الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين الله والارض للجميع

علي الخزاعي

2006 / 7 / 4
ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع


لقد عودنا موقع الحوار المتمدن على طرح موضوعات حيوية تهم الشعوب وافاقها في الحياة , وما هو مطروح لموضوع شيق ومهم حقا ولهدف اغناءه لابد من التوقف عند تعريف كل ماده منها وتدوين الملاحظات ومن ثم اعطاء كل فقره حقها بالشكل المنصف ... فلابد من التوقف عند تجربة دولة ما ولا يمكن ذلك الا من خلال المعايشه والترقب لما حدث واجراء تقييم سليم للتفاعلات السياسيه من اجل ايجاد الوسيله الصحيحه لحل المعضلات السياسيه والاقتصاديه وتبيان الطريق الاصلح لبناء المجتمع . ولنطرح العراق مثلا ساطعا مع الاخذ بنظر الاعتبار التوقف عند الدين والمجتمع
( علاقة الدين بالمجتمع او المجتمع بالدين )
قبل كل شيئ ان الشعب العراقي متكون من فسيفساء جميل يشبه - القوس قزح -فيه من القوميات المتعدده وفي كل قوميه عدد من الاديان ولكل دين عدد من الطوائف الدينيه , , وعاش العراقيون في وئام وسلام من دون تمييز , تربطهم العلاقات الطيبه , لكن النظام السياسي وبهدف استغلال الوضع بشكل افضل لمصلحته الطبقيه اخترق هذه الاديان والطوائف وخلق ما يفرق بينها وشجع على التمايز السياسي والطائفي مما ادى ذلك الى حالات مرضيه ضد المجتمع والاديان في أن
قبل كل هذا يجب ان نحترم كل الطقوس الدينيه والعادات الاجتماعيه والعمل من اجل التغيير التدريجي وتشذيب المجتمع من العادات والتقاليد القديمه والتي لا تنسجم مع الجديد , فكل جديد يصطدم بالقديم وهنا يتحتم وجود قانون وحدة وصراع الاضداد
في المجتمع حيث يحاول الجديد اظهار افضليته للمجتمع . طبعا ليس كل جديد هو جيد مثلا : لم تكن الفاشية التي ولدت من
رحم البرجوازيه الصغيره افضل من الاقطاعيه رغم مساوئ الاخيره ...... لذلك لا بد من اخذ قضية الدين كونها قضيه خاصه بين الانسان والرب , بين الخالق والمخلوق وهو يملك كل الحق في ممارسة طقوسه الدينيه وليس من الصحيح منعه او الضغط عليه او بالعكس في فرض هذه الطقوس على من لا يؤمن بها -- لا اكراه في الدين --وهذا ينسجم فعلا مع حرية العقيده الدينيه والسياسيه ولا يتناقض مع ما نص في لوائح حقوق الانسان
ان المؤمن يعتقد ان الدنيا في زوال والباقية هي الاخره ... وهذه القناعه هي شخصيه يجب ان تحترم ولا يسمح في فرض قانون لمنع هذه القناعه وبنفس الوقت لا يمكن ولا يسمح فرض هذه القناعه على الاخرين , لان الانسان يلد حرا وهو حر في الحياة ويموت حرا . وهذا التناقض في القناعه لا يمنع ان يكون على كلا الطرفين واجبات كما لكلاهما الحقوق , فهناك واجبات انسانيه واجتماعيه وادبيه واخلاقيه تجاه الاخرين والوطن وهم في نفس الوقت تحت ارادة القانون الذي يوضع من اجل تنظيم الحياة وخدمة المجتمع , وطبيعة النظام تتحكم في شكل العلاقه بين الانسان والحكم , حيث يمكن للاثنين التمرد ضد النظام الدكتاتوري او الالتزام بالنظام الوطني او اختلاف مواقف بين الاثنين حيث يعتمد على قناعة كل منهما وخير دليل بالامس واليوم هو ما يظهر على الساحة السياسيه العراقيه في العلاقه بين العلمانيين والحركه السياسيه الدينيه ( الاسلام السياسي ) ضد النظام الدكتاتوري سابقا والمشاركه في ادارة الدوله او واقع العمل السياسي في ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري
ان السياسه هي انعكاس للاقتصاد , فالواقع الاقتصادي والمصالح الطبقيه تحدد موقف كل من المعسكرين او الاتجاهين تجاه الحكم او شكل الحكم القادم وهو بالضروره يعتمد الفهم الموضوعي لكل منهما للواقع السياسي الطبقي والاجتماعي *** فالصراع الطبقي هو المحور الاساسي في تطور المجتمع
( دور العلمانيين في التطور الاجتماعي )
العلمانيه تعني ... الايمان بالواقع الموضوعي والسياسي واعتماد القوانين الوضعيه لتطور المجتمع , لكن هذه القضيه تعتمد ايضا الفهم الصحيح لكل منهم لقوانين التطور الاجتماعي والاقتصادي ولا يمكن التمييز بين العلمانيين الا من خلال - 1 - برامجهم - 2 - توجهاتهم - 3 - تطبيقاتهم - 4 - ايمانهم بالصراع الطبقي - 5 - اعتمادهم واستيعابهم وتطبيقهم لمفهوم الديمقراطيه
كل هذه تضعنا اما عدة اشكال من العلمانيين والذي عاش العراق جزء منها في فتراة سابقه ولنضع اما اعين القراء الكرام ... على الصعيد العالمي علمانية نظام البيت الابيض , النظام الروسي والانظمه العربيه ... الخ والعراق في زمن النظام البائد , كلها ادعت وتدعي العلمانيه وكلها كانت انظمه شموليه واستبداديه ... قد يتسائل القارئ الكريم , نعم , ولكنك تدعوا الى العلمانيه , فهل تدعوا الى الحكم الشمولي ايضا ؟
طبعا لا والف لا ... ان فشلهم في تطبيق العلمانيه الصحيحه هو محاربتهم بالاساس للديمقراطيه والحريات العامه مما ادى ذلك الى تحولهم الى انظمه شموليه , هم يعتمدون بالاساس وضع قوانين تحد من الحريات العامه والديمقراطيه وفي النتيجه الى الموقف السلبي ضد غالبية ابناء الشعب وخاصة الكادحين وبعدها يؤسسون لبناء قاعده اجتماعيه طبقيه من فئات الطبقه الوسطى والطفيليه التي تؤدي بالنتيجه الى محاربة المجتمع باسره , هذه الحاله تؤدي الى الترابط بين العالمين او العنصرين العلماني والديني ضد الدكتاتوريه والنظام الشمولي كما حدث في العراق رغم الصراع الايديولوجي بين الطرفين , لكن الجهود صبت ضد العدو الاول , وهذا ليس بالضروره ان يحدث في بلدان اخرى انها تجربه فقط
استمرت العلاقه بين المد والجزر في النضال ضد الدكتاتوريه وتعمقت العلاقه بين الحركه الدينيه ( الاسلام السياسي ) مع عدد من القوى العلمانيه لوحدة الية النضال واعتماد العامل الدولي ووضع اليد بيد الامريكان لاسقاط النظام وكان لكل منهما اجندتها الخاصه , لكن ما اعتقده ان الغلبةكانت لمنطق العقل ويعود السبب الى تجربة انظمه جاره واجنبيه للعراق , فلا فرق في شمولية النظام الديني سواء من هذه الطائفه او تلك او ممارسة بعض الاحزاب الدينيه المتطرفه وهي لا زالت خارج الحكم في الجزائر مثلا .. فالانظمه الشموليه لم تنحصر في الحكومات العلمانيه الانفة الذكر بل في الانظمه الدينيه مثلا في عصور سابقه ... الانظمه الاوروبيه ( الكنيسه ) وكذلك الحكم السعودي والايراني وهم لا يؤمنون بوجود قوميات او طبقات تحت قناعات ان المجتمع كله يعيش تحت راية الاسلام فلا وجود للطبقات ... وما عملية تعزيز الطائفيه في العراق الا شكل من اشكال العداء للصراع الطبقي هذا ان تعزز اكثر سيؤدي الى حكم شمولي والعوده الى المربع الاول
ان عدم الاعتراف بوجود صراع طبقي هو شكل من اشكال الضحك على الذقون , فان اخذنا الطبقه البرجوازيه والراسماليه فانها تضم من كل الاديان والفئاة الاجتماعيه ... فهناك العربي والكردي والاوربي والمسيحي والمسلم ... الخ
اما الطبقه العامله فهي تضم بالتالي المسلم والمسيحي والعربي والكردي والالماني والامريكي ومن كل الاجناس . فالطبقه العامله لا تملك وسائل الانتاج وبالمقابل فهي تبيع قيمة قوة العمل للحصول على ما يسد رمق عائلته وهذه الحاله وتمركزالعمال يخلق الحس الطبقي والوعي الوطني المناهض للاستعمار والاستغلال
فالعلمانيه يعني هو الحفاظ على المجتمع وتطوره شرط الايمان والفهم العميق بالديمقراطيه وحقوق الانسان وتطبيق وفقا على ما يستوجب لخدمة
المجتمع وليس ديمقراطيه لصالح النظام واليات حكمه , كذلك اطلاق الحريات العامل لمنظمات المجتمع المدني وعدم تحويلها الى منظمات حكوميه كما حدث عام - 2005 - في العراق وبتشكيل وزارة خاصه لمنظمات المجتمع المدني والذي تحول بموجبه كل منظمات المجتمع المدني الى منظمات حكوميه وتم كبت افواههم والى النهاية
في السياسه هناك الطالح والفالح , الكاذب والصادق , المنافق والشريف , السارق والامين , الخائن والمدافع عن الشعب ... اما في الدين فهناك الحليم والناهي عن المنكر والفحشاء باعتباران الدين يتولى شؤون الاخرة وقضايا العباده وترشد الناس على الصراط المستقيم ... فعمل العالم الديني في قضايا السياسه تزجه سواء شاء ام ابى في اصول اللف والدوران السياسي وعند عدم ايفاءه بما تمليه عليه المهام السياسيه تصيب الناس الخيبة منه
العلمانيه تدعوا الى فصل الدين عن الدوله والسياسه من اجل الحفاظ على الدين من التشوهات والى تطوير نهج التفسيرات وتوجهاته القيمه التي تهدف الى خلق وعي دنيوي لخدمة الاخرين من خلال تشذيب المجتمع من المساوئ ولننظر الى الكثير من اللابسين لبوس الدين وموقف الناس منهم باستثناء السيد السيستاني ومواقفه الجيده والوطنيه والذي دعى الى ابتعاد علماء الدين عن السياسه ودعم ما يخدم مصالح الناس والمجتمع
ان سفينة النجاة لاي مجتمع هي النهج العلماني المؤمن بالتطبيق الصحيح للديمقراطيه ووضع برامج تخدم تطور الصراع الطبقي لانقاذ الوطن والشعب من كوارث الحروب وويلاتها ووضع برامج علميه وتصورات لاليات تطبيقيه وبدرجات تصاعديه تخدم رفاهية المجتمع وبناء مجتمع زاهر
الديمقراطيه السياسيه , منظومه ديناميكيه ان احسن استخدامها بعد فهمها يصبح المجتمع في خير وحياة عادله ... الديمقراطيه تؤدي الى بناء دولة القانون والعداله الاجتماعيه وعندها يصبح الانسان حرا بالاعتقاد والاعتناق والحياة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن