الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتأسلمين 19 - خرافة خال المؤمنين

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2020 / 9 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نتناول اليوم شخصية من اخطر الشخصيات التي لعبت دورا كبير في تشكيل تاريخ الشرق وهو " معاوية ابن ابي سفيان " مؤسس الدولة الاموية والذي تولى الحكم سنة 41 للهجرة وحكم تسعة عشر عاما وتوفي سنة 60 للهجرة . من الخرافات التي يرددها "المتأسلمون " حتى أصبحت من المسلمات في عقول اتباعهم خرافة " خال المؤمنين " وهو لقب خصوا به معاوية دون غيره من اخوة زوجات الرسول اللواتي بلغن حسب زعمهم تسعه زوجات فلم يطلق هذا اللقب على " محمد وعبد الرحمن " أبناء أبو بكر ابن ابي قحافة ولا " عبد الله وعبيد الله " أبناء عمر ابن الخطاب ولا غيرهم . كما انهم اخترعوا خرافة أخرى بقولهم ان معاوية كان "كاتبا للوحي " وسنعرض هذه الخرافات على كتب " اهل السنة والجماعة " لنرى هل تصمد امام البحث ام انها من مخترعات المتأسلمين ؟
في البداية نتحدث عن شخصية "أبو عبد الرحمن معاوية ابن ابي سفيان " ونحاول ان نعرف ماهو نسبه ؟ نجد ان أبا القاسم محمود بن عمر الزمخشري يذكر في كتابه "ربيع الأبرار ونصوص الأخيار " ، الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة 275 / 276 "99 - وكان معاوية يعزي إلى أربعة : إلى مسافر بن أبي عمرو ، وإلى عمارة بن الوليد ، وإلى العباس بن عبد المطلب ، وإلى الصباح مغن أسود كان لعمارة ، قالوا : كان أبو سفيان دميما قصيرا ، وكان للصباح عسيفا لأبي سفيان شابا وسيما ، فدعته هند إلى نفسها". وهنا سيقول قائل ان الزمخشري معتزلي ولا يعترف به اهل السنة والجماعة نقول ان كبار العلماء وصفوه بانه " وكان رحمه الله ممن يضرب به المثل في عام الأدب والنحو واللغة، لقي الأفاضل والأكابر، وصنَّف التصانيف في التفسير وغريب الحديث والنحو، دخل خراسان، وورد العراق..، وكان علَّامة الأدب ونسَّابة العرب" وغاية ما قاله الذهبي عنه " وكان داعية إلى الاعتزال ، الله يسامحه" . واذا تركنا الزمخشري ونرجع الى صحابة الصدر الأول من الإسلام نجد ان حسان ابن ثابت "شاعر الرسول " المؤيد "بروح القدس" كما يروي الإمام أحمد في مسنده, والبخاري ومسلم والنسائي، وابن حبان، وابي داود . نجد ان حسان ابن ثابت قد ذكر هند بنت عتبة بارتكاب الفاحشة كما يروي ذلك الطبري في تاريخه قصيدة حسان بن ثابت في هجاء هند بنت عتبة في الصفحة 526 التي يقول فيها :
أشِرَت لَكاعِ وكان عادتها *** لؤمٌ، إذا أشِرتْ، مع الكُفرِ
ونَسيتِ فاحشةً أتيتِ بها *** يا هندُ، وَيحَكِ، سُبَّةَ الدَّهْـرِ
فَرَجعتِ صاغرةً بلا تِرَةٍ ** ممّا ظفرتِ به، ولا وَتْـــــرِ
زَعمَ الولائدُ أنّها وَلــَدَتْ ***وَلَداً صغيراً كان من عَهْـرِ
وقد يقول قائل ان حسان يقول " زعم" والزعم لا يثبت فيكون الرد من ديوان حسان ، منشورات دار الكتب العلمية ، سنة 1994 رقم الصفحة (97) قصيدة ثانية يقول فيها :
لمن الصبي بجانب البطحا * في الترب ملقى غير ذي مهد
نجلت به بيضاء آنسة * من عبد شمس صلتة الخد
تسعى إلى الصياح معولة * يا هند إنك صلبة الحرد
فإذا تشاء دعت بمقطرة * تذكى لها بألوة الهند
غلبت على شبه الغلام * وقد بان السواد لحالك جعد
وقد يقول قائل ان هذه إشارة لطفل واحد قبل الإسلام فيكون الرد من نفس ديوان حسان ابن ثابت في الصفحة (98):
لمَن سَواقِطُ صِبيانٍ مُنَبَّذَةٍ باتَت تَفَحَّصُ في بَطحاءِ أَجيادِ
باتَت تَمَخَّضُ ما كانَت قَوابِلُها إِلّا الوُحوشَ وَإِلّا جِنَّةَ الوادي
فيهِم صَبِيٌّ لَهُ أُمٌّ لَها نَسَبٌ في ذُروَةٍ مِن ذُرى الأَحسابِ أُبّادِ
تَقولُ وَهناً وَقَد جَدَّ المَخاضُ بِها يا لَيتَني كُنتُ أَرعى الشَولَ لِلغادي
قَد غادَروهُ لِحُرِّ الوَجهِ مُنعَفِراً وَخالُها وَأَبوها سَيِّدُ النادي
ومما يؤيد هذه الاتهامات ما رواه علي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سيف أَبُو الحسن المعروف بالمدائني (العلامة الحافظ الصادق ) كما وصفه الذهبي في سير اعلام النبلاء ، فقد ذكر ابي عبيد الله محمد ابن عمران المرزباني في كتابه المعنون (نور القبس المختصر من المقتبس في أخبار النحاة والأدباء والشعراء ) اختصار (أبي المحاسن يوسف بن أحمد بن محمود الحافظ اليغموري ) في الصفحة 183 ما يلي " وقال المدائني : المدائني: كان عفّانُ بن أبي العاص مؤنثاً يلعب في الأعراس بالدُفّ، ومثله الحكم بن أبي العاص، وكان شيبة بن ربيعة حلقياً وكان يأتيه منبه بن الحجاج بن سعد بن سهم وكذلك أبو جهل بن هشام، وكان النضر بن الحارث بن علقمة حلقياً ويأتيه صفوان بن أمية بن خلف ". وشيبة ابن ربيعة المذكور هو عم هند بنت عتبة ابن ربيعة . قد يقول قائل ان الرسول لم يكن يسمع هذه القصائد من شاعره فيجيب هنا " خليل ابن ايبك الصفدي " في كتابه "نكت الهميان في نكت العميان" منشورات المطبعة الجمالية فيقول " انّ الرسول لمّا سمع هجاءه قال له:لقد شَفيتَ، يا حسّان، وأشفَيت " .
هذا من ناحية النسب فاذا جئنا الى خرافة " كاتب الوحي " ، هل كان معاوية كاتبا للوحي ؟ هي تثبت كتب اهل السنة والجماعة ان معاوية كان من كتاب الوحي ؟ ان مصدر هذه المعلومة هو حديث واحد ورد في صحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل أبي سفيان بن حرب الصفحة 1168 ، تحقيق "نظر بن محمد الفاريابي أبو قتيبة" ، منشورات دار طيبة ، سنة النشر: 1427 – 2006 ": 2501 حدثني : عباس بن عبد العظيم العنبري ، وأحمد بن جعفر المعقري ، قالا : حدثنا : النضر وهو ابن محمد اليمامي ، حدثنا : عكرمة ، حدثنا : أبو زميل ، حدثني : ابن عباس ، قال : كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه ، فقال للنبي (ص) : يا نبي الله ثلاث أعطنيهن ، قال : نعم ، قال : عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها ، قال : نعم ، قال : ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك ، قال : نعم ، قال : وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين ، قال : نعم ، قال أبو زميل ، ولولا أنه طلب ذلك من النبي (ص) ما أعطاه ذلك لأنه لم يكن يسئل شيئا إلا ، قال : نعم". وهذا الحديث فيه من العوار الكثير ابسطها ان أبو سفيان يعرض على الرسول الزواج من ابنته " ام حبيبة " والمعروف ان أبا سفيان قد اسلم او هكذا يقال بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة والرسول تزوج ام حبيبة بنت ابي سفيان في السنة السابعة للهجرة . واذا اخذنا بهذا الحديث فنجده لايذكر ان معاوية كاتب للوحي بدليل ان الذهبي في سير اعلام النبلاء يقول " ونقل المفضل الغلابي عن أبي الحسن الكوفي قال: كان زيد بن ثابت كاتب الوحي، وكان معاوية كاتبا فيما بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين العرب" . وهو ما أكده الحافظ ابن حجر .
اذن لايوجد قول ثابت ان معاوية كان يكتب الوحي عن الرسول بل لو بحثنا عن راي الرسول في معاوية نجد ان مسلم ابن الحجاج يروي في كتابه – كتاب الطلاق – باب المطلقة ثلاثا لانفقة لها – الحديث رقم 1480 الصفحة 686 – تحقيق "نظر بن محمد الفاريابي أبو قتيبة" ، منشورات دار طيبة ، سنة النشر: 1427 – 2006 " حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الْأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ ، وَهُوَ غَائِبٌ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلُهُ بِشَعِيرٍ ، فَسَخِطَتْهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ ، ثُمَّ قَالَ : تِلْكِ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي ، اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ ، فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي ، قَالَتْ : فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا أَبُو جَهْمٍ ، فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ فَكَرِهْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : انْكِحِي أُسَامَةَ ، فَنَكَحْتُهُ ، فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا ، وَاغْتَبَطْتُ بِهِ " أي ان معاوية بحسب راي الرسول كان "صعلوكا " والصعلوك في لغة العرب هو " الفقير المتسكِّع الذي يعيش على الهامش، محتال، متشرِّد" . كما ان مسلم ابن الحجاج يروي في كتابه الحديث رقم (2604 ) بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ . فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ ، قَالَ فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً ، وَقَالَ: اذْهَبْ وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ . قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ : هُوَ يَأْكُلُ . قَالَ ثُمَّ قَالَ لِيَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ . قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ . فَقَالَ: لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ " . كما ان البلاذري في كتابه " جمل من أنساب الأشراف " ( 5 / 1978 ) قال " وحدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام أنبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي ) ، قال : وكنت تركت أبى قد وضع له وَضُوء , فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء قال : فطلع معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذا هو )" . اذن فحسب راي رسول الله معاوية كان "صعلوكا " وكان " لااشبع الله بطنه " وكان "يموت على غير ملتي " .
نأتي الى راي الصحابة في معاوية فنجد ان الْمَدَائِنِيُّ يروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَائِدٍ قَالَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ لأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ: رَحِمَ الله أُمَّ أَيْمَنَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى سَاقَيْهَا وَكَأَنَّهُمَا ظنبوبا نَعَامَةٍ خَرْجَاءَ، فَقَالَ: هِيَ وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنْ أُمِّكَ وَأَكْرَمُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:وَأَكْرَمَ أَيْضًا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" كما ان البلاذري يروي عن عبد الله بن سلمة، قال: كنا عند عمار بصفين وعنده شاعر ينشده هجاء في معاوية وعمرو؛ وعمار يقول له: الصق بالعجوزين فقال له رجل: أيقال الشعر عندكم ويسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويسب أصحاب بدر؟! فقال: (إن شئت فاسمع، وإن شئت فاذهب، فإن معاوية وعمراً قعدا بسبيل الله يصدان عنه، فالله سابهما وكل مسلم، وإنه لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قولوا لهم كما يقولون لكم فإن كنا لنعلمه الإماء بالمدينة) ، كما ان تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك، تحقيق "محمد أبو الفضل إبراهيم" ، دار المعارف، 1387 – 1967، الجزء الخامس الصفحة 38 يقول " ما حدث به عبد الملك بن أبي حرة الحنفي، أن عمار بن ياسر خرج إلى الناس، فقال: (اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في صدري ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهرت لفعلت، وإني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم أن عملاً من الأعمال هو أرض لك منه لفعلته) . اما عبد الرزاق الصنعاني صاحب المسند المعروف باسم " مسند عبد الرزاق " وكما يروي الذهبي في كتاب "ميزان الاعتدال فى نقد الرجال " تحقيق "علي محمد البجاوي" - حرف العين - 5044 - عبد الرزاق بن همام بن نافع ، الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة (610 ) " .... العقيلي ، حدثني : أحمد بن زكير الحضرمي ، حدثنا : محمد بن إسحاق بن يزيد البصري ، سمعت مخلدا الشعيري ، يقول : كنت عند عبد الرزاق فذكر رجل معاوية ، فقال : لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان". اما ابن خلكان في كتابه "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان "، تحقيق "إحسان عباس"،دار صادر – بيروت، 1972 ،الجزء الأول الصفحة 77 " قال محمد بن إسحاق الأصبهاني: سمعت مشايخنا بمصر يقولون: إن أبا عبد الرحمن- الحافظ النسائي- فارق مصر في آخر عمره، وخرج إلى دمشق فسئل عن معاوية وما روي من فضائله، فقال: أما يرضى معاوية أن يخرج رأسًا برأس حتى يفضل، وفي رواية: ما أعرف له فضيلة إلا: "لا أشبع اللَّه بطنك". وهي نفس الرواية التي ذكرها صاحب "شذرات الذهب في أخبار من ذهب " تحقيق "عبد القادر الأرناؤوط - محمود الأرناؤوط" دار ابن كثير، سنة النشر: 1406 – 1986 الجزء الرابع الصفحة 17 في ترجمة النسائي ما نصه: وقال ابن خلكان (في وفيات الأعيان ج1/77): قال محمد بن إسحاق الأصبهاني: سمعت مشايخنا بمصر يقولون: إن أبا عبد الرحمن- الحافظ النسائي- فارق مصر في آخر عمره، وخرج إلى دمشق فسئل عن معاوية وما روي من فضائله، فقال: أما يرضى معاوية أن يخرج رأسًا برأس حتى يفضل، وفي رواية: ما أعرف له فضيلة إلا: "لا أشبع اللَّه بطنك".
اما " المتقي الهندي" في كاتبه" كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال" الجزء( 5 ) رقم الصفحة : ( 493 / 494 )، تحقيق " المحقق: صفوت السقا - بكري الحياني"، مؤسسة الرسالة "13716 - عن محمد بن كعب القرظي ، قال : غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري في زمن عثمان ، ومعاوية أمير على الشام ، فمرت به روايا خمر تحمل ، فقام اليها عبد الرحمن برمحه ، فبقر كل رواية منها فناوشه غلمانه حتى بلغ شأنه معاوية ، فقال : دعوه فانه شيخ قد ذهب عقله ، فقال : كذب والله ما ذهب عقلي ولكن رسول الله (ص) نهانا أن ندخله بطوننا وأسقيتنا ، وأحلف بالله لئن أنا بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول الله (ص) لأبقرن بطنه أو لأموتن دونه. كما ان أحمد بن حنبل في مسند الإمام أحمد بن حنبل ، باقي مسند الأنصار - حديث بريدة الأسلمي ، الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة ( 347 ) "22432 - حدثنا : ‏ ‏زيد بن الحباب ‏ ‏، حدثني : ‏ ‏حسين ‏ ، حدثنا : ‏ ‏عبد الله بن بريدة ‏، ‏قال : ‏دخلت أنا وأبي على ‏ ‏معاوية ‏ ‏فأجلسنا على الفرش ، ثم أتينا بالطعام فأكلنا ، ثم أتينا بالشراب فشرب ‏ ‏معاوية ،‏ ‏ثم ناول ‏ ‏أبي ‏، ‏ثم قال : ‏ ‏ما شربته منذ حرمه رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏قال : ‏معاوية ‏كنت أجمل شباب ‏ ‏قريش ‏ ‏وأجوده ‏ ‏ثغرا ‏، ‏وما شيء كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن أو انسان حسن الحديث يحدثني."
اذن فبحسب اقوال الصحابة وأصحاب الحديث ان معاوية كان مستحق للسب وكان منافقا وشارب للخمر بل ويتاجر بها بالإضافة الى ماهو معروف من امره بسب علي ابن ابي طالب كما يروي مسلم ابن الحجاج وقتله لمحمد ابن ابي بكر كما يروي ابن الاثير وقتله حجر ابن عدي وغيرها من الأفعال المنكره فهل يكون هذا خال المؤمنين ؟ فاذا سالنا من اين جاءت هذه الخرافة نجد الجواب عند محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، شمس الدين، أبو عبد الله الذهبي في كتابه "المنتقى من منهاج الإعتدال في نقض كلام أهل الرفض والإعتزال وهو مختصر منهاج السنة " ، تحقيق "محب الدين الخطيب" ، الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد – السعودية، 1413 ، الصفحة 257 " وقد تنازع العلماء في إخوتهن هل يقال لأحدهم خال المؤمنين , فجوز ذلك بعضهم , ولو جوزنا ذلك لاتسع الخرق , ولكثر أخوال المؤمنين وخالاتهم , ولقيل في أبي بكر وعمر جد المؤمنين , ولحرم التزوج بخالات المؤمنين , وهذا لا يقوله بشر , وذلك أنه لم يثبت لأزواجه صلى الله عليه وسلم أحكام النسب , وإنما ثبت لهن الحرمة والإسم , وتحريم نكاحهن دون المحرمية . وإنما قال هذا بعض السنة في معاوية خاصة لما رأوا من استحلال الرافضة لعنه وتكفيره " .
اذن هذا اللقب انما منح لمعاوية القاتل ، المنافق ، شارب الخمر والمتاجر بها كما تروي كتب اهل السنة و الجماعة ، فقط لمناكفة الشيعه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري


.. رحيل الأب الروحي لأسامة بن لادن وزعيم إخوان اليمن عبد المجيد




.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب