الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخصخصة (المتعجرفة) وآثارها المدمرة على الشعب

فلاح أمين الرهيمي

2020 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر الخصخصة المتعجرفة إحدى الأذرع الرئيسية (للعولمة المتوحشة) المدمرة للإنسان والطبيعة .. وهذه العملية تعني انتقال ملكية القطاع العام (الدولة) إلى القطاع الخاص (رأس المال الفردي الخاص) وتعني هذه العملية (الخصخصة) إلى تحرير نظام أسعار الصرف والفائدة وعلاج الاختلالات الهيكلية في الأسعار بالنسبة للسلع والخدمات من أجل أن تعكس الكلفة الحقيقية وذلك من خلال القطاع الخاص وليس الاعتماد على دعم الدولة وفي ظل هذا الاتجاه نحو الخصخصة يغيب دور الدولة الرقابي في تقديم الخدمات المقدمة ومدى جودة السلع والحاجيات المنتجة والمقدمة من قبل القطاع الخاص ومواءمتها للسعر فالرقابة تعتبر دور مهم للدولة وفي ظل اقتصاد السوق الذي يتصرف به رأس المال الخاص بالأفراد.
أبرز الآثار الاجتماعية للخصخصة هي :-
- البطالة : إن الدوافع وراء بيع القطاع العام من أجل تصحيح المسار الاقتصادي وحماية المال العام نتيجة الخسائر وتخفيف أعباء الديون على القطاع العام وقد يؤدي إلى إعادة هيكلية وجود العمال في شركات القطاع العام وتم تنفيذ برنامج الاستغناء عن العمال وتحويلهم على التقاعد مبكراً إضافة إلى القطاعات الأخرى.
- الفقر : يعتبر العراق من أكثر الدول معاناة من الفقر وإن ظاهرة الخصخصة لا تحل وتساعد على حلحلة مشكلة الفقر في العراق وإنما سوف تزيدها.
- الأمراض الاجتماعية : إن ظاهرة الخصخصة سوف تؤدي إلى تبديد المال العام في توفير مستلزمات العيش للمواطنين العراقيين وربما يكون البرنامج بأيدي غير نظيفة إضافة إلى الطفيليين والمحسوبيين والمنسوبيين مما يؤدي إلى تفاقم البرنامج ويؤدي إلى أمراض اجتماعية عديدة وليس ينتج مجتمع سليم وإنما ينتج مجتمع مفتت تغلب عليه أمراض الوهن والخمول والكسل والجريمة .. وللخصخصة المتعجرفة أربعة وجوه هي تحويل الشعب من منتج إلى مستهلك وتؤدي هذه العملية إلى انتشار المقاهي والتسكع بها كما تؤدي إلى السمسرة والعمولات وإلى بيع القطاع العام بأرخص الأسعار من أجل الخلاص منه كما تؤدي إلى تحويل ثروة العراق إلى أيدي القطاع الخاص لكي يتحكموا بمصير الشعب كما تؤدي ظاهرة الخصخصة إلى تفشي ظاهرة الانتحار كما تؤدي إلى تفشي وانتشار ظاهرة البطالة التي ترافقها تفشي الجريمة المنظمة والتفاوت الطبقي في المجتمع وإلى تدمير الأسس التربوية في المجتمع (البيت والمدرسة والدولة).
ما هو العلاج للابتعاد عن مشروع الخصخصة ؟
إن العراق ليس فقيراً وإنما يزخر بثرواته المعدنية والزراعية وآثاره التاريخية والأيدي الفنية والعاملة وإنما يحتاج فقط إلى أيدي بيضاء نظيفة ونفوس عامرة بحب الشعب والوطن حسب قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب تعتمد على التخطيط والبرمجة في تطبيق المشاريع الإنتاجية حسب ما تمتاز به كل محافظة عراقية من ثروات معدنية أو زراعية وأيدي عاملة وفنية ومن خلال ذلك نبني عراق قوي عامر بأبنائه وثرواته وشعب مزدهر وسعيد ينعم بالعز والاستقرار والاطمئنان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف