الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القول الفصل في مسألة -التسيير والتخيير-!

جواد البشيتي

2020 / 9 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حتى "نظام الحكم الإلهي (للبشر)" يحتاج إلى أنْ تؤسَّس له "شرعية"؛ وشرعيته يجب أنْ تُسْتَمَدَّ من "العقل"، بموازينه ومعاييره التي تواضَع عليها البشر، وأيَّدها، ويؤيِّدها الواقع الموضوعي.
والمجتهدون في تأسيس وتطوير شرعية (عقلانية ومنطقية) لِحُكْم الله للبشر لم يُوفَّقوا (ولن يوفَّقوا أبداً) في أنْ يجيبوا عن سؤال "التخيير (هل الإنسان مخيَّر؟)"، أو عن سؤال "حرِّية الإرادة البشرية"، بما يُكْسِب "نظام الحكم الإلهي" شرعية العقل والمنطق.
و"التناقض المنطقي" في "نظام الحكم الإلهي" يَظهَر ويتأكَّد في "الإجابتين المتضادتين معاً"، أي في الإجابة (عن ذاك السؤال) التي تُثْبِت فيها وتؤكِّد "حرِّية الإرادة البشرية"، وفي الإجابة المضادة التي تُثْبِت فيها وتؤكِّد انعدام هذه الحرِّية.
الدِّين لا يمكنه إنكار حرِّية الإرادة البشرية (في الفعل والعمل والتصرُّف) من غير أنْ يُقوِّض (منطقياً) نظام "الثواب والعقاب" الإلهي، ومنطق "العدالة الإلهية" الكامن فيه؛ فإنَّ الظُّلْم بعينه أنْ تُعاقِب إنساناً على ارتكابه "إثماً"، أو "ذَنْباً"، لم يكن في مقدوره اجتناب ارتكابه.
إنَّ "الإرادة الحُرَّة للبشر" لا يمكن فهمهما، في الدِّين، إلاَّ على أنَّها جزء (لا يتجزَّأ) من "نظام القضاء والقَدَر"، أي من "نظام الحكم الإلهي" للبشر ("الأحرار").
ونحن يكفي أنْ نفهمها على هذا النحو (وهي لا يمكن أنْ تُفْهَم على نحو آخر) حتى تغدو، لجهة ممارسة البشر لها، "وَهْماً خالصاً"، و"خديعة كبرى"، و"لعبة لا معنى لها".
أُنْظروا الآن، وفي مثال بسيط، كيف تكون لعبة ممارَسة الإنسان لإرادته الحُرَّة، أي كيف يمارِس حرِّيته في الاختيار، ويكون، من ثمَّ، "مخيَّراً" في أمْرٍ من أموره.
إنَّ أفعال وأعمال وتصرُّفات البشر، في ميزانها الديني، على نوعين اثنين: نوع يُرْضي الله، ويَسْتَحِق صاحبه، من ثمَّ، الثواب الإلهي، في "الآخرة"، أو "يوم الحساب"؛ و"الجنَّة" هي هذا الثواب؛ ونوع يُغْضِبه، ويَسْتَحِق صاحبه، من ثمَّ، العقاب الإلهي؛ و"جهنَّم" هي هذا العقاب.
لقد كان عليَّ أنْ أختار، فهذا تصرُّف عرَّفه الدِّين لي على أنَّه "إثمٌ"، أو "شَرٌّ"، أو شيء "مُغْضِبٌ لله"؛ وذاك تصرُّف عرَّفه الدِّين لي على أنَّه "شرعي"، "مُرْضٍ لله".
إنَّني الآن "متردِّد"، تارةً يشتدُّ لديَّ المَيْل إلى فِعْل هذا، وطوراً يشتدُّ لديَّ المَيْل إلى فعل ذاك؛ وبعد طول تفكير، أحسم الأمر، وأختار، واتِّخِذ القرار، وأشْرَع أَفْعَل أحد الفعلين.
وافْتِراضاً أقول إنَّني اخْتَرْت أخيراً أنْ أفعل الفعل الذي يُغْضِب الله، والذي سأُعاقَب عليه في "الآخرة"، عملاً بـ "العدالة الإلهية" التي لا تُخالِطها ذرَّة من الظُلْم؛ لأنَّها عدالة مُطْلَقَة.
والله، في صفة أخرى من صفاته المُطْلَقَة، هو "العليم"، أي الذي يَعْلَم كل شيء عِلْم اليقين.
كل هذه التجربة الشخصية (الافتراضية) التي عشتها، والتي انتهت باختياري (النهائي) ارتكاب هذا "الإثم"، أو تلك "المعصية"، إنَّما كانت في عِلْم الله، ومن عِلْمِه، اليقيني المُطْلَق، منذ الأزل؛ فهل لي أنْ أختار وأُقرِّر بما يُفاجئ الله، ويَذْهب بما هو من "عِلْمِه اليقيني المُطْلَق"، وليس بـ "توقُّعه"؛ لأنَّ الله "لا يتوقَّع"؟!
إنَّ الله يكفي أنْ يكون عليماً منذ الأزل بما سأفْعَل من خير أو شر، بعد "ممارستي للعبة حرِّية الاختيار"، حتى يكون "مُرِيداً" لهذا الذي "وَقَع عليه اختياري"، و"مقرِّراً" له؛ وهذا يكفي دليلاً على أنَّ "حرِّية الإرادة الإنسانية" لا يمكن فهمها، دينياً، إلاَّ على أنَّها جزء (لا يتجزَّأ) من "نظام القضاء والقَدَر"، والوجه الآخر" لـ "التسيير".
هذه التجربة، وبكل تفاصيلها، وبما خالطها من تفكير وتردُّدٍ لصاحبها، وبما تمخَّضت عنه من نتيجة نهائية، كانت (ولا بدَّ لها من أنْ تكون) في عِلْم الله اليقيني الأزلي؛ وإلاَّ انْتَفَت عن "خالِق الكون" صفة "العليم"، وظَهَر هذا الخالِق على أنَّه غير عليم (منذ الأزل) بما يمكن أنْ يَقْدِم عليه البشر من أفعال.
وإنَّ السؤال الذي يتحدَّى سُعاة التوفيق بين فكرتي "التخيير" و"التسيير" أنْ يجيبوا عنه هو: ما معنى أنْ يَعْجَز الإنسان عن أنْ يمارِس إرادته الحُرَّة بما يَجْعَل نتائج هذه الممارسة مخالِفة لِعِلْم الله بها منذ الأزل؟
لا جواب إلاَّ الآتي: لا تَنَاقُض أبداً بين "عِلْم" الله وبين "إرادته"؛ فما يَعْلَمه الله عِلْم اليقين منذ الأزل لا يمكن إلاَّ أن يكون (في الوقت نفسه) مُريداً له؛ فالله لا يَعْلَم ما يُريد فحسب؛ وإنَّما يُريد ما يَعْلَم. وإذا كان "عِلْم" الله و"إرادته" شيئاً واحداً فإنَّ الإنسان، ومهما حاول أنْ يكون حُرَّاً في إرادته واختياره، لن يأتي أبداً بأي فعل أو عمل أو تصرُّف يتنافى، أو يتعارَض، ولو قليلاً، مع "عِلْم ـ إرادة" الله.
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك قرَّر، في فتوى له، أنَّ "أعمال الشياطين، وأعمال الكفرة، إنَّما هي جزء من مشيئة الله، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن؛ والله خلق الخير والشر..".
وقال: "الله جعل الملائكة والشياطين ضدين، فالملائكة عباد مكرمون مطيعون عابدون لربهم، يحبون ما يحبه الله، ويبغضون ما يبغضه، ويدعون إلى مراضيه، يحبون المؤمنون ويستغفرون لهم؛ والشياطين أشرار يحبون ما يبغضه الله، ويدعون إلى معاصيه والكفر به، ويحبون الكافرين ويؤذون المؤمنين. لقد ابتلي كل إنسان بقرين من الجن يوسوس له ويزيِّن له القبيح، وبقرين من الملائكة يزيِّن له الخير ويدعوه إليه..".
هل الإنسان مخيَّر أم مسيَّر؟
في الإجابة، يقول: "هذا اللفظ (التخيير والتسيير) لم يَرِد في الكتاب ولا في السنة. إنَّ الإنسان له مشيئته، ويتصرَّف بها، وله قدرة على أفعاله؛ لكن مشيئته محكومة بمشيئة الله ("وما تشاؤون إلا أنْ يشاء الله رب العالمين")".
الشيخ يقف ضد "الإطلاق" فإنَّ من "الباطل" أنْ يُقال إنَّ الإنسان "مُسيَّر" إذا كان معنى ذلك هو أنَّ الإنسان "مجبور، ولا مشيئة له، ولا اختيار"؛ وإنَّ من "الحق" أنْ يُقال إنَّ الإنسان "مُسيَّر" إذا كان معنى ذلك هو أنَّ الإنسان "يفعل ما يفعل بمشيئة الله وتقديره".
وإنَّ من "الباطل" أنْ يُقال إنَّ الإنسان "مخيَّر" إذا كان معنى ذلك هو أنَّ الإنسان "يتصرَّف بمشيئته الخالصة المُطْلقة، أي بمشيئته غير المحكومة بمشيئة الله"؛ وإنَّ من "الحق" أنْ يُقال إنَّ الإنسان "مخيَّر" إذا كان معنى ذلك هو أنَّ الإنسان "له مشيئة واختياره، وليس بمُجْبَر"؛ أمَّا الشيخ محمد أمين شيخو فيرى أنَّ "العبد مُطْلَق في اختياره، غير مُجْبَر على الوقوع في فعل من الأفعال؛ لكن الاستطاعة والقدرة بيد الله وحده، فلا حول ولا قوَّة إلا بالله". ويقول: "إنَّ العبد مخيَّر، يستطيع أن يختار ما يشاء؛ وعليه يستحق العقوبة أو الثواب".
ويقول شارحاً: "إذا وقع اختيار العبد المؤمن على القيام بعمل من أعمال البر والإحسان فلا ريب أنَّ اختياره هذا يُنَفِّذه الله له؛ لكن العدالة الإلهية تقضي بأن يكون التنفيذ على شخص استحق هذا البر والإحسان. إنَّ الله يسوق المُحْسِن للمُحْسِن، والطيِّب للطيِّب..".
ويضيف: "أمَّا إذا وقع اختيار المُعْرِض على القيام بعمل من أعمال الأذى والعدوان فلا ريب أيضا أنَّ اختياره هذا يُنَفِّذه الله له؛ ويكون التنفيذ على شخص استحق الأذى والعدوان، فيُساق الظالم لنفسه إلى الظالم لنفسه. إنَّ السارق لا يسرق إلا ممن سرق من قبل، والقاتل لا يقع جرمه إلا على شخص استحق أن يموت قتلا".
والكلمة الفصل، على ما يقول، في أمر التسيير والتخيير هي أنَّ الإنسان "مخيَّر إلى أقصى حدود الاختيار؛ بل له الاختيار كله؛ لكن لا حول له ولا قوَّة، فالحول والقوَّة لله وحده. الإنسان يختار ويصمِّم، والله يُسَيِّرَهُ لتحقيق اختياره. الإنسان يختار ويَطْلُب، والله يُطْلِقه ويمده لتنفيذ وتحقيق طلبه".
وبما يُوافِق منطقهم، أقول إنَّ "المشيئة" هي "الإرادة"؛ ومشيئة الله تعلو ولا يُعلى عليها، ولا مَرَدَّ لها. ومشيئة الله "مُطْلَقَة"، فكل ما حَدَثَ، ويَحْدُث، إنَّما هو جزء من مشيئة الله. حتى أعمال الشياطين والكفرة هي جزء من مشيئة الله، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. ووجود إبليس مع أعماله (مع شروره كافَّة) لا ينفي، بل يؤكِّد، أنَّ الله هو "خالق الخير والشرِّ معاً"، فـ "الشرُّ" لا يمكن فهمه إلاَّ بوصفه جزءاً مِمَّا خلق الله.. الله "الخالق لكل شيء".
وفي سورة "الحجر (الآية 39)"، خاطب إبليس ربَّه قائلا:".. رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ..".
إنَّ إبليس المُعْتَرِف بربِّه يَنْسِب الظلم إلى الله قائلا إنَّه هو الذي أغواه. ولا شكَّ في أنَّ إبليس، في موقفه هذا، إنَّما يؤكِّد إيمانه بأنَّ مشيئته جزء من مشيئة الله، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. و"تمرُّد إبليس" كان مِمَّا شاء الله له أن يكون، ولو لم يشأ لَمَا كان.
وفي حديث نبوي رواه الترمذي جاء: ".. واعلم أنَّ الأمةَ لو اجتمعت على أنْ ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوكَ إلاَّ بشيءٍ قد كتبهُ اللهُ لكَ، وإنْ اجتمعوا على أنْ يضرُّوكَ بشيءٍ لم يضرُّوكَ إلاَّ بشيءٍ قد كتبهُ اللهُ عليكَ".
و"كَتَبَ" الله الشيء معناه "قضاه وأوجبه وفرضه (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ). و"المكتوب (المُقَدَّر)" إلهياً (منذ الأزل) لا مَهْرَب منه مهما أوتي الإنسان من "حرِّيَّة الإرادة والاختيار"؛ فهل من شيطان يستطيع أن يصبح ملاكاً؟!
وهل من ملاك يستطيع أن يصبح شيطاناً؟!
إنَّ "الله جعل الملائكة والشياطين ضدين، فالملائكة عباد مكرمون مطيعون عابدون لربهم، يحبون ما يحبه الله، ويبغضون ما يبغضه، ويدعون إلى مراضيه، يحبون المؤمنون ويستغفرون لهم؛ والشياطين أشرار يحبون ما يبغضه الله، ويدعون إلى معاصيه والكفر به، ويحبون الكافرين ويؤذون المؤمنين..". تلك هي صفات الشياطين، وتلك هي صفات الملائكة، التي أراد لها الله أن تظل هي نفسها لا تتغيَّر إلا إذا قضى هو بتغييرها.
كل إنسان، مؤمناً كان أم كافراً، مسلماً أم غير مسلم، جَعَلَ الله له قرينا من الجن" يوسوس له ويزيِّن له القبيح"، وآخر من الملائكة "يزيِّن له الخير ويدعوه إليه".
قبل أن يسرق الإنسان (على سبيل المثال) يدور في داخله صراع، فـ "الجن" يُزيِّن له هذا القبيح من الأعمال وهو السرقة، أمَّا الملاك فيُزيِّن له عمل الخير، وينهاه عن السرقة.
ذاك يقول له افْعَل، وهذا يقول له لا تَفْعَل؛ ثمَّ يختار الإنسان ويُقرِّر، فإذا اختار وقرَّر "السرقة" فإنَّه في هذه الطريقة يكون قد مارَس "حرِّيَّة الاختيار"، مقيماً الدليل على أنَّه "مخيَّر إلى أقصى حدود الاختيار، وله الاختيار كله"؛ لكنَّ "اختيار" السرقة شيء، و"ارتكابها" شيء، فهذا السارق اختار وقرَّر فحسب؛ أمَّا "الفعل (أو التنفيذ)"، فعل السرقة، فليس من عنده، فـ "العبد مُطْلَق في اختياره، غير مُجْبَر على الوقوع في فعل من الأفعال؛ لكن الاستطاعة والقدرة بيد الله وحده، فلا حول ولا قوَّة إلا بالله".
و"إذا ما وقع اختيار المُعْرِض على القيام بعمل من أعمال الأذى والعدوان فلا ريب أيضا أنَّ اختياره هذا يُنَفِّذه الله له؛ ويكون التنفيذ على شخص استحق الأذى والعدوان، فيُساق الظالم لنفسه إلى الظالم لنفسه. إنَّ السارق لا يسرق إلا ممن سرق من قبل، والقاتل لا يقع جرمه إلا على شخص استحق أن يموت قتلا".
"السرقة" هي عمل من أعمال الشر، يحضني عليها "جن"، وينهاني عنها "ملاك"، فإذا اخْتَرْتُ ارتكابها وأنا "العبد المُطْلَق في اختياري، غير المُجْبَر على الوقوع في فعل من الأفعال" فإنَّني لن أتمكَّن من ارتكابها (تنفيذها) إلاَّ بفضل "القدرة الإلهية"، فـ "الاستطاعة والقدرة بيد الله وحده"، و"لا حول ولا قوَّة إلا بالله". أنا "أختار" عمل الشر (السرقة في مثالنا) بعد، وبسبب، "وسوسة الجن (أو الشيطان) لي"، فـ "يُنَفِّذ الله ما اخترت"؛ لأنَّ في يده وحده "الاستطاعة والقدرة". وليس هذا فحسب، فـ "ضحيَّتي"، أي الشخص الذي قُمتُ بسرقة ماله مثلا، هو من جنسي، أي أنَّه شخص يستحق أن يُسْرَق ماله، فساقني الله إليه، وإلا ما معنى أن يفتي "العلامة" الشيخ شيخو قائلا: "والقاتل لا يقع جرمه إلا على شخص استحق أن يموت قتلا"؟!
ولو أخذنا برأي، أو فتوى، هذا الشيخ العلامة لَمَا جاز لنا أن نقف (دينيا) ضد قتل "النفس البريئة"، فـ "القاتل" و"المقتول" يجب أن يكونا دائما من الجنس نفسه، فهذا الجندي الإسرائيلي القاتل لطفل فلسطيني إنَّما ساقه الله إلى هذا الطفل ليقتله؛ لأنَّه يستحق أن يموت قتلا!
الإنسان، بحسب فتوى الشيخ شيخو، "مخيَّر إلى أقصى حدود الاختيار، وله الاختيار كله"؛ وعليه يستحق العقوبة أو الثواب. إنَّه، أي الإنسان، "يختار ويطلب ويُصمِّم"؛ لكنَّه لا يملك في ذاته "القدرة" على تنفيذ، أو تحقيق، ما وقع عليه اختياره، فـ "الله يُسَيِّرَهُ لتحقيق اختياره. والله يُطْلِقه ويمده لتنفيذ وتحقيق طلبه". والإنسان لا يختار أن يعمل عملا ما (من أعمال الخير أو الشر) إلا بعد صراعٍ في داخله، فثمة "جن" يدعوه إلى عمل الشر، وثمَّة ملاك يدعوه إلى عمل الخير؛ لكنَّ السؤال الذي لم يجبه الشيخان، ولن يتمكَّنا أبداً من إجابته، هو الآتي: "هل في مقدور هذا الإنسان، ومهما أوتي من حرِّية الاختيار، ومهما أنفق من وقت وجهد توصُّلا إلى الاختيار، أن يختار بما يتعارض مع ما كتبه الله له منذ الأزل؟".
لقد كَتَبَ الله لي منذ الأزل أن أقوم بهذا العمل، فهل أستطيع أن أختار أنا "المخيَّر إلى أقصى حدود الاختيار والذي لي الاختيار كله" عملاً غير هذا الذي كتبه الله لي (وما تشاؤون إلا أنْ يشاء الله رب العالمين)؟!
إنَّ الإنسان لا يملك أبداً أن يختار إلا ما كتبه الله له منذ الأزل، فمشيئته محكومة دائما بمشيئة الله. وإنَّ من الضلال أن تسعى في إجابة مختلفة عن ذاك السؤال من خلال تمييز "عِلْم" الله من "إرادته"، أو "مشيئته"، كأنْ تقول إنَّ الله، ومنذ الأزل، يَعْلَم عِلْم اليقين أنَّكَ سترتكب هذا الشر؛ لكنَّ ارتكابكَ له لم يكن من مشيئته أو إرادته، ولم يَفْرِض عليكَ ارتكابه فرضا؛ لأنَّ منطق "العِلْم الإلهي المُطْلَق" لا يسمح لكَ أبداً بأن تأتي بعمل لم يَعْلَمَهُ الله منذ الأزل، فالله يَعْلَم، ويريد ما يَعْلَم، ويُنَفِّذ (ولو عَبْر يديكَ) الأعمال التي شِئت، أو التي تتوهم أنَّكَ شئتها؛ لأنَّ مشيئتك محكومة بمشيئة الله.
وفي كلمة جامعة مانعة أقول ليس بمؤمِن هذا الذي يؤمِن بـ "القضاء والقدر" فحسب، فإنَّ عليه، في الوقت نفسه، وفي القدر نفسه، أن يؤمِن بأنَّ "إرادته الحرَّة" جزء لا يتجزأ من نظام "القضاء والقدر" نفسه.
كل الجهد التأويلي الذي بُذِل ويُبذل لم ينجح، ولن ينجح، في التوفيق بين "التسيير" و"التخيير". ونوضِّح ذلك في المثال الآتي: في هذا المكان، وفي هذا الزمان، سوَّلت لي نفسي "الأمَّارة بالسوء" الإتيان بـ "فاحشة". و"الفاحشة"، أي القبيح الشنيع من قول أو فعل، تُغْضِبُ "الخالِق"، الذي سيُعاقبني على هذا الذنب الذي اقْتَرَفْت "يوم الحساب". سيُعاقبني؛ لأنَّني خالفْتُ ما نهاني عنه، فـ "الخالِق" حرَّم الفواحش ما ظَهَر منها وما بَطَن.
والسؤال الذي يُوَلِّدَهُ هذا المثال، والذي ينبغي لهم إجابته، هو الآتي: هل أنَّني "فاجَأْتُ" الخالِق إذ أتيتُ بهذه "الفاحشة"؟
إنَّكَ لا "تُفاجأني" إذا أنتَ أتيْتَ بفعلٍ كنتُ "أَتَوَقَّع" أن تأتي به، أو كنتُ "أَعْلَمُ عِلْمَ اليقين" أنَّكَ ستأتي به في هذا المكان، وفي هذا الزمان.
ولا ريب في أنَّ "الخالِق" كان "يَعْلَم عِلْم اليقين" أنَّني سأرتكبُ هذا "الذنب"، منذ "الأزل"، أي قَبْلَ خَلْقي، وقَبْلَ خَلْق السماوات والأرض، فإنَّ من صفاته "العليم"، و"علاَّم الغيوب"، فهو العالِمُ بما كان وما يكونُ قَبْلَ كَوْنِه, وبِمَا يكونُ ولَمَّا يكُنْ، قَبْل أنْ يكون. وهو لم يَزَل عالِماً ولا يَزالُ عالماً بما كان وما يكون, ولا يخفى عليه خافيةٌ في الأرض ولا في السماء، أحاطَ عِلْمُه بجميع الأشياء، باطِنِها وظاهرِها، دقيقِها وجليلِها.
إنَّ إتياني بتلك "الفاحشة" كان في عِلْمِهِ منذ الأزل. وأنا، في ذلك المكان، وفي ذلك الزمان، أي حيث أتيتُ بـ "الفاحشة"، ليس في وسعي أنْ آتي بما يُخالِف هذا "المعلوم"، فمخالَفَة ما نهاني "الخالِق" عنه، أي إتياني بتلك "الفاحشة"، هي كل ما في وسعي أن أفْعل.
لقد أرَدَتُ الإتيان بتلك "الفاحشة"، فهل أملكُ من "حرِّية الإرادة" ما يمكِّنني من أن أريد غير ما أراده "الخالِق"، أو ما يُخِالِف ويضاد إرادته؟!
إنَّني لا أستطيع أن أكون "مؤمناً" إلاَّ إذا آمنتُ بأنَّني لا أستطيع أن أُريد إلا ما أَرادهُ "الخالِق".
إتياني بتلك "الفاحشة" إنَّما كان في "عِلْمِهِ" منذ "الأزل"، كما كان من "إرادته"، فليس لـ "المخلوق" أن يريد شيئاً لم يُرِدْهُ "الخالِق"، أو يُخالِف إرادته ويعارضها. حتى تمرُّد "إبليس" على "الخالِق" كان في عِلْم "الخالِق" ومن إرادته، ولو شاء "الخالِق" لظلَّ "إبليس" على طاعته له.
وغني عن البيان أنَّ إدراج "الفاحشة" التي ارْتَكَبْت في "عِلْم" و"إرادة" الخالِق يعني أنَّ إتياني بها هو "أمرٌ قرَّره الخالِق"، وليس لي أن أُخالِفَ، في قولي وفعلي، وفي كل ما يدور في خلدي، "قرار" الخالِق، فأنا كنهرٍ لا يملكُ تغييراً لمجراه.
في دفاعهم عن "التخيير"، يأتون بالمثال الآتي: أنتَ تَعْرِفُ ابنكَ جيِّداً، و"تتوقَّع"، من ثمَّ، أن يأتي بفاحشة الزِّنا"، فيأتي بها. أنتَ لم تكرهه أو تجبره على الزِّنا. أنتَ كنتَ "تتوقَّع"؛ لأنَّكَ كنتَ "تَعْلَم" الحقائق السلوكية لدى ابنكَ.
في هذه الطريقة يحاوِلونَ إقناعِكَ بأنَّ "الخالِق" يَعْلَم، منذ الأزل، الفواحش التي سنأتي بها؛ لكنَّ عِلْمَهُ هذا لا يعني أنَّه قد أكرهنا أو أجبرنا على الإتيان بها.
هذه المحاوَلة لا بدَّ لها من أن تفشل؛ لأنَّ أصحابها لن ينجحوا في أن يجيبوا إجابة مقنعة عن السؤال الآتي: إذا كان "الخالِق" يَعْلَمُ عِلْم اليقين، منذ الأزل، أنَّني سأرتكبُ هذا الذنب، فهل أستطيع أن أمنع نفسي من ارتكابه؟!
المثال الذي جاؤوا به ليس بالمثال الموفَّق، فهذا الابن قد يُفاجئ والده، أي قد يمتنع عن الزِّنا، ويَذْهَب، من ثمَّ، بـ "توقُّع" والده. لكنَّ الإنسان لا يستطيع، أبداً، الإتيان بما يذهب بـ "توقُّع" الخالِق، أو يُخالِف "عِلْمَهُ".
و"خالِقُ كل شيء"، وحتى تظلَّ عبارة "خالق كل شيء" محتفِظَةً بمعناها، لا يمكن أن يكون خالِقاً لـ "الخير" و"الأخيار" فحسب، فهو يجب أن يكون، أيضاً، خالقاً لـ "الشرِّ" و"الأشرار"، ولكل ما يأتي به البشر من فواحش.
ويقولون أيضاً: إنَّ الإنسان قد يفعل ما لا "يرضي" الخالق، أي ما يُغْضب الخالِق، لكنَّه لا يستطيع أبداً أن يفعل ما يُخالِف "مشيئة" الخالِق، فالخالق أعطانا "الحرِّية في عصيانه"، لكنَّه لم يُعْطِنا "الحرِّية في أن نعلو على مشيئته (إرادته)"، فـ "مشيئتنا ضمن مشيئته".
هذا هو "اللغو" بعينه. إنَّ إتياني بـ "فاحشة" كان بـ "مشيئتي"، أي بـ "إرادتي". و"مشيئتي"، مهما كانت، لا بدَّ لها من أن تكون "ضمن مشيئة الخالِق"؛ لأنَّ غير ذلك معناه أنَّ لديَّ "الحرية في أن أعلو على مشيئة الخالِق"، وأنَّ الخالِق ليس بـ "خالِقٍ لكل شيء"، فهو خالِق، فحسب، لكل ما يُعدُّ "خيراً"، بحسب المعايير الدينية.
إنَّ مشكلة "التسيير والتخيير" لا تُحل بقول من قبيل إنَّ الخالِق قد خَلَق للإنسان "عقلاً" حتى يُميِّز به "الصواب" من "الخطأ"، و"الخير" من "الشرِّ"، و"الحق" من "الباطل"، وأرْسَلَ الأنبياء والرُسُل مُبشِّرين ومُنْذرين حتى يَعْرِف الإنسان "الحلال" من "الحرام"، وما "يرضي" الخالِق مِمَّا "يغضبه".
هذا القول لا يحل تلك المشكلة؛ لأنَّ الإنسان ليس حرَّاً في "المفاضَلة"، فـ "مفاضلته" ستنتهي، دائماً، إلى أن يشاء ما شاء الخالِق، فمشيئته ستظل ضمن مشيئة الخالِق، ولن تعلو عليها، أو تُخالِفها، أبداً، فالخالِق لا "يَعْلَم" فحسب، وإنَّما "يُريدُ ما يَعْلَم".
والخالِق لا "يُريد" فحسب، وإنَّما "يفعل ما يُريد". إنَّ الخالِق هو الذي "خَلَقَ كل شيء".. وهو، من ثمَّ، الذي خَلَق "إرادة" البشر و"أفعالهم جميعاً".
"ما رميتَ إذ رميتَ؛ ولكنَّ الله رمى". هنا يكمن لغز "القضاء والقدر"؛ وهنا يكمن حله أيضاً؛ فالإنسان يفعل ما يشاء؛ لكنَّ "مشيئته تظل ضمن مشيئة الخالِق"، لا تنفصل عنها، ولا تعلوها، أبداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال رائع
محمد البدري ( 2020 / 9 / 15 - 01:39 )
تحياتي
وشكر جزيل لهذا المقال بوضعه الامور (الموروثة عبر الاديان) في نصابها.
اليس من المنطقي بعد كل هذا ان نتخلي عن فكرة وجود ذلك الشئ المسمي العليم والخبير والرقيب .... الخ اسماءه المضللة والتي ضللت البشر باكثر مما اعانتهم علي فهم الواقع. فالواقع بدونه اكثر عقلانية واحكاما والاهم انه سيكون واقع (بعد القاء الله في سلة مهملات المعرفة) يمكن عبر تقنينه معرفيا ان نضبط السلوك الانساني بما يتفق ومصالح البشر بعدل.

تحياتي مرة اخري


2 - أهلا بالأستاذ جواد البشيتى
حسن عبد اللطيف ( 2020 / 9 / 15 - 02:45 )

أسعدنى جدا جدا رؤية مقال جديد يحمل اسم الاستاذ جواد البشيتى بعد اختفاء وتوقف كامل عن الكتابة فى الحوار المتمدن دام لعام كامل وهى فترة طويلة تمنيت ان يكتب فيها أى شىء ولو سطر واحد فقط لنطمئن أنه بخير
أتمنى للأستاذ جواد كل الصحة والسلامة واتمنى ألا يحرمنا مرة أخرى من ابداعاته الفكرية القيمة ونحمد الله أنه بخير


3 - المشيئة والإرادة
رائد محمد نوري ( 2020 / 9 / 15 - 08:49 )
نغبط أنفسنا على عوودة الأستاذ جواد للكتابة في الحوار المتمدن بعد انقطاع فألف تحية لحضرتك.
عندي ملاحظة بسيطة على موضوع التسيير والتخيير:
علم الكلام الإسلامي يفرق بين المشيئة والإرادة، فالمشيئة لا يمكن تغييرها وهي بمثابة القرار النافذ، أما الإرادة، فهي بمثابت القرار الذي يمكن الرجوع عنه عند المسلمين، ولا أعلم إن كان هذا الفهم موجود عند الديانات الإبراهيمية الأخرى أم إنها اجترحت كلمات أخرى تقابل المشيئة والإرادة عند المسلمين.
تحياتي


4 - قطعت جهيزة قول كل خطيب
Muwaffak Haddadin ( 2020 / 9 / 15 - 14:50 )
الاستاذ البشيتي المحترم
تحية
أبدعت
أما الاستاذ البدري فينطبق على ما جاء به اعلاه، المثل المشهور
قطعت جهيزة قول كل خطيب
موفق حدادين
شيكاغو


5 - لبست ثوب العيش
Muwaffak Haddadin ( 2020 / 9 / 15 - 15:06 )
الاستاذ البشيتي المحترم
بعد التحية
يقول عمر الخيام ما ترجمته
لبست ثوب العيش لم أُستشر وقد حرت فيه بين شتى الفكر
أي انني مجبر
لذلك عندما يحاسبني ألله في الاخرة أُعيده الى أبويْ الذين كانا السبب وسوف اعمل المعصية تلو المعصية ولن يحاسبني أحد
وخوفا من أن يحاسبني لأنني خلَّفت أحداً ساعمل بنصيحة ابي العلاءوأكتب على قبري
هذا ما جناه أبي عليَ وما جنيت على أحد


6 - عن العلم و المعرفة الإلهية
نضال الربضي ( 2020 / 9 / 15 - 16:56 )
يوما ً طيبا ً لكم أستاذ جواد و للحضور الكريم،

أذكر أحد التفسيرات التي كنَّا نستخدمها لإقناع أنفسنا بأننا قد فهمنا موضوع ارتباط المشيئة الإلهية بالعلم الإلهي المُسبق و بحرية الإنسان، و ذلك أثناء سنوات شبابي الأولى في الكنيسة، أننا كنا نعتقد بأن الله غير خاضع لمفهوم الزمن، بمعنى أنه حالٌّ و موجود ٌ و كائن و حاضر في الماضي و الحاضر و المستقبل على حدٍّ سواء دائما ً، أي أنه لا يخضع لمفهوم تتابع الوقت الذي نخضع له نحن، و لذلك فهو يعلم الحدث قبل أن يحدث كونه يعيش الأحداث جميعها بذات الوقت.

و بناء ً عليه فأنت مخير لتفعل ما تريد، و سيعلم الله فعلك حين تفعله، لكن كونه موجود في الماضي أيضاً فستكون المعرفة إذا ً سابقه للفعل. و بالطبع هذا كله كلام لا يتسق مع أي منطق أو عقلانية، لكن شو في بالإيد ما دام إنو الإنسان اخترع كائن مفارق أسقط عليه صفاتو البشرية و مخاوفو و أمالو و طموحاتو و تناقضاتو!


الفكر الديني أخي الكريم لا بد أن يخلق مثل هذا النوع من المعضلات غير القابلة للحل، و لا بد من الإعتراف بأن الإله و الأديان صنعة بشرية بالكامل.

دمت بالود.


7 - تصحيح خطأ لغوي
Muwaffak Haddadin ( 2020 / 9 / 15 - 16:58 )
في تعليقي رقم 5 قلت خطأً -الذين- والصحيح -اللذين- فعذراً لسيبويه في قبره
موفق حدادين


8 - لن أسرق
ماجدة منصور ( 2020 / 9 / 16 - 04:11 )
لأني أعرف أن السرقة مؤذية لأناس آخرين0
ليس لأنني أحتاج ( لتشريع إلهي) فالخلق و الضمير الإنساني يقول أن السرقة مؤذية و لن أحتاج ل رب أن يقول لي - لا تسرقي.0
لا تزني: لن أزني لأني أن فعل الزنا هو خيانة لمشاعري و أحاسيسي و جسدي كإمرأة ليس لها إلا أن تنصاع لمشاعرها الإنسانية الطبيعية الحقيقية في حفظ جسدها و مشاعرها و روحها بعيدا عن كل ( ذكر) لا يستحقها! هذا لا يحتاج لتشريع إلهي و رباني لأن الطبيعة ستتكفل ( بإحترام) المشاعر و الأحاسيس البشرية...أليس كذلك؟
لو فرضنا جدلا بأني سأصدق كل كلمة كتبتها سيدي الأستاذ فإن هناك سؤالا سيطرح نفسه: أين هو الضمير الإنساني الذي ((سيكف)) يد البشر عن فعل الشر؟؟
و السؤال التالي: من أين سنستمد روعة و قوة و سيادة الضمير كي يردع البشر عن فعل الشر0
أكاد أن أجزم بأن البشر لا يحتاجون لرب أو إله...فالقوانين العالمية المتحضرة كفيلةى بحل إشكالية الإنسان الأزلية بين الخير و الشر فطريق الحق واضح و طريق الشر واضح...فلنعامل أنفسنا بما نحب أن يعاملنا به الآخرين....هكذا أعتقد....و لتغفر لي عشتار بما أكتب به كخربشات على جدار العمر المتساقط في عتمة الثقوب السوداء0
شكرا0


9 - هل الانسان مسيّر ام مخيّر1
د. ليث نعمان ( 2020 / 9 / 17 - 21:03 )
المنظمات الامنية مثل الاف بي آي و السي آي أي و غيرهما يستخدمون اعداد هائلة من المحللين النفسيين منذ سنين طويلة مهتهم تحليل شخصيات و نفسيات افراد اما رؤساء دول او زعماء منظمات يشكّون ان لها نشاط اجرامي و يكونون بروفايل عن هذا الفرد الغرض منه توقع كيف سيتصرف هذا الفرد في المستقبل و على مرور الزمن يعدل هذا البروفايل ليحسن التوقعات. طبق هذا بنجاح على صدام حسين قبل ثلاثين عاماً عندما استدرج لاحتلال الكويت وعدم الانسحاب. في القضايا الامنية الداخلية تحاول الجهات الامنية خلق ظروف و ضعيات تعرف ان المراقَب سيخالف القانون بارادته الحرة. وهذه الاخيرة مهمة جداً والا فالمحاكم سترفض الادلة و تطلق سراحه.مثال عملي هذا لو ان الجهات الامنية رصدت شابا يتصفح مواقع جهادية سيراقبه و يتواصلوا معه لمعرفة اذا كان هناك آخرين لكنهم لا يستطيعوا ان يعرضوا المساعدة لشراء سلاح او صنع قنبلة يجب ان يطلبها هو منهم بارادته الحرة. باستخدام الذكاء الصناعي و السوبركومبيتر و صلت دقة البروفايل و التوقعات درجة مخيفة. ما علاقة كل هذا بموضوع الانسان مسيّر ام مخيّر و اذا كان الله يعرف ماذا سأفعل مسبقاً فكيف اكون مخيّراً؟
يتبع


10 - هل الانسان مسيّر ام مخيّر2
د. ليث نعمان ( 2020 / 9 / 17 - 21:04 )
الملحدين هنا في الولايات المتحدة و الاوربيين اللذين التقيتهم محترمين فكرياً فالموضوع عتدهم محلول فلا احد يسيّر الانسان واثقين من انفسهم لا يشعرون بالحاجة لاثبات الآخر على خطأ عكس الغالبية العظمى من الملحدين العرب. من يدخل حواراً حول هل الانسان مسيّر ام مخيّر يقبل ضمناً بوجود الله الذي قدرته تفوق كل الذكاء الصناعي و السوبر كومبيوتر و عنده بروفايل نفسي مضبوط عن كل البشر هكذا الله يعلم الغيب و نحن مخيرون. لماذا يسمح الله للشر ان يقع؟ لا اعرف لذلك هناك شيئ اسمه ايمان. من لا يقبل بوجود الله لا مكان له في حوار هذا الموضوع

اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت