الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تحضر واشنطن لمحمود عباس ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2020 / 9 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


صرح السفير الأمريكي بإسرائيل لصحيفة " إسرائيل اليوم " ، ان الإدارة الامريكية بصدد التفكير بإزاحة محمود عباس ، وتعيين خلفا له محمد دحلان المفصول من حركة ( فتح ) .
تصريح السفير الأمريكي اربك القيادة اليمينية في منظمة ( التحرير الفلسطينية ) ، واثار الشك حول المخطط الذي تكون الإدارة الامريكية تخطط له وتفكر فيه ، والذي لا يختلف عن المخطط الذي انهى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ، وبتواطؤ مع عباس نفسه الذي كان يشغل رئيس الوزراء ، ودحلان الذي كان يشغل وزير الداخلية . والكل تابع المؤامرة التي تعرض لها عرفات ليس من قبل أمريكا ، ولا من قبل إسرائيل ، بل من قبل قيادة منظمة ( التحرير ) " عباس / دحلان " ، ومن قبل الحكام العرب ، عندما ظل عرفات محاصرا لوحده في المقاطعة لمدة ثلاث سنوات ، وهو حصار ظالم الحق الأذى والاهانة بالحاكم العربي المتصهين ، وكان من ابرزهم الغير مأ سوف عن ذهابه حسني مبارك ، والملك عبدالله ..
في هذه الاثناء كانت الإدارة الامريكية ، وعلى راسها الرئيس جورج بوش الابن ، ومعه أرييل شارون ، يفكر في طريقة لإبعاد الرئيس عرفات ، الواقف كحجرة امام مشاريع تهويد القضية الفلسطينية ، والمتمسك بالشرعية الدولية المعطوبة .. ، فكان المخطط المنصوب هو التسميم الذي أصاب الرئيس ، وهو محاط بدحلان ، وبعباس ، وقريع .. وليصبح وبسرعة البرق محمود عباس رئيسا للسلطة ، وليشرع في تصفية تركة عرفات ، خاصة طي صفحة تسميمه ، بعد ان تلقى التأييد المطلق من قبل البيت الأبيض ...
فهل حقا ان التاريخ في المرة الأول يعيد نفسه بشكل مهزلة ، وفي المرة الثانية يعيده بشكل تراجيديا ؟
ان ما عم الرئيس عرفات لمّا كان بالمقاطعة محاصرا لمدة ثلاثة سنوات ، هو ما تخطط له الإدارة الامريكية مع محمود عباس ، الذي رغم قبوله بالتنازل عن بعض الأراضي بالضفة ، مقابل تبادل الأراضي ، فان رفضه التطبيع الذي انساق له الحاكم العربي مؤخرا ، ورفضه الضم الذي ابتلع كل الضفة ، جعل الإدارة اليمينية المتطرفة بأمريكا ، و اليمين المتطرف الحاكم في إسرائيل ، يعتبرانه مثل عرفات ، حجرة عثرة في تنفيذ المخطط الصهيو/امريكي ، الذي ينظر لإسرائيل الدولة الكبرى ، وردم أي طموح يفكر في حل الدولتين ، كما تنص على ذلك القرارات الأممية ..
ان تحذير ابوردينة من أي مساس بشخص محمود عباس ، هو إقرار بتواطؤ القيادة الخائنة في تسميم عرفات ، وهو شعور بالخطر الذي يكون يحضر لعباس ، ليس بتسميمه ، لان الجريمة ستكون مفضوحة ، وستكون دليلا ماديا على جريمة اغتيال عرفات ، لكن قد يتعرض عباس لمحاولة اغتيال باسم شعارات اسلاموية ، وقد يتعرض لانقلاب داخلي تقوده العناصر الصهيونية باسم دحلان عميل المخابرات الامريكية ، والإسرائيلية ، ومستشار مرتزق لحاكم الامارة القرشية المتحدة ...
وكيفما ستكون الوضعية ، فمخطط إسرائيل الكبرى تحقق ، والضم لما تبقى من أجزاء الضفة الغربية ، وضم غور الأردن ، مؤجل وليس ملغيا ، وباعتراف السفير الأمريكي ديفيد فريدمان ، وباعتراف بجامين نتنياهو ... ، والحكام العرب الذين طبعوا ، على علم بالضم المؤجل ، وليس الملغي .. ، ومصر ، والأردن ، والسعودية ، وكل الحكام العرب الذي ايدوا التطبيع بين مشيخة الامارات القرشية المتحدة ، ومملكة البحرين القرشية المارقة ، لن يعترضوا على مباشرة الضم حين ستشرع فيه إسرائيل ، بل سيغمضون اعينهم حتى تمر الجريمة ، وبعدها يكون قد تم القضاء النهائي على شيء كان يسمى بالقضية الفلسطينية ..
والسؤال : إذا كانت منظمة ( التحرير الفلسطينية ) ترفض اعتراف الحكام العرب ، بدولة إسرائيل ، وترفض تطبيع الحكام العرب معها ، فكيف تفسر اعترافها بالدولة اليهودية ، مقابل اعتراف إسرائيل بسلطة منظمة ( التحرير ) الفارغة من أي سلطة حقيقية ، وتعيش في كنف الدولة العبرية التي تحيط بها من كل جانب ؟
كيف لمنظمة ( التحرير ) ان تفسر تطبيعها البوليسي مع الشاباك ، ومع المخابرات الإسرائيلية ، وتبادل التخابر عن المقاومين ، وعن الجهاديين ، وتسليمهم الى البوليس الإسرائيلي ؟
وهنا نطرح السؤال : من سلم سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الى إسرائيل ؟
ان اعتراف منظمة ( التحرير) بإسرائيل الدولة اليهودية ، والتطبيع معها امنيا كما يفتخر بذلك حسين الشيخ ... هو ما شجع الحاكم العربي على التطبيع مع الدولة العبرية ، لأنه لا يمكن ان تعترف انت بإسرائيل ، وانت صاحب الأرض ، وتمنع غيرك من الاعتراف بها ... لان رد الحاكم العربي هنا ، كان التمسك بالسيادة التي تتمتع بها الدول في الاعتراف بمن شاءت ، وفي ابرام الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تحفظ النظام السياسي العربي المهدد من قبل التنظيمات الراديكالية ، إسلامية ، او قومية عروبية ، او ماركسية ..
ثم كيف ان يغضب محمود عباس من اعتراف الامارات القرشية المتحدة ، ومملكة البحرين القرشية المارقة بدولة إسرائيل ، ولم يغضب من اعتراف مصر والأردن بالدولة العبرية ...
ان السقوط في متاهات مؤتمر أسلو ، وانتظار سبعة وعشرين سنة لتحقيق حل الدولتين الذي تبخر ، كان من اكبر الأخطاء التي دفنت حل الدولتين ، وكان رصاصة الرحمة صوبتها قيادة منظمة ( التحرير ) بيديها الى راسها ...
فأمام هذه العزلة الدولية ، والعربية لمنظمة ( التحرير الفلسطينية ) ( مهزلة الجامعة العربية ) ، وامام الضم المؤجل ، وابتلاع إسرائيل لأكثر ثمانين في المائة من الضفة .....
ماذا انتم فاعلون ؟
التاريخ يعيد نفسه في المرحلة الأولى بشكل مهزلي ، ويعيده في الثانية بشكل تراجيديا ...
انتم من قتل القضية الفلسطينية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي