الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات من بلدنا (الحلقه الأولي)«البروليتاريا

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2020 / 9 / 9
الادب والفن


(مقالات متتابعه عن فرقة المحله الكبري المسرحيه)

مدينة المحلة الكبري قلعة الصناعة المصريه والتي أغلب سكانها من طبقة العمال
وأي شخص إذا كان يكسب قوته من بيع عمله والحصول على أجر أو راتب هو ينتمي الي طبقة العمال( البروليتاريا )
ولك ان تتخيل كيف تستيقظ هذه المدينة الصناعيه يوميا علي صوت صافرات المصانع التي تعلن بداية جديده وآذان لبدء الإنتاج صباحا وتحديدا في تمام السابعه .
كان العمال في مصانع الغزل والنسيج يعزفون سيمفونية يوميه ويقدمون ملحمة إنتاجيه وما ان ينتهي العمل في تمام الثالثة عصرا حتي يعودوا إلي بيوتهم وقد انهكم شقاء العمل اليومي ذو الإيقاع المنضبط والذي كان سمة كل سكان المدينة والمقيمين بها منذ إنشاء طلعت باشا حرب لشركة مصر للغزل والنسيج عام 1927 والتي بدأت إنتاجها عام 1930 في هذا التوقيت تغيرت الخريطة الديموجرافيه لسكان المدينة التي وفد اليها العمال من شتي بقاع مصر من أجل العمل في مصانعها العملاقه وتغيرت طبيعة المجتمع الذي اصبح كولاج يجمع بين القبلي والبحري وبين الحضري والريفي علي إختلاف عاداتهم وتقاليدهم ولهجاتهم وسلوكياتهم الإجتماعيه التي انصهرت بفعل رابطين اساسين هما وحدة العمل و محل الإقامه ليتشكل مجتمع جديد هو مجتمع (البروليتاريا) الذي اصبح له قضاياه اليوميه وإهتماماته الفرديه وتطلعاته الإشتراكيه التي تجلت مع بزوغ ثورة يوليو عام 1952 لتؤذن لحقبة جديده هي إنتصار للمهمشين والبسطاء والطبقة العامله .
لقد كان مزيج المجتمع العمالي في مدينة المحلة الكبري له بالغ الآثر علي تطور الحركة الفنيه والإبداعيه التي ظهرت جليا في كتابات ادبيه واعمال فنيه وطقوس إحتفاليه فلقد إعتادت المدينة في عيد المولد النبوي الشريف ان تقدم كرنفال يجوب شوارع المدينه بسيارات مزينة بالإضاءة وتعبر عن الطوائف العماليه كالحدادين والنجارين وغيرهم من الحرف فضلا إلي السيارات والمسيرات التي كانت تنظمها الطرق الصوفيه إحتفاء بمولد الهادي محمد عليه الصلاة والسلام .
لم يكن لدي العامل المقيم بمدينة المحلة الكبري اي متنزه ترفيهي او تثقيفي قبل ثورة يوليو سوي المذياع الذي لم يكن متواجد في كل البيوت بل كان يمتلكه المترفين والأغنياء والقادرين علي شرائه بل كانت اللحظات القليله التي بمثابة الترفيه والتثقيف الشعبي هي اللحظة التي تصادف القاطن المحلاوي حين يشاهد عرض للأراجوز أو لصندوق الدنيا او يشاهد فنون الشارع كالأكروبات المصاحبة لآلة البيانولا والحاوي الذي كان يقدم العاب خفة اليد والخداع البصري وقد كانت هناك لحظة إرتجاليه كانت تقدم في حفلات الأعراس عبارة عن تشخيص لواقع يومي من الحياة الزوجيه يقوم بالتمثيل والتشخيص فيها مجموعة من الرجال منهم من يشخص أدوار النساء والتي كانت تنحصر في (أدوار الزوجة وأم الزوجه وأم الزوج والجاره )
ومنهم من يشخص ادوار الرجال والتي كانت تنحصر في (الزوج ووالد الزوجه ) ويدور الموضوع في إطار ارتجالي توعوي للعريس في كيفية التعامل مع زوجته واهلها والتغلب علي الخلافات الزوجيه وحلها مع التأكيد علي سلطة الرجل الذكوريه وفي قالب كوميدي .
ولم يتخلي مجتمع( البروليتاريا) عن دمج الفن بالعمل فتري الباعة الجائلين يغردون بأعذب الأصوات مروجين لبضاعاتهم وكذا عمال طائفة المعمار وهم يحملون ماعون الخلطة البنائيه فكانو يغنون ككورس بديع يهون علي نفسه مشقة عمله .
وكذا عامل النول اليدوي الذي كان يرسم لوحات فنيه علي السجاد والقماش والحداد الذي يبدع تشكيليا ويطوع هذا الخام الصلب .
لقد كانت فكرة إنشاء فريق مسرحي في مدينة عماليه كالمحلة الكبري فكرة محفوفة بالمخاطر نجح اصحابها وحافظوا علي إستمراريتها ليوبيل ذهبي لكن كيف واتتهم الفكره؟ ومن هم الرعيل الأول والنواة الأولي لها؟وما هي العروض التي تم تقديمها ومن ابرز المخرجين اللذين حققوا نجاحات مع الفرقه ؟ وهل كان لها أثر علي مجتمع البروليتاريا؟
كل ذلك وأكثر انتظروه في حلقات متتابعه حين نفتح الصندوق الأسود بحثا في تاريخ إنشاء فرقة المحله المسرحيه وحلقات بعنوان ثابت هو (حكايات من بلدنا ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد