الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حالة اغتصاب .. -من الانثروبولوجيا الى السيكولوجيا و سيكولوجيا الجماعة-

حسام تيمور

2020 / 9 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


...
حالة اغتصاب
عندما نقول بأن حالة "الهيستيريا" الجماعية ال تعني المطالبة باعدام شخص ما اقترف فعلا ما .. هي تبيان صريح لنزوع "بربرية"، و "همجية"،
فنحن هنا نقف عند مدخل واحد للفهم، او نقتصر تقريبا على المقاربة "الانثروبولوجية"، بينما يمكن كذلك، اخضاع الظاهرة لوسائل فهم و تحليل أخرى، رغم لاجدواها في هذه الحالة، أو كون ان يمكن اعتبارها هنا ترفا "فكريا"، او معرفيا !
لكن الامور ليست هكذا .. حيث ان المبحث الاونثروبولوجي، في حد ذاته نتاج لتطور العلوم الانسانية عامة، و قدرتها على النفاذ الى عمق البنيات الاجتماعية و فهم انتظاماتها و اصطفافاتها و منطق انسياقاتها ..()
و حيث انه كذلك، بالنسبة للمبحث السوسيولوجي، لا توجد هناك سوسيولوجيا قارة، او ثابثة، محددة المعايير و الاهداف الوسائل و طرق البحث و التمحيص، فكما يقول العروي، " أن كل باحث سوسيولوجي، و ان ادعى انتمائه الى مدرسة معينة، محددة، فهو ضمنا متأثر بمدارس اخرى، بنيويا، و لا وجود لعلم اجتماع، خارج هذه المعادلة التداخلية، كما هو شان باقي العلوم الانسانية" !
بمعنى اننا هنا، نستطيع بسهولة، الانتقال من و الى التأويل الفرويدي، لنفس الظاهرة، منهجيا، دون المساس بنتيجة التحليل، او المردود "العلمي" المعلن، للمقاربة الانثروبولوجية مثلا ..
عندما ننطلق من نتيجة "النزوع نحو العقلية او "السلوك البربري"، كنتيجة لنفس الفعل/النزوع، او ك "رد فعل" على هذا الاساس، فهذا لا يتعارض من حيث البنية، مع مردود "التحليل النفسي"، او المدرسة الفرويدية، التي تقول ما مفاده، أن رد الفعل في حد ذاته، فعل ..
و ان الفعل في حد ذاته نتاج لما سبقه، شعوريا و لاشعوريا .. اي بمعنى رد الفعل الواعي، تجاه الفعل المعلن، و رد الفعل اللاواعي، تجاه العنصر/العامل الغير معلن، اي تلك المنطقة السوداء داخل لاشعور الفرد، و"لا شعور الجماعة"، او وعيها الجمعي، ايضا، كما يقاربه "غوستاف لوبون" مثلا !
عندما نتحدث عن مسالة او موضوع "الاغتصاب"، فان النتيجة واحدة، باختلاف المنهج او الطريق المتبع اليها، حيث العناصر الثابثة في المعادلة، هي التي تحدد "المتحول" في المردود، سواء على مستوى الفرد او الجماعة او المجتمع و الدولة و الاسرة و حتى منظومة الحكم، اي السلطة و "الغصب" ،،
هنا نفهم بسهولة، كيف ان الغريب في ظهور هذه "النزوعات البربرية" من حين لآخر، ليس فقط مرده ثقافة شعبية مترسخة، او ممارسة جماعية، تحدد انماط الانتظامات و الاصطفافات الاسرية و القبلية و العشائرية، داخل نطاق بشري معين، بل هو تنفيس مباشر، عن ما يسميه فرويد،
"عقدة الاغتصاب، و موت/ قتل الاب"
بمعنى، أن التمثل اللاواعي هنا في مسالة مطالبة "طرف معين"، باعدام/قتل شخص ما، على علاقة بمسالة "الاغتصاب"،
هو تمثل طيف "الطفل المغتصب"، في علاقته مع "الاب الضعيف او العاجز"، و "الأب" هنا ايضا، بمعنى العشيرة او القبيلة او الجماعة و العرق و العرف و التقليد و المعتقد ...
بينما المطالب هنا، باقرار ما يراه "الضحية" حقا مقدسا، تحت تخدير ادلجات الوجود الاجتماعي، هو ربما "الاه"، او طبيعة، او سلطة "قوة/غصب"، اخرى، تشكل ما يسميه "كارل يونغ"، وسائل اللاشعور لمغالطة الذات و الاستمرار على قيد الاغتصاب/الحياة ..
اي بداية تشكل "القضيبية"، كما تقاربها الجينيالوجيا ، و "الاوديبية"، كما يقاربها التحليل النفسي، و سلطة "الاستعباد"، كما تقول الماركسية، و "الرغبة"، كما يقاربها "دولوز" عندما قال ..
( يجب ان نقبل صرخة "الرايخ"، "الا ان الجماهير لم تكن مخدوعة، بل انها كانت ترغب في الفاشية" )

و حيث ان المردود الايديولوجي، للمعبر عنه و المعبر عنه لحظيا/انفعاليا او تفاعليا، دونما اعتبار لما سبق بوصفه "انفعالا" عقليا، فكريا او معرفيا، يرسخ لنظرية فرويد، عن الوعي و اللاوعي، كما يدعم ايضا، النتيجة المجردة للمقاربة الانثروبولوجية، و الانثروبولوجيا السياسية، و الأهم أنه يرسخ لتعريف "نيتشه"، للايديولوجيا، و هو متقدم على فرويد نفسه، من منظور "التحليل النفسي"، و حتى الطبنفس البنيوي"،
كون الايديولوجيا هي ..
"مجموع الاوهام و الاكاذيب التي يصنعها الانسان/المستعبد للهروب من واقع معين" ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكونغرس يبحث تمويلا إضافيا لإسرائيل| #أميركا_اليوم


.. كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي: لدينا القدرة على




.. الخارجية الأمريكية: التزامنا بالدفاع عن إسرائيل قوي والدفاع


.. مؤتمر دولي بشأن السودان في العاصمة الفرنسية باريس لزيادة الم




.. سر علاقة ترمب وجونسون