الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الاختلاف

حيدر خليل محمد

2020 / 9 / 22
حقوق الانسان


كل المجتمعات تعاني من أزمات ثقافية معينة وتختلف هذه الازمات من مجتمع لآخر، فهناك مجتمعات تتفوق كثيرا على مجتمعات اخرى من ناحية تقبل الاراء والافكار وتقبل المختلف مهما كان الاختلاف في فكره او قوميته او دينه ، وتغلبوا على العصبية القومية او القبلية او الدينية .
في هذه الاسطر القليلة نتكلم عن ثقافة الاختلاف بشيء بسيط .
ممكن يتسائل البعض وهل الاختلاف اصبحت ثقافة !!؟
بكل بساطة نعم !
الاختلاف ثقافة بل ويعد كل من لا يتقبل الاخر المختلف معه من المتخلفين عن ركب الحضارة العالمية.
الاختلاف قبل كل شيء هي ثقافة قرآنية فلو راجعنا القرآن الكريم لوجدنا في الكثير من مواضعه يتكلم عن ثقافة الاختلاف ويدعوا الى تقبل الاخر حتى ولو كان غير مؤمنا بوجود الله !!.
يقول الله تعالى: " لا إكراه في الدين " ويقول ايضا :" لكم دينكم ولي دين ". ويقول للنبي محمد ص :" فذكر إنما انت مذكر ، لست عليهم بمسيطر ". الله تعالى يقول لنبيه يا محمد رسالتك فقط ان تذكرهم وتعطي رأيك لست عليهم بمسيطر ولا يمكن لك ان تفرض رأيك عليهم !! .
وايضا يقول تعالى عن تقبل الاخر :" انما خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ". اذن لنتعارف لماذا نتقاتل فيما بيننا فقط لأنك تحتفظ برأيك وتريد فرضه علي وانا احتفظ برأيي وأريد ان افرضه عليك !! .
والاختلاف ليس حديثا وسوف لن ينتهي بل موجود بوجود الانسان لكن لنجعل من الاختلاف اداة لتطوير معارفنا وعلومنا ، يقول تعالى :" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ، ولا يزالون مختلفين ، إلا من رحم ربك ولذلك خلقناهم " اذن هناك حكمة الهية في خلقنا مختلفين ، لكن هل لنتقاتل ونفرض ما نؤمن به على الاخرين !؟ أم كما قال القرآن( لتعارفوا ) !!؟ الاجابة لكم !! .
وهناك الكثير من الايات الاخرى لا يسعنا ذكرها في هذه الاسطر ، كما ان هنالك نصا عظيما ورد عن علي بن ابي طالب حين ولى مالك الاشتر النخعي على مصر من جملة ما قاله في رسالته الانسانية العظيمة التي فاقت الانسانية الحديثة ( الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) .
علينا اذن ان نراجع انفسنا ان كنا نعتقد بهذه النصوص أو كنا نعتقد بميثاق الامم المتحدة عن الحقوق والحريات كحرية الراي والفكر والعقيدة ، ولا يجوز لاي كان فرض عقيدة او فكرا ما بالقوة .
هل راجعنا انفسنا !؟ هل نحن نتقبل الاخر المختلف معنا !؟
او نضع المختلف معنا موضع سخرية واستهزاء !؟
أو ان نتهم الاخر المختلف معنا بشتى الاتهامات كالعمالة للعدو ! أو كافر او ضال ومن ثم يتم اقصاءه !
بل يصل الامر لمن يملك القوة بسلب حياة الاخر المختلف معه في قضية ما أو يسعى لفرض عقيدته او اراءه السياسية وهذا ما يحدث في العراق للاسف وكلنا شاهدنا الكم المفرط من العنف ضد شباب لهم اراء تختلف عن اراء السلطة وما رافقه من تغييب واغتيالات لا نريد هنا ان ندخل في جدال سياسي عقيم ، بل والمنطقة برمتها . على سبيل المثال اليوم تم اعدام رياضي ايراني فقط لانه خرج بتظاهرات مناهضة للسلطة في ايران !! .
هل هذا منطق قراني واسلامي او منطق انساني !!؟
وللاسف هذه الثقافة تحولت من السلطات السياسية الى المجتمع بل لا يستطيع احد ان يفكر خارج سياقات تفكير المجتمع ، لانك وبكل بساطة ستواجه قيودا فرضتها العقلية القبلية لا العقلية الانسانية والاسلامية .
علينا ان نشيع ثقافة الاختلاف مع الاخر وتقبله ، لأن في اختلافنا تكاملنا ، لا يمكن لانسان ان يطور من معارفه وعلومه إن لم يسمع مختلفا معه ، أو ناقدا له .
بل سنرى جمودا فكريا وعلميا وثقافيا وللاسف هذه احدى اهم اسباب تخلفنا عن الغرب هو عدم اشاعة ثقافة الاختلاف والنقد البناء .
الغرب اشاع ثقافة النقد وتقبل الاخر تقدموا في جميع الميادين العلمية والثقافية والفكرية .
تطورنا في اختلافنا في اشاعة النقد البناء لا النقد الهدام او النقد فقط لاجل النقد ، لأننا ابناء هذا المجتمع ويجب ان يسعى كل من موقعه لتطوير وازدهار المجتمع وان نحذر المجتمع من التوجه نحو الانحدار والتسافل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | الفيتو الأميركي يُسقط مشروع قرار لمنح فلسطين ال


.. مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال نابلس وتنفيذها حملة اعتقالات بال




.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ