الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام السياسي الحلقه الثانية

صبري الفرحان
(Sabri Hmaidy)

2020 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


البدايات
لتتبع ما سمي اليوم بالاسلام السياسي كيف بدا نسجل
بعد سقوط الدولة العثمانية باعتبارها تحكم وفق الخلافة الاسلامية فهي تعويضا عن الدولة الاموية والدولة العباسية نشأ تحرك اسلامي لارجاع الخلافة الاسلامية حيث هيمنة بريطانيا والدول الغربية الكافرة كما يسموها على مناطق نفوذ الدولة العثمانية، ورافق ذلك فسحة من الديمقراطية سمحت بها بريطانيا ودخول ثقافة جديدة حديثه اتت بها فتشكلت احزاب علمانية قومية واحزاب اشتراكية شيوعية دعت للتحرر من الدين واعطاء المرأة حقها في ان تسفر وتشارك الرجل في كل شئ وحتى الرقص في النوادي والمحافل الجماعية فهو جزء من حقها الطبيعي كما يرى دعاة التحرر .
عندها بات من الضروري تاسيس تحرك اسلامي بصيغة حديثه فتاسست حركة الاخوان المسلمين في مصر 1928 وحزب التحرير في فلسطين 1953 وحزب الدعوة الاسلامية 1957 في العراق وغيرها من الحركات الاسلامية.
ولعل الامر بعض الشئ مختلف في المذهب الجعفري فنستطيع القول وبقوة اسس الاسلام السياسي الثائر زيد بن علي السجاد بن الحسين بن علي ابي طالب عليه السلام، فعندما صمت الامام الخامس محمد الباقر بن علي السجاد الذي يمثل امتداد النبوه ووصيها فلم يثور على الواقع الظالم، قرر اخية زيد بن علي السجاد وهو ليس امام معصوم الثورة لتاسيس حكم اسلامي لانه يرى الحكم الاموي حكما ليس اسلاميا بل حكم عائلة، وننقل هذا الحديث الفرق بين موقف الامام محمد الباقر الصامت وبين موقف اخيه زيد الثائر وهو
في حديث مطول في مقدمة الصحيفة السجادية نقص منه مورد الشاهد
[...فقال لي (القائل يحيى بن زيد الى رجل اسمه متوكل بن هارون من اصحاب الامام جعفر الصادق) قد كان عمي محمد بن علي (أي الامام الباقر وهو عم يحيى بن زيد ) اشار على ابي(أي اشار على اخيه زيد ) بترك الخروج (أي الثورة) ان هو خرج (ثار على الواقع الظالم) أي زيد ما يكون اليه مصير امره أي تفشل ثورته ويقتل انصاره ويصلب لذا عندما امسك بزيد عند فشل ثورته ينقل عنه انه قال
ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن.
وفي العصر الحديث مثل المرجع موقف الامام المعصوم، والفرق ان الامام معصوم بالذات بالطبع لايقبل موقفه الخطأ، والمرجع المجتهد المعصوم بعصمة مكتسبه القابلة للصح والخطأ والفرق الثاني ان المعصوم يحدد الثورة من عدمها من خلال مصلحة الامة فصمت الامام علي وصالح الامام الحسن وثار الامام الحسين عليهم السلام، بينما المرجع يحدد الثورة من عدمها من خلال ضابطة وهي اذا تعرضة بيضة الاسلام الى خطر حسب تعبيرهم كفقهاء أي اذا تعرض الاسلام لخطر شديد ثار واذا تعرض لخطر بتقديره طفيف صمت.
ولتردي الوضع اختلف المراجع في تحديد الخطر من عدمه
ففي تركيا وبعد قرن في ايران اختلف الفقهاء المراجع
فقال قسم بوجوب تحديد دستور يحدد صلاحيات السلطان في تركيا والشاه في ايران وسمي انصار هذا الاتجاه باصحاب المشروطة أي يحدد الحاكم بشروط ويقصد به الدستور.
أي تدخل هذا القسم في السياسة فنستطيع ان نجعل ذلك نوع من الاسلام السياسي
وقال قسم اخر ان الدستور مخالفة شرعية لان القران بحد ذاته دستور او حتى بعدم القول بذلك يبقى الدستور مخالفة شرعية وسمي هذا القسم بجماعة المستبدة
أي هذا القسم نى بنفسه عن الحاكم أي عدم التدخل في السياسة
وان كان يمكن عد الموقفين تدخل في السياسة سواء من قال بالدستور او من رفضه فهم طرف واحد يتعاطون السياسة، مقابل طرف ثالث وهو لم يناقش المسالة البته فهو لا يتدخل في السياسة
سرت هذه المشكلة للعراق وهي المشروطة والمستبدة أي تحديد الحاكم بدستور او رفض تحديد الحاكم بدستور، ولكن دون تاثر الموقف السياسي في العراق لانه تحت الحكم العثماني الذي حسم المشكلة قبل 100 سنة ، وهذه المشكلة تخص ايران
ايد ودعم الشيخ محمد كاظم الخراساني وكان مع من ينادي بدستور والسيد محمد كاظم اليزدي كان بالضد فهو يرى الدستور مخالفة شرعية اذا هذه صورة من صور الاسلام السياسي عاشت مشكلتها ايران
وفي العراق كان اختلاف المراجع في تايد ثورة العشرين الوطنية (1) من عدمه، اغلب المراجع مع الثورة، وأفتى المرجع اية الله العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي(2) بوجوب الجهاد واشترك فيها المرجع اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحبوبي والمرجع اية الله العظمى السيد مهدي بحر العلوم بينما وقف بالضد ولم يؤيدها المرجع اية الله العظمى الشيخ ضياء الدين العراقي(3) وقال كلمته عن ثورة العشرين

هي حرب لا ناقة لنا فيها ولاجمل.
اذا هذا نوع من الاسلام السياسي في العراق

و تلبور الموقف من الاسلام السياسي وبات اكثر واضحا في 1979اذا انقسمت المرجعية اتجاه الموقف السياسي (4) فمثل المرجع السيد الخوئي اتجاه عدم التدخل في السياسة وكان المرجع السيد محمد باقر الصدر في قلب الحدث السياسي ومثل المرجع الشيخ شريعة مداري اتجاه عدم التدخل في السياسة وكان السيد الخميني في قلب الحدث السياسي
وتعزز بشكل اشد 1992 فمثل السيد السيستاني دام ظله اتجاه عدم التدخل في السياسة وكان السيد محمد محمد صادق الصدر في قلب الحدث السياسي

واصحر الاسلام السياسي في 2003 فمثل السيد السيستاني موقف عدم التدخل في السياسة، ولم يسند حزب الدعوة الاسلامية أي مرجع
السيد محمد حسين فضل الله اختلف معهم ولم يوافقهم بالاشتراك في العملية السياسية وقال لهم بالحرف الواحد
لم تكن امريكا جمعية خيرية
لم تقدم امريكا العراق للاسلاميين على طبق من ذهب
وقال بحقهم
حزب الدعوة الرجل العجوز فارحموه
السيد محمود الهاشمي الشهرودي حاولوا الاصطفاف حوله ولكن الرجل ترك حزب الدعوة كهوية عراقية وانضوى تحت ولاية الفقية لدرجة غير لقبه من الهاشمي الى الشهرودي وموقف ايران واضح فهو ضد امريكا حيث نصحت حزب الدعوة وعلى لسان السيد حسن نصر الله ان يصطفوا مع صدام حسين ضد امريكا لان الرجل ادرك نهايته وان كان عميل امريكا رقم 2 في الشرق الاوسط ولكن ستضحي به من اجل مصالحها كما ضحت بعمليها رقم 1 شاه ايران محمد رضا بهلوي، ولكن حزب الدعوة رفض هذه النصيحة .
ولم يصغِ حزب الدعوة الى المالكي حيث اشار عليه احد الدعاة المستقلين قبيل رجوعه الى العراق2003 ان ينضوي حزب الدعوة تحت مظلة مرجع عراقي وحدد له اسم المرجع وزوده حتى برقم هاتفه وعلى ما يبدوا ان القيادي في حزب الدعوة الاسلامية الشيخ عبد الحليم الزهيري له موقف سلبي من المرجع عندما كانوا طلبة للسيد محمد باقر الصدر حيث يرى الشيخ الزهيري المرجع المشار الية اقرب الى موقف رجال الدين السعوديين الذي كان يتصف بعدم الثورية آن ذاك علما ان المرجع دخل السجن ولو لفترة قصيرة وافرج عنه
لذا بات حزب الدعوة بلا مظلة شرعية فحتى كادره المنفصل وجمهوره السابق وافق ان يطلق على حزب الدعوة انه من كابينة الاسلام السياسي بتعريفه اليوم كانتقاص وشبه للاسلام وهي ازمه حقيقية واجهها الاسلامي السياسي
واضطر السيد السيستاني ان يتدخل في السياسة في بعض الاحياء لفراغ الساحة من مرجع ميداني يتعاطى السياسة (5)

ههههههههههههههههههههههههامش
1- اختلف في ثورة العشرين وهويتها، قال المؤمنون قالوا انها ثورة اسلامية وانطلقت من النجف الاشرف، وقال العلمانيون انها ثورة قومية ونطلقت من بغداد، والحقيقة انها ثورة وطنية انطلقت شرارتها من محافظة السماوة وكانت في البداية مشكلة عشائرية وشارك فيها رجال الدين والعلمانيين القوميين حتى الاكراد شاركو فيها اذ اكدوا انتمائهم للوطن راجع دليل السياسيين الاسلاميين طبع دار المحجة البيضاء 2018
2- المرجع اية الله العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي1842 الى 1920
يسمى الرجل في العراق وايران وعند الشيعة بشكل عام
ميرزا: اذا كان ابوه لم ينتهي نسبه الى رسول الله وامه علوية أي ينتهي نسبها الى رسول الله محمد صل الله عليه واله أي الى احد ولد ابنته فاطمة الزهراء وتشمل المعمم والغير معمم
سيد : اذا كان ينتهي نسب ابوه الى رسول الله محمد صل الله عليه واله سواء امه علوية او عامية أي لم ينتهي نسبها الى رسول الله صل الله عليه واله بل الى احد العشائر العربية او الاعجمية أي غير العربيه بشكل عام والا كلمة اعجمي شاعة في العراق ويقصد بها الايراني فقط بل الى احد العشائر العربية او الاعجمية أي غير العربيه بشكل عام وتشمل المعمم والغير معمم
شيخ : اذا كان نسبه لاينتهي برسول الله صل الله عليه واله وتشمل المعمم فقط، واحيانا يسمى مجازا سيد من قبل العلمانيين والغير متدينين لانهم لايستطعيوا التفريق بين هذه المصطلحات الدينية الخاصة او للتفريق بينه وبين شيخ العشيرة أي عميد الاسرة
3-المرجع اية الله العظمى الشيخ ضياء الدين العراقي 1864 الى 1942لقبه العراقي نسبة الى اراك مدينة في ايران أي الاراكي وترجمة بتصريف العراقي وليس لقبة نسبة الى العراق
4- تبلورت للمرجعية ثلاث اتجاهات
الخط الاول خط الوسط : ويمثله مشهور علماء الشيعة ويمثله اليوم السيد السيستاني دام ظله وقبله السيد الخوئي طهرت روحه لا يتدخل في السياسة
الخط الميداني : يمثله في الامس القريب السيد محمد محمد صادق الصدر وقبله السيد محمد محمد باقر الصدر طهرت ارواحهم المرجع في قلب الحدث السياسي
الخط الخلفي للشيعة : ويمثله اليوم الشيخ وحيد الدين الخرساني السيد صاق الشيرازي حفظهم الله قبلهم السيد محمد مهدي الشيرازي طهرت روحه موقف غير ثابت من اليساسة معها وخارجها
راجع دليل المرجعية المراجع والمواقف والاتجاهات طبع دار المحجة البيضاء 2012
5- تدخل السيد السيستاني في السياسة في هامش ضيق خلاف ما ظهر في الساحة السياسية العراقية التي ابرزته العامل الاساسي في الساحة السياسة العراقية، وهذا ما فهمه المسؤل الامريكي ومندوب الامم المتحدة ايضا بانه لايتدخل في السياسة رغم ان :-
الاحزاب السياسية الاسلامية تكلمت باسمه ولكن حدد موقف بقوله
انه على بعد واحد من الاطراف السياسية بكل اتجاهاتها
وان ايران حاولت ان تزجه في معركتها مع امريكا وان صمت ولكن ابدى شجاعة كافية امام ايران بعدم الانجرار وراء مواقفها رغم تعرضه الى شبه تهديد او استنهاض من قبل المسؤول الايراني حيث سجل شاهد عيان الموقف فلم يصفر لونه لم يرتجف من صوت الرصاصة الايرانية ولم ينقل شاهد العيان له اثر ذلك في قدمه شدخا او في ذيل جبته اسودادا فهو الاسد
راجع مقال هل تقتل ايران السيد المرجع علي السيستاني الحلقة 1و2 صحيفة المثقف
http://www.almothaqaf.com/aqlam2019/942202
تنوية
ارجو من انصاف المثقفين والمؤمنين الكلاسيكين والذين يتصيدون في الماء العكر ان لا يحملوا الكلام اكثر مما هو فيقولوا بمحاولة اغتيال فاشله او ما شابهها بل هي اسطر لبيان موقف السيد السيستاني الذي كثر التقول باسمه لصمته الذي لف العالم لا جبنا بل شجاعة ورجاحة راي وسداد قول
وكما ارجو ممن يقدس او يقلد السيد السيستاني اني اتقول عليه واحط من قدسيته معاذ الله فاني احد مقلديه أي ممن يتبع فتواه في الفقه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخبز يعيد بارقة الأمل الى سكان غزة | الأخبار


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يضع دول المنطقة أمام تحديات سياس




.. العاهل الأردني: الأردن لن يكون ساحة معركة لأي جهة وأمنه فوق


.. هل على الدول الخليجية الانحياز في المواجهة بين إيران وإسرائي




.. شهداء وجرحى جراء قصف قوات الاحتلال سوق مخيم المغازي وسط قطاع