الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربع الأخير .... تخاريف (5) كوفيد -19

نضال عرار

2020 / 9 / 19
سيرة ذاتية


ثمة مقاربات تبقى حاضرة في ذهنية العقل البشري أو في التاريخ ، ومع أنني لا أميل إلى المقاربات لأنها تبقى ليبرالية على الدوام لا أرى ضير في إستحضارها ما دام موضوعنا تخاريف ليس إلا
إحتشد لجمال هيلين أكثر من ألف سفينة ، وحوصرت طروادة ودمرت لأجلها ، وحديثا إحتشد أكثر من نصف مليون جندي ليس لجمال الكويت وإنما لأموالها وضربت العراق ودمرت وحررت الكويت .
ولأن 2020 تحمل في ربعها الأخير الكثير من المفاجئات غير السارة كما أعتقد هاهي البحرين تلحق بالإمارات في مسيرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل ، أعتقد أنه لم يعد هناك من متسع لعضوية فلسطين في هكذا جامعة عربية .
ما أن أنهيت المرحلة الأساسية بتفوق حتى بدئت أمي تحدثني عن جمال عبد الناصر ذلك الزعيم القومي صاحب المقولة الأشهر ( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ) كانت أمي تنتمي لذلك الفكر القومي الناصري ولتفوقي الدراسي أهدتني عقد ذهبي يحتوي على إطار تتوسطة صورة عبد الناصر .
إنتظرت بنلوب عودة زوجها أوديس من الحرب عشر سنوات إضافية كما تقول الاسطورة ( استمرت حرب طروادة عشر سنوات ) وضاع أوديس في البحر عشر سنوات بسبب غضب أبهة البحر بوسيدون عليه في رحلة العودة .
وكأنما كل عودة تستوجب التيه ، في رحلة العودة عادة ما تكون الطريق الى الوطن أجمل منه بكثير ، كذا كانت رائعة هوميروس وهو بروي لنا رحلة أوديس في الإلياذة كملحمة شعرية
صحيح أن الفلسطيني قد بدء رحلة العودة مذ أعلن عن ثورته ولكنه ما يزال في ذات التيه ينسج تلك العلاقة في كنف المخيم و من رحم المأساة .
كما أسلفت سابقآ أحب دمشق واعترف أنني أحببت المخيم أكثر ، أحب هذا الخليط الفلسطيني بقراه ومدنه المختلفة ، أحب مسحة التمرد الفوضوي التي تغلفه على الواقع ، تلك المساحة التي أتاحت لي فرصة الوعي المبكر على سبر الحياة .
لم يكن يثيرني الحراك الثقافي والثوري بين أبناء المخيم بمثقفيه وقواه السياسية واستقدام التحالفات بقدر ما يثيرني ذلك الوعي الفطري عند أمهاتنا وأباءنا وإستيعابهم بل وتشجيع أبناءهم على التمرد والإنتماء ، لعل هذا الوعي نتاج مأساة النكبة ، كانوا بجابهون كي الوعي بأبنائهم وأحفادهم .
واجهوا النكبة بفلذات أكبادهم ، أدركوا أن طريق العودة يمر عبر التعليم والثقافة والثورة والإنتماء إلى فلسطين ، سردوا لنا الحكايا عن برتقال يافا وأسوار عكا وبحر ها تماما كمنطق فرويد في رحلة تيه سيناء لدى موسى !!!
إنتظر موسى أربعين عاما في سيناء لتنشئة جيل جديد قادر على القتال لعبور أرض الكنعانيين يقول فرويد .
كانت رحلة موسى أربعين عام ورحلة أوديس عشر أعوام وما زال الفلسطيني يفعل ذلك منذ أكثر من سبعين عام .
كان الرب يساند موسى في رحلته مثلما فعلت الألهة وزهرة اللوتس بأوديس رأفة به من غضب إله البحر ليعود إلى وطنه في إيثاكا ، أما الفلسطيني فقد خلق لذاته أفقآ من جزمة الفدائي كما يقول درويش .
إن آلهتي كلاب البحر ...
طالما تحدثني صديقتي عن فضائل الموت ، غير أنها لا تعلم أن حضور عيناها يجعل الموت يرحل عن دنياي بعيدآ .
وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين أياما كثيرة ... هكذا في التوراة / سفر التكوين .
كم مكث إبراهيم مغتربا لدى الفلسطينيين من تلك الأيام الكثيرة ؟ ، كان الرب يوحي إلى إبراهيم في رحلته بعد أن جعل النار بردا وسلاما عليه
تقول بعض الدراسات والمقاربات التاريخية أن الملك النمرود الذي رمى إبراهيم بالنار هو ذاته غلغامش ملك أورك السومرية .
لم تنجح محاولات الآلهة عشتار في التقرب من جلجامش بغرض الزواج منه ولم ينل منه غضبها بشيئ وإن تمكنت من موت صديقه أنكيدوا بمساعدة والدها أنو إله السماء . غير أن رحلة غلغامش لم تكن رحلة تيه بقدر ما كانت رحلة بحث عن سر الخلود بعد صراع مع الآلهة ورفضه لفكرة الموت .
وماذا بعد ؟!!!
يقول ألبير كامو في روايته الغريب ( عشت بهذة الطريقة وكان بالإمكان أن أعيش بطريقة أخرى ، قمت بهذا ولم أقم بذاك ... كأني إنتظرت طيلة عمري كي أبلغ تلك الدقيقة ، ذاك الفجر الذي سأنال فيه جزائي لاشيئ كان ذا أهمية وكنت أعلم جيدآ لماذا !!! ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا