الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان في العناية الفائقة ...

مروان صباح

2020 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


/ ما هو الإعلام ، من هو المتلقي ومن هو مصدر السلطة التى تنيط الحق في منع جهة من الجهات الدخول قصر الشعب لأنها اختلفت معها ، إذن ما الذي يصنعه المتلقي على وجه الدقة حين يستمع للخبر ، هل التقرير يحدد للمستمع قراراته ، أم إذعان المستمع لذاتة ، أم العناصر السياسية تحدد ذلك كله ، والحق أقول ، كنت في البداية أفكر ببساطة مراسلة الرئيس الجنرال ميشيال عون رئيس الجمهورية مباشرةً بخصوص ذلك القرار الذي اتخذه مكتبه الإعلامي بحق قناة mtv الفضائية بمنع دخول مراسيلها ومراسلاتها إلى قصر بعبدا ، المملوك بالأصل للشعب ، لكنني بصراحة انتظرت قليلاً وأنا أراقب تصرف الفضائيات الأخريات ماذا يمكن لهم أن يصنعوا ، إلا أنهم للأسف خذلوني عندما وقفوا على الحياد ولم يصنعوا شيء يضغط على الرئيس لكي يتراجع عن قراره بمنع لل mtv العمل داخل أسوار القصر ، وبالتالي من المعيب للفضائيات والإعلاميين اللبنانيون والعرب والأجانب البقاء في حالة اللامبالاة والتفرج على زميلتهم الفضائية وزملائهم خارج الأسوار دون أن يأخذوا موقف جماعي يوقف هذه المهزلة والتعسف بحق ال mtv ومراسيلها ومراسلاتها .

لا تبكيت على الثنائي الشيعي أن يتراجعا ويقدما فلسفتهما حول التعطيل ، فهما يرحبان كالعادة بلقب الباطني اقتداءً بالإسماعيلي الأول ، كما ذكر ذلك الإمام الغزالي في كتابه ( فضائح الباطنية ) ، بوصف صاحبها بالتذبذب والتبدل والتغير والرضوخ ومن ثم الاهتزاز ، حسب متغيرات القوى الكبرى ، بل الثنائي لم يستفدا من المراحل السابقة ابداً مازالا يحملان ذات المنطق الذي كانت الحكومات السابقة تتشكل عليه ، وهذا المنطق بات شعبياً ولدى أغلب القوى اللبنانية مرفوض ، لأنه كان العامل الأساسي بتدهور البلد ، فاليوم مطلوب تشكيل حكومة ضمن الشروط الثلاثة ، الاختصاص والنزاهة والوطنية ، غير ذلك سيعود لبنان إلى الماضي ، كأن لم يحصل شيء ، بل من القضايا الحساسة والتى تدلل عن التغير الجوهري ، الابتعاد عن مداورة الوزارات ، لأنها ايضاً هو شكل آخر للاحتكار ، وايضاً المطلوب الابتعاد هذه المرة عن تسمية أي شخص ، لكي تبقى المسؤولية تقع على شخص الرئيس المكلف ، لقد أعطى الشعب اللبناني عقود طويلة للقوى اللبنانية الحق في تشكيل الحكومات وإدارة البلد والمحاصصة الطائفية ، لكن كانت النتيجة أن الفساد تجذر حتى تشعشع في كل الجمهورية وباتت الدولة مهددة بالفناء ، أما الأصوات التى باتت تخرج وتتهم الآخرين بأنهم يستقون بالقوى الخارجية الكبرى ، ليست صحيحة على الإطلاق ، لأن الرئيس ماكرون جاء إلى بيروت بعد الكارثة التى حلت في العاصمة وقدم مبادرة من أجل تجنيب لبنان من الانزلاق في متاهات سوريا أو العراق أو اليمن ، وبالتالي الثنائي الشيعي بصراحة حتى الآن لا يعرف ماذا يريد ، بل يرغب بالتحكم بالبلد لكن ليس لديه القدرة على ذلك ومتخوف من حكومة مستقلة ومهنية رغم أمتلكه السلاح والقوة الفعلية .

المبادرات التى تتوالى ، على الأقل من خلال أمثالنا ، هي في مقامها الأول والأخير من أجل حماية الناس والمحافظة على كرامتهم ، لكن كل الخسارات الذي شهدها لبنان في كفة وخسارته التى تكبدها في انفجار بيروت كانت أشبه بالضربة القاضية ، لأن بإختصار خسر دوره في البحر الأبيض المتوسط وبالتالي في حسبة الأرقام لقد فقد 80 % من البضائع التى يستوردها من الخارج الذي يعني باختصار أشد ، خسرت حزينة الدولة 90 % من الرسوم الجمركية وضربية القيمة المضافة وبالإضافة للعملة التى فقدت 80% من قيمتها بسبب التضخم بعد تشكيل حكومة حسان دياب ، بل صندوق النقد الدولي أشار كمراقب وناقد لسياسات الدول في تقريره الخاص حول سياسات وتذبذبات الاقتصاد اللبناني ، بأن من المتوقع أن ينكمش بنسبة 12% مع ازدياد ارتفاع المواد الغذائية الأساسية في ظل احصائيات دقيقة تشير بأن 50 ٪ من سكان البلد يعيشون تحت خط الفقر و39 % عاطلون عن العمل ، طالما القطاع السياحي توقف عن العمل بنسبة 90% ، فأغلب الفنادق والمنتجعات والمطاعم ، شبه متوقفه ، بالإضافة إلى تلك الفئة الواسعة التى تحولت أشبه بالعالقة ، ميسورو الحال مع وقف التنفيذ بسبب حجز مدخراتها .

رغم المحاولة الفرنسية التى قدمها الرئيس ماكرون ، إلا أن لبنان فشل من التملص من التأرجح بين الأمريكان والإيرانيون ، وبالتالي الثنائي الشيعي وبالرغم من الفرصة الفرنسية التى جاءت كخلاص مع الحركة الشبابية الرافضة لدولة الطوائف والتى وضعت نهج جديد للدولة المدنية والمواطنة ، أظهرا الثنائي ، أن لبنان غير معني ليحكم ذاته وهذه الجهات لا تمثل وحدة الشعب بقدر أن كل جهة تمثل مجموعتها ، على الرغم أن هذه المرة كانت أغلب التركيبات التقليدية مرنة لحد كبير في ترك الحكومة الجديدة تلبي طموح المتظاهرين ، بالطبع باستنثاء الثنائي الشيعي ، وبالتالي عندما يعيد الرئيس ماكرون تحذيراته في معاقبة المعطلين ، ينبه إلى مسألة غاية من الأهمية ، ألا وهي ، أن من المفترض للطبقة السياسية الحاكمة أن تتمتع بالحد الأدنى من اخلاقيات الحكم ، إذن لبنان اليوم يعود إلى منطقة الصفر ، بعد ما تمكنت الحريرية بشكل أو بأخر اخراجه من خلال اتفاق الطائف من فشله واستباحته معاً ، صحيح أنها اصطدمت بمن يستبيحه لكنها أوقفت الدم وقدمت فرصة أمل من جديد ، فاليوم باتت الدولة بعد انفجار بيروت وتدنى الخدمات العامة ، غارقة بالانهيار الاجتماعي والاقتصادي ولم تعد هناك مؤسسة متماسكة سوى المؤسستين الأمنية والجيش ، على الرغم أن مسلسل الاختراقات يطل برأسه بين الحين والآخر ، وبالتالي إذا فقد لبنان المؤسسة الأمنية ، سينتقل البلد إلى الأرض المحروقة . والسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية