الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام الدولي المنافي للطبيعة

فؤاد النمري

2020 / 9 / 14
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الشرط المسبق لإنتهاج أية سياسة تحاكي الواقع الإجتماعي المعين بغض النظر عن مدى تطوره هو إدراك الوحدة العضوية الواحدة للنظام العالمي القائم . هذه الحقيقة الصلبة الصارخة غدت الأساس اللازم حصراً للبناء فوقه مختلف السياسات، حتى تلك المغرقة في المحلية منها، منذ ظهور النظام الرأـسمالي وتطوره السريع حتى احتضان العالم بأسره خلال القرن التاسع عشر .
الخواء السياسي السائد اليوم في مختلف أركان المعمورة إنما هو أن أحداً من السياسيين سواء كان من اليسار أم من اليمين لم يدرك مثل هذه الحقيقة الصارخة ؛ وهو لا يدرك أن مشروعه السياسي إنما هو لغو فارغ إن لم يتساوق مع النظام الدولي القائم . من الغريب حقاً ألا يتعلم السياسيون مثل هذا الدرس الأساس وقد رأوا بأم العين أن كل الحروب والإنتفاضات والإنقلابات والمؤامرات التي حدثت في القرون الثلاثة الأخيرة ما كانت لتحدث بغير فعل التساوق، تساوق النظام المحلي مع النظام الدولي .

في العقود الأربعة الأخيرة بدا بكل وضوح وجلاء أن النظام العالمي ليس في عافيته، بل الأحرى أنه ليس نظاماً على الإطلاق استدلالاً بدلالتين على الأقل من بين دلائل أخرى كثيرة . فالعالم ومنذ ما يزيد على أربعين عاماً لا ينتج ما يغطي نفقاته الأمر الذي يضطره لأن يستدين سنوياً أكثر من 4 ترليون دولاراً ؛ والدلالة الثانية ولعلها الأبلغ حديّة هي أن الدولار الأميركي وقد فقد غطاءه الذهبي في العام 71 وعاني في السنوات التالية من تدهور خطير في أسواق الصرف مما اضطر الإدارة الأميركية لأن تعلن خفض قيمة الدولار
(Devaluation) ثلاث مرات متوالية ولما لم يجدِ لذلك سبيلا قام الرئيس الأميركي ريتشارد نكسون في مايو 74 بإقالة وزير الخزانة جورج شولتس (George Schultz) رغم أنه يحمل درجة الدكتور في الشؤون المالية . وفجأة يقفز الدولار كنقد متراجع بحاجة لأن تتكفل الدول الرأسمالية الكبرى بأسعار صرفه كما أعلن أول مؤتمر للخمسة الكبار (G 5) في نوفمبر 75، يقفز ليطرد الذهب كغطاء للنقد ويحل محله في يناير 76 !!!

الدولار الأميركي المفرع من كل قيمة حيث لا قيمة له بذاته ولا غطاء بضاعياً أو ذهبياً له يصبح بين عشية وضحاها الغطاء الوحيد لكل نقود العالم بما في ذلك يوان (Yuan) الصين وهي التي تنتج من البضائع ضعف ما تنتج الولايات المتحدة . وبمكنني أن أزيد في هذا السياق مؤكداً على أنه ما كان للدولار أن يكون الغطاء الوحيد لكل نقود العالم لو كان فيه أدنى قيمة – لو أن الدولار إحتفظ بأية قيمة مهما تدنت لاحتفظت سائرالنقود الأخرى بقيمة مستقلة عن الدولار ولاحتاجت إذاك غطاء آخر أكثر ثباتاً من الدولار .

ما معنى أن يكون الدولار المفرغ من كل قيمة (Valueless) هو الغطاء الوحيد لكل نقود العالم وبذلك لا تكون نقود العالم بالنتيجة ذات قيمة !!؟ ذلك يعني حكماً سقوط القيمة (Value) وهي المحور الذي يدور حوله علم الإقتصاد بمختلف ألوانه واتجاهاته . أصلاً الإنسان لا يبذل جهداً في الإنتاج إلا ليحصل على قيمة بشكل سلعة أو خدمة تسد احتياجاته الحيوية الأمر الذي يحكم بأن الشغل البشري هو القيمة المطلقة في المجتمعات البشرية . لذلك كان الذهب هو الغطاء الشرعي والقانوني لمختلف النقود حيث تتكاثف فيه أعلى كمية من الشغل . فأن يحل الدولار المفرغ من كل قيمة كمعاير للقيمة فذلك يعني حكماً سقوط القيمة التي ظلت عبر التاريخ تبني الإقتصاد بمختلف وسائلة وأدواته والقوة الوحيدة التي تنظم شبكة المجتمع .

العار كل العار على علماء الإقتصاد في مختلف الجامعات ودور البحث الذين لم يمايزوا بعد بين اقتصاد يحكمه قانون القيمة كما كان الإقتصاد الرأسمالي قبل سبعينيات القرن المنصرم والإقتصاد المحكوم يالدولار فيما بعد .
والعار كل العار أيضاً على المتخصصين في العلوم السياسية الذين يتبنون استراتيجيات وطنية لا علاقة لها بالنظام الدولي السائد .

في العام 69 وقع حدثان متوازيان في طرفي العالم . في أميركا أنتخب الرئيس ريتشارد نكسون من أجل وقف الحرب في فيتنام التي كانت قد أتت على النظام الرأسمالي في آخر قلاعه وهو الولايات المتحدة وفوجئ الرئيس الجديد بأن مهمته الأكثر إلحاحاً من وقف الحرب هي إحياء النظام الرأسمالي والحؤول دون أن يلفظ أنفاسه الأخيرة في عهده . وفي الطرف الآخر من العالم فشل مشروع ماوتسي تونغ (الثورة الثقافية) في إحياء الثورة الإشتراكية التي كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة في موسكو وعاد عدوه الملقب بـ "خروشتشوف الصين" دينغ خيساوبنغ (Deng Xiaoping) إلى قيادة الدولة .
في نهاية فبراير 1972 إلتقى في بكين أكبَر متآمرَين على مستقبل البشرية، دنغ خيساوبنغ الرئيس الفعلي للصين الشيوعية والرئيس الأميركي ريتشاترد نكسون، وغرزا عميقاً في الأرض "نظاما" دولياً يعمل على تغريب الإنسانية ويعطل تطورها الإجتماعي . قضى الإتفاق على أن تنتج الصين ما استطاعت من البضاعة وأن تستورد أميركا كل فائض الإنتاج بالشروط الفضلى .
بدا للوهلة الأولى أن ذلك الإتفاق هو اتفاق صداقة ومصالح مشتركة ولا يعني العالم ولو بمقدار حيث الإتفاق يؤمن الغطاء المادي للدولار الذي كان قد فقد الغطاء البضاعي في العام 71 وكان الإشارة القاطعة على انهيار النظام الرأسمالي في أميركا ؛ وفي الصين سمح الإتفاق لدينغ بطي مشروع ماو الإشتراكي للمدى المنظور على الأقل .

لا أعتقد أن نكسون ودينغ خططا لأبعد من تحقيق هدفيهما المباشرين – الحفاظ على الدولار بالنسبة لنكسون وتجاوز مشروع ماو بالنسبة لدينغ - غير أن الأيام ولدت ما لم يكن في الحسبان . قوى العمل في الصين (500 مليون عامل) تطورت أفقياً وعمودياً وغمرت العالم ببضائع من كل الأصناف، وبالمقابل استدعى ذلك الولايات المتحدة لأن تصدر نقداً لا يغطي وارداتها من البضائع الصينية فقط بل أكثر من ذلك لتغطي إنتاج الخدمات بعد أن تحول أكثر من نصف العمال المشتغلين في الصناعة وينتجون فائض القيمة إلى إنتاج الخدمات الخالية تماماً من أي قيمة تبادلية – تنفق اميركا اليوم أكثر من 15 ترليون دولاراً على إنتاج الخدمات دون أن يعود منها دولار واحد على الإقتصاد الوطني، وتسنورد من الصين بضائع استهلاكية بأكثر من 600 مليار دولاراً سنوياً .

"النظام" الدولي القائم اليوم، إن جاز لنا اعتباره نظاماً وهو في الحقيقة ليس نظاماً على الإطلاق، هو نظام غريب شاذ (exotic) يتكون من عنصرين ليسا من عناصر الطبيعة وهما البضاعة الصينية والدولار الأميركي . البضاعة من بنات الطبيعة هي البضاعة الصنم الذي يمثل قوى الإنتاج التي أنتجته بينما البضاعة الصينية تستبدل في الأسواق الأميركية بعشرة أمثال قيمتها الحقيقية ؛ ساعة العمل بالمتوسط في الصين تستبدل في الصين بـ 1.5 دولار وتباع في أميركا بـ 15 دولاراً وبذلك لا تعود من البضاعة المعلومة في علم الإقتصاد، والدولار الأميركي كان قبل انكشافه في العام 71 يستبدل بـ 50 سغم ذهباً واليوم لا يستبدل بأكثر من 1.4 سغم، بل هو لا قيمة له على الإطلاق إلا باسبداله ببضاعة صينية قيمتها 1.4 سغم ذهباً .
النظام العالمي الماثل اليوم الذي يتشكل قصراً من بصاعة صينية ونقود أميركية هو نظام غريب وشاذ لأن لا البضاعة الصينية هي بضاعة طبيعية ولا النقود الأميركية هي نقود طبيعية .
ما لم يحتسب الأخصائيون له أي حساب هو أن الدولار الأميركي وقد غدا الغطاء الرسمي لكل نقود العالم فذلك يعني حكما أن كل نقود العالم باتت مدولرة ومفرغة من كل قيمة ؛ كما أن بضاعة العالم لا يمكن مبادلتها بغير معايرتها بالبضاعة الصينية التي تجاوزت كل معايير القيمة . وهكذا تخلى معظم عمال العالم خارج الصين عن العمل في الصناعة لأن ساعة العمل منهم تستبدل بأضعاف بدلة ساعة العمل الصينية .
إذاً تآوت كل نقود العالم تحت مظلة الدولار الأميركي، وتآوت كل بضاعات العالم تحت مظلة البضاعة الصينية، فكان لنا نحن بني الإنسان نظام دولي منافٍ للطبيعة فكيف نحسن التصرف !؟
الإنسان هو أولاً وأخيراً إبن الطبيعة ؛ دفعت به تيارات قوية عديدة لإخراجه من الطبيعة وفشلت ؛ وها هو اليوم النظام الدولي "الصيني الأميركي" المنافي للطبيعة يسطو على بني الإنسان سطواً لا عهد لهم بمثله . يبدو حتى اليوم أن الإنسان قد فقد كل أدوات المواجهة، فما العمل !!؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما العمل؟
رائد محمد نوري ( 2020 / 9 / 15 - 09:29 )
السؤال الذي طرحته رفيقي في نهاية المقالة يستلزم مقالة ثانية تناقش كيف يغير الثوريون العالم في ظل انهيار العوالم الثلاثة ووصول فوضى الهروب من الاستحقاق الاشتراكي إلى طريق مسدود؟
تحياتي


2 - الحقائق المتوهمه
سردار ( 2020 / 9 / 15 - 11:35 )
سيد فؤاد سلام عليك , سلاما يهز مضجعك لتتيقظ وتفز منعتقا من ذاك الملكوت الذي تغط فيه وانت تكتب ما تسميه انت بحقائق مغيبه عن عقل البشريه وهي في الحقيقه اعتقادات غريبه انت التي تأتي بها من وحي خيال ذاك الملكوت الخاص بك , والكثير من تلك الحقائق المتوهمه في عقليتك
انما هي مشاكسات واستفزازات غريبه تضفي على الفكره التي تحاول تسويقها مسحه الوهم والتلفيق , ومقالك هذا يبدأ بها حينما تقول (الخواء السياسي السائد اليوم في مختلف أركان المعمورة إنما هو أن أحداً من السياسيين سواء كان من اليسار أم من اليمين لم يدرك مثل هذه الحقيقة الصارخة ؛ وهو لا يدرك أن مشروعه السياسي إنما هو لغو فارغ إن لم يتساوق مع النظام الدولي القائم .)انت هنا تقلب الحقيقه وبشكل سمج لان كل السياسيين من يمينهم الى يسارهم ومن اضئل ناشط فيهم الى اكبر تنظيم انما يرتب اوراقه على اساس شروط لعبة النظام الدولي ,طالبان كانت قبل ايام تتفاوض على هذا الاساس في قطر , كوبا قبل سنوات دخلت اللعبه بشروط مقننه ,..فعن اي سياسيون جاهلون تتكلم يا سيد فؤاد ؟


3 - الرفيق البولشفي العزيز رائد
فؤاد النمري ( 2020 / 9 / 15 - 12:02 )
سؤالي الأخير في المقال موجه إلى أدعياء الماركسية الأفاقين الأوغاد
أنا أعلم مسبقاً أن أحداً منهم لن يحيب عليه ليس لأنه غير مؤهل فقط بل لأنه في الأصل كان قد شارك في الثورة المضادة للإشتراكية

أما أن تسألني ما العمل فأعنقد أنك كنت درست -البيان الشيوعي اليوم- المنشور في الحوار المتمدن بتاريخ 25 آب 2015 الذي يجيب على هذا السؤال

ليت أنصاف الماركسيين الذين يحاذرون من إنكشاف جهالتهم يتخلون عن الذات ويشاركون في الكشف عن حقائق الماركسية
نذكرهم بأن ذواتهم تبقى قميئة بغير انكشاف حقائق ىالماركسية ويؤكد ذلك التصويت بالصفر دون ذكر الأسباب

تحياتي البولشفية


4 - السيد الفاضل سردار
فؤاد النمري ( 2020 / 9 / 15 - 12:31 )
أنت أيها السيد الفاضل تعلم دون شك أن الجهالة تورث الوقاحة والسماجة حماك الله منهما
أنت تعلم إن دول عدم الإنحياز كانت في ثورة تحرر وطني وبناء اقتصاد وطني مستقل أي أنه ليس اشتراكياً وليس رأـسماليا رغم أن العالم كان ثنائي القطبية إشتراكي/رأسمالي
فهل تتفضل حضرتك وتدلني على الإقتصاد فير الاشتراكي وغير الرأـسمالي !!

ثم ما رأي حضرتك في أن الأجزاب الشيوعية والاشتراكية في العالم العربي تنادي جميعها بإقامة الديموقراطية البورجوازية دون أن يكون هناك أدنى طبقة بورجوازية في أي من البلدان العربية !!


احترامي للسيد الفاضل سردار


5 - سؤاليين تهكميين
سردار ( 2020 / 9 / 15 - 15:05 )
سؤاليك التهكمييان او لنقل الايحائيين انما يؤكدان بان كل السياسيين باتوا واعين لارتباطهم بواقع النظام الدولي, وبالنسبه للاحزاب الشيوعيه والاشتراكيه في العالم العربي فاظن ان فطنتك العاليه وخبرتك النضاليه الطويله قادره على تحصينك من الانزلاق الغبي في اعتبارها كيانات شيوعيه حقا وباعتبارها كيانات عصاميه نضاليه ..وارجو ان تنتبه الى ان هذه الاحزاب وحسب قولك بانها تدعو الى الديمقراطيه البرجوازيه في حين وحسب رايك ايضا لاوجود للبرجوازيه , فان هذا يعني عكس ما قلته انت بصدد جهالة السياسيين بهيمنة النظام الدولي ..اما ماذكرته بصدد الجهاله وانت تغمز بها فاقول ..نعم ..ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا
تجاهلت حتى قيل إني جاهل
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص
ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل”


6 - السيد سردار
فؤاد النمري ( 2020 / 9 / 15 - 15:46 )
ما زلت تؤكد بأن -كل السياسيين باتوا واعين لارتباطهم بواقع النظام الدولي- وهو ما يرتب على حضرتك أن تأتي بمثال واحد على الأقل
هل حزب العمال الشيوعي الذي يعلن أنه يناضل في سبيل ثورة اشتراكية في العراق يعي ذلك!؟
وهل الحزب الشيوعي العراقي سيحقق الديموقراطية والعدالة الإجتماعية كما يعلن !؟

ما أقوله في مقالي أعلاه هو استحالة التطور الإجتماعي في ظل النظام الدولي الماثل المنافي للطبيعة وليس أدل على ذلك من أن الدول الكبرى التي كانت الأكثر تطورا تتراجع اليوم بانحدار خطير

تحياتي لشخصك الكريم,


7 - عن من تتكلم سيدي؟
سردار ( 2020 / 9 / 15 - 17:30 )
استاذ فؤاد كنت اتمنى حقا ان امتلك الوقت الكافي للاطاله في تحاورك , لكن من المؤسف انني لا امتلك هذا الوقت , ولهذا ساوجز اجابتي واعتراضي بما يلي ..سيد فؤاد ان اعترضت على طرحك القائل حرفيا بجهالة كل السياسيين من يمينهم الى يسارهم بوجوب ارتباطهم بواقع النظام الدولي .. ولكني لم اكن اتوقع منك ان تفكرولو لحظه واحده بان تتخذ من (الحزب ) الشيوعي العمالي العراقي كمفرده تدلل بها على اطلاقيتك ( كل السياسيين ) ؟! هذا بالنسبه لي غير وارد اطلاقا , وقد اعذرك بعدم معرفتك لحقيقة كون الشيوعيه العماليه (الحكمتيه ) ليست على الاطلاق احزاب على ارض الواقع ولكن في العالم الافتراضي وفي منابر اعلاميه محدوده ستجد ان هناك حزبين شيوعيين ايرانيين وان هناك ما يقابلهما بالتبعيه حزبين شيوعيين عماليين في العراق وتفرعيين اخريين يتذبذبان بين الاتجاهيين ..وهذا التقييم اهذب تقييم واكثره تحفظا في وصف ماهي حركة الشيوعيه العماليه في العراق او في ايران ..واللبيب يفهم ! اما فيما يخص الحزب الشيوعي العراقي وهو في الحقيقه حزبا ديمقراطيا وطنيا وهذا ايضا محددا بما يطرحه فكريا اما اذا اتسعنا الى حيث ممارسته الفعليه السياسيه ..يتبع


8 - عن من تتكلم سيدي؟
سردار ( 2020 / 9 / 15 - 17:30 )
استاذ فؤاد كنت اتمنى حقا ان امتلك الوقت الكافي للاطاله في تحاورك , لكن من المؤسف انني لا امتلك هذا الوقت , ولهذا ساوجز اجابتي واعتراضي بما يلي ..سيد فؤاد ان اعترضت على طرحك القائل حرفيا بجهالة كل السياسيين من يمينهم الى يسارهم بوجوب ارتباطهم بواقع النظام الدولي .. ولكني لم اكن اتوقع منك ان تفكرولو لحظه واحده بان تتخذ من (الحزب ) الشيوعي العمالي العراقي كمفرده تدلل بها على اطلاقيتك ( كل السياسيين ) ؟! هذا بالنسبه لي غير وارد اطلاقا , وقد اعذرك بعدم معرفتك لحقيقة كون الشيوعيه العماليه (الحكمتيه ) ليست على الاطلاق احزاب على ارض الواقع ولكن في العالم الافتراضي وفي منابر اعلاميه محدوده ستجد ان هناك حزبين شيوعيين ايرانيين وان هناك ما يقابلهما بالتبعيه حزبين شيوعيين عماليين في العراق وتفرعيين اخريين يتذبذبان بين الاتجاهيين ..وهذا التقييم اهذب تقييم واكثره تحفظا في وصف ماهي حركة الشيوعيه العماليه في العراق او في ايران ..واللبيب يفهم ! اما فيما يخص الحزب الشيوعي العراقي وهو في الحقيقه حزبا ديمقراطيا وطنيا وهذا ايضا محددا بما يطرحه فكريا اما اذا اتسعنا الى حيث ممارسته الفعليه السياسيه ..يتبع


9 - 2عن من تتكلم سيدي؟
سردار ( 2020 / 9 / 15 - 17:33 )
فهو حزبا طائفيا حسينيا شيعيا , لايمكن ان يعلو صوت في لجنته المركزيه على صوت سيد الحوزه الدينيه السيد السستتاني ,
فهل انت تعني بعبارتك ( كل السياسيين ) امثال هذه الكيانات الافتراضيه والديماغوجيه ؟ فاذا كنت تعني فعلا ذلك ..فانا اذن اقول لك يكفي ان تعلم بان الشيوعيين العماليين لديهم برنامج عمل كتب منذ عقدين ولم يجرؤا على تغييره وحسب علمي الى حد ما قبل سنتين عنوانه ( عالم افضل) , اذكرك بان هذا هو الشعار الذي تتبناه منظمه الامم المتحده وكل تفرعاتها , هؤلاء جميعا يعون ويؤدون ادوارهم في اطار وظيفي متجانس مع النظام الدولي ..اما بخصوص ما ذكرته من فحوى مقالك ..فهو ما اتفق به معك لانني واحد من اللذين قالوه وقبل سنين ونشر هنا في بطون مقالات كثيره , لكن هذا لايعني وبكل تاكيد توافقي معك في ما تقوله في قضايا اخرى , بل العكس صحيح ومحور هذا الخلاف هو عدم تفريقك بين الراسماليه كنظام اقتصادي وبين القشره السياسيه له وهي النظام السياسي المتنمذج بالدوله الراسماليه , انت تقول بانهيار النظام الراسمالي , بينما الصحيح هو ان الدوله في مراكز الراسمال باتت تضمحل .


10 - 3عن من تتكلم سيدي؟
سردار ( 2020 / 9 / 15 - 17:37 )
انت لاتعتبر اقتصاد الخدمات اقتصادا (لانك لم تتوسع في الاطلاع على مفردات الخدمات الحديثه ) , بينما ان ممن يقولون بان اقتصاد الخدمات هو نهاية مطاف الراسماليه وسيادته ستجعل الانسانيه بين مفترق مصيري كارثي ..
تحياتي واعجابي بشخصك تحديدا واتمنى لك دوام الصحه والعافيه


11 - السيد الفاضل سردار
فؤاد النمري ( 2020 / 9 / 16 - 04:26 )
شكراً على تمنياتك اللطيفة بدوام الصحة والعافية لي
يبدو يا عزيزي أنك لم تقرأني فيما كتبت قبل عشرة أيام فقط أنكر على -الحكمتيين- شيوعيتهم وكونهم حزبا
كما أنكر على الحزب الشيوعي العراقي كونه حزبا شيوعيا بسبب أن لا وجود للبروليتاريا في العراق
بالتالي أنا سعيد بالتعرف عليك
أرجو أن يكون في المستقبل متسع من الوقت لنتحاور حول ما نختلف فيه

تحياتي لشخصك الكريم

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا