الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارتزاق بالتمويه!!

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2020 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


السعادة نجدها في سعادة المجموع عبارة ما عادت تلقى صدى القبول في حاضرنا المحاصر بالنكبات وحين نمر عنها في كتب الثقافة نقرأها باستهزاء ليس لانها اصبحت مفقودة ولكن لصعوبة احتمال الوصول اليها او الهناء بها. التعاسة كعنوان كبير اصبحت محطتنا التي نعرفها وتعرفنا بعد ان ضلت السعادة طريقنا وحياتنا.
عبارة اخرى سقطت بعد ان كان يقين تحقيقها امر لا جدال فيه وهي (صرخة الحق لا يكمن ان تضيع). للاسف صرخة الحق ضاعت بعد ضياع ملامحه التي صارت تفسر حسب الحاجات، بيدا انها حاجات ضيقة لا تتجاوز النظر الى اسفل القدم. ان الذين هرولوا للتطبيع كانت صرختهم ما يهمني شرفي! كما قالها زردشت. فاتهم ان الشرف يقين الحياة الهانئة بعيدا عن غرور خطاياهم.
اي زمان هذا وقادة الرأي يلبسون فيه عباءة العراف! يتحدثون بكلام مصفوف وغير مفهوم عن مخبآت الايام بهدف تضليل الناس البسطاء. لا يضيرهم ان يصبح عامة الناس بسطاء بعقول معطلة او مخبأة لحين ضياع زمانهم بعد ان ضاعت حياتهم واصبحوا جثث حية في انتظار الموت.
قادة الرأي وهم يبشرون بعالم رقمي يدور فيه الحديث عن تقليص عدد البشر على سطح المعمورة تراهم يتنبؤون ام انهم يحثون الخطى لما تم الاتفاق عليه في الغرف المظلمة. في حديث مع الرئيس الامريكي اوباما ابان فترة حكمه تحدث عن ظهور وباء سيصيب العالم كله بعد خمس او عشر سنوات واكمل علينا استثماره! كم كان صريحا حين لم يفكر بمكافحة هذا الوباء المستحدث او الاستعداد له بكافة السبل للحد من خطورته. نعم ان ما يعنيهم كيفية استثمار الوباء بمزيد من التحكم والتعنت والصلف بتخريب الدول الخربانة اصلا.
لا يخفى على احد ان استثمار الوباء سيكون على حساب صحة الناس البسطاء وجيوبهم. اي استثمار هذا حين يحقق تعاسة المجموع. اليس هذا ارتزاق بالتمويه بالرهان على المستقبل المتخيل الذين يرسمون ويخططون له بقوة واقتدار بروح شريرة تفتقر الى الانسانية.
امي كانت تقول مثلا شعبيا سمعته من جدتها: الله لا يوقعنا بيد الحكّام والحكما (الاطباء). والله يا امي اننا وقعنا واصبحنا نتأرجح بين الكمامة والتلفزة، بين اننا مرضى او مخالطين، بين ان نأخذ المطعوم او لا نأخذه فالحاكم وبعض الحكما لا يتفقوا على رأي بشأن المطعوم واهميته في القضاء على الوباء. بعض الحكما يقولون بان نهايتنا مرتبطة بالمطعوم والله اعلم.
الاوراق اختلطت وفضيلة الطموح ذهبت الى زوال ونحن مكبلين بالخوف ويل لنا وقد قالها زردشت: لقد اقترب زمان الانسان الحقير الذي يمتنع عليه ان يحتقر نفسه. للاسف صرنا بهذا الزمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص