الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكرياتي في يوم كارثة نيويورك 11 سبتمبر

أحلام أكرم

2020 / 9 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في صغري تعلمت بأن ديني خاتم الأديان السماوية الثلاث .. وأننا خير أمة أخرجت للأرض .. لم أكن أعرف بأن هناك شعوب مثلنا بالشكل وتماثلنا بأحلامها وتطلعاتها لمستقبل أفضل وحياة آمنه .. ولكن هذه الشعوب لا تدين بديني ؟؟؟ وخلافا للمسيحيين الذين وضعوا وسيط بينهم وبين الخالق فلا وسيط عندنا .. وعلاقتي التعبدية بيني وبين الله الخالق علاقة مباشرة ودون وصاية أو وسيط . ولكنني الآن وفي القرن الحادي والعشرون أجد وسطاء كثيرون كل منهم يتطلع إلى النجومية والشهرة ولكنه فقد في داخله الضمير في فتاويه ... وأشاهد المحطات التفزيونية لأسمع وأرى في كل يوم مصيبة جديدة يقوم بها أبناء ديني في مكان ما من العالم ..
واليوم وللسنة التاسعة .. أشعر بالحزن والأسى لما حصل في هذا اليوم .. و أذكر بوضوح تام يوم الإعتداء على برجي التجارة العالمي في نيويورك .. كنت يومها في قناة المستقلة, التي إتفقت مع مديرها أن أقوم بإدارة برنامج أسبوعي "نبض الشارع " على الهواء مباشرة على أن يدفعوا ما بين آونة وأخرى مقابل أتعابي وعملي شيكا لإحدى المنظمات الخيرية التي أحددها لهم .. وبالتأكيد وبعد تقديم ما يُقارب 15 حلقة كانت آخرها عن كارثة 11 سبتمبر .. قدمت إستقاله شفهية لعدم إستطاعتي تقبُل وتحمُل كمية الحقد التي جاءت من مكالمات المستمعين عن الكارثة .. خاصة وأنه ممنوع علي أن أبدي رأيي أو أن أعارضهم بأي شكل ؟؟؟ ؟؟؟ وبالتأكيد خلال كل الفترة لم يتبرعوا بمليم واحد لأي جمعية ..
في ذلك اليوم كنت في القناة للتسجيل المقدمه عن موضوع الحلقة القادمة .. وكان مع في المحطة أحد الأشخاص من المنظمة العربية لحقوق الإنسان .. حين كلمتني إبنتي التي كانت ستسافر في اليوم التالي إلى نيويورك لتخبرني عن التفجيرات .. وعلى الفور فتحنا الشاشات التلفزيونية لنشاهد برعب الجزء الثاني من التفجيرات .. سألنا مدير القناة ... (أنا والشخص الآخر من المنظمة العربية لحقوق الإنسان ) إن كان بإستطاعتنا التعليق الفوري على الحدث .. ( لم تكن المعلومات واضحة تماما ) ولكني وافقت .. كتمت دقات قلبي وخوفي من أن يكون الفاعلين او أي منهم فلسطيني .. خوفي على أحبائي في الأرض المحتلة هو ما دفعني للدعاء أن لا يكون أي من المتورطين من أصول فلسطينية ؟؟؟؟ دخلنا الأستوديو .. وأنا أشتم وأرى الشماتة في عيون معظم العاملين .. وأبديت كل تعاطفي وإحساسي مع الأميكريين في الكارثة لم أهتم بالتحليل عن أسبابها أو أي شيء آخر سوى التنديد بالعملية والتعاطف مع كل الضحايا .. بغض النظر عن جنسيتهم او ديانتهم .. بعدها بأيام كان هناك برنامج مع المذيع "حافظ المرازي تحت عنوان " من واشنطن " قام بإستطافة أربعة من ضمنهم شيخ للتساؤل عن سبب عملية التفجير ؟؟؟ ولماذا قام هؤلاء الشباب بعملية التفجير .. لم أستطع كتم صوتي وربما تكون المرة الأولى التي أشارك فيها على الهواء في أي من البرامج .. وأفرغت خوفي مما أسمعه وأراه مما يحدث في المنطقة العربية .تكلمت بعفوية مُطلقة وأرجعت السبب الرئيسي لكمية الحقد التي روّج لها رجال الدين الدين ومشايخه في نفوس شباب العالم العربي بحيث خلقوا جدارا عاليا من الكراهية يفصل بيننا وبين العالم .. تكلمت عن تلاعبهم ومن خلال النصوص .. بعقول هؤلاء من خلال التحريض المبطن ضد العالم المختلف . ذكرت أثر كلمات مشايخهم التي تتبجح بأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي سينتشر ويحكم البشرية ؟؟؟؟ كما في مقولة الداعية عمر بكري بأننا وقريبا ما ستتحول بريطانيا وكل سكانها إلى الإسلام بأننا سنضع علم الإسلام فوق قصر بكنجهام بينما كنت أرى وجوه المذيع والضيوف والتعبيرات على وجوهم ؟؟؟؟؟
إستغربت أكثر حين فاجأتني صديقة بلهجة تلومني فيها .. كيف أتجرأ بنشر غسيلنا هكذا .. وأنني بهذا أفضح شيوخنا ؟؟؟؟ ردي القاطع كان بأنني لم أقل سوى الحقيقة كما شاهدتها على الشاشات العربية من شيوخنا ؟؟؟ وأهمية وضرورة تعاطفنا مع البشر في كل مكان .. لأن ما يجمعنا هو إنسانيتنا المشتركة وهي تعلو كل الأديان ...
ما صعقني بعدها بأيام .. حين ذهبت خصيصا لإحدى المدارس العربية في لندن .. أحثها على إرسال إكليل تعزية بإسم الأطفال العرب تدين العملية وتتعاطف مع اهالي الضحايا .. وكان الرد بالرفض القاطع .. واكمل رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان إستغفالي حين برر بأنه لا يستطيع مرافقتي للسفارة الأميركية للتعزية في الضحايا . وطلب مني بكتابة تعزية بإسمة ؟؟؟؟
نعم ذهبت إلى السفارة الأميركية مع صديق من أصل فلسطيني .. كان الوحيد الذي تماثلت مشاعرنا في هذه الكارثة ..والتعاطف مع الضحايا بغض النظر عن أي شيء آخر .. وكتبت في كتاب التعزية عني و مدير المنظمة العربية لحقوق الإنسان ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟
واليوم أعود لأتذكر ذلك اليوم وأبكي لما وصل إليه العالم كله .. ولكن وبحرقة أكبر على ما وصل إلية العالم العربي ؟؟؟؟
نعم كنت أتمنى آنذاك أن تعمل الولايات المتحدة بما عُرفت عليه من قيم عالمية .. ولكن خاب ظني مرة أخرى حين إنتهجت طريق الإنتقام ؟؟؟ بحيث أصبحنا جميعا في غابة نأكل بعضنا بعضا مُسيجين بالخوف من المختلف .. والآن الخوف على كل الأصعدة من الآتي من كورونا ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يا ليت لوالناس في يالدول الاسلامية يكون عندهم ربع
ما عندك من مشاعر انسانية ( 2020 / 9 / 12 - 10:58 )
مقالة من اروع ما قرأت منذ مدة طويلة ، السيدة احلام تعودنا منها ان تتحفنا بمقالات تتجلى فيها الروح الانسانية و اهم نقطة فيها برأي انها صادرة من امرأة مسلمة حيث من النادر جدا ان نجد شخص مسلم لم تؤثر فيه كل خطابات الكراهية التي يتم شحن الطفل المسلم بها منذ نعومة اظفاره ، صحيح هناك اشخاص مسلمون ملحدون و لكن تبقى الكراهية تعمر في قلوبهم تجاه كل ما هو غير مسلم ، الكراهية التي يرضعها المسلم في الصغر هي مثل النقش على الحجر من الصعب جدا محوها لانه تشكل جزء من شخصيته و كيانه و يخاف اذا هو فقدها يفقد شخصيته
المسلم يتصور ان القاعدة بين البشر المختلفين في الدين لابد انهم يكرهون بعضهم البعض و انهم يحوكون المؤامرات واحدا ضد الاخر ، المسلم لا يمكن ان يؤمن بوجد اله يحث على المحبة او اكثر من ذلك ان يكون هناك يتعذب من اجل البشر ، هو عنده تصور عن الله انه إله متكبر منتقم فهذا الاله لا يمكن للمسلم ان يتصور انه يحث على محبة اعداءه و هو الذي يدعو الى ضرب الرقاب و قطع البنان و احد اعجغتثاب نساء الكفار و سماها ملكات يمين


2 - أساسيات
أبو أكرم ( 2020 / 9 / 13 - 02:54 )
من أجل فهم دقيق لما حدث تنبغي دراسة -الأساسيات- التالية للموضوع، وهي
أولاً
حركة حقائقيي أيلول، أي
911 Truthers
ثانياً
التركيز على ما حدث للبناية رقم 7 في مانهاتن
ثالثاً
التركيز على ما حدث للبنتاكَون (مبنى وزارة الدفاع في واشنطن)؛ لأنه استُهدِف بصاروخ ولم تضربه طائرة
والخلاصة أن طغمة بُش-تشَيْني -رمسفيلد هي المسؤولة عن التخطيط بإشراف بُش الأب (جورج
هربرت ووكر)؛
رابعاً
دوافع الجريمة:
أولاً
إنتشار الأفكار العلمية والاشتراكية في الشعب الأميركي - هذه الجريمة مهّدت لصدّها
ثانياً
إحتلال أفغانستان من أجل تأمين وصول أنابيب الغاز من بلدان الاتحاد السوفييتي السابق الى البحر جنوباً
ثالثا
إحتلال العراق وتأمين السيطرة على منابع البترول وأكبر احتياطي هناك (كركوك والبصرة ومناطق أخرى محتملة كأهوار العمارة..إلخ)؛ تحياتي


3 - معالم على الطريق 1
هانى شاكر ( 2020 / 9 / 15 - 00:21 )

معالم على الطريق 1
_______

المقال رائع ... يمثل علامة على الطريق ... الذكرى هى التاسعة عشر ( 19 ) و ليست ( 9 )

و الطريق طويل جدا و غارق فى القدم ... يكذب من يدعى انه يعرف اين او كيف او متى ابتدا ... و يُضلل من يدعى اين او كيف او متى سينتهى

نابوليون فى مصر ؟ نكبة 1948 ؟ حرب الايام الستة ؟ عبور 1973 و صدمة البترول ؟ غزو روسيا لافغانستان ؟ صواريخ ( Stinger ) للمجاهدين 1979 ؟ حجز الرهائن فى طهران 1980 ؟

مش هانخلص

أهمية 11 سبتمبر 2001 هو ان هذا الحدث إنتصار كامل للإسلام على امريكا و الغرب ... هاتقوللى قتلوا بن لادن اقولك ها أو أو ... ولو يا اسمر ولو

.....


4 - معالم على الطريق 2
هانى شاكر ( 2020 / 9 / 15 - 00:22 )

معالم على الطريق 2
_______



أهمية 11 سبتمبر 2001 هو ان هذا الحدث إنتصار كامل للإسلام على امريكا و الغرب ... هاتقوللى قتلوا بن لادن اقولك ها أو أو ... ولو يا اسمر ولو

أمريكا اليوم مهزومة .. مريضة .. مفلسة .. مجروحة .. مرتعشة .. منقسمة .. و كل ركن فيها فيه حريقة .. حرفيا و اجتماعيا و سياسيا و ماديا و اقتصاديا ... ولا تحزن او تندهش او تخبط راسك فى الحيط إذا انتهت التجربة الأمريكية اليوم او غدا

حروب امريكا فى افغانستان و العراق هى ضرب من الجنون و الانتحار ... بن لادن ثعلب و كسب و حطم انف امريكا و مرمغه فى التراب .. جورج بوش احمق خاسر و إلى مزبلة التاريخ

هناك محطات و معالم اخرى ، فى علم الغيب ، على الطريق

....

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س