الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-رحلة- نادر

اميل صرصور

2020 / 9 / 23
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


إختار المؤلف نادر حج عمر كلمة "رحيل" لروايته كأسم غير معرّف. أبطال راويته السته هم تعبير عن حالة عامة وتنطبق على كل حالة انسانية في وقتنا المعاصر.
لقد كتب بعض النقاد عن رواية "رحيل" مقالات مهمة تناولت الرواية من زوايا مختلفه. وأنا هنا أود الكتابة حول نقطة أراها مهمة جدا, كون بطل الرواية الرئيسي يماثل تجربة ألاف الشخصيات ولكن نهايتهم متطابقة.
شخصية الرواية الرئيسية عبدالله عاش في مخيم اليرموك ودرس فيها وعشق دمشق- سوريا- وأهلها ويعرف جيدا حواريها. ولكن ذاكرة ووجدان وحياة عبدالله مشحونة بهاجس من قصص وحكايات عن الوطن الام الذي تم احتلاله من قبل العدو. بالرغم من هجرة أهله القسرية فان حديث والدية اليومي وجيرانه هوذكريات عن حياتهم في الوطن الاصل.
إن رواية رحيل تتناول سؤالاً مهمأً ومصيرياً عن معنى أن يعيش الانسان في مكان ما ولكن خياله وروحه وعشقة لمكان أخر.
الكاتب يستعمل مصطلحا جديدا في وصف رحلته القسرية الجديدة وهو " العبور الى الطرف الآخر". العبور هنا يشمل عبور ثلاث ضفاف بكل تطلعاتها و أحزانها وهمومها ولكنه عبور قسري ومرعب.

في الضفة الثانية يتحدث أهل عبدالله عن حياتهم بحلوها ومرها في الضفة الاولى وعن نضالاتهم اليومية للتشبث في الوطن والدفاع عنه. وفي الضفة الجديدة الثانية يبدأ المرء باكتشاف ملائمة الذات واكتشاف المحيط والواقع الجديد.

يوجد في الرواية جيلان مع ثلاث ضفات. الضفة الاولى هى الماضي وأعني وطن الأباء والأجداد والتي كانت حديث الوالدين اليومي.
والضفة الثانية وهي المخيم والمدينة الجديدين مع تفاصيل حياتهم اليومية. ونمييزهنا قلق حاد واشتباك بين الجيل الاول الذي يتشبث ويتذكر كل تفاصل الماضي وبين الجيل الجديد المولود في الضفة الجديدة واشكالات الإنتماء لها.
ولكن ما إن يتكيف الجيل الجديد في المجمتع الجديد أي في المخيم ودمشق, وما إن يصبح جزءا من نسيج وهموم وتطلعات المجتمع الجديد حتى تأتي الحرب لتسحق هذه المعايشة.
وعندها يصبح الإنتقال الى ضفة ثالثة جديدة وغريبة بكل المقاييس عن الضفة الاولى والثانية.
الانتقال هنا ايضا إنتقال قسري وعنيف ولكنه إنتقال ضروري من اجل الاستمرار بالحياة.
عندما بدأ عبدالله بإكتشاف الوطن الجديد كمقدمة للتعاييش والاندماج قرر العودة الى الضفه الثانية, دمشق للبحث عن ابنه البكر الذي أضاعه هناك.
أبطال راوية " رحيل" كلهم انتقلوا مرة واحدة, من الضفة الاولى إلى الضفة الثانية وكلُ له نكهته الخاصة ومشكلتة بالاندماج في الضفة الجديدة.
أما أكثرأبطال الرواية غرابةً فهو من يتلذذ ليس بلسعات البرد فقط وإنما بالصقيع ويمارس هذه القناعة ويترجمها بالموت متجمدا من الصقيع.
راوية "رحيل" هي رواية تروي صراع خطير في مجرى حياة الإنسان اللاجئ وتسجل بكل رهافة كل خلجات المقاومة والحنين للضفة الاولى.
2020-09-22








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص