الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مجرد رأي
محمد أبو قمر
2020 / 9 / 12مواضيع وابحاث سياسية
عمليات التطبيع التي جرت وتلك التي ستحدث في الأيام القادمة أثرها علي القضية الفلسطينية سواء بالسلب أو بالإيجاب لا يكاد يذكر إلي جانب الأثر الذي وضع الاسلام السياسي والقومنجية في مأزق بالغ التعقيد.
أولا القضية الفلسطينية سواء حدث التطبيع الكلي أو لم يحدث لم تعد قضية واحدة لها قوام محدد ، أي - كما هو واضح لا يحتاج إلي أي جهد تحليلي - لم تعد هذه القضية قضية أرض مغتصبة وشعب مشرد ، فقد نجح الفلسطينيون نتيجة التنازع علي السلطة ونتيجة أسلمة القضية نجحوا في تفتيت قضيتهم إلي عدة قضايا ، قضية غزة ، قضية الضفة ، قضية القدس ، ثم قضية المسجد الأقصي ، وهذا هو بالضبط ما أفشل المشروع العربي الأرض مقابل السلام ، فلم تعد هناك أرض ذات معالم محددة يمكن مقايضتها مقابل السلام ، ثم إن المطالبات الفلسطينية الموجهة إلي العالم بخصوص القضية لم تعد واحدة ، ففي غزة يطالبون برفع الحصار ، وفي الضفة تطالب السلطة الفلسطينية بوقف الاستيطان والعودة إلي حدود 67 واعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية التي يتآكل قوامها وحجمها يوما بعد يوم ، فيما يختصر الاسلاميون المسألة كلها في عدم المساس بالمسجد الأقصي.، يحدث ذلك التشتت كله في الوقت الذي تسمي بعض الفصائل نفسها بالمقاومة الفلسطينية في حين أن التعاون الأمني والعلاقات الاقتصادية بين الفلسطينيين والاسرائيليين أمر لا يستطيع أحد إنكاره ، وقد نقول إنهم مجبرون عليه لأن الشعب الفلسطيني لابد في النهاية أن يعيش بأي طريقة كانت.
وهكذا أقول سواء حدث التطبيع أو لم يحدث فإن القضية الفلسطينية قد تم بعثرتها وصار مطلب الأرض مقابل السلام أمرا ميئوسا منه.
الأثر الفادح للتطبيع يقع أساسا علي الاسلام السياسي العربي وعلي القوميين العرب كذلك ، فالاسلام السياسي بكل فصائله إخوان وسلفيين وسائبة لم يعد في مقدوره استخدام أو استغلال القضية الفلسطينية كذريعة لاثبات مشروعية وجوده ذلك أن جميع من كان يعمل لصالحهم مستغلا القضية قد طبعوا مع اسرائيل أو من المنتظر أن يعلنوا تطبيعهم معه ، وأن محاور الصمود والتصدي جميعها قد تفككت ، ولم يعد هناك سوي تركيا التي يعرف أنها تستغله وتستخدمه استخداما قذرا ومشينا وأنها ستبيعه في أول سوق تقابلها وهي تبحث عن مصالحها في المنطقة.
والمتابع لمواضيع التطبيع في قنوات قطر وتركيا يدرك أن موقف الاسلام السياسي قد ارتبك بشدة وأحس بخطورة موقفه وصار يفكر كثيرا فيما سيؤول إليه مصيره في الفترة القادمة.
أما بالنسبة للقوميين العرب فإنه من الواضح أن كل شعاراتهم قد تناثرت الآن ، وأن بنية الأحلام التي تعتمد اعتمادا كليا علي مواقف الشعوب العربية قد انهارت ، إذ اكتشفت هذه الشعوب أن الفوارق الحضارية بينها وبين العالم تتسع يوما بعد يوم ، وأن هذه الفجوة العميقة لا يمكن للشعارات أن تسدها أو تعوضها ، وربما هذا ما يفسر موقف الشعوب العربية الصموت والذي يبدو وكأنه مؤيد لما يحدث من هرولة تطبيعية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رفح تتعرض لقصف وغارات، ما يثير مخاوف من اقتراب الهجوم البري
.. مهاب ا?يوب.. من الصفر ا?لى راي?د في عالم الا?عمال ????
.. سوق سافور في مونفارميه الفرنسية يقدم أسعارا تتحدى التضخم في
.. ما هي مخاطر الإدمان على الشاشات؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. محمد الضيف يستغيث بالشعوب العربية للتحركضد إسرائيل ،،،،فهل ه