الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يعود الفرح للعراق

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)

2020 / 9 / 9
كتابات ساخرة


تعود من العمل تعبان
تفتح (السوشيال) تجده حزنان
فأول ماتظهر لك الوفيات
تكتب عشرة الى عشرين تعزية أغلبها مكررة والباقي (أحزنني) ثم (لايكات) ..
تهرب الى أقرب (قنفه او جودلية) تحتضن حزنك وتعاني الفقد وتذرف دموع الوفاء للراحلين الأعزاء ..
تحاول التعويض بأن تغادر السوشيال البكائي لتقلّب في (الفضائيات) وتشاهد الأخبار, بعد أن تنفخ نفسك وتتظاهر بالقوة وتتوسد (زوج مخاد) حتى تتفاجأ بأن أغلب الأخبار (مقتل ، حرق ، إغتيال ،إنتحار) لتستيقظ على واقع مفزع حالك الظلام ثم تتسائل:
هل أحداث العالم (فقط وفيّات)!
هل ما يفعله الناس هو (فقط جرائم من صنف الجنايات)؟
هل إنقرض الفرح وبقي فقط العويل والبكائيات ..
لنحاول مغادرة الحزن بالتنقيب عن الأفراح , فهي اليوم نادرة رغم قربها و وجودها في كل مكان , تحتاج طاقة للبحث من مستوى (فوق العادة) وتتطلب الألتفات نحو اليمين والشمال !
أتذكر أن الولادات عندنا أكثر بثلثين من الوفيات
حسب معلوماتي (إزدادت نفوس العراق من ثلاثة عشر مليوناً الى أربعين مليوناً خلال أربعين عام)
معناها أن الحياة تتفوق على الممات وتلك سنّة تفائلية تدعم كينونة الحياة , ربما نأخذها في مشروعنا كـ (رأسمال) !
وكذلك الناس تكد وتعمل وتقطف الثمار في أغلب الأوقات
ذاك تزوج وآخر قبض راتب وغيره حصل على شهادة والرابع بنى بيت والخامس أشترى سيارة أو (بطيخة) أو (قميص جديد أبو المربعات) ألخ من أفراح الحياة
لكن (مجموعة الأخبار الأخيرة) تبقى مخفية طي الكتمان .. خوفاً على البطيخة و القميص من الواشي والنمام والحاسد ذو العيون الزرقاء !
فنحن مجتمع يؤمن بالحسد مما يجعلنا نرى (جانب واحد) من الأحداث
ماذنبنا أننا نتلقى الطاقة السلبية على مدار اليوم والأسبوع والعام
فالأخبار الحزينة تكتسح نفوسنا المنهكة فتجعلنا جامعين للأحزان (بالعراقي : صرنا چيس مال أحزان) .
يا أصدقائي وأحبتي
أتمنى أن تنشروا أفراحكم كما تنشرون أحزانكم فلايعقل أن تكون كل حياتكم حزن وبكاء.
قصص الحياة الجميلة أكثر من السيئة حتماً وهناك في أحداث اليوم أخبار مفرحة ومواقف عميقة وحكايات وضائة وأفكار بنائة ممكن أن تُنعِش النفوس ويستفيد منها الأصدقاء
فلماذا لاتنشروها ياأخوة الأحزان !
سيأتي من يقول أننا نخشى الحسد
وأقول لمن يؤمن به عليه أن يرى العالم وكيف أن أشخاص عاديين يمتلكون الآن مئات المليارات من الدولارات , أكرر (مئات من المليارات من الدولارات!)
أساطيل وجزر ومطارات وعمارات عملاقة ولم يستعينوا بـ أم سبع عيون ولا فكروا في إحاطة أموالهم بسياج خوفاً من عيون الناس
بل تراهم يفخرون بأنفسهم ويحسبون أموالهم إنجاز عملاق
فليس للحسد قيمة عندهم لسبب بسيط أنهم لايؤمنون بالخرافات
ذلك يقودنا الى أمر يثير الشفقة حين نرى الغالبية تخفي إنجازاتها وقصصها وأفراحها والتي غالباً (بسيطة ومتواضعة) خشية الحسّاد ..
أما الموت فهو حتمي ومسألة وقت وهكذا خلقنا الله
أختصر العراقيون معناه ببعض عبارات :
(كل حي بالدنيا أعليه موته)
(الموت وراك وراك)
(الموت سنّة الحياة)
فإذا كان كذلك لماذا نجعله هاجس دائم يدمر أيامنا ويجعلنا نعاني ونخسر مابقي من الأعمار
نحن العراقيون بالذات
الناجون من الحروب والكوارث والوباء علينا أن نعيش بفرح أيامنا لأن كل يوم منها هو (هبة إضافية لأعمارنا القصيرة) يُفتَرَض أن نقابلها بإحترام
إستذكروا الموتى رحمهم الله ولكن لا تجعلوا الموت سبباً في تحويل الأحياء الى أموات .. هناك جانب من الفرح من يخفيه سيجعل الحزن في بلاد الحزن يتربع على صدور الناس فيخسروا كل أيامهم بلا زخم ولا فعلِ ولا إنجاز ..
فمتى ما أنهزم الحزن أمام الفرح ستنتصر وتزدهر الحياة .. سالمين أخوان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي


.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع




.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج