الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مي تو بين عالمين

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 9 / 11
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


على الطرف الآخر من العالم تصفيق وورود، بينما لدينا رجم و قتل.
لم تكن حملة مي تو تهدف إلى الحديث عن التّحرش الجنسي فقط ، بل هي حركة تهدف إلى المساواة بين الجنسين، وتضم الرجال و النساء، فالرجال أيضاً يتعرضون للتحرش ، و الاغتصاب .
بالنسبة لي -ومع أني من أنصار مي تو -لكنّني أخجل من الخوض في موضوع الجنس ، رغم أنه يقال أنه نوع من العبادة عند العرب، و في مرة ضحكت فيها مع نفسي كثيراً عندما كنت أتسوق في الأشرفية في مدينة حلب ، رأيت عربة عليها فساتين شبه عارية، رأيت نساء محجبات عليها يشترون . أمسكت بفستان ، رأيته مكون فقط من ثقوب ، كان لونه أحمر، التقطته امرأة واشترته. سألتها جادة :لماذا يلزمك مثل هذا الفستان؟ أجابتني بخجل " هيك" لم أفهم ، بعد حوالي ربع ساعة اشتغل الحوار في ذهني ، وعرفت قصدها ، أنها تستعمله في الليالي الحمراء. ثم أعجبت بالمرأة بعد حوالي عشرة أعوام كونها تعترف برغبتها الجنسية. ربما تختلف التربية ، أعتقد -مع عدم التعميم-أنني ولدت في مكان يعتبر المرأة حصان فلاحة، لذا لم أشعر يوماً بالحاجة سوى للركض من أجل الرغيف، و أوّل مرة قرأت فيها عن الحاجة، و الرغبة عرفت أن هناك أمر ما خطأ ربما في، وربما في المكان الذي نشأت فيه.
تلك المقدمة الطويلة عن الجنس تجرّ إلى سؤال:
ماذا لو تعرضت الفتاة، أو المرأة للتحرّش؟
أعتقد أن أبناء جيلي سكتن ، وربما نسبة لا بأس بها منهن تعرضن للتحرش من أحد أفراد العائلة ، أو أصدقائها. أما الجيل الحالي ، ومع دخول ثقافة الأب القائد، فقد أصبح التحرش يعني ممارسة الحرية، وجميعكم سمعتم بذلك الذي كانت تعود أخته في الثالثة بعد منتصف الليل! مع هذا فالمناصب الهامة للرجال ينالها البعض بفخذي زوجته، أو أخته ، أو ابنته، وبعض المناصب في الفن، و الأدب تنالها الأنثى بفخذيها !
على الطرف الآخر من العالم ، وفي الدانمارك حيث العيش المستقر. الدانمارك تعتبر مبتدئة في قضية مي تو ، بدأت تدخل إيها الحركة.
تحدثت مقدمة البرامج صوفي ليندي عبر التلفزيون عن التحرش الجنسي، وقالت:"
كان عمري 18 عامًا وكنت قد بدأت للتو العمل في راديو الدانمارك ،كنا نتناول غداء عيد الميلاد وكنت سعيدة،
ثم خرج مدفع التلفزيون الكبير-تعبير عن الشخص المتفوق ، وأمسك بذراعي وقال: إذا لم تخرجي معي وتمتصي قضيبي ، فسوف أفسد حياتك المهنية. سوف أدمرك"
هناك تقليد في البرنامج الذي قالت هذا الكلام فيه أن ينتهي المضيف بحديث سياسي قد يكون الجمهور مستعدًا فيه لشيء غير عادي ، لكن

ليندي قالت وهي تنظر إلى الكاميرا بابتسامة: "أنا متأكدة من أنك تنظر الآن". "أنا متأكدة من أنك تعرف من أنت. وأنت تعلم أنني قلت لا"
بدأ الهتاف وتصفيق وإمطار قصاصات من الأعلام الدنماركية.

قالت: إنها في حياتها المهنية كانت تتقاضى باستمرار أجرًا أقل من زملائها الذكور بما في ذلك مقابل العمل الذي تقوم به حاليًا. وتضيف أنها
حاولت التفاوض على راتب يعادل نصف ما يحصل عليه القاضي توماس بلاكمان وفشلت.
و هي تلح في طلبها لدرجة أن رئيس البرلمان الدنماركي 2019 - قال إن على ليندي لتوقف عن التذمر بشأن راتبها المنخفض وفوق كل شيء التوقف عن "جعل نفسها ضحية"
لقد استطاعت المرأة أن تحرك الجمهور فأمطروها بأعلام الوطن .
عملت في الإمارات لزمن طويل، وعرفت أسرار العمل ، وفي مرة قرأت إعلاناً يطلب أحدهم فيه مديرة لأعماله ، كنت أرغب أن أكتب مقالاً عن الموضوع، أرسلت له سيرة ذاتية ، ووضعت لي أوصافاً مغرية، بعد خمس دقائق تواصل معي ، سألته : ماذا سوف يكون عملي؟ قال لي: تحجزين لنا تذاكر السفر ، ترافقيني أينما ذهبت حتى في غرفة نومي، اتفقنا على موعد لقاء لم أذهب إليه ، وبدلت رقم التلفون ، لأن صاحبة العمل كانت ترغب أن نكتب عن الموضوع، ولديها أرقام تلفونات بالمئات.
أسأل الآن: إن كان التّحرش في الغرب هو جريمة يعاقب عليها القانون ، ما موقعه في الشّرق؟
أترك الجواب مفتوحاً، لكنني أقول أن الجنس يجب أن يكون بالتراضي ، لأن " الكيف بالنصف"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رواية النصف الحي


.. زواج القاصرات كابوس يلاحق النساء والفتيات




.. خيرات فصل الربيع تخفف من معاناة نساء كوباني


.. ناشطة حقوقية العمل على تغيير العقليات والسياسات بات ضرورة مل




.. أول مسابقة ملكة جمال في العالم لنساء الذكاء الاصطناعي