الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-مَن منكُم قادِر على إعادة الثّقة للشباب في هذه البلاد -

ازهر عبدالله طوالبه

2020 / 9 / 22
المجتمع المدني


كلّما هيّأتُ نفسي لأن أحزّمُ أمتِعَتي للهروب مِن أمواج التّفكير التي لا تكفّ عن لطّمي، أجدُ نفسي عاجزًا عن ذلك، وأجِد أنّ حتى أمتعَتي ما عادَت تمتَلك المقدِرة على الهُروب، فهي على ما يبدو أنّها استسلمَت أمام التفكير بمحطة العُمر العشرينة التي أرهقتها كثرة البحث عن تذكرتها ...

ففي عقّلي وبسببِ التفكير الذي لَم أصِل لوضّع حدٍّ لهُ، أصبحَ هُناك الكثير مِن البيوت المُنهارة، وأعمدة الإنارة التي تخشى العتّمة، والكلمات التي كسّرَت كلّ قواعِد اللغة، وبعثرَت كُلّ حركات الإعراب ..

أفكّر كيف نعيش مرحلتنا العشرينيّة بهذه الطريقة البشِعة، التي لا تقّبل بها حيوانات الغاب !! كيف صدّقنا أقوال مَن سبقونا حينما قالو لنا في جلسةِ تعتيرٍ وسردٍ لمحطّاتِ العُمر العُمر " أن أجمَل مراحل عُمر الإسنان ؛ هي مرحلة العشرين " .. أنا لا أسمَح للشّكِ أن يسكُن في كلامهم. لكن، ربّما هُم لا يؤمنونَ بأنّ لكُل عصرٍ وزمان مرحلته العشرينيّتة الخاصة به..

أفكّر بكيفيّة جعل الطاقة التي نواجه بها أعمارنا، طاقة تُستحدَت في كُلّ مرحلةٍ عُمريّة، وليس طاقةً تُفنى كما تفّنى الحريّة - بكلّ أشكالها - في هذه البلاد ..
كيف سندعّم ونعزّز طاقتنا لنواجه محطّتي الثلاثين والأربعين، هذا إن لَم تسّرقنا العبثيّة واللاجدوى في أقرب فرصةٍ لها .. أهُنا أحَد يُخبرني كيف ؟!

مَن كانَ السّبب ؟! ما هي مواطِن الخلَل ؟! ومَن يتحمّل هدّر كُلّ هذه الطّاقات ؟!
الموضوع باتَ يُشكّل إجهادًا كبيرًا علينا، وأصبح بأمسِّ الحاجة إلى التكاتُف والإلتفاف المُجتمعي ؛ لأنّ الشّبابَ في هذه البلاد، قَد أصبحَ يسير على صراطِ الإجهادِ المُستقيم، ولا يعتَقِد إن بقيَ حالهُ هكذا، أن يتجاوز هذا السراط بسلام ..

لم يعُد يجدُ الشّاب اليوم كهفًا يأويهِ، سوى كهف الصّدق الذي يُجرّجر خيبات العُمر ورائه، مُقنعًا إيّاهُ أنّ العُمرَ واحد، ولا بُدّ أن يُعاش، ولربّما هذا الكهف هو مِن أكثر الأشياء التي تجّمع ما بينَ الحُزن والضّحك الهستيريّ والمُعلّب باللامُبالاة، وما بينَ الدّمع وستائرِ نوافذ العُمر التي لا تطلّ إلّا على اللاشيء ..

فحتى يهرُب الشاب مِن أنياب العبثيّة واللاجدوى التي تفرضُ سيطرتها على هذه البِلاد ؛ يُقاوم، يُجاهد، يُحارب، ينعزِل، يحاول قدرَ المُستطاع أن يحرّمَ أن تدوسَ أقدامهُ كلّ أرضٍ لا تصّلُح لزراعةِ بذور الحياة، و أن يبتعِد بكفيّهِ عن ينابيعِ اللأمَل التي تُنافس ينابيع الدّماء في هذه البلاد .. لكنّه، يفشَل فشلًا ذريعًا، ولا يجِد مَن يُساندهُ سوى أن يحمّل على عاتقه فقط مسؤولية سعادته ورسّم حياتهِ، دونَ أن يلتفتَ للبيئة التي تحمّل جزءا كبيرًا ممّا يمرّ بهِ في هذه البلاد ..

الشّباب في هذه البلاد، فقدَ ثقتهُ بالجميع، نعم بالجميع، حتى أؤلئك الذين كانَ يظنّ أنّهم سيبقونَ بالقُربِ منهُ في أحلكِ الظُروف، وأصبح يُحاول أن يضعَ حدودًا مِن فولاذ على محطّات عُمره حتى يتمكّن مِن إيقافِ هدّر طاقاته التي جعلتهُ ينسلّ إلى عالم اللاحياة شيئًا فشيئا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا: موجة تنديد بترحيل المهاجرين إلى رواندا • فرانس 24


.. لازاريني للجزيرة: الهدف الرئيس من الهجوم على الأونروا هو نزع




.. بلينكن: ليست لدينا معايير مزدوجة ونطبق المعيار نفسه بشأن حقو


.. البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو




.. إسرائيل مستاءة من تقرير لجنة التحقيق المستقلة عن الأونروا