الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية والدينية

ساطع راجي

2020 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


منذ عقود، تنجح القوى السياسية الدينية في جر المجتمعات من وقت لآخر الى معركة الدين والعلمانية، او مواجهة الالحاد، وتحديدا منذ ان اسقط مصطفى اتاتورك في ١٩٢٤ الخلافة الاسلامية العثمانية، وهذه المعركة مزيفة بالكامل، فالعلمانية تقدم على انها الحاد وتدخلنا القوى الدينية في دوامة الدفاع عن العقيدة بينما المجتمع يحتاج الى مدارس ومستشفيات وشوارع مبلطة وبيوت للسكن وكهرباء وغير ذلك من خدمات.
القوميون العرب حكموا عبر قمع الشعوب بذريعة ان المعترضين على فشلهم هم جواسيس وعملاء للاستعمار الغربي والصهيونية وان المواطنين الذين يريدون فرص عمل وخدمات هم تحديدا ضد تحرير فلسطين، القوى الدينية تفعل نفس الشيء وتدعم اتهاماتها للمواطنين المحتجين بانتقاء صور وحالات شخصية لا يمكن الا لعملية تزوير كبرى ان تعتمدها كذريعة لعمليات القمع.
اهم جزء في عملية تزييف معركة العلمانية والدين ذلك الذي يتحول الى سؤال فيما اذا كانت الدولة الدينية ام الدولة العلمانية هي الافضل، بينما يتم تجاهل سحق مفهوم الدولة اصلا من قبل القوى الدينية التي تقسم المجتمع سرا او علنا الى مؤمنين وكفار، مؤمنين يجب ان يتحملوا كل سوء الحكم في مقابل الحفاظ على الايمان وكفار يستحقون كل سوء الحكم لأنهم غير مؤمنين او غير مؤمنين بالدين الحق او المذهب الحق.
كثير من الكتاب والمفكرين يدخلون الى فخ التزييف هذا الذي يتم نصبه مجددا كلما تصاعدت الانتقادات للقوى السياسية الدينية وليس للدين وتتم عملية تحويل خطيرة من الجدل بشأن سلطة الساسة الدينيين الى الجدل بشأن الدين نفسه، وتزداد عمليات نصب الفخاخ شراسة مع الاقتراب من المواعيد الانتخابية ولو راجعنا كل مرحلة انتخابية لوجدنا ان التسويق الاعلامي لهذه المعركة المزيفة يزداد شراسة وعنفا.
رفض هذه المعركة المزيفة هو منع للقوى السياسية الدينية من الاستمرار في سرقة القلوب والعقول ومنعها من تحريض المجتمع ضد نفسه لحماية اللصوص والقتلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما التصريحات الجديدة في إسرائيل على الانفجارات في إيران؟


.. رد إسرائيلي على الهجوم الإيراني.. لحفظ ماء الوجه فقط؟




.. ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت فيه إسرائيل


.. بوتين يتحدى الناتو فوق سقف العالم | #وثائقيات_سكاي




.. بلينكن يؤكد أن الولايات المتحدة لم تشارك في أي عملية هجومية