الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العلاقة بين الطليعة الثورية والجماهير

جلال الصباغ

2020 / 9 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عند حدوث المزاج الثوري داخل المجتمع ليس على القوى الثورية الا ان تشعل النار من أجل أن تستكمل الجماهير ثورتها للتخلص من مستعبديها ومستغليها.

في العراق وعلى مدى انتفاضة أكتوبر التي مر من عمرها عام كامل، ساهمت العديد من الجهات والاحزاب المحسوبة على اليسار بدور ادى لتراجع الانتفاضة وفشلها لغاية الان وعدم قدرتها على تحقيق أهدافها.

ساهمت هذه القوى، "بمغازلة" الجماهير بذات المنطق البرجوازي الحاكم الذي استغل الجمهور ولا يزال عن طريق توظيف الدين والطائفة والقومية، وحاولت هذه القوى ان تجر الصراع الطبقي الحقيقي بين عامة الشعب وبين السلطة إلى صراع فكري ايدولوجي.

ان المزاج الملتهب الذي ابتدأت به انتفاضة أكتوبر، كان مزاجا ثوريا خالصا، ونفسية الناس في تلك الفترة كانت باتجاه اقتلاع النظام من جذوره، حيث امتدت شرارة الانتفاضة من البصرة إلى بغداد بسرعة البرق، لتنخرط كل فئات المجتمع فيها من عمال وموظفين ونساء وطلبة.

كل الشرائح شاركت فيها بدافع الخلاص، فالمهندسون والأطباء والمعلمون والفنانون وسائقو التكتك والمهمشون والمعطلون عن العمل. الجميع شارك فيها بطريقة أصابت النظام بالذهول، وأصاب الكثير من القوى المعارضة وحتى الإصلاحية بالحيرة والدوار.

ان وظيفة الحزب الثوري في مثل هكذا مراحل حساسة وتاريخية، ليست سحب التاريخ إلى الوراء كما فعل الحزب الشيوعي العراقي وبقية القوى الإصلاحية، التي بقيت رهينة مصالحها وعجزها السياسي تجاه فهم المزاج الجماهيري الثوري، حيث عملت هذه القوى على كبح جماح المنتفضين وتكسير اجنحتهم عن طريق المطالبات من النظام بإصلاح نفسه وغيرها من الترهات التي كنا ولا نزال نسمعها يوميا.

مهما كانت الطليعة الثورية قليلة العدد، وضعيفة الإمكانيات المادية، يبقى لديها الأهم وهو المنهج والأداة السياسية التي تفسر من خلالها حركة المجتمع وترصد التناقضات التي تتعمق بين الجماهير والسلطة، وهي في مرحلة ما ستستطيع ان تقود الجماهير إلى الشاطيء الآخر، ليس بالانسياق خلف تأثيرات النظام وادرانه العالقة في تفكير وسلوك الجماهير، بل بمحاربة وازالة هذه الشوائب التي علقت بعقول ونفسيات المنتفضين خلال عقود من الزمن.

ان العلاقة بين الجماهير والطليعة الثورية هي علاقة جدلية متحركة بحسب التطورات، وفي ظروف الانتفاضات والثورات يجب أن يعبر الحزب الثوري عن الصراع الحقيقي بين الجماهير وبين مستغليها وان يكشف لها عن سياسات وأدوات النظام وكيف يستغل الجماهير. وان يحول المزاج الثوري الجامح إلى عمل سياسي منظم بعيدا عن الأقحام والفرض من الخارج، بل بالسير جنبا إلى جنب مع كل القوى الفاعلة والمؤثرة في الحراك الثوري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصراع الاجتماعي
رائد محمد نوري ( 2020 / 9 / 11 - 07:28 )
ليس في العالم كله نظام اقتصادي حقيقي؛ لهذا لا يوجد اليوم صراع طبقي لا في العراق ولا حتى فيأمريكا والصين
أما الحزب الشيوعي العراقي فكان مقوداً في فقاعة تشرين لا قائداً وكثيراً ما تجاوزته الفوضى واضطر بسبب تخبط قياداته للحاق بها امتثالا للمثل القائل:
على حس الطبل خفن يا رجلية.
تحياتي

اخر الافلام

.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض


.. Britain & Arabs - To Your Left: Palestine | الاستعمار الكلاس




.. الفصائل الفلسطينية تسيطر على طائرة مسيرة إسرائيلية بخان يونس


.. مسيرة في نيويورك لدعم غزة والشرطة الأمريكية تعتقل المتظاهرين




.. قلق أوروبي من تزايد النفوذ الروسي داخل أحزاب اليمين المتطرف