الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل الإصلاح السياسي في ضوء المتغيرات العالمية

حسن الشامي

2020 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


إن الإصلاح السياسي في مصر ضرورة لاستكمال التطور الاجتماعي والاقتصادي.. وتحقيق احتياجات المواطنين وفتح المجال أمام القوى السياسية من مختلف الاتجاهات للتعبير عن قضايا وهموم المواطنين والإسهام في المحاسبة والمساءلة لأداء الحكومة واستكمال النهضة المنشودة.

والإصلاح السياسي في مصر تكتنفه بعض الصعوبات في ظل الأزمة العالمية الحالية من جائحة كورونا التي تعطي للحكومة مبررا لتأجيل هذا الإصلاح بحجة رفع المعاناة الاقتصادية عن المواطنين من جراء ارتفاع الأسعار وأزمة الغذاء العالمية وانهيار البورصات الكبرى في العالم وأزمة البترول والغاز الدولية.

أن استتباب النظم الديمقراطية في مصر والدول العربية سيكون ضد المصالح الأمريكية في المنطقة حيث إن الديمقراطية ستكون مناخا مواتيا لمحاسبة الحكومات الموالية لأمريكا من ممثلي الشعب بما يحد من السلطات الدكتاتورية للحكام والضغط عليهم للحصول على ما تريد الشعوب.. وبالتالي لا يستطيع هؤلاء الحكام التصرف منفردين في إرادة هذه الشعوب دون الرجوع لممثلي الشعب المنتخبين في البرلمانات.

ومن المعروف أن العالم كله ومصر كذاك تعاني من جائحة كورونا هذه الأزمة الدولية التي من المحتمل أن تستمر في العامين القادمين على الأقل.. وقد تزيد لفترة أطول..

كما ستقل إمدادات البترول لأمريكا وأوربا لأنها ستخفض استهلاكها منه وبالتالي يقل الاستيراد وتقل عائدات قناة السويس وترتفع أسعار السلع والخدمات المستوردة وستقل أعداد السائحين من أوربا وأمريكا.. كذلك ستقل صادرات الحديد والأسمنت ومواد البناء التي تصنعها مصر.. وذلك جراء سياسة التقشف العالمي بما يشكل ضغطا على ميزانية الدولة..

وذلك قد يدفع الدولة للانشغال بهذه الأزمة الاقتصادية الطارئة والبحث في كيفية حلها من وجهة نظر اقتصادية فقط لتغييب النظر عن الأوضاع السياسية التي تعتبر السبب المباشر والأساسي لهذه الأزمة.. والتي تسببت فيها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهي نفس السياسة التي تتبعها النظم الرأسمالية العالمية.

ولذلك أدعو لتأسيس لجنة شعبية للإصلاح السياسي تشكل من مجموعة من المثقفين بهدف إعداد "ميثاق الإصلاح السياسي في مصر".. وإطلاق حرية تكوين الأحزاب.. وصياغة جميع الأفكار التي يتفق عليها.. ويتم استفتاء الشعب عليها بوسائل شعبية عديدة كاستمارات استقصاء توزع على المواطنين ونشره بالصحف وإجراء النقاش حوله.. ونشره على المدونات ومواقع الإنترنت.. وعقد الندوات والاجتماعات في جمعيات حقوق الإنسان والنقابات والأندية وغيرها.. ويرأس كل ندوة الأكبر سنا بالتناوب كل مرة... وفي حالة موافقة شرائح المواطنين على الميثاق المقترح .. سيكون ذلك معبرا عن رأي الشعب فيعرض على السيد رئيس الجمهورية بصفته رئيسا للمصريين جميعا.. فإذا أخذ به نكون حققنا هدفنا وإلا علينا مواصلة الجهود من جديد لتعديل الميثاق حتى يتم إقراره.

وهذا أفضل السبل للخروج من الأزمات التي تعاني منها الأنظمة السياسية.. ولكن أخشى من التركيز على حل الأزمة الاقتصادية في مناخ انشغال الولايات المتحدة بالأزمة الاقتصادية العالمية وبالتالي يضيع الاهتمام بمسألة الإصلاح السياسي من أجندة الدولة وكذلك الانشغال بانتخابات مجلس النواب الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء