الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفلسطينيون يمثلون بعض و ليس كل العرب

كمال آيت بن يوبا
كاتب

(Kamal Ait Ben Yuba)

2020 / 9 / 14
القضية الفلسطينية


حرية – مساواة – أخوة

مجرد رأي


في أحد كتيبات مركز الدراسات الإستراتيجية الفلسطيني القديم من مكتبة أخي الأكبر في السبعينات أيام ياسر عرفات قرأت أن دويلة الكيان الصهيوني حسب تعبير الكاتب كانت ستقام في ثلاث أماكن مختلفة منها موقعها الحالي و دولة جنوب إفريقيا أيام الميز العنصري .و لكن إختيار الموقع الحالي لإسرائيل في قلب العالم العربي كان بهدف إلهاء شعوب المنطقة العربية حتى لاتصبح ديموقراطية و لا تتقدم و لا تتطور ...

كنت آنذاك ألبس الكوفية الفلسطينية و أدافع عن فلسطين مثل باقي الشباب إعتقادا مني أن القضية قضية عادلة و هناك ظلم لأصحابها ...

لكن فيما بعد عند دراستي للكتاب المقدس المسيحي و لتاريخ المنطقة و على مهل صدمت بالحقيقة .فنزعت الكوفية الفلسطينية و قلت لتذهب الأكاذيب للجحيم مع نزعها .و لكنني لم أرمها بل لا أزال أحتفظ بها إلى الآن ..

الكتيب أولا لم يشر لتاريخ المنطقة التي فيها إسرائيل اليوم. و يغض الطرف عن إحتلالها من طرف الخليفة عمر بن الخطاب العربي في القرن 7 الميلادي و الذي لم يكن بلا وطن.و جاء حتى أورشليم (القدس) بإصرار من سوفرونيوس الكاهن الذي سلمه مفاتيح المدينة شخصيا بعد استسلامها بسبب حصار دام 40 يوما حسب ما تذكر كتب التاريخ العربي للغزوات و"الفتوحات" التي هي بالواضح احتلالات . و لا يشير لما يسمى العهدة العمرية التي هي إتفاقية أُبرمت بين عمر بن الخطاب و سكان المنطقة من اليهود و التي فيها شروط مذلة لليهود منها حلق مقدمة شعر رؤوسهم كي يسهل التعرف عليهم في الطريق و غير ذلك .

كما أنه حين يقول " العالم العربي" فهو يقصد شبه الجزيرة العربية و شمالها و شمال إفريقيا دون إعتبار الإثنيات و الشعوب غير العربية في المنطقة التي تم إحتلالها أيام الغزو العربي القديم للمنطقة .فمثلا لا يعطي الكتيب أي أهمية لوجود الأكراد في العراق و سوريا و الايزيديين والمندائيين والأشوريين و الآراميين و الدروز و الأمازيغ و اليونانيين و السومريين و الصحراويين و المصريين و غيرهم المختلفين عن العرب كهويات لها وجودها التاريخي قبل الغزو العربي القديم ..فهو يسمي الكل عربا ضدا على الحقيقة ...فأين حقوق هاته القوميات ؟؟

لقد دعونا السعودية و عرب شبه الجزيرة العربية في الماضي القريب (منذ سنوات) للتطبيع مع إسرائيل و الإعتذار لشعوب شمال شبه الجزيرة العربية و شمال إفريقيا عن الغزو القديم لهذه المناطق التي منها أراضي إسرائيل التاريخية كي تزعم قيادة العرب من خلال الإعتراف بالحقيقة و كأمانة في عنقها تجاه الشعوب المغزوة . و هو ما فعلته اليوم و بدأت علاقات جديدة تلوح في أفق تاريخ العرب الذين نعتقد أنهم ليس قدرا عليهم أن يبقوا متخلفين و أقدامهم تمشي على أراض بها ثروات خيالية من النفط و الغاز لا يستغلونها من أجل التقدم و نفض غبار البداوة والشقاء عنهم ..

من المعروف أن مصر و الأردن لها إتفاقيات سلام و تمثيل دبلوماسي مع إسرائيل منذ مدة ليست بالقصيرة منذ السبعينات ..و دول عربية خليجية أخرى كانت لها و لا تزال علاقات سرية بإسرائيل. و إتفاقات أوسلو هي اتفاقات سلام و عدم إعتداء بين الفلسطينيين و إسرائيل أيضا ..لكن بعض الفلسطينيين الخارجين عن هذه الاتفاقيات مثل منظمة الجهاد و حماس الفلسطينيتين كانتا تقومان ايام ياسر عرفات باعتداءات على اسرائيل في وقت مفاوضات السلطة الفلسطينية معها .و هو ما قوض المضي قدما في تلك الاتفاقيات ..و رغم ذلك فالكثير من الفلسطينيين يعملون الآن في الضيعات و المصانع الإسرائيلية و يعبرون يوميا بتصاريح من الضفة لإسرائيل.بل منهم من هم في جهاز الاستخبارات و جيش الدفاع الإسرائيلي (تساحال) .و بالتالي فالفلسطينيون هم أول المطبعين مع إسرائيل .و إلا فما معنى إتفاقات أوسلو للسلام؟؟؟

الآن بعد رفض الفلسطينيين الجلوس في مؤتمر إقتصادي تمت دعوتهم له في البحرين مع الاسرائيليين وباقي دول المنطقة السنة الماضية و بعد إعلان إتفاقية السلام بين الإمارات العربية المتحدة و إسرائيل الذي ستليه إتفاقية معلن عنها اليوم بين دولة البحرين و إسرائيل كذلك و التي ستليها بدون شك إتفاقية بين إسرائيل و سلطنة عمان و ربما دول أخرى مثل السعودية و غيرها ، يعني كل هذا ما قلناه من طي صفحة سوداء من العداء و الكراهية في تاريخ المنطقة بين إسرائيل و دول الخليج و فتح أخرى من التعاون والتنسيق و السلام و التقدم للأمام من الناحية الاقتصادية والاجتماعية .

لن ينتظر العالم بضع آلاف من الفلسطينيين (الذين يمتهنون السياسة أو الإرهاب كمنظمتي حماس و الجهاد الاسلامي) أن يقرروا مصيره ...كما لن يقبل أحد أن يتحكم هؤلاء الفلسطينيين في قرارات زعماء دول قائمة بذاتها و لها سيادة في المنطقة و سيادة في قراراتها فيما يخص ما يمليه عليهم الواقع المتغير و التحديات التي تواجهها من دول الجوار كإيران مثلا أو من جهات أخرى ..

إن الفلسطينيين (ليس كل الفلسطينيين) الذين يعارضون إتفاقيات السلام بين دول شبه الجزيرة العربية و إسرائيل يبدون أنهم وحدهم الذين لا يريدون الإعتراف بالواقع و مستمرون في الأكاذيب بأن تلك الأراضي التي يوجدون عليها اليوم و التي هي أراض يهودية لم يتم إحتلالها في القرن 7 الميلادي من طرف عمر بن الخطاب ووجودهم فيها إلى اليوم جاء بعد ذلك كوارثين للإحتلال العربي القديم .و بالتالي فحين يقولون أن "إسرائيل تم زرعها في قلب العالم العربي لإلهائه عن التقدم والإزدهار" فهم الذين يستمرون في دعم هذه النظرية و ليست الدول التي تجاوزتها بإقامة سلام مع اليهود هناك للمضي قدما في طريق نسيان الماضي و فتح طريق مستقبلي جديد من التعاون و السلام و الاحترام و الإعتراف المتبادلين و التقدم في شتى المجالات ..

هذه الإتفاقيات ستعفي شعوب تلك الدول من عداء اليهود و توفر عليهم الكثير من الأخطاء و السير في طريق الأكاذيب لمواجهة واقع جديد بكل المقاييس ...

و من المغرب أقول و بحياد تام هنيئا للإمارات العربية المتحدة و دولة البحرين و ربما غدا سلطنة عمان و السعودية و غيرهم الذين سيخطون مثلهم في طريق السلام بهذا التحول الهائل و الإنجاز التاريخي العظيم يوم 15 سبتمبر 2020 الذي سيغير حتما تاريخ المنطقة و إنسانها لتنعم بالتقدم و الإقبال على الحياة عوض ثقافة الموت التي كانت تسيطر عليها و يحطم صنم العداء و الكراهية إلى الأبد ...آمين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السعودية.. شخص يطعم ناقته المال! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الادعاء الأمريكي يتهم ترامب بالانخراط في -مؤامرة إجرامية-




.. هذا ما قاله سكان مقابر رفح عن مقبرة خان يونس الجماعية وعن اس


.. ترامب يخالف تعليمات المحكمة وينتقد القضاء| #مراسلو_سكاي




.. آخر ابتكارات أوكرانيا ضد الجيش الروسي: شوكولا مفخخة