت الصلاة يُدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" متى 21: 12، 13. ، وكما يؤمنوا بانه عند صلب المسيح يسوع حدثت عده ظواهر منها انشقاق حجاب ( ستارة ) الهيكل حيث نجد فى انجيل متى 27: 51-53 »وإذا حجاب الهيكل قد انشقّ إلى اثنين من فوق إلى أسفل، والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت، وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين وخرجوا من القبور بعد قيامته " وذلك بعد صلب المسيح ، والجدير بالذكر ان انجيل متى هو الانجيل المتفرد من الاربعه اناجيل بتلك الروايه ، فلم ترد تلك الروايه فى انجيل مرقس او انجيل لوقا او انجيل يوحنا .

الا انه يوجد اتجاه دينى سياسى يطلق عليه المسيحية الصهيونية اى المسيحى الذى يؤمن بعداله قضية اليهود فى استعاده مملكة داوود واعادة بناء الهيكل حتى يعود المسيح ليحكم العالم ، وظهر هذا الاتجاه بين الانجيليين فى الولايات المتحده ثم بدا فى الانتشار للعالم ، فالاتجاه يعتمد على ان اليهود يريدون ظهور المسيح فهم لا يؤمنوا بالمسيح يسوع ( عيسى بن مريم ) فهو فى نظرهم مجدف مهرطق مدعى من ضمن عشرات مدعين انهم المسيح ولا يؤمنوا بعذريه القديسة مريم ( مريم بنت عمران ) ، فى حين يرى انصار اتجاه المسيحية الصهيونية ان اذا تم هدم الاقصى وتم بناء الهيكل الثالث وتم تقديم الذبائح ولم ينزل المسيح بعد ذلك فان اليهود سيكتشفوا ان من قتلوه من 2000 عام هو المسيح الحقيقى او ينزل المسيح مره اخرى على سحابه ليحكم العالم بالعدل .



المسجد الاقصى فى الاسلام مذهب اهل السنه و الجماعه

يعد المسجد الاقصى بشكله الحالى هو اول القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، فكان المسلمون كما هو متداول قبل الاسراء يصلون فى اتجاه الشرق نفس قبله اليهود فى اتجاه هيكل سليمان الذى سيصبح المسجد الاقصى بعد رحله الاسراء .
وروى البخاري (41) عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَأَنَّهُ صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا ، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ ، وَكَانَتِ اليَهُودُ قَدْ أَعْجَبَهُمْ إِذْ كَانَ يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ ، وَأَهْلُ الكِتَابِ، فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ ، أَنْكَرُوا ذَلِكَ" .
(المصدر الشيخ محمد صالح المنج موقع الاسلام سؤال وجواب )

كما ان رحله الاسراء مختلف فى توقيتها فمثلا يرى ابن اسحاق وأما ابن اسحاق فذكر أن الرحلة كانت بعد البعثة بنحوٍ من عشر سنين . فى حين رَوَى الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ موسى بن عقبة، عَنِ الزهري أَنَّهُ قَالَ: أُسَرِي بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ بِسَنَةٍ . فى حين نجد فى كتاب البداية والنهاية لابن كثير ان الاختلاف لم يكن فقط فى سنه الاسراء والمعراج بل حتى فى الشهر الذى حدثت فيه تلك الحادثة فنجد البداية والنهاية 3/135، وانظر: ابن الجوزي: الوفا بتعريف فضائل المصطفى ص162، وقال الصالحي: واختلفوا في أي الشهور كان الإسراء؛ فجزم ابن الأثير وجمع منهم النووي في فتاويه كما في النسخ المعتمدة، بأنه كان في ربيع الأول، قال النووي: "ليلة سبع وعشرين". وجرى عليه جمع، وهكذا عن الفتاوى الإسنوي في المهمات، والأَذْرَعي في التوسط، والزركشي في الخادم، والدميري في حياة الحيوان، وغيرهم. وكذا رأيته في عدة نسخ من الفتاوى وفي بعض النسخ من شرح مسلم كذلك، وفي أكثرها ربيع الآخر كما في نسخ الفتاوى. ونقله ابن دحية في الابتهاج، والحافظ في الفتح، وجمع عن الحربي. والذي نقله عنه ابن دحية في كتابيه: التنوير والمعراج الصغير، وأبو شامة في الباعث، والحافظ في فضائل رجب، ربيع الأول. وقيل: كان في رجب. وجزم به النووي في الروضة تبعًا للرافعي، وقيل: في رمضان. وقيل: في شوال. انظر: سبل الهدى والرشاد 3/65 ، والاختلاف فى توقيت الاسراء والمعراج له اراء اكثر اختلافا ( راجع د راغب السرجانى " تاريخ وتوقيت رحلة الإسراء والمعراج " )

وعلى كل حال فاصبحت حادثة الاسراء متفق عليها بين علماء المسلمين مختلف على توقيتها سواء سنه الحادثة او شهر الحادثة ، المهم انه طبقا للتاريخ فان هيكل سليمان الثانى قد تم هدمه 70 ميلاديا واول بناء للمسجد الاقصى كان فى عهد عمرو بن الخطاب ، اذا كان المكان عباره عن هدم وخراب ، وهذا من الاسباب التى جعلت بعض الكتاب الكبار مثل الدكتور يوسف زيدان وغيره يقول ان مكان الاسراء كان مسجد اخر غير المسجد الاقصى وان الخليفه الاموى عبد الملك بن مروان هو من اسس لفكرة قداسة المسجد الاقصى الموجود حاليا اثناء نزاعه مع عبد الله بن الزبير على الخلافه ، وجوهر الصراع الاسلامى الاسرائيلى هو المسجد الاقصى .

تايخيا فى كتاب البداية والنهاية لابن كثير يذكر تلك الحادثه نصا فى وصفه لظروف سيطرت الخليفه عمر بن الخطاب على مدينه ايليا التى سيتم تسميتها القدس او بيت المقدس بعد ذلك " أن أبا عبيدة لما فرغ من دمشق كتب إلى أهل إيليا يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام، أو يبذلون الجزية، أو يؤذنون بحرب، فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه، فركب إليهم في جنوده، واستخلف على دمشق سعيد بن زيد، ثم حاصر بيت المقدس وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح، بشرط أن يقدم إليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. "

" ثم جاء إلى الصخرة فاستدل على مكانها من كعب الأحبار، فأشار عليه كعب أن يجعل المسجد من ورائه، فقال: ضاهيت اليهودية، ثم جعل المسجد في قبلي بيت المقدس وهو العمري اليوم، ثم نقل التراب عن الصخرة في طرف ردائه وقبائة، ونقل المسلمون معه في ذلك وسخر أهل الأردن في نقل بقيتها، وقد كانت الروم جعلوا الصخرة مزبلة لأنها قبلة اليهود، حتى أن المرأة كانت ترسل خرقة حيضتها من داخل الحوز لتلقى في الصخرة، وذلك مكافأة لما كانت اليهود عاملت به القمامة وهي المكان الذي كانت اليهود صلبوا فيه المصلوب، فجعلوا يلقون على قبره القمامة فلأجل ذلك سمي ذلك الموضع القمامة، وانسحب هذا الاسم على الكنيسة التي بناها النصارى هنالك.
وقد كان هرقل حين جاءه الكتاب النبوي وهو بإيلياء وعظ النصارى فيما كانوا قد بالغوا في إلقاء الكناسة على الصخرة حتى وصلت إلى محراب داود، قال لهم: إنكم لخليق أن تقتلوا على هذه الكناسة مما امتهنتم هذا المسجد كما قتلت بنو إسرائيل على دم يحيى بن زكريا، ثم أمروا بإزالتها، فشرعوا في ذلك فما أزالوا ثلثها حتى فتحها المسلمون، فأزالها عمر بن الخطاب، وقد استقصى هذا كله بأسانيده ومتونه الحافظ بهاء الدين بن الحافظ أبي القاسم بن عساكر في كتابه (المستقصى في فضائل المسجد الأقصى( " المصدر البداية والنهاية لابن كثير – الجزء السابع - فتح بيت المقدس على يدي عمر بن الخطاب



المسجد الاقصى عند الشيعه

يبدو موضوع المسجد الاقصى عند شيعه ال البيت ملتبس لحد ما ، فمثلا فى كتاب " قصص الاسراء والمعراج " للكاتب فارس الفقيه واعتمادا على نصوص " الشيخ ماجد الزبيدى " لدار نشر " زوى القربى " 1426 هجريا ب قم داخل ايران ص 23 يقول بالنص
" المسجد الاقصى هو مسجد القدس المغتصب ، وتسميته بالمسجد الاقصى لبعده عن المسجد الحرام مسافه طويله ، ويمكن ان يكون بيت المقدس غير المسجد الاقصى الموجود بارض فلسطين "

فبالفعل لا يقتصر الخلاف عند الشيعه فى شهر او سنه الاسراء والمعراج وانما يمتد ايضا الى مكان المسجد الاقصى هل هو الموجود بفلسطين ام الموجود بالسماء ، الا انه بالطبع خلال قصه الاسراء والمعراج الشيعية نجد التاكيد على ولايه الامام على و فضائل السيدة فاطمة ابنه الرسول ، وهنا نورد نص رد ايه الله محمد جميل العاملى حيث قال فى الرد الذى وضع له عنوان " المسجد الأقصى في السماء المعمورة وليس في الأرض " مانصه " قد جاء في الأخبار أن الإسراء على نحوين: منه محدود ومنه عام ، فالأول ما وقع من المسجد الحرام إلى بيت المقدس خاصّة أي في فلسطين على وجه الخصوص كما يشعر به بعض الأخبار العامية، والثاني عام كما في بعض أخبارنا الشريفة حيث تفسر المسجد الأقصى بالبيت المعمور في السماء الرابعة

فعلى القول الأوّل الأمر واضح حيث لا يصح نسبة الإسراء إلى فلسطين وذلك لأن بيت المقدس يكون نهاية الإسراء وهو خلاف الأخبار القطعية الصدور الدالة على أن غاية الإسراء إنما كان إلى السماوات السبع وليس إسراؤه صلى الله عليه وآله مقيّداً بالإسراء إلى فلسطين فقط باعتبارها إحدى الأماكن التي زارها النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله بل هو أعم من ذلك كما كشفت عنه النصوص الشريفة...والمخصص بفلسطين لا نجده يفقه آيةً من كتاب الله بل هو جاهل مرتاب إن لم يكن ناصبياً لأخبار آل الله تعالى..! ."

بل ويقول عن المسجد الاقصى الموجود فى القدس " وقد أفصحت الآية الكريمة في مطلع سورة الإسراء إلى أن الله تعالى سيريه من آياته (لنريه من آياتنا ) وأي آيات رآها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله في مسجد عمر بن الخطاب وكعب الأحبار في فلسطين..؟! بل الآيات كانت في مسجد الكوفة وكربلاء وفي السماء المعمورة ...وعلى فرض أنه أراه إحدى الآيات في فلسطين إلا أنها كغيرها من الآيات التي شاهدها في غير فلسطين..! فما هي الميزة لمسجد فلسطين عن غيره من بقية المساجد المعظمة كمسجد الكوفة الذي وردت الأخبار الشريفة بعلو فضله على سائر المساجد كما في رواية مستدرك وسائل الشيعة التي نقلها من الكافي. "

الا ن الجمهورية الاسلامية ايران وكافه الجماعات الشيعيه مثل جماعه حزب الله او انصار الله ( الحوثيين ) على ان المسجد الاقصى هو الموجود بفلسطين . وفى مركز الرصد العقائدى وهو احد اكبر المواقع الشيعية المتخصصه فى الرد على الشبهات فترد على ذلك بالقول " عن أبي عبدِٱللهِ ﴿عَلَيهِ السَّلَامُ﴾، قال: سألتُه عن المساجدِ الَّتِي لها الفضل، فقال: "المسجدُ الحرامِ، ومسجدُ الرَّسُولِ ﴿ﷺ﴾"، قلتُ: والمسجدُ الأَقصى جعلت فداك ؟
فقال:"ذاكَ في السَّماءِ، إِليهِ أُسرِيَ رسولُ ٱللهُ ﴿ﷺ﴾"
فقلتُ: إِنَّ النَّاسَ يقولونَ إِنَّهُ بيتُ المقدسِ، فقال: "مسجدُ الكوفةِ أَفضلُ منه ") . [ ج3 ص 409]، إِلَّا أَنَّها ضعيفةٌ السَّنَدِ، والمشهورُ عندَ الشيعةِ إِنَّ المسجدَ الأَقصى الَّذِي أُسرِيَ منهُ النبيّ﴿ﷺ﴾ هُو هذا المسجدُ الموجودُ في فلسطينَ. "

كما يقول سماحة السيد مرتضى القزوينى فى برنامج قصص قرانية فى قناة كربلاء الشيعية عن الاسراء والمعراج ما نصه " الروايات المتواتره ان الله عرج بالرسول الى السماوات 120 مره ولكن ابرزها الاسراء المعراج " .


المسجد الاقصى عند القرانيين

القرانيين هم جماعه ظهرت باسمها الحالى فى العصر الحديث وهم يؤمنوا بان الاسلام الصحيح يعتمد على القران والمتواتر من السنه فقط ، وان الاسلام تم تحريفه واختطافه من قبل السياسيين حيث ان الحكام اضافوا احاديث لاحاديث الرسول لتشرعن لهم الحكم كما ان اول كتاب لتدوين احاديث الرسول هو كتاب البخارى وتم كتابته بعد وفاه الرسول باكثر من قرن ونصف ( 500 سنه ) مما اثر على درجه النقل وصحه نسب تلك الاحاديث للرسول .

ويعد الكاتب الاسلامى " احمد صبحى منصور " هو ابرز القرانيين فى مصر ، وتم القبض عليه واعتقاله ثم هاجر للولايات المتحده واسس موقع " اهل القران " الناطق باسم القرانيين ، فيقول احمد صبحى منصور عن المسجد الاقصى عن كتابه " اكذوبة المسجد الأقصى فى القدس " فى المقدمة " يثبت أن ما يسمى بالمسجد الأقصى فى مدينة القدس هو أكذوبة وتتناقض مع الاسلام ، وأنه مسجد ضرار بناه الخليفة عبد الملك بن مروان على أنقاض الهيكل الاسرائيلى " كما يضيف فى كتابه فى الباب الاول " بسبب هذا المسجد الضرار ( الأقصى ) فى القدس تمت التعمية على المسجد الأقصى الحقيقى فى طور سيناء ، والذى تردد ذكره فى القرآن الكريم فى قصص موسى عليه السلام . ثم أصبح هذا المسجد الأقصى الرجسى مقدسا لدى ( المسلمين ) يعتبرونه أول القبلتين وثالث الحرمين . وتوالت قرون بتقديسه من العصر الأموى الى العباسى والمملوكى والعثمانى الى عصرنا الراهن ."

ويضيف ايضا " ـ فى ليلة القدر التي هي ليلة الإسراء كان الإسراء من المسجد الحرام فى مكة إلى المسجد الأقصى فى جبل الطور , حيث كان الله تعالى يكلم موسى وحيث انزل عليه التوراة , وحيث رفع الجبل واخذ العهد والميثاق على بني إسرائيل , وحيث كان التبشير بنزول القرآن فى إطار ذلك كله . ولهذا اقترن جبل الطور بالقداسة والبركة والطهر , كما اقترن جبل الطور أو المسجد الأقصى بالمسجد الحرام أو مكة , وذلك فى سور الإسراء والتين والطور ..
ـ الروايات التاريخية التراثية هي المسئولة عن ذلك الخلط الذي وقعنا فيه. إذ تجاهلت طور سيناء وأدت العوامل السياسية إلى إطلاق المسجد الأقصى على الذي بناه الوليد بن عبد الملك الأموي فى القدس . ولم يكن موجودا ذلك المسجد عند فتح القدس . بل أن القرآن لم يتعرض مطلقا للقدس أو بيت المقدس . إذ لم يذكر سوى البيت الحرام والطور , ووصفهما بالبركة . كما أشار إلى مسجد المدينة أيضا ( التوبة 108 , 109 ) ولو كان ذلك المسجد الأقصى موجودا فعلا فى فلسطين وتم الإسراء إليه لتردد ذكره فى القرآن بديلا عن طور سيناء . ولكن ذلك لم يحدث "



المسجد الاقصى عند الاحمديه

الجماعة الإسلامية الأحمدية هى جماعه ظهرت فى فلسطين ويعتبروا نفسهم يمثلون الاسلام الصحيح فهم ايضا يؤمنوا بكل ما ورد فى القران ولكن يؤولونه بطرقه مختلفه ، واراء مثيرة للجدل خاصة وان المذهب نشاء سنه 1924 فى ظل الاحتلال البريطانى لفلسطين بل يعيشون الان فى سلام ويحملوا الجنسية الاسرائيلية فى حى الكبابير بمدينه حيفا مما يثير شكوك المسلمين الاخرين حول مذهبهم .

فالراى المعلن عندهم حول المسجد الاقصى هو نجده فى موقع " بساط احمدى " الناطق باسم الطائفه الاحمدية قولهم " لجماعة الإسلامية الأحمدية لا تقول بأن المسجد هو مسجد آخر والعياذ بالله بل تقول بأن المسجد الذي أسري إليه النبي ﷺ هو المسجد الأقصى المعروف للمسلمين جميعاً في فلسطين، ولكن الجماعة تفسر هذا الإسراء بأنه نبوءة لنزول المسيح وصلاته في مسجد مثيل له في قاديان أي أن هذا الإسراء ليس للترويح عن النفس كما يقول المشايخ بل هو إشارة لنزول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي شدد النبي ﷺ على نزوله في الأحاديث الصحيحة وأكد بأنه يصلي في المسجد الأقصى وهذا الذي قاله المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام مؤكداً أن المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء هو بالفعل الذي في فلسطين وهو يحمل نبوءة نزول المسيح في المسجد الأقصى بقاديان مما يدل على ذكر مدينة قاديان في القرآن الكريم بالمعنى لا بالتصريح "

الا انهم يضيفوا فى نفس الرد تحت عنوان " ما المقصود بالمسجد الأقصى في سورة الاسراء؟ " كلام يبدوا عكس ما قالوه سابقا مثل
" فالمراد من المسجد الأقصى هو مسجدُ المسيح الموعود الكائن في قاديان الذي سُجِّل بشأنه في “البراهين الأحمدية” كلام الله كالآتي: “مُبارَكٌ و مُبارِكٌ وكُــلُّ أمٍر مباركٍ يُجعَل فيه.” ولفظ المبارك الوارد هنا بصيغة المفعول به وبصيغة الفاعل يطابق قولَ الله تعالى في القرآن الكريم له. فلا غرو أن قاديان قد جاء ذكرها في القرآن الكريم.“.
( مقتبس من إعلان منارة المسيح، يوم 1900/5/28، ص ج الحاشية، ومجموعة الإعلانات، مجلد 3، ص 289-288) " ولا ادرى هل التناقض فى الرد مقصود بغرض ما ( مثل التقية او الباطنية ) .


المسجد الاقصى عند البهائيين

البهائية هى احد الديانات التى ظهرت بعد الاسلام من مسلمين ادعوا انهم موصولون بالوحى فظهرت البابيه ثم البهائية وبالتالى المسجد الاقصى ليس له قداسه عند تلك الجماعه الا " محفل عباس "هو على اسم أحد المبشرين بالبهائية، قتل عام 1850 وتم دفنه فى ذلك المعبد للبهائيين فى مدينه حيفا ، و يتردد انه قريب الشبه فى البناء الهندسى من قبه الصخرة ، حيث ان قبته زهبيه وله تدريج يشبه تدريج الدرج فى قبه الصخرة

المسجد الاقصى عند الملحدين .

بطبيعه الحال فالملحد لا يؤمن با دين الا انه يرى ان المسجد الاقصى الذى حل محل هيكل اليهود هو سبب الصراع الاسلامى اليهودى فى العصر الحديث ويؤمن بذلك اغلب المختصين او المتابعين لذلك الصراع الا ان الاضافه هنا هى ان الصراع هو صراع بين مؤمنين باساطير و خيالات ليست حقيقيىة ، فلا يوجد ملك اسمه داوود ولا سليمان ولا هيكل ولا اسراء ومعراج ، كلها من وجهه نظر الملحد اساطير وتخاريف ادت الى الصراع الطويل فى الشرق الاوسط .

ويستندووا الى ما يذكره بعض علماء الاثار والذين منهم اسرائيليين بانه لا يوجد هيكل ولا داوود ولا سليمان والا اى اثر لتلك الحقبه امثال العالم الاسرئيلى " ، إسرائيل فنكلشتاين " واخرين محايدين مثل " توماس طُمسن " صاحب كتاب " الماضي الخرافي (التوراة والتاريخ)" والكاتب العلمانى الماركسى " سيد القمنى " فى موسوعه " موسى وتل العمارنه " الذى انكر فيها وجود النبى موسى ايضا بالاضافه للسابقين واعاد تكرار ذلك فى كتاب " الاسطورة والتراث " ، والواقع هو ان هناك الكثير من الاراء المتخصصين فى علوم الاثار ينكوا وجود الهيكل الا ان اسرائيل كدوله قامت بحفريات تحت المسجد الاقصى واعلنت انها وجدت تحته عواميد وعملات معدنيه تدل على تلك الفتره على الرغم من رفض علماء الاثار العلمانيين فى اسرائيل لامكانيه صحة ذلك الادعاء مثل الدكتور" إسرائيل فنكلشتاين " الذى يعمل فى جامعه تل ابيب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء