الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطبيع مع اسرائيل والشعارات المضادة بين الحقيقة والواقع

سامي عبدالقادر ريكاني

2020 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لم يدر الدعايات المضادة لاسرائيل بالفائدة على اي شعب من الشعوب الاسلامية وحتى الفلسطينية منها بقدر ما فادت الدكتاتوريات التي نصبت نفسها على رؤسهم وسلبت حرياتهم وكرامتهم وسرقت مواردهم وقوت عيالهم تحت يافطة هذه الشعارات.
كما لم يساعد هذا الشعار اي من الشعوب الاسلامية على توحيد صفوفهم والحافظ على تنوعهم الديني والمذهي والعرقي القومي بقدر ما افادت وسلعدت قياداتهم وزعاماتهم الطائفية والعنصرية والمذهبية والقومية على تمزيق هذه المجتمعات وتشتيتها واضعافها توظيفا لمصالحهم الفئوة تحت هذا الشعار المزعوم.
كما لم يساعد اي شعار او استراتيجية القيادات الاسرائيلية وشعبها على بقائهم واستمرارية تجربتهم في بناء دولتهم بقدر مافادتهم على ذلك رفع الشعوب الاسلامية وقياداتهم لهذا الشعار المزعوم.
فعلى اثر رفع القيادات الاسلامية لهذا الشعار وحدت اسرائيل صفوفها وطورت مجتمعاتها وحصلت على كل ما تريد من المجتمع الدولي من مساعدات وتكنلوجيا متطورة وصولا الى تسليحها بالسلاح النووي بذريعة حمايتهم، وذلك لرفع هذا الشعار من قبل القيادات الاسلامية .
بل ان اسرائيل حصلت على نتائج اكثر اهمية وبعكس ماكانت تتصورها، فبدل تخوفها من استعمال هذا الشعار من قبل القيادات الاسلامية لتأليب الشارع الاسلامي ضدهم ودفعهم لتوحد صفوف دولهم في مواجهة دولة اسرائيل ، فانها بالعكس من ذلك هي فرحة اليوم بما اتت عليهم نتائج هذا الشعار، حين اجبرت هذه الدول للهرولة للتطبيع معها لتحمي نفسها من خطرسة وانتهازية وطمع وجشع وعدوانية بعض القيادات في الدول الاسلامية من استعمالهم لهذا الشعار من اجل احتلال دول واراضي بعضهم البعض وسعيهم لارضاخ سيادتهم ومستقبل شعوبهم وسلب مواردهم لصالح اطماعهم القومية الامبراطورة التوسعية باسم الاسلام.
فان كانت البارحة الامارات هي اول الهاربين للاحتماء باسرائيل عبر التطبيع العلني معها واليوم البحرين وقوافل اخرى في الطريق تريد ان تصل غدا الى تل ابيب لتحمي نفسها من الاخوة والوحدة الاسلامية المزعومة.
الا اننا يجب ان لاننسى بان هذا التطبيع كان موجودا ومنذ امد طويل وبان هذا الشعار ومنذ البداية ماكان سوى بدعة اسلاموية روج لها قيادات شعوبها لمصالحهم الشخصية، وماكان الهدف منها ابدا هي اسرائيل بقدر ماكانت تبريرا لبقائهم على سدة الحكم وملاحقة معارضيهم ووسيلة لكبت حريات شعوبهم ومنعهم من التحرر، وكذلك لتوظيفها للوصول الى اطماعهم التوسعية على حساب بعضهم البعض.
فمنذ البداية (ظهور فكرة دولة اسرائيل) كانت بوادر التطبيع معها تلوح بالافق، ورسخ ذلك على المستوى الاقتصادي ومن ثم الامني بين اكبر واهم الدول الاسلامية واسرائيل ناهيك ماسبق التطبيع اليوم من اتفاقات السلام العلنية السابقة بين اسرائيل و مصر ومن ثم بينها وبين اردن وان كانت باسم السلام الا انها كانت تطبيعا مموها في حقيقة الامر وهناك الكثير وماخفي اعظم، الا ان الاختلاف بين التطبيع اليوم والبارحة هي في كون الاولى كانت غير معلنة وغير رسمية ومع هذا كان اقتصاديا وامنيا ، اما اليوم فاصبحت معلنة ورسمية وسياسية، فما الذي اختلف، من الصورة، وايهما هو الاخطر والاكثر مخالفة مع هذا الشعار المزعوم، التطبيع والتعاون الاقتصادي والامني السري، ام التطبيع العلني؟.
وهنا نتسائل الم يحن الوقت لان نتحرر من هذه الاوهام وبدل رفع الشعارات الزائفة والمدمرة لمجتمعاتنا، ان نلجا الى ترسيخ دولة المواطنة وبناء الانسان الحر الكريم ونتسلح بالتكنلوجيا المتطورة وبناء دولة القانون والمؤسسات نحمي في داخله السمفونية المتنوعة دينيا وعرقيا وقوميا بحيث تكون مصدر قوة للتماسك والوحدة بدل ان تكون وسيلة للتمزق والفرقة وادات بيد دكتاتوريات تريد توظيفها من اجل اطماعهم الشخصية او الفئوية اوالقومية اوالطائفية.
بالنتيجة القيادات الدكتاتورية ستكون اكثر الخاسرين من النهاية التراجيدية لهذا الشعار المزعوم ، وشعوبها ستكون اكثر تحررا من الاغلال الذي وضعها عليهم حكامهم باسم هذا الشعار الذي كان يعيق انطلاقتهم نحو التحرر من العبودية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر