الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين ستعود الى اهلها

زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)

2020 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لدي قناعة بان فلسطين ستعود إلى أهلها في يوم قد لا يكون قريبا ولكنه آت لا شك في ذلك . سيحررها الفلسطينيون بمساعدة أو دعم دولة عربية أو أكثر ، وهذه الدول ستكون بالتاكيد علمانية ديمقراطية وطنية . لن تساعد في التحرير اي دولة قومية او اسلامية او دكتاتورية او رجعية ، ولن تساعد لا تركيا ولا ايران .

الدول العربية الرجعية تاجرت بالقضية الفلسطينية ولم تكن تجرأ على التصريح بان هذه القضية هي آخر اهتماماتها لا بل ان عددا من قادتها كانوا يتواصلون سرا مع كيان الاحتلال . الدول القومية التي كانت تسمي نفسها تقدمية فشلت فشلا ذريعا وانهزمت امام المحتل الذي استولى على مزيد من الاراضي الفلسطينية والعربية . هذه الدول علقت قضايا التنمية والديمقراطية بحجة اولوية التحرير ومع ان بعض قياداتها كانت مخلصة ونزيهة الا ان النهج الاستبدادي اعمى عيونها عن الحقيقة وعن الفساد حولها.

بعد الثورة الاسلامية في ايران واظهارها العداء لامريكا واسرائيل تخوف الحكام العرب من انتقالها الى بلدانهم وطمحت غالبية الشعوب العربية الى محاكاتها فظهر مايسمى الصحوة الاسلامية والتي فعليا لم تكن اكثر من مظاهر اطالة اللحى ولبس الحجاب والصلاة في المساجد ، اما وجهها السياسي فقد كان فقط السعي للسلطة والغاء الاخر وبدون اي اهداف واضحة واستراتيجية وخطط تنموية اقتصادية . كانت في اغلبيتها تنادي بالخلافة وكأن مجرد وجود حاكم يسمى بالخليفة وتفعيل التفسير التراثي التقليدي للعقوبات وإلزامية الصلاة والصيام واللباس الاسلامي كفيل بمنحها القوة لاستعادة فلسطين . كان الاسلاميون يستذكرون ايام الخلافات الاولى والدولتين الاموية والعباسية ويتجاهلون ان هاتي الدول كانت في ايام ازدهارها قوية عسكريا ولم يكن للدين دخل في ذلك فمعظم الخلفاء كانوا مستبدين وكانت الثروة تحت تصرفهم المطلق ولم تكن هناك عدالة اجتماعية ولا توزيع عادل للثروة . اما الفترة العثمانية فكانت احتلال تأخر فيه العرب حضاريا وكانت البلاد العربية بالنسبة للاتراك مصدرا للضرائب والجنود .

تركيا العلمانية اليوم لديها مصالح و مطامع في البلاد العربية ورئيسها اردوغان الذي لديه قاعدة معجبين عرب لان كثيرا منهم يريدون شخصية كاريزمية يتعلقون بها بعد وفاة عبد الناصر واعدام صدام حسين ولهذا ينبهرون بقراءة اردوغان للقرآن وافتتاحه للمساجد وتصريحاته ضد اسرائيل مع ان الدستور التركي لازال علمانيا 100% والعلاقات التركية الاسرائيلية الاقتصادية قوية جدا . صحيح ان العلاقات الدبلوماسية فاترة لكن علاقات تركيا الدبلوماسية مع كثير من الدول سيئة وتتذبذب مؤخرا لتخبط السياسة التركية . تركيا دعمت جماعات ارهابية في سوريا وتدخلت فيها وفي العراق لملاحقة الاكراد كما تدعي ، علما بان احد اسباب صعود نجم اردوغان وحزبه كان تنازلاتهم بخصوص الحقوق الكردية وبالطبع النجاحات الاولية في اسطنبول عندما كان اردوغان رئيس بلديتها . لا بد من ذكر ان من يدعي حماية المسلمين في كل مكان وكان الى جانب مسلمي الايجور في الصين وهم من عرق تركي غيّر مواقفه وصمت عن قمع الحكومة الصينية لهم لا بل سلم بعض المقيمين منهم في تركيا الى السلطات الصينية .

ايران اصبحت مشهورة بالتصريحات النارية والتي تفوقت فيها على اعلام النظام السوري . هي مع فلسطين والفلسطينيين ومع قضايا العرب العادلة لكنها - باستثناء بعض الاسلحة / لا توازي الاسلحة التي ترسلها لحزب الله في النوعية والكمية / التي ترسلهالحماس والجهاد االاسلامي لا تفعل سوى الصراخ العالي واطلاق التهديدات الفارغة . تتدخل بقوة في لبنان وسوريا والعراق داعمة انظمة وميليشيات فاسدة .

الربيع العربي في موجته الاولى كان مفاجئا للانظمة العربية والدول الاجنبية المهتمة بالشان العربي ، استطاع إسقاط حكم زين العابدين ومبارك وامتد الى ليبيا وسوريا والاردن والبحرين واليمن ، لكن الاسلاميين والغرب والشرق/ مع تركيا وايران / ركبوه وحولوا اتجاهه فانتكس في مصر بعودة العسكر وحول ليبيا الى دويلات فاشلة تتحارب وفي سوريا مع وجود نظام قمعي غبي وعنيد نشأ صراع مسلح عبثى دموي قتل الآلاف وشرد نصف السكان , وتم امتصاصه في الاردن وقُمع في البحرين وتكفل النظام السعودي والاماراتي وايران في تشتيته وعسكرته في اليمن .
الموجة الثانية من الحراكات التي ظهرت في الجزائر ولبنان والعراق والسودان كانت انضج وكان في غالبيتها من النساء والشباب وموجهة ضد القمع والفساد ولكن تم احتواءها بمزيج من التنازلات والقمع وجاءت الكورونا لتوقفها .

من يساعد الفلسطينيين من العرب هم الاحراروالاقوياء ولن يتحقق هذا بدون تغيير الانظمة الحالية . الدولة او الدول التي ستساعد ينبغي ان تكون مالكة لقراراتها وان يكون مواطنيهاهم
من يسيروا شؤونها . دولة علمانية ديمقراطية وطنية قوية اقتصاديا وعسكريا.

في فلسطين السلطتين تريدان البقاء في الحكم مع حفظ ماء الوجه ومع بعض الدعم للمقاومة من حماس كتكتيك وبنشاط ضعيف من الجهاد الاسلامي . الشعب الفلسطيني وحده الذي يظهر انه لن يستسلم وانه مصمم على المقاومة ، وهو خلاق في ابتكار الاسالييب . من الواضح ان السلام الذي يريده نظام الاحتلال العنصري في فلسطين بتكريس الامر الواقع واستملاك المزيد من الاراضي و محاولات كسر مقاومة الفلسطينيين بالقتل والسجن لن ينجح حتى ولو انضم/وسينضم / الى قطار التطبيع دول عربية اخرى . الارض فلسطينية وهكذا ستبقى واهلها يقررون مصيرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير