الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التّطبيع مع إسرائيل إلى العلن-إكراماً لترامب-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2020 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تطبيع علاقات كانت مطبّعة قد يكون أمراً لا يمكن استيعابه من قبل شعب عربي مظلوم تربى على كراهية اليهود ، ثم إسرائيل ، وليس ذنبه في ذلك ، فقد كانت لعبة الحكّام ورجال الدين من أجل إخضاع هذا الشعب ، وتجهيله .
ربما تكون أكثر الدّول تطبيعاً هي سورية رغم أنّ النّظام لا زال يعيش تحت ظلّ محاربة إسرائيل . الدول العربية " جميعها " قد طبعت علاقاتها ، و أوّل من طبّع هو السلطة الفلسطينية وحماس، لكن لماذا أتى التطبيع اليوم ، وليس البارحة، وما الفائدة منه مادام الجميع مطبّع ومتطبّع؟
كان اليهود العرب جزءاً من المجتمع العربي سواء في الجزيرة العربية ، أو العراق، وبلاد الشّام ، وكان بينّهم كتّاب ، وفنانون ، ورجال أعمال ، وبدأ الحكام العرب يحضّون على كراهية اليهود التي تعود في الأساس إلى رأي مسيحيّ -ربما- مفاده أنهم متهمون بالوشاية بالمسيح ، لكن من حيث المنطق ، فإنّ الرّب لا يحتاج لمن يدافع عنه، كذلك أصبح اليهود في الجزيرة العربية مستهدفين بعد استلام السلطة من قبل قريش.
لست محامياً عن اليهود ، لكنّه فقط استعراض بسيط كي أدخل في لب الموضوع، و التطبيع ، على سبيل المثال فإن خيبر في مدينة الحجاز كانت تشمل على سبعة حصون ومزارع كثيرة وكانت تعرف بكثرة النخل حتى قال ضرار المري:
" فانك واستبضاعك الشعر نحونا كمستبضع تمراً إلى أرض خيبرا"
. وقد زعم بعض الإخباريين إن خيبر لفظة عبرانية، وأن معناها الحصن ، وزعم بعض آخر إلى أنه نسبة إلى رجل يهودي اسمه خيبر بن فاتية بن مهلائيل، سميت خيبر باسمه لأنه كان أول من نزلها، وذهب المستشرق الألماني اليهودي فايل بأن خيبر لفظة عبرانية، وهي بمعنى مجموعة مستوطنات، ووفق الحاخام بنيامين التطيلي فإن تعداد نفوس خيبر بلغ خمسون ألف نسمة، أما المقاتلين فعشرة آلاف، وكانت إمارة يهودية مستقلة.
هناك أكثر من خيبر :في السعودية، و اليمن و الإمارات ، وفي كل الدّول العربية، وقريباً سوف تلغى الشتيمة العربية " كأنّك من يهود خيبر" وقد أصبحت هذه المنطقة على سبيل المثال منطقة سياحية في السعودية.
اتفاقيات التّطبيع لم تذكر حتى الآن وضع أملاك اليهود في الدول العربية ، ومنها على سبيل المثال سورية ، فماذا لو طالب يهود خيبر، ويهود حلب ، ويهود بغداد بعودة أملاكهم، و تحول المكان إلى ما كان عليه؟
هل يحق للإنسان العودة إلى ملكه؟
أستعرض فقط بعض الأشياء ، ثم أعود إلى موضوع التّطبيع الذي أتحفّظ على رأيي فيه لسبب بسيط ، وهو أنه ظهر من السّر إلى العلن بسبب رغبة ترامب في دعم انتخابي يستطيع أن ينجح من خلاله، من ثم إن الرأي لا قيمة له بدون سلطة، أو مال . من خلال عشق الحكام العرب للاستبداد ، أحبوا ترامب ، يبدو أن " القط يحب خناقو" فلو كان ترامب يعامل الدّول المعنية باحترام لما أحبوه . نحن فطرنا على محبّة من يجلدنا ، وترامب لا يعمل بمفرده، هناك من يحكم أمريكا غير ترامب، وهي الدّولة العميقة .
حتى الآن لم تظهر جميع الحقائق ، قد نفاجأ لو رأينا مظاهرات تملآ أماكن السلطة الفلسطينية تطالب عباس بالرحيل، وتطالب إسرائيل بضم السلطة، قد نفاجأ أيضاً أن تخرج مظاهرات في دمشق، و بيروت بعد سقوط الممانعة بمظاهرات تطالب بالتطبيع" العلني" وإنهاء حالة الحرب. لكن كل ما يثير شجوني كسورية هو وضع الناس العاديين ، و الذين اشتروا شققاً أقيمت على أراض يملكها اليهود بعقد لمدة 99 سنة ماذا سوف يكون مصير الشّقق لو عاد الملك إلى أصحابه؟
التطبيع في مفهومه الأخير هو إلغاء قوانين الماضي بصفة رجعية ، فخيبر تعود يهودية على سبيل المثال ، وكل هذا لا علاقة له بالحقوق التاريخية . هو لعبة سياسية نستعمل نحن موروثنا الجاهل في محاربتها فنصرخ مندّدين، لكننا نحن أنفسنا لا نسمع صوت تنديدنا. أنهكنا الفقر، و الظلم.
أن يجري التطبيع شأن يخص ترامب فقط ، نحن مجرّد جوقة للتهليل، أو الشجب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية يزور تركيا لإجراء محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردو


.. توقعات بموجة جديدة من ارتفاع أسعار المنتجات الغدائية بروسيا




.. سكاي نيوز عربية تزور أحد مخيمات النزوح في رفح جنوبي قطاع غزة


.. حزب -تقدّم- مهدد بالتفكك بعد انسحاب مرشحه لمنصب رئاسة مجلس ا




.. آثار الدمار نتيجة قصف استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل في العرا