الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لكل مرحلة في التاريخ صفات ومميزات تمتاز من خلالها وتتحكم بها تختلف جذرياً عن الأخرى

فلاح أمين الرهيمي

2020 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


يقول أهل العلم والمعرفة : (إن الطبيعة بأجمعها من حبة الرمل إلى الشمس ومن أصغر خلية في الإنسان هي في حركة دائمة من النشوء والاضمحلال وهي في مد لا ينقطع، في الحركة والتغيير مستمرين وأبديين) وهذا يعني أن طبيعة الحياة ليس الجمود والثبات وإنما هي في حركة وديناميكية تؤدي للتغيير والتطور وتدفع مسيرة التاريخ والمجتمع الإنساني إلى أمام مما يؤدي إلى سلسلة من التغييرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويؤدي إلى تقدم وتطور المجتمعات الإنسانية إلى أمام بوصفها حركة الصيرورة وحركة تراكمية متناقضة تتفاعل معها جدليات صراع ونزاع المجتمع التي يفرز من خلالها نوعيات تنتج قوى أخرى جديدة التي تعتبر ثمرة الصراع والنزاع ولذلك إن المجتمع لا يمكن أن يبقى على تماسكه وانسجامه أبداً ولابد أن ينقسم وينشق إلى كتلتين متعارضتين ومتصارعتين نتيجة الصراع والنزاع بسبب التناقض بينهما، إحداهما القديمة التي تريد المحافظة والبقاء على القديم الذي يمثل مصالحها الأنانية الذاتية الذي أصبح العائق والمعرقل لتقدم التاريخ والمجتمع ومسيرته نحو الإصلاح والتجديد كالسلطة والجاه والقوة والمصالح والتقاليد والعادات ولم تستسلم وتترك القوى القديمة مصالحها وهيبتها إلى الكتلة الجديدة وإنما تستميت من أجل البقاء عليها والالتفاف حولها وتفلت من يدها، من خلال هذه الصورة التي نستلهم من خلالها ما هو سليم وصحيح في حتمية مسيرة التاريخ في التقدم والتطور فإن ذلك يتحول إلى فكرة مرشدة للعمل والواقع على الساحة العراقية الآن، الأحزاب السياسية وتراكم سلبياتها أفرزت الفساد الإداري والطائفية الحزبية والبطالة والجوع والفقر والحرمان وجعل الاقتصاد العراقي (ريعي) يعيش على مورد واحد (النفط) الذي ترك سلبيات كثيرة منها أصبح الشعب العراقي استهلاكي وغير منتج وجعل أمنه الغذائي في زاوية الخطر وأصبح العراق يعي في عدة أزمات قاتلة مما أدى إلى انفجار انتفاضة الجوع الغضب التشرينية مطالبين بالإصلاح والتغيير والانتفال إلى مرحلة جديدة تتجاوز المرحلة السابقة التي تمثل (الأحزاب السياسية) وقدمت مئات الشهداء والجرحى ولا زالت إلى الآن بعنفوانها وقوتها رافعة شعار (أما أن نسعد أو نفنى) وأصبحت هي الأمل والرجاء للشعب العراقي وتطلعاته نحو الإصلاح والتغيير وتجاوز المرحلة السابقة المدمرة التي جثمت بكابوسها على صدور الشعب العراقي وسببت له المآسي والحياة التعيسة البائسة.
تناقلت الأخبار عن تسرب الأحزاب السياسية التي طالبت وناضلت ثورة الجوع والغضب من انهاء سلطتها وتجاوزها والانتقال إلى مرحلة جديدة يسود فيها التغير والاصلاح والمستقبل الأفضل للشعب واستطاعت هذه الأحزاب السياسية أن تتسلل وتخترق الجماهير المنتفضة في انتفاضة الجوع والغضب وتلتف حولها وإفشالها عن طريق الإغراءات والوعود الترقيدية والتخديرية وذلك من خلال تطعيم أحزابهم بعناصر شبابية إلى هيكلها من أنصار ومناضلي انتفاضة الجوع والغضب كما أذاعت وسائل الإعلام عن انبثاق خمسة عشر حزباً من أبناء الانتفاضة لخوض الانتخابات القادمة وهذا العمل اللامسؤول يؤدي إلى تفتت وتشرذم عناصر الانتفاضة وجماهيرها.
إن هذه الأخبار مقلقة ومخيبة لآمال وتطلعات وطموح الشعب العراقي .. لأن أفكار واجتهادات ومصالح الأحزاب السياسية تمثل سلبيات وتراكمات المرحلة السابقة (القديمة) لا تنسجم مع مطاليب الانتفاضة وأهدافها لأنها أصبحت جامدة وثابتة ومحافظة على القديم الذي يعكس مصالحها الأنانية التي انفجرت بسببها وسلبياتها انتفاضة الجوع والغضب وحينما تنصهر عناصر انتفاضة الجوع والغضب في هيكلية واحدة مع الأحزاب السياسية يؤدي إلى تشويه لأفكار ومبادئ الانتفاضة لأنها تمثل ثورة على القديم بكل مكوناته وأفكاره واجتهاداته ومن الخطأ والخطر الاعتقاد بأن الأحزاب السياسية تتنازل عن مصالحها وأيديولوجيتها وهذا يعني ونفرض على عناصر الانتفاضة أن تتنازل هي عن مطاليب انتفاضتها وهو خيانة لدماء الشهداء. للانتفاضة أسباب انفجارها واضحة وحركة في مطاليبها ونضالها الذي استمر أكثر من عشرة أشهر ويجب تأسيس حزب واحد يمثل وحدتها وإرادتها ومطاليبها وعدم تجزئتها إلى شذر مذر وهذا العمل يعتبر انحراف عن مسيرة الانتفاضة والتاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح