الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفر وأيمان ..أم ألحاد وتدين ؟؟

علي الاسد

2020 / 9 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كفر وأيمان أم الحاد وتدين؟
بسم الله الرحمن الرحيم..ياعلي ادركني
السلام عليكم
• الكفر ليس مسألة عقلية نتيجة للأستقراء أو الخطأ في الحسابات
• الكفر مسألة قلبيه (أخلاقيه)

أفترض ان مايطرحه الملحد او اللاديني(في مسألة الألوهيه) أمر واقع وصحيح , و لنفترض ان ما يقوله الفلاسفه (دينيين ولا دينيين) من براهين وادله وادله مضاده حول الله سبحانه هو نقاش موضوعي علمي ليكون الناس على بينه في معرفة الحقيقه .
في هذه الحاله يصبح الملحد وامثاله اصحاب قضيه ومنطق اقرب للصواب من كل الآخرين الذين يجادلونهم في اثبات الالوهيه !
كيف ؟

لو كانت قضية الالوهيه واثباتها موضوع قابل للنقاش فان من العبث مطالبة الناس بالعباده واتباع الدين وقد خلقوا محتاجين الى معرفة ان لهم اله.
فهل من العدل ان الله سبحانه يخلق الخلق وهم لا يعلمون بوجوده ؟ .

بل أكثر من ذلك , أن من يتصدى للرد على منكري الألوهيه, ويحبر الكتب في دلائل الألوهيه يكون متجرئا على الله سبحانه أكبر بكثير من كل اللادينيين, بل هو الملحد الحقيقي !!!
كيف ؟
لأنه وضع نفسه في موضع اقل ما يقال فيه انه ند لله سبحانه تبارك وتعالى , فلسان حاله يقول : انه ارحم بالخلق من ربهم الذي خلقهم ولم يدلهم على نفسه( او لم يستطع ان يدلهم) ثم طالبهم بعبادته!!!
وهذا الرجل هو الذي سوف يدلهم عليه , وطبعا هذا تفضل منه , فلو شاء لم يدلهم . اترون؟
هل يكون ندا لله سبحانه وتعالى بقوله هذا أم يدعى اكبر من النديه؟

كل خلق ,بل كل شيء يعرف الله سبحانه وتعالى , واولهم الملحد واللاديني ..فلا نقاش في الله , ولا تجد الكتاب يشير الى هكذا اشكال , فمن يدعي هذا هو بين أمرين, أما شبه له وألتبس عليه الأمر بسبب منتحلي التدين , أو هو يكذب على نفسه قبل غيره , يريد ان يكون أله صغير , ولا جدال مع من يكذب , فان جادلته فسوف يقول لك انك غير موجود , وعليك اثبات انك موجود, وبعدها يقول انه هو نفسه غير موجود , ثم ياتي اله صغير آخر ليدله انه موجود(انا افكر اذن انا موجود) , آلهه تفرخ آلهه .
ولم تكن المشكله في الله سبحانه أبدا , فالكافرون لم ينكروا الألوهيه , بل قالوا : وما أنزل الرحمن من شيء أن انتم الا تكذبون .

قالت لهم رسلهم أفي الله شك؟(ابراهيم آيه 10) والجواب لا,حتما.

ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله, فأنى يؤفكون؟(الزخرف آيه 87)

وهكذا فلن تجد في القران نقاش مع اشخاص من هذا النوع , لماذا؟ لان الله سبحانه وتعالى هو الحقيقه الوحيده , وكل شيء قابل للنقاش الا هو , فلا هو الا هو سبحانه.

والكفر والايمان ليس مسأله عقليه , وخطأ في الحسابات , بل هو رد على الله بعد معرفة الحق, وألا فما بال ابليس كان من الكافرين وهو يخاطب ربه بعزته(قال فبعزتك لأغوينهم اجمعين)(ص82)

(الا ابليس أبى وأستكبر وكان من الكافرين)(البقرة 34) فهل تراه كان من الكافرين بانكاره الألوهيه؟ وهو يردد خلقتني من نار وخلقته من طين؟

الأختبار نفس الأختبار , والجرم نفس الجرم , الجرم ان تطلب مكانة الألوهيه ,بأي حجم كان , هذا هو الجرم الذي تعاقب عليه, ان تعلم ان من خلقك يريدك ان تسجد لآدم فترد عليه, فأن كنت لا تعلم بأمره فأنت معذر.

اذا علمت انه يريدك ان تقبل الحجر الاسود فلا تناقشه , فأن رددت عليه فانت تريد ان تكون أله صغير , وهذا ما لايكون!

الجرم ان تقول أبشر يهدوننا؟ , او تقول لولا نزل هذا القران على رجل من القريتين عظيم , او تقول اللهم أن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء , او تقول اآلهتنا خير أم هو .

الجرم ان يقول لك افطر فتصوم , اويقول لك انكح النساء فتترهب , او يقول اظهر الوجه فتضع النقاب , لأنك تريد ان تكون أله آخر فتشرع ما لم يشرعه هو.

الجرم ان تجبر الناس على دينك , فالههم لم يخلقهم على دينك وانت تريد ان تكون أله أكبر منه وهذا لايكون,

الجرم ان تدعو الناس من غير اديان الى دينك , لأنك تريد أن تكون شريك له في دينه وهو لم يخولك.

الجرم ان تجعل اندادا من دونه

الجرم ان تتخذ اربابا من دونه ,وتحارب الارباب الحق

الجرم ان تتخذ اولياء من دونه , وتنكل بأولياء من أمره وليسو من دونه

ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ,هدى ورحمة لقوم يؤمنون .

ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال انكم ماكثون *لقد جئناكم بالحق ولكن اكثركم للحق كارهون.

و مالك صادق فيما يقول ,فقد جاءهم بالحق وضربهم على خراطيمهم بالسيف حين تألبوا على محاربة الحق ربه.
............
تكملة:
هل أحاط الركام مما وجدنا عليه آبائنا على فكرنا وبصرنا ولم نعد نرى سوى ما قدمه لنا؟؟
أم اننا نلمس أحيانا بريق ضوء ولكن الخوف من الغير مألوف والغير مطروق يسحبنا الى ما وجدنا عليه آبائنا فنستعيذ بالله من الشيطان ونطمئن بما لدينا؟ وما الذي لدينا ؟ ركام وأطنان من مؤلفات الذين عاشوا عصور التخلف والظلام , هراء محشو بغثاء لا يسمن ولا يغني من جوع .
ولماذا الخوف من التفكير؟ نخاف من الضلال؟؟ ان نكفر او نشرك ؟ وهل الضلال والكفر والشرك عمل لا أرادي؟
كل أنسان يعرف ان الله خالق كل شيء , وأسال من شئت من اي ملة ودين
كل أنسان يعرف ان هناك حياة بعد الموت , ومن ينكر فبأرادته ورغبة في الانكار
الا نرى القران يقول عن قوم فرعون : وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا (النمل 14 )
اذن الجحود الذي نعاقب عليه هو ان نستيقن ثم نجحد
والكفر ان نرد على الله لا غير , والأيمان ان نسلم لأمره
هذا هو الأيمان , ان نبحث عن مراد ربنا ,عن اوامره ونواهيه ,ثم لا نناقش بعد المعرفه مهما كان الأمر المطلوب..أي انه لايهم ان كان الامر تقبيل الحجر الاسود او تقبيل الارض او القفز بالزانه , المهم هو معرفة الأمر كونه صادر من الله وبعدها لا يتبقى لنا مجال للتعليق او المناقشه.
ولو نظرنا الى الأختبارات المذكورة في القران , أختبارات الأشخاص أو الأمم نجدها متشابهه ,وتأتي دائما من النوع الذي يرفضه المتعبدون , انظر الى أمر السجود لآدم , هل جاء الأمر الى مجموعة غير عابده لله أم مجموعة متعبده , بالطبع لحظة صدور الأمر بالسجود لآدم , كان الملائكه وبضمنهم ابليس في حالة عباده لله تشمل السجود لله والتسبيح وغيره, ولكن الامر الآلهي جاء ان يسجدوا لآدم , وهنا الأختبار الحقيقي.
فالمؤمن لن يرفض السجود لحظة استيقانه ان الامر صادر من ربه, مادام الامر صادر من الرب فهو عباده, سواء كان سجودا لآدم أم لغيره, فعليه التنفيذ فقط ,اي السجود وما يتبعه من تفضيل للمسجود له على نفسه وغيره من الساجدين .
وانظر الى الامر الى قوم موسى ع بدخول الباب سجدا وقول حطة لتغفر لهم خطاياهم!!
هل تعتقد ان الامر جاء الى مجموعة عاديه لا تعرف كيف تتعبد لربها؟ بالطبع لا, بالطبع ان الامر جاء وفي القوم عباد كبار وكهنه واحبار وما شئت تسميته من الالقاب الدينيه, يتعبدون ويقرأون النصوص الألهيه ويفسرونها ويفتون لعامة الناس ,وأذا بالأمر يأتي لهم ببساطة ان يدخلوا الباب سجدا ويقولوا حطة فقط لتغفر لهم خطاياهم , هل هناك ابسط من هذا, الدخول سجدا وكلمة واحدة يقولوها لتغفر لهم خطاياهم بلا تعب ولا قيام ليل او صيام نهار , فلماذا رفضوها؟ ليس رفضا فقط , بل غيروا في القول ايضا , ولو صحت المرويات فهم من كبرهم دخلوا الباب على أستاههم(مؤخراتهم او اعجازهم) أمعانا في الأستهزاء بالأمر الصادر.
هكذا اخوتي الافاضل , دائما الأختبار مما لا يقبله رؤساء وقيادات المجموعات , فما ضر ابليس لو كان سجد سجده واحده , وما ضر القوم لو دخلوا الباب سجدا وقالوا حطة؟
أرجو ان لاتستعجلوا الحكم عليهم فالأختبار مستمر , ولسنا شعب الله المختار ليدعنا نفتخر بعباداتنا ولا يختبرنا مثل الآخرين , بل ان تدبر القرآن يطلعنا على نتيجه مروعه , فابليس رفض السجود ولكنه توسل الامهال الى يوم يبعثون , والقوم الذين امروا بدخول الباب سجدا بدلوا قولا غير الذي قيل لهم , ولكن على الأقل دخلوا من الباب وان كان استهزاءا من البعض منهم , فتعالوا الى هذه الأمه لنرى ماذا أجابوا على أمر أمروا به , بغض النظر عن هذا الأمر, فلنقرأ: سورة الأنفال آيه 32-33
(( وأذ قالوا اللهم أن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو أئتنا بعذاب أليم * وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون))
طبعا بتمعن الفاظ الآيه نعلم أن المعنيين هم من هذه الأمه , حيث الخطاب موجه الى الله سبحانه بقولهم(اللهم) وكون المخاطب موجود فيهم(وانت فيهم) وبدليل لفظ (يستغفرون) , فلا نحتاج الى علم عظيم لنعلم ان المقصودين ليسوا عبدة اصنام , بل قوم يتوجهون الى الله بالخطاب وليس الى اصنام , ويوجد بينهم صاحب الرساله , ويستغفرون ايضا أي انهم يؤدون العبادات , ولكن لننظر ماذا قالوا حين لم يستسيغوا الأمر الذي صدر لهم , هل رفضوا وناقشوا مثل ابليس , او استهزئوا ولكن طبقوا الامر ولو ظاهريا مثل السابقين؟؟
بالطبع لا , فهم خير الأمم كما يدعون , فلم يرفضوا الأمر ولم يناقشوا صاحب الرساله , بل توجهوا الى الله سبحانه وبكل وقاحة طلبوا منه ان ينزل عليهم حجارة من السماء او ان يأتيهم بعذاب اليم ,ولا ينصاعوا لهذا الأمر , فهل سمعتم أو قرأتم في القرآن أو غيره عن قوم بهذه الوقاحة والصلافه والعتو على الله ورسله , فكل الأمم التي طلبت العذاب طلبته من رسلها لا من الله ,كونهم لم يؤمنوا بهؤلاء الرسل , أما ان تأتي أمة رسول ما,مؤمنة برسالته وتطلب العذاب من الله سبحانه وتصرح بأنها تطلب العذاب بعد التأكيد لله سبحانه ان طلبهم هذا لكون الأمرالذي أمروا به هو الحق من عنده !!
..
ولا نجاة الا بالتسليم , فالخلق في فسحة من الحرية ما داموا لا يعلمون بالامر الالهي , اما بعد التأكد من صدوره فلا حرية لهم ولا أختيار ولا نقاش , بل حتى السؤال يصبح مدعاة للعقوبه , وكلنا نعلم أمر موسى ع لقومه بذبح بقره , فلما سألوه شدد الأمر عليهم . فكيف السؤال والأعتراض وبأي منطق تحاجج من خلق؟
أسجدوا لآدم
أدخلوا الباب سجدا
أخلع نعليك أنك بالوادي المقدس
التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون
فأووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته
قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا
اذهبوا بقميصي هذا فالقوه على وجه ابي يأت بصيرا
هذه ناقة الله لكم آية
ولا يزال الأختبار مستمر , على مستوى شخصي وجمعي , والنجاة لمن يسلم بالأمر ولا يهمه ان كان الأمر ينسجم مع افكاره المسبقه أم نقيض لها , وربه أرحم من ان يعذبه على عمل سيء يعمله لاعتقاده انه أمر الهي , بل لعل العكس صحيح.

ولهذا ترى القران يحدثنا عن انواع من الحساب عجيبه , ونحن نعلم ان الله عادل لا يظلم , ولكن الجزاء لنفس الاعمال تراه يختلف لاختلاف نية العاملين ,
فصنف تجد حسابه من نوع : جزاء سيئة سيئة مثلها , ومن يعمل سوءا يجز به
وصنف تجد حسابه من نوع : لنكفرن عنهم سيئاتهم
وصنف تجد حسابه من نوع : ونتجاوز عن سيئاتهم
وصنف تجد حسابه من نوع : فأؤلئك يبدل الله سيئاتهم حسنات
فمن خاف الكفر فلا خوف عليه , فالذين كفروا يمكرون وينكرون الحق بعد ان تبين لهم, ويقاتلون ,نعم يقاتلون فهم اصحاب دين ومتمسكين به اشد التمسك وليسوا أفراد قلائل شبه لبعضهم فرفضوا الدين بسبب اعمال الذين كفروا الدموية ضد الأنسانية ,كما يطلق حاليا هذا الاسم على بعض الابرياء .
نعم ان الذين كفروا هم من أشد الفئات الدينية وليسوا رافضين للدين, ولهذا خصص لهم الكتاب سورة كاملة كانت نهايتها واضحة:
فقال لهم ((لكم دينكم ولي دين)) , نعم , لكم دينكم ايها الكافرون .
اما من يبحث عن دينه فليس من هؤلاء
اما من يقنع نفسه برفض الألوهيه فليس من هؤلاء
....
أعلم ان هذا المقال غريب على اذهان بعضكم
وأعلم أنه بالنسبة لبعضكم سيكون تغييرا جذريا لمفاهيم وشكوك حيرتكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن