الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مباحث في الاستخبارات ( 230) تقنيات G5 للاتصالات

بشير الوندي

2020 / 9 / 17
الارهاب, الحرب والسلام


مباحث في الاستخبارات ( 230)
تقنيات G5 للاتصالات
-----------
مدخل
-----------
تشكل المخاوف من تسريب المعلومات ، هاجسا لدى حكومات العالم، يترافق ذلك مع تقنية الجيل الخامس أو ما يعرف بg5، وهو الهاجس الذي تغذيه امريكا ازاء الصين , مما يضع الصين، السباقة في تطوير أكبر تقنية اتصال عرفها البشر حتى الآن، في دائرة الاتهام في صراع استخباري خطير.
----------------------
ماهي تقنية G5
----------------------
يعد نظام G5 النظام الأحدث للاتصالات اللاسلكية في العالم , ويعتبرعصب الاقتصاد للقرن ال21 , وهذا النظام تنتجه الصين في شركة هاواوي , والحقيقة انه ينتج في اربعة شركات اخرى منها شركة صينية هي ZTA ، وشركتين أوروبيتين هما نوكيا وإريكسون، وشركة من كوريا الجنوبية ، الا ان السبق في إنتاج أجهزة الجيل الخامس هو للصين، من خلال هواوي بشكل خاص، الحاصلة على 1500 براءة اختراع في الجيل الخامس، وبالتالي فإنه من الصعب لأية دولة أن تنافس الصين في هذه المرحلة", ولكي نتعرف على الجيل الخامس علينا ان نتعرف اولاً على الذكاء الصناعي .
ان اقتصاد العالم في الدول الكبرى مرتبط بمجموعة تقنيات لاغنى عنها في الانتاج , ومنها الذكاء الصناعي , ويصل الاستثمار العالمي في الذكاء الصناعي لوحده 16 ترليون دولار (اي بقدر اقتصاد الصين والهند معاً ) , هذا الذكاء الصناعي يعتبر من وجهة نظر العلماء اعظم ماعرفته البشرية ويعادل اكتشاف الانسان للنار واختراع العجلة .
فالذكاء الصناعي هو تقنية تمكن كل الآلات من القدرة على التفكير كالانسان , وكل هذا يحتاج توابع ويحتاج الى شبكة تصدر الاوامر , كما ان انترنيت الاشياء وعشرات مليارات الاجهزة وقطع الاجهزة ستحتاج الى شبكة , والداتا الضخمة جداً والموجودة في العالم تحتاج الى ان تخزن والتخزين يحتاج الى شبكة , فكل نشاط في القرن الحادي والعشرين قائم على شبكة , وهذه الشبكة هي الجيل الخامس الذي تنتجه هاواوي الصينية , والتي لديها القدرة على توصيل مليارات الوحدات , بما يصل الى 100 مليار مستخدم , سبعة مليار هم البشر , والباقي للآلات في الذكاء الصناعي , ومن هنا فانه يصح القول انه كما ان المحرك البخاري كان عصب الثورة الصناعية الاولى والثانية , فان الجيل الخامس (والجيل السادس الذي لاتزال تعكف عليه الصين ) هو عصب الاقتصاد العالمي لهذا القرن .
وستغير تقنية الجيل الخامس حياة البشر بشكل كبير، إذ تتميز بكونها أسرع 100 مرة من إنترنت الجيل الرابع، بسرعة خارقة تصل إلى 20 غيغابت، وسرعة استجابة أقل من ملي ثانية , اي اقل من واحد من الف من الثانية .
ومن أهم استخدامات الـ 5G: التحكم في المدن الذكية ، وتحليل البيانات الضخمة , ومساعدة الدول والشركات في اتخاذ القرارات المهمة , وتسيير السيارات ذاتية القيادة , وتشغيل الروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعي في المصانع الكبيرة.
كما تقوم بتنسيق عمل الطائرات الصغيرة من دون طيار للقيام بعمليات التوصيل، ومساعدة الأطباء في العمليات الجراحية، ودفع ألعاب الفيديو الجماعية وبطولات الرياضة الإلكترونية.
أن خطورة تقنيات الجيل الخامس ترجع لتأثيرها على شبكة الإنترنت وطريقة عملها، فبتمدد تقنية 5G في كل أوجه الحياة من المستشفيات إلى شبكات المواصلات إلى منشآت توليد الطاقة، ستصبح جزءا لا يتجزأ من البنية التحتية لكل الدول, نظرا لأن كل جهاز نستخدمه سيكون متصلا بالإنترنت ، مثل الاجهزة المنزلية , وإشارات المرور , وأعمدة الإنارة، وصولاً الى الغواصات النووية والصواريخ والطائرات والاقمار الصناعية , وكلها سيتم التحكم بها من خلال الجيل الخامس" , تعد تقنية الجيل الخامس بسرعة إنترنت خارقة بحيث يقول التقنيون إنها ستغير عالم الإنترنت اليوم، والطريقة التي نستخدم عبرها الشبكة بشكل جذري، وإنها ستدخل تغييرات كبيرة على عوالم صناعة السيارات ذاتية الدفع، والصناعة بشكل عام والطب , أمّا بالنسبة للمستخدم العادي، فيقول الخبراء، على سبيل المثال، إنه سيتمكن من تحميل فيلم خلال ثوان إذا كان متصلاً بهذه الشبكة.
ويقول خبراء إن زيادة سرعة الاتصال في شبكة 5G، سيغطي مليارات الأجهزة الالكترونية للاتصال بالانترنت , وتشمل هذه الاتصالات الهاتفية والارتباطات التقليدية على شبكة الانترنت، كما ستشمل أيضا الأجهزة والمعدات التي يمكنها الاتصال بالانترنت من غسالات الصحون إلى المعدات الطبية المتطورة. وتتوقع مؤسسة GSMA المتخصصة بالمجال الصناعي أن يتضاعف عدد هذا النوع من الأجهزة 3 مرات على الأقل إلى 25 مليار جهاز بحلول عام 2025.
وتعد إحدى التغييرات المهمة بين تقنيتي 4G و 5G قدرة الأخيرة على نشر قدرات متطورة كانت حكرا على "لب" أو "نواة" الشبكات ونشرها وتوزيعها على أجزاء أخرى من الشبكة, وسيتيح ذلك اتصالات سريعة أكثر أمنا وموثوقية.
ولم تكتف الصين بتلك التقنية , فقد بدأت منذ اواخر 2019 رسميًا البحث في تطوير تكنولوجيا الاتصالات من الجيل السادس 6G، في خطوة وصفتها بأنها تهدف إلى الترويج لأحدث ابتكارات شبكات الاتصالات اللاسلكية.
----------------------------
كابوس مزعج لامريكا
----------------------------
هنالك هوس امريكي جنوني اسمه هواوي والجيل الخامس الذي تنتجه الصين , لدرجة ان امريكا تقول لحلفائها في العالم اما نحن او هواوي , فتأتيهم الاجابة الصادمة هواوي طبعاً !!!, اي ان حلفاء امريكا مستعدون لإغضاب امريكا من اجل الجيل الخامس وهاواوي , ذلك ان امريكا بعظمتها التكنلوجية عاجزة عن منافسة هذه الشركة وتقنيتها في شبكات الجيل الخامس.
فقد اكتشفت امريكا , الدولة الاعظم في العالم , انها بعيدة عن هذا الامر تماماً , فقد نامت واستيقضت لتكتشف ان لااحد من الشركات في امريكا لديه فكرة او براءة اختراع عن الجيل الخامس , بينما لدى هاواوي وحدها 1500 براءة اختراع في هذا المجال , والمصيبة الاكبر ان هذه التقنية التي ستغزو العالم موجودة لدى شركة تنتمي لألدّ عدو لديها وهي الصين , وان البديل الاوروبي لتلك التقنية في سويسرا والسويد باهض الثمن وبتقنيات اوطأ بكثير .
وقد حاولت الحكومة الامريكية بشتى الوسائل مهما كانت من اجل منع الجيل الخامس الصيني من الدخول لأمريكا , وكلفوا مختبرات الجيش الامريكي ومعامله دون جدوى , كما كانت محاولة الحصول على تكنلوجيا استخبارياً فاشلة , فقرروا ان يقاطعوا هاواوي المنتج للتقنية مع الضغط على الحلفاء الاسيويين والاوروبيين ليحذوا حذوهم , لكن الحلفاء خذلوهم في فرنسا وبريطانيا والمانيا وماليزيا والبيوت الذكية في الامارات وغيرها كثير , مع ان تلك الدول اخذت – بسبب الضغوط الامريكية بتحوطات امنية خوفاً من التجسس الصيني .
--------------------
هواجس النزاع
--------------------
ان النزاع بين الولايات المتحدة الأميركيةوالصين في مجال الإنترنت ليس فقط تكنولوجياً أو تجارياً أو أمنياً، بل الثلاثة في آن معاً. إن المواجهة الحالية بين العملاقين الرقمييْن الأكبر في العالم، تنطوي على رؤيتين مختلفتين كلياً للإنترنت ولطريقة إدارة الشبكة العالمية. كلّ نموذج من بين الاثنين يطمح في واقع الأمر إلى فرض رؤيته على الآخر وتثبيت نفسه كسيد عالمي على الشبكة في العقود المقبلة.
ووضعت الحكومة الامريكية , هواوي , علي القائمة السوداء للتجارة في شهر مايو الماضي ، ومنعتها من شراء أجزاء من صنع الشركات الامريكية، وفي مؤتمر امريكي سنوي BIS 2019 اواخر عام 2019 , كان المؤتمرون يناقشون لثلاثة ايام مدى خطورة الجيل الخامس الصيني على الامن القومي الامريكي وان "الصين، تحتجز المستهلكين "كرهائن"، في سباق السيطرة العالمية على تكنولوجيا الاتصالات , ويمكن تلخيص المخاوف الامريكية من الG5 وهاواوي بما يلي :
1- اعتراض المعلومات :
يدعي الأمريكيون أنه لو طلبت السلطات الصينية من شركة صينية ما تسليمها معلومات جمعتها في دول أخرى، لا يسع هذه الشركة إلا الامتثال لهذا الطلب , وبذا فانها لا تخضع لنفس ضوابط وشروط الخصوصية التي تخضع لها الشركات الأمريكية المنافسة لها.
وكانت لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الأمريكي أصدرت في عام 2012 تقريرا قالت فيه إن شركتي هواوي و ZTE يمكنهما اعتراض الاتصالات في حال السماح لهما بالعمل في الولايات المتحدة، كما يمكنهما شن هجمات الكترونية على البنية التحتية الأمريكية كشبكة الكهرباء. وفي استجوابات أمام الكونغرس في العام الماضي ، حذر مديرو ٦ من وكالات الاستخبارات الرئيسية الأمريكية - منها وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الاتحادي - الأمريكيين من استخدام منتجات وخدمات هواوي.
2- البوابات الخلفية :
يقول الامريكان ان بامكان شركات التكنولوجيا أن تستعيد سيطرتها على الأجهزة التي تنتجها بتضمين التطبيقات التي تستخدمها "أبوابا خلفية"، وهذه طريقة تستخدم لتجاوز الاجراءات الأمنية في حالات الطوارئ.
وفي تقرير بثته قناة سي أن أن الأمريكية أورد أن هواوي قد "تحور أبراج اتصال الهواتف المحمولة" في ولاية مونتانا شمال غربي البلاد بهدف عرقلة عمل الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الموجودة في قاعدة قريبة تابعة للقوة الجوية.
ونقلت سي أن أن عن جيمس لويس، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، قوله "نعرف أن الصينيين منخرطون في عملية تجسس كبرى ضد الولايات المتحدة , لذا علينا أن نسأل أنفسنا: هل نشعر بالاطمئنان لو سمحنا لهواوي بالسيطرة على أنظمة الهواتف المحيطة بأهم قواعدنا العسكرية؟" , إلا ان الخبراء الصينيين وصفوا هذا الطرح "بالمضحك" و"العبثي إلى أقصى الحدود".
3- تحالف العيون الخمسة :
تحالف "العيون الخمسة" عبارة عن منظمة للدول الناطقة بالانجليزية تشارك فيها الاجهزة الاستخبارية في الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وكندا ونيو زيلندا( راجع كتابنا الذئاب المنفردة - المجلد الثاني الصادر حديثاً).
يعود تأريخ تأسيس هذا التحالف إلى أواخر الحرب العالمية الثانية. وإبان الحرب الباردة، كانت أولوية التحالف مراقبة الاتصالات في الاتحاد السوفيتي ودول المنظومة الاشتراكية, ولكن منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، سلط التحالف أنظاره على مجال محاربة الارهاب ، كما يركز الآن على الصين "ونشاطاتها الدولية" ,ومن خلال "تحالف الأصدقاء" هذا، لم تتضاءل مخاوف الولايات المتحدة من هواوي، بل تزايدت وانتشرت.
فالمسؤولون الأمنيون الأمريكيون ما لبثوا يضغطون على بريطانيا وألمانيا من أجل "تعزيز أمن سلسلة الإمداد" التي تستخدمها عند اعتماد تقنية الجيل الخامس. المقصود من هذا هو: احترسوا من هواوي , بالفعل، أعلنت دول حليفة للولايات المتحدة أنها لن تسمح لهواوي بالمشاركة في كل اجزاء شبكات الجيل الخامس التي تنشئها (شبكات G5 جزءآن : ابراج ومنظومات معلوماتية , والثانية هي الاخطر استخبارياً).
4- قانون الاستخبارات :
صدّق الحزب الشيوعي الصيني في حزيران / يونيو 2017 على قانون الاستخبارات الوطني، الذي يتضمن - حسب قول خبراء - تعريفا هلاميا للاستخبارات مما يفتح الباب لجمع المعلومات بأي شكل من الأشكال.
وتشعر امريكا وحلفائها الغربيين بقلق ازاء المادة ٧ من هذا القانون بالتحديد. فهذه المادة تجبر المنظمات والمواطنين على دعم ومساعدة والتعاون مع العمل الاستخباري الوطني بموجب القانون , لكن الخبراء القانونيين الصينيين يدافعون عن القانون في وسائل الاعلام الدولية.فالدكتور غو بين، الذي يعمل في جامعة بكين للدراسات الدولية، كتب في صحيفة الفاينانشال تايمز قائلا "المخاوف الغربية من النفوذ الذي يتمتع به الحزب الشيوعي على الشركات الصينية مبالغ فيها" وإن المادة ٧ من قانون الاستخبارات الوطني "يساء فهمها" وأنها "تخول أو تسمح بالتجسس الاستباقي"، مضيفا أن النشاط الاستخباري يجب أن يكون دفاعيا بطبيعته".
5- المخاوف التجارية : مما لاشك فيه ان تسويق الG5 عالمياً بات محسوماً للصين دون منافسة تذكر , الامر الذي يرعب الاقتصاديين والساسة الامريكان بحكم حجم التبادل التجاري الذي سيعود على اعدائهم من حجم سوق التقنيات الرقمي والتكنلوجية في العالم , وقد ادرك الامريكان ان ضغطهم على الاوروبيين لم يأت بثمار حقيقية , فالاوربيون يقولون ان الضغط الامريكي لايعطينا بديلاً وان باقي الشركات غير هاواوي ستجعل الاوروبيين متأخرين لسنتين كاملتين تكنلوجياً وهذه هوّة كبيرة , الامر الذي اصاب الشركات الامريكية والادارة الامريكية بالاحباط , كما ان مقاطعة هاواوي تجلب الخراب وتصيب الشركات الامريكية ككوكل بعشرات المليارات من الخسائر , كما ان الصين لاتزال متفوقة في الانتاج الرخيص للمواد السليكونية التي تدخل في صناعة الدوائر الالكترونية التي تعتمد عليها امريكا .
----------------------
شائعات مضحكة
----------------------
في ظل التخبط الامريكي , حاولت الاجهزة الاستخبارية استخدام سلاح الشائعات حول G5 , ومنها شائعة تقول ان نشر وتفعيل شبكات "5G" للإنترنت، يشكل مخاطر صحية كارثية على البشر , وان الإشعاعات فائقة السرعة يمكنها أن تصيب الإنسان وكذلك الحيوانات بمرض السرطان، كما من شأنها تضخيم أعراض اضطراب "فرط الحساسية الكهرومغناطيسية" , إلا أن طيفا واسعا من الدراسات العلمية لم يثبت بعد أي دليل ملموس لتأثير الإشعاعات اللاسلكية على صحة الإنسان , وتم افشال الشائعة .
فانطلقت شائعة اخرى تربط G5 بمرض كورونا ومفادها ان المرض انتشر بعد اشهر قليلة من اطلاق التقنية في ووهان , ولشدة سخف الشائعة رد احد الوزراء البريطانيين عليها قائلاً :أنها أخبار كاذبة تبعث على الاشمئزاز .
------------
خلاصة
------------
لاندعي في ماقلناه ان نشيطن امريكا – رغم انها كذلك – ولا ان نقول ان الصينيون ملائكة , بل ان من المسلم به ان الصعود التقني الصيني اعتمد كثيراً على سرقة التقنيات من الدول المتقدمة وفي مقدمتها امريكا , الا ان مانقوله ان السارق يعرف السارق – وعدوك ابن كارك كما يقولون – ومن هنا فهو صراع استخباري تستخدم فيه كل الاسلحة , والصراع التكنلوجي المرتبط بالمعلوماتية تتصدره حتماً الهواجس الامنية من امكانات من يسيطر عليه من التجسس والمراقبة والرصد والتخريب والتشويش , ومن هنا كان عنوان G5 هو عنوان استخباري وخطر استشعرته امريكا من التنين الصيني , مما قد يضع العالم امام ازمات دولية زادها انتشار كورونا تراجيدية , والله الموفق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليار شخص ينتخبون.. معجزة تنظيمية في الهند | المسائية


.. عبد اللهيان: إيران سترد على الفور وبأقصى مستوى إذا تصرفت إسر




.. وزير الخارجية المصري: نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم | #ع


.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام




.. وكالة الأنباء الفلسطينية: مقتل 6 فلسطينيين في مخيم نور شمس ب