الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاسخارت والمرجعية والمطبلين

جلال الصباغ

2020 / 9 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يتباهي مثقفو السلطة من الإصلاحيين بلقاء بلاسخارت الأخير مع السيستاني ويتحدث أغلبهم عن الإنجاز الكبير الذي تحقق بعد تصريحات الطرفين! فهؤلاء المثقفين لا يتمنون أن تقوم الجماهير بإزاحة الكاظمي وحكومته وأحزاب الاسلام السياسي والمليشيات معهم، ولا يتخيل هؤلاء البلاد بلا هيمنة وتحكم المرجعيات ورجال الدين. كل رؤاهم تتحدث عن "تأثيرٍ" لمنتفضي أكتوبر على زعماء العملية السياسية ورجال الدين من أجل إحداث الإصلاح الذي يضمن بقاء الحال على ما هو عليه.

فهذا هو سرمد الطائي أحد أبرز المراهنين على مقتدى الصدر والسيستاني طوال السبعة عشر سنة الماضية يكرر ذات التفاهات، مرة أخرى فهو يقول بالحرف الواحد" لم تعد تشرين مجرد مظاهرات واحتجاجات بل هي تتحول تدريجيا الى سلطة اجتماعية ومجموعات ضغط شعبية مؤثرة تساهم في تسريع ايقاع الاصلاحات البطيئة في البلاد" اذا هو لا يريد من منتفضي أكتوبر الا ان يكونوا مجرد تابعين لزعماء النهب من رجال الدين وأحزاب القتل والتهجير، وهمه الأول والأخير إصلاح النظام، مع بقائه كما هو بكل احزابه ورجال دينه!
ليست هي المرة الأولى التي يلتقي فيها السيستاني ببلاسخارت او غيرها من ممثلي الأمم المتحدة أو سياسي ووزراء خارجية الأطراف الفاعلة في العراق، وليست هي المرة الأولى التي يطلق فيها تصريحاته الضبابية التي لا نفهم منها من هو المذنب والمسؤول عن خراب الوضع في العراق هل هم الأحزاب الإسلامية ومعها المليشيات والحكومات المتلاحقة التي نهبت وقتلت وخربت كل شيء؟ ام هم منتفضي أكتوبر المطالبين بالحياة الحرة والكريمة!!؟

لم يخرج منتفضوا أكتوبر بأوامر من السيستاني وغيره وهم يعرفون جيدا دور هذه الجهات طوال الفترة الماضية في دعم أحزاب الاسلام السياسي والمليشيات، والجميع يعلم ايضا ما لعبته هذا الاطراف في الدفاع عن اللصوص والقتلة ونظام المحاصصة والنهب في الفترات الماضية ولغاية الآن.

ان الترويج لاصلاحات الكاظمي واعتبارها إنجازات لانتفاضة أكتوبر العظيمة في هذا الوقت الحساس، والجماهير على أعتاب مرحلة جديدة من الانتفاضة انما هي محاولة للقضاء عليها، وما تصوير مسرحيات اختيار حسن الشمري وخالد العبيدي وغيرهم من أقطاب النظام الطائفي على أنها انتصارات، إلا ضحك وخداع واستخفاف بدماء ضحايا أكتوبر الخالدين.

لم تعد تفاهات مثقفي السلطة تنطلي على أحد فمثلما أدركت الجماهير مبكرا ان كل رجال الدين والمرجعيات، انما يهدفون لبقاء ذات النظام أدركت ايضا أن مثل هؤلاء المثقفين الذين يجملون صورة اللصوص والقتلة انما هم مجموعة من المنتفعين قصيري النظر الذين يستخدمون الكلمات المزوقة في خدمة مشروع المحاصصة الأمريكي الإيراني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزير الخارجية التركي: يجب على العالم أن يتحرك لمنح الفلسطيني


.. غارات إسرائيلية تستهدف بلدتي عيتا الشعب وكفر كلا جنوبي لبنان




.. بلومبيرغ: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائف


.. التفجير الذي استهدف قاعدة -كالسو- التابعة للحشد تسبب في تدمي




.. رجل يضرم النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترمب في نيويورك