الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكايات من بلدنا ... الحلقه الثانيه (بدايات المسرح في المحلة الكبري)

حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)

2020 / 9 / 19
الادب والفن


حكايات من بلدنا
الحلقه الثانيه (بدايات مسرح المحله الكبري)
..في الحلقة الماضيه عقدنا العزم علي فتح الصندوق الأسود لنغوص سويا في بدايات تكوين فرقة المحله الكبري المسرحيه فكان لزاما علينا ان نستشهد بشهادات الرعيل الأول من الرواد واللذين اضنانا البحث عنهم فمنهم من غادر عالمنا إلي عالم آخر ولم يظل منهم علي قيد الحياة سوي اربعة من المبدعين هم الفنان /عبده سرور شيخ ممثلين الثقافة الجماهيريه و المهندس الزراعي والمخرج المسرحي /فوزي شرف والمخرج الكبير /مسعد الطنباري وشاهد عيان وضيف هذه الحلقه المخرج والممثل القدير /سيد الحسيني والذي توافقت شهادته واكدها باقي شهود العيان من الرعيل الأول السالف ذكرهم .
كان لقائي مع الفنان القدير سيد الحسيني أمام سينما المحله الكبري ليصحبنا الي منزل الفنان المسرحي والتشكيلي /حسين راشد لنلتقي مع المطرب المحلاوي الكبير /محمد الحلو لنغوص في نوستالجيا الحنين الي الماضي نسترجع البدايات التاريخيه لظهور اول فريق مسرحي محلاوي من خلال شهادة الفنان المحلاوي الكبير المخرج سيد الحسيني والذي جعلنا ننصت لحكاء بارع يتقن فن الحكي ويصف في شهادته ادق التفاصيل واهم اللحظات فيستهل حديثه عن المسرح في مدينة المحله عن رائد حقيقي ومستقطب لعروض مسرحيه كانت النواة الأولي لتأسيس فرقة المحله الكبري المسرحيه .
لقد كان (مصطفي العيسوي)هو الرائد الأول في تكوين فرقة مسرحيه من أبناء المحلة الكبري ومن العاملين في المدينه الغير محترفين لفنون المسرح الذي لم يكن منتشرا في مدينة المحلة الكبري عقب ثورة يوليو 1952 بل كانت العاصمه القاهره هي المنارة المركزيه لإشعاع المسرح في مصر فكان المخرج الراحل (مصطفي العيسوي) يذهب الي القاهره لمشاهدة عروض فرقة نجيب الريحاني ويعود الي مدينة المحلة الكبري وبحوزته نص العرض باحثا عن شخوصه بمواصفاتهم الجسديه والصوتيه بين سكان المدينة العماليه وناقل لعرض مسرحي تم عرضه في مسارح القاهره ليقدمه ابناء المدينة العماليه مستعينا بنجمات فرقة الريحاني امثال (ميمي شكيب)وغيرها لتلعب الأدوار النسائيه ولتشكل عامل جذب لجمهور مدينة المحلة الكبرى ويقول المخرج /سيد الحسيني ان الجمهور الذي كان يرتاد مسرح (مصطفي العيسوي) كان من ارقي اصناف الجمهور فكان يرتاد عروضه جمهور يرتدي حلة رسميه (سواريه)يحترم تقاليد المسرح يعلم أنه ذاهب ليتلقي قيمة فنيه وجماليه رغم ان دور (العيسوي)في هذه العروض كان مقتصر علي نقل عرض قاهري الي مدينته العماليه لكن الجهد الذي قام به (العيسوي) في توظيف الشخصيات داخل العرض المنقول وتجسيدها من قبل ممثلين وعاملين في مدينة المحلة الكبري لم يسبق لهم ان مارسوا المسرح او شاهدوه كان بمثابة النواة الأولي في إنطلاق العديد من الفرق المسرحيه داخل المدينه تحاكي فرقة الراحل (مصطفي العيسوي) وتسير علي دربه معلنة بزوغ شمس الحركة المسرحيه في مدينة المحله
ليظهر (عبد الحميد زكي) مخرج لفرقة نقابة العاملين بشركة غزل المحله ومؤسس لها والذي قدم اوبريتات غنائية وعروض مسرحيه رائعه شملت مجموعه من العازفين والموسيقين ومطربين من عمال وعاملات في مصنع السجاد ومصانع الغزل والنسيج والملابس وفي بداية لظهور العنصر النسائي العمالي في المحله لينقل نبض حقيقي للشارع المحلاوي ومعبرا عن مجتمعه العمالي .
ويتعاقب علي فرقة نقابة العاملين بشركة مصر للغزل والنسيج المخرج المعروف وقتها الراحل (يحي نخله)والذي قدم عروض رائعه قوامها عمال وعاملات شركة مصر للغزل والنسيج .
ويستطرد الحسيني حديثه بأنه في احد عروض (مصطفي العيسوي)كان يشاهد العرض الفنان المحلاوي وشيخ ممثلين الثقافة الجماهيريه فيما بعد الفنان /عبده سرور والذي لاقت فكرة عروض (العيسوي) المسرحيه هوي لديه فسعي لتكوين فرقة (الساحة الشعبيه المسرحيه)او مركز شباب المحله الكبري حاليا
وأصبح مخرج لها ليصبح عدد الفرق المسرحيه داخل المحله ثلاثة فرق مسرحيه قوامها عمال وموظفين وطلاب وتقدم عروض منها المنقول ومنها ذو الرؤيه المفسره ومنهم المترجم لفكر مؤلف النص
الي قبل نكسة 1967 ظهرت فرق الإتحاد الإشتراكي المسرحيه والتي قدمت عروض مسرحيه تخدم الأفكار الإشتراكيه الي ان وفد علي المدينة السكان المهجرين من مدن القناه (بورسعيد والسويس والإسماعيليه) فظهرت فرقة« أولاد الأرض» والتي كانت اعضاؤها مزيج بين السكان المهجرين من مدن القناه وبعض من العاملين بمدينة المحله فألهبت حماس المدينة العماليه من خلال الأغاني الحماسيه علي آلة السمسميه والتي كان يشارك في عروضها نجم المحله والممثل القدير والراحل /عبد الواجد لبيب الذي كان يغني وله صقفة مشهوره ومميزه في أغنية (راجعين يا بلدنا راجعين)
ليتوالي ظهور فرق مسرحيه وفنيه متعدده كفرقة الجامعه الشعبيه وفرقة الشبان المسلمين وفرقة جمعية الأصدقاء الأرثوذكسين وكانت المنافسه الحقيقيه بين هذه الفرق هي استقطاب الجمهور من خلال تقديم عمل جيد يحمل قيم جماليه وفنيه .
لقد ظل مصطفي العيسوي يقدم عروضه وكأن الأكثر رواجا بين هذه الفرق وكرم من محافظ الغربيه علي ريادته للمسرح المحلاوي وقبل إنشاء فرق الثقافة الجماهيريه عام 1968
والتي سنواصل الحديث عنها في الحلقة التاليه من حكايات من بلدنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-


.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ




.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ