الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة اليوم الدولي للسلام في 21 أيلول / سبتمبر ( تشكيل السلام معا ).

عادل عبد الزهرة شبيب

2020 / 9 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


سبق وان اعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للسلام في عام 1981 من اجل الاحتفال بمثل السلام وتعزيز السلام بين جميع الأمم والشعوب . وبعد عشرين عاما حددت الجمعية العامة يوم 21 أيلول سبتمبر تاريخا للاحتفال بالمناسبة سنويا لوقف اطلاق النار عالميا بين الدول المتحاربة وعدم استخدام العنف من خلال التعليم والتوعية الجماهيرية وللتعاون على التوصل الى وقف اطلاق النار في العالم كله .
وتدعو الأمم المتحدة جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة لها والمنظمات الأقليمية وغير الحكومية والأفراد الى الاحتفال باليوم الدولي للسلام بصورة مناسبة والتعاون مع الأمم المتحدة لتحقيق وقف اطلاق النار على النطاق العالمي .
في عام 2020 أصبح عدو الانسانية المشترك هو فيروس كورونا الذي لا يكل في تهديده لصحتنا وامننا حيث اوقعت جائحة كوفيد - 19 عالمنا في حالة من الاضطراب وذكرتنا بأن ما يحدث في جزء واحد من الأرض يمكن ان يؤثر في الناس في كل مكان من العالم . وبهذا الصدد دعا الأمين العام للأمم المتحدة جميع الأطراف المتحاربة الى القاء اسلحتها والتركيز على المعركة ضد هذا الوباء العالمي الفتاك الذي لم يسبق له مثيل . وهناك حاجة الى التضامن الواسع والتعاون عبر الحدود والقطاعات ومشاركة كل الأجيال لكسب هذه المعركة الجديدة ضد اسوأ ازمة للصحة العامة في عصرنا .
وبالنسبة لشعار اليوم العالمي للسلام لعام 2020 هو : (( تشكيل السلام معا )).
نجد اليوم وفي كثير من مناطق العالم الصراعات قائمة مع وجود تدخلات خارجية في شأن هذه الدول تساهم في زيادة حدة الصراعات كما هو الحال في اليمن وسوريا وليبيا وافغانستان واثيوبيا وبوركينا فاسو وفلسطين وغيرها من البلدان والتدخلات الأمريكية والتركية وغيرها في شؤونها الداخلية .
لقد دخلت الرأسمالية في أزمتها الحالية منذ العام 2008 مع دخولها في حالة الركود، وتفاقم ديونها ومشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية، ما يعكس عمق أزمة الرأسمالية العالمية. وفي الفترة نفسها استطاعت الدول الأخرى تكريس مكانتها السياسية والاقتصادية والعسكرية لتبدأ مرحلة تاريخية جديدة سمتها التراجع الأميركي والانتقال إلى العالم المتعدد الأقطاب. وفي هذه الظروف، برز مجدداً الصراع داخل الكتلة الرأسمالية بين التيار النيوليبرالي والتيار اليميني المتطرف الآخذ في التقدم من خلال الحركات الشعبوية والقوى القومية والعنصرية والفاشية سواء في أميركا أو في أوروبا. ومع وصول "ترامب" إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، تكرست سيطرة التيار اليميني المتطرف مع ما يعنيه ذلك من اللجوء إلى سياسات جديدة تزداد فيها العدوانية والحروب، وترتفع العنصرية والكراهية، وتعود السياسات الحمائية وتلجأ معها الولايات المتحدة إلى استخدام العقوبات والحصار والتهويل والتدخلات العسكرية وصولاً إلى الحروب لتحقيق غاياتها السياسية على حساب شعوب ودول العالم، ويشكّل التهويل والتحضير للحرب على إيران وفنزويلا وغيرها من دول العالم مثالاً على هذه السياسات العدوانية.
إن التطور الأخطر الذي يواجه منطقتنا الآن هو مشروع "صفقة القرن" التي تقترحها الإدارة الأميركية من أجل تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء كافة حقوق الشعب الفلسطيني من حقّه في تقرير المصير وإقامة دولته الوطنية المستقلة وحق العودة للاجئين. وتأتي في هذا السياق "الورشة الاقتصادية" في البحرين لتشكل خطوة أولى في هذا المشروع الذي لا يخدم إلا العدو الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة. وفي هذا الإطار، تدفع الولايات المتحدة إلى إعادة تعريف مفهوم "اللاجئ" من أجل إلغاء حق العودة عبر حرمان أولاد الفلسطينيين في الخارج من تصنيف اللاجئ ما سيؤدي إلى إلغاء حق العودة وتخفيض عدد الفلسطينيين المشمولين بهذا الحق من عدة ملايين إلى بضعة عشرات الآلاف من المسنّين. كما تقترح توطين اللاجئين في دول الشتات مقابل تعويضات مالية، وتقضم أراضي الضفة الغربية لمصلحة المستوطنين وتقوم بعمليات تبادل أراضي وقص ولصق من أجل تكريس هيمنة العدو على كل أرض فلطسين التاريخية. وفي الوقت نفسه، يؤدي قرار الولايات المتحدة بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) المسؤولة عن دعم اللاجئين الفلسطينيين، إلى إعاقة عملها وحرمان الشعب الفلسطيني في المخيمات من حقوقهم الأساسية في الصحة والتعليم، ويشكّل مكوناً إضافياً في سياق ضرب حق العودة وتوطينهم خاصةً في بلدان الجوار. ويستمر العدوان الصهيوني ضد الفلسطينيين حيث تتوسع المستوطنات والحصار والاعتداءات على قطاع غزة وسط دعم كامل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو. ويشكل قانون "يهودية الدولة" خطوة خطيرة باتجاه حرمان المواطنين العرب من حقوقهم وتهدد مستقبلهم ووجودهم عبر موجات جديدة من التهجير القسري خارج أراضيهم. ويشكل القانون حلقةً أخرى من سياسات التمييز والأبارتهايد الذي تمارسه ضد الفلسطينيين ، ومن الضروري مواجهة شاملة لمشروع صفقة القرن والمشروع الأميركي في المنطقة على كل المستويات وبكافة الوسائل، ورفض الدعم المستمر الذي توفرّه الولايات المتحدة وحلفائها والأنظمة التابعة لها للعدو الصهيوني، والخطوات التي اتخذتها لناحية نقل السفارات إلى مدينة القدس وهو ما يشكّل انقضاضاً على ما تبقى من حقوق للشعب الفلسطيني.
كما ادت السياسة الأمريكية منذ تسنم ترامب السلطة الى زيادة التوترات الدولية مع روسيا وكوريا الشمالية وايران وفنزويلا والصين وغيرها من البلدان . واثرت الحرب التجارية التي شنتها الولايات المتحدة على الصين على السوق العالمية .
تعد الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية اليوم الحدث العالمي الأبرز وهي تحمل نتائج سياسية واقتصادية , وعلى الرغم من ان اجراءات الولايات المتحدة لم تطل الصين وحدها بل شملت بضائع عدة من دول اوربية واميركية مثل كندا والمكسيك , الا ان دخول اكبر اقتصادين في العالم في صراع تجاري مفتوح ستكون له آثارا كارثية على الاقتصاد العالمي , ففرض الرسوم الجمركية بين الطرفين يؤدي الى ارتفاع اسعار البضائع الصينية في الولايات المتحدة ومن بينها تلك المصنعة جزئيا التي تعتمد عليها بعض الصناعات الأميركية وهو ما ينتج ارتفاعا في اسعار تلك المصنوعات الأميركية, ويبدو ان هذا الأثر سيكون صادماً بالنسبة للأسواق العالمية التي تأثرت بارتفاع الأسعار الأخير ما قد يؤدي الى ارتفاع مستويات التضخم في الأسواق المحلية المرتبطة بالبضائع الأميركية , وستؤدي هذه السياسة المتبادلة الى عدم استقرار الأسواق واستقرار النشاطات الصناعية والاستثمارية وليس التجارية وحدها .
ان امريكا وحلفائها يساهمون بزيادة التوترات في العالم من خلال تدخلاتهم المستمرة التي تؤجج الحروب . فلنعمل على تشكيل السلام معا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في